Skip links
بنت صغيرة حزينة تجلس على الأرض وتضع يديها على خدها وخلفها امرأة تجلس على كرسي خشبي وتمسك قلم ودفتر

التشخيص النفسي للطفل – الأساسيات، الأدوات وما هو دور الأسرة؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو التّشخيص النفسي للأطفال؟

التشخيص هو عمليةٌ تهدف إلى تقييم وتحديد الحالة النّفسية للطفل، وذلك بناءً على معايير محدّدة واختباراتٍ يتمّ إجراؤها، إضافةً للمقابلات التي تفيد في التّعرُّف على وضع المُسترشد، ووصف حالته عن طريق استخدام بعض الأساليب والتقنيات النّفسية، إضافةً إلى أنه يعتمد على ملاحظاتٍ دقيقةٍ لسلوكيات الطفل، وردود فعله، وكيفية تفاعله مع أقرانه، ويهتمُّ باستجواب الأسرة والأفراد المقربين إليه لأخذ المعلومات اللازمة. [1]

ما هي أهمية التّشخيص المبكّر؟

يُعتبر التشخيص المبكر أمراً هاماً وضرورياً لأي طفلٍ لأنه يساعد في التّعرُّف على أنماط المشكلات النّفسية قبل أن تتزايد خطورتها الأمر الذي يستدعي التّدخل السريع، فكلما كان تشخيص الاضطراب في وقتٍ مبكرٍّ كانت فرص العلاج النفسي والتحسُّن أفضل، مما يساعد في تحسين جودة الحياة للطفل وعائلته. [2]

ما هو الفرق بين التّشخيص النفسي للكبار والأطفال؟

يختلف التّشخيص النفسي للأطفال عن البالغين في كثيرٍ من الجوانب، فالأطفال غالباً ما يكون لديهم صعوبةٌ في التّعبير عن أفكارهم، وعما يشعرون به، مما يجعل من الصّعب تحديد الأعراض بدقة، كما أن سلوك الأطفال يتأثر بشدّة تطوّرهم العقلي والنفسي نظراً لأنهم يتفاعلون مع محيطهم بشكلٍ مختلف عن الكبار، فأساس عميلة التشخيص قائمٌ على دور الأسرة والمدرسة في اكتشاف ماهيته، ومن ثم العرض على الأخصائيين، واتخاذ التدابير المناسبة. [1]

ما هي أساسيات تشخيص الحالة النّفسية؟

إن تشخيص الحالة النّفسية للطفل يعتمد على مجموعةٍ من الأساسيات التي تلعب دوراً في تقييم الأفعال والسلوكيات، وتحليل الأفكار والمشاعر بشكلٍ دقيق، وفيما يلي مجموعةٌ من النقاط التي تُعتبر مهمّةً في عالم التّشخيص: [2]

1- العوامل المؤثرة

الوراثة

تلعب الجينات دوراً في تحديد معدّل الاستجابة، وقابلية الطفل للإصابة ببعض الاضطرابات النّفسية، كالاكتئاب أو القلق.

العوامل الاجتماعية

تفاعل الطفل مع أصدقائه في المجتمع أو المدرسة قد يساهم في ظهور بعض المشكلات النّفسية، كصعوباتٍ في التّكيُّف الاجتماعي أو الخجل والرّهاب الاجتماعي.

الاضطرابات العضوية أو العصبية

بعض الحالات الصّحية، كالصدمات أو الأمراض المزمنة يمكن أن تؤثر على سلوك الطفل وحالته المزاجية.

البيئة

محيط الطّفل الاجتماعي والأسري يؤثر وبشكلٍ كبير على حالته، فالظروف من حوله، كالطلاق أو العنف، والفقر، والعزلة جميعها تترك انعكاساتٍ سلبيةً بداخله.

2- الأعراض التي تدلُّ على وجود مشكلاتٍ نفسية

من الممكن أن يتفاوت ظهور الأعراض النفسية عند الأطفال بناءً على التّطور والعمر، ولكن هنالك بعض الأمور التي تشير إلى وجود مشكلةٍ نفسية، ومنها:

التغيُّرات في السلوك

كالتراجع في التحصيل المدرسي أو الوحدة والانسحاب الاجتماعي.

التّغيرات في الطّعام أو النّوم

كالمعاناة من اضطرابات النّوم أو فقدان الشهية والأرق.

الصّداع والآلام الجسمية غير المُفسّرة

قد يعاني الطّفل من آلامٍ جسمانية لا يمكن معرفة سببها طبياً، وهذا يكون نتيجة التوتر النّفسي.

المشكلات العاطفية الشديدة

كالغضب المفاجئ، والخوف غير المُبرّر، والقلق المفرط.

الصعوبة في التأقلم مع التغيرات

على سبيل المثال: الانتقال من مرحلةٍ إلى أخرى في الحياة، كالانتقال إلى مدرسةٍ جديدة أو فقدان أحد أفراد العائلة.

3- الطريقة التي يتمُّ من خلالها فهم تصرفات الطّفل ضمن سياق تطوُّره النّفسي

يمرُّ الأطفال بمراحل نموٍّ مختلفة، وكل مرحلةٍ لها تطوّراتٌ محدّدة في القدرات العاطفية والعقلية، لذلك من المهمّ معرفة أن ليس كل ما يُبديه الطفل من أفعال يُعتبر مؤشراً على اضطرابٍ نفسي، فمن الطبيعي أن يكون الطّفل في مرحلة ما قبل المدرسة أكثر عرضةً لنوبات القلق والاكتئاب، ويرجع ذلك لتطوُّر مهارات التّحكم العاطفي، ولكن إذا بدأت هذه النوبات تتكرر وبشكل دائم وجب الحذر والتنبه لوجود مشكلةٍ نفسية.

ما هي الأدوات المُستخدمة في تشخيص الحالة النّفسية عند الطفل؟

يوجد هنالك بعض الأدوات الأساسية والتّقنيات التي يتمُّ استخدامها في هذه العملية، ومنها: [3]

1- المقابلة النفسية مع الطفل وعائلته

المقابلة مع الطفل

تعدُّ المقابلة المباشرة مع الطفل من أهمّ الأساليب المُستخدمة في التشخيص، حيث يتمُّ من خلالها التّفاعل مع الطرف الآخر لمعرفة مشاعره، وسلوكياته، وأفكاره، وقد يعاني بعض الأولاد من صعوبةٍ في تفريغ ما بداخلهم بشكلٍ تلقائي ودون تردد، لذا قد يستخدم الأطباء بعض الأنشطة التفاعلية والألعاب، كالرسم لمساعدتهم على التعبير عما في داخلهم.

المقابلة مع الأسرة

نظراً لأن الأطفال لا يستطيعون دائماً تقديم معلوماتٍ دقيقةٍ وصورةٍ واضحة عن معاناتهم النّفسية، فإن الاستماع للوالدين أو الأشخاص المقربين يمكن أن يوفر تفاصيل حقيقية وحيوية أكثر حول سلوك طفلهم سواءً في المدرسة، أو المنزل، وأيضاً أثناء التفاعلات الاجتماعية، فالأهل يمكن أن يصفوا التغيرُّات والتطورات في حياة أبنائهم، كذلك الظروف التي مرُّوا بها إن كانت هرمونيةً أو ماديةً وعاطفية، بالتالي إعطاء تقريرٍ أوضح للأخصائي.

2- المقاييس والاستبيانات المعيارية النّفسية

هي أدواتٌ يتمُّ استخدامها لتقييم جوانب نفسية مختلفة عند الطفل، كالقلق، واضطرابات السلوك، والاكتئاب، وهذه الاستبيانات تكون على شكل أسئلةٍ وأجوبتها نعم أو لا، أو أحياناً يتمُّ ملؤها من قبل الأطفال في حال كان عمرهم يسمح بذلك أو المدرسين، ومن أشهرها:

– مقياس التقييم السلوكي للأطفال.

– قائمة فحص السلوك للأطفال.

3- التقييم الطبي والجسمي

في بعض الأحيان قد تكون حالة الطفل النّفسية مرتبطةً بمشاكل صحيّة أو جسدية، فالفحص الطبي في بعض الأوقات يساعد على استبعاد الأسباب العضوية التي قد تصيب الطفل، وتؤثر عليه سلباً، ومن المهمّ أيضاً فحص النظر، وحاسة السمع، والانتباه في حال المعاناة من أي مشاكل صحيّة أخرى نظراً لاحتمال ارتباطها باضطراباتٍ نفسية.

ما هو دور الأسرة في تشخيص الحالة النّفسية للطفل؟

للأسرة دورٌ مهمٌّ في تشخيص حالة الطفل النّفسية، وتقديم الدعم له عن طريق ما يلي: [4]

1- التعاون مع المُختصين

يُعتبر دمج الوالدين في الجلسات النفسية أمراً بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يُطلب منهم ملء استبياناتٍ معينة أو التحدُّث مع الأخصائيين حول وضع أطفالهم، وتقديم رؤىً ومعلوماتٍ مفيدةً حول التاريخ النفسي للطفل، ومتى شعروا أن الأعراض بحاجةٍ لمعاينة من قبل أخصائي، وهل شعروا بأن هنالك تغيّراً في طريقة تعامله مع غيره من أصدقائه والمقربين منه.

2- خلق بيئةٍ داعمة

العائلة هي المسؤولة عن توفير الأمان والاستقرار للطفل، فالتفاعلات الإيجابية عاملٌ مهمٌّ ومساعدٌ للوقاية وتجنُّب التّعرض لصدماتٍ نفسية، وبالأخص إذا كانت الأجواء مليئةً بالحنان والحب.

3- دعم الطفل معنوياً

إن الدعم الذي يقدمه الآباء لأطفالهم يفيد في تعزيز قدراتهم على مواجهة التحدّيات النّفسية، فبقدر ما يعلّم الوالدين الطفل كيف يعتمد على نفسه، ويكون قوياً في كل الظروف بقدر ما يكون الطفل صريحاً وصاحب لسانٍ جريءٍ يعبّر عما يدور في عقله دون خوفٍ عندما يعلم أنه على حق.

4- تحفيز الطفل على المشاركة في العلاج

في بعض الأحيان قد يشعر الطفل بالخوف والتحفُّظ تجاه ما يملكه من معلومات، وفي هذه الحالة يكون للأسرة دورٌ في تشجيعه على الكلام والتحدُّث مع الأخصائي حول ما يحصل معه من أمور غير سويّة، الأمر الذي يخفّف من قلقه وتوتره، ويجعله بحالٍ أفضل.

5- إعادة تقييمٍ للسلوكيات

في بعض الحالات قد يحتاج المتخصّصون إلى إعادة تشخيص الوضع بعد مرور فترةٍ من المتابعة والعلاج من قبل الأسرة لحالة الطفل، مما يضمن تلقّيه أفضل رعايةٍ ممكنة، ولا بدّ من مراجعةٍ سريعةٍ للبرنامج العلاجي للتأكد من أنه يناسب الاحتياجات العامة له.

المراجع البحثية

1- News-Medical. (2021, September 1). What is a Diagnosis? Retrieved November 29, 2024

2- Daffin, A. B. a. L. W., Jr. (n.d.). Module 3: Clinical Assessment, Diagnosis, and Treatment – Fundamentals of Psychological Disorders. Retrieved November 29, 2024 

3- Understanding psychological testing and assessment. (2022, August 18). Retrieved November 29, 2024

4- Improving diagnosis in health care. (2015). In National Academies Press eBooks. Retrieved November 29, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.