Skip links
صبي مصاب بالحول يرتدي نظارات وكنزة مخططة بالأزرق والأبيض يجلس مبتسما على الأرض

مضاعفات وتشخيص الحَوَل عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » مضاعفات وتشخيص الحَوَل عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الحَوَل اضطراباً شائعاً في مرحلة الطفولة، وفيه يحدث فقدان التوازي بين العينين، فتبدو كلاً منهما في اتجاهٍ عند النظر إلى الشيء المراد رؤيته، وتصبح العين المستقيمة أو الأكثر استقامةً هي المُسيطرة، وتبقى حدَّة الرؤية في هذه العين طبيعيةً، لأن اتصال العين بالدماغ يعمل كما ينبغي.

أما العين المُنحرفة أو الأضعف، فإنها لا تركز كما يجب، ولا يتشكل اتصالها بالدماغ بشكلٍ صحيح، ويمكن أن يُسبّب الحَوَل مشاكل نفسيةً واجتماعيةً عند الطفل، وإعاقةً وظيفيةً دائمةً في العين في حال عدم العلاج، ويعدُّ التشخيص المبكر مهمّاً لتحقيق أقصى قدرٍ من إعادة التأهيل البصري، وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات. [1] [2]

ما هي أعراض الإصابة بالحَوَل عند الأطفال؟

لا يشتكي معظم الأطفال المصابين بالحَول من مشاكل في العين، وقد لا يلاحظون وجود تغيراتٍ في عملية الرؤية لديهم، وعادةً ما يلاحظ أحد أفراد الأسرة، أو المعلم، أو مُقدّم الرعاية الصحية أن العيون ليست مستقيمة، وقد يعاني بعض الأطفال من الرؤية المزدوجة (رؤية شيئين عندما يكون أحدهما فقط في الأفق)، أو يواجهون صعوبةً في رؤية الأشياء بشكلٍ عام، ويمكن أن تؤثر هذه المشكلات أيضاً على مهارات القراءة، والتعلم في الفصول الدراسية. أما الأطفال الأصغر سنًا الذين لا يتحدثون بعد قد يحدقون كثيراً، ويميلون رؤوسهم في محاولةٍ للرؤية بشكلٍ أكثر وضوحاً. [2]

ما هي مضاعفات الإصابة بالحَوَل عند الأطفال؟

من الاعتقادات السائدة عند البعض أن الحَوَل عند الأطفال سوف يتحسّن من تلقاء نفسه، ولكن في الحقيقة، فإنه يمكن أن يزداد سوءاً إذا لم يتمّ علاجه، وقد تحدث المضاعفات التالية: [3] [4] [5]

1- العين الكسولة أو ضعف الرؤية الدائم في العين المحولّة

عندما يتمُّ توجيه العينين في اتجاهاتٍ مختلفة يتلقى الدماغ صورتين بصريتين مختلفتين، وبالتالي قد يتجاهل الدماغ الصورة من العين المُنحرفة، مما يؤدي إلى عتمةٍ وظيفية، وذلك لتجنُّب الرؤية المزدوجة، والتعرُّض الدائم للقمع الدماغي، فيؤدي إلى ضعف تطور الرؤية في تلك العين.

2- الرؤية الضبابية

أي تصبح الرؤية مشوشةً، وغير واضحة، فلا يتمكن الطفل من رؤية التفاصيل الدقيقة، وتترافق مع كل من الصداع، والحساسية من الضوء، ونقص التركيز، مما يؤثر على الأداء في المدرسة والعمل، وعلى الاستمتاع بالهوايات، والأنشطة الترفيهية.

3- ضعف الرؤية التجسُّمية أو ثلاثية الأبعاد

أي عدم القدرة على رؤية الجسم بأبعاده الثلاثة أو إدراك المُجسَّمات بسبب عدم إمكانية الجمع بين صور الأشياء ودمجها، ومقارنتها بين كلا العينين (اندماج الرؤية يولّد الإحساس بالبعد الثالث).

4- الصَّعر (Torticollis)

هو عبارة عن التواءٍ جانبيٍّ للعنق، حيث يأخذ الرأس وضعيةً غير طبيعيةٍ لتعويض الخلل البصري في حال الرؤية المزدوجة، حيث يميل الرأس باتجاه الموقع الذي تكون فيه عضلات العين المصابة غير قادرةٍ على تحريك العين باتجاهه، فميلان الرأس يُعتبر محاولةً لتعويض حركة العضلات.

5- المضاعفات النفسية والاجتماعية

غالباً ما يعاني الأطفال المصابين بالحَوَل من العديد من العواقب النفسية، والاجتماعية، والعاطفية، وتدنّي الصورة الذاتية، والانتقادات الاجتماعية السلبية، والسخرية في المدرسة، والنبذ، والاكتئاب، والغضب، وزيادة القلق الاجتماعي، وضعف العلاقات الشخصية، ولاحقاً عندما يصبح بالغاً يعاني من ضعف فرص العمل.

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحَوَل عند الأطفال؟

يجب أن يخضع أي طفلٍ يزيد عمره عن أربعة أشهر، ويبدو أنه يعاني من الحَوَل لفحصٍ كاملٍ للعين من قبل طبيب عيونٍ بشكلٍ دقيقٍ وموسَّع، وذلك من خلال أخذ المعلومات، والقيام بالفحوص التالية: [5]

1- القصة المرضية

هناك عوامل يجب مراعاتها، وهي تساعد في تحديد سبب الحَوَل وعلاجه، وهي:

– هل ظهرت المشكلة فجأةً أم مع مرور الوقت؟

– هل كان الحَوَل موجوداً في الأشهر الستة الأولى من الحياة أم أنه حدث لاحقاً؟

– هل يؤثر دائماً على نفس العين أم أنه ينتقل بين العينين؟

– هل درجة الحَوَل صغيرة أم متوسطة أم كبيرة؟

– هل الحَوَل موجودٌ دائماً أم أحياناً؟

2- التاريخ الطبي

وذلك لتحديد الأعراض، والتاريخ العائلي للإصابة بالحَوَل، والمشاكل الصحية العامة، والأدوية المستخدمة، وأي أسبابٍ مُحتملةٍ أخرى للأعراض.

3- فحص حدَّة البصر

وذلك من خلال قراءة الحروف من مخطط العين أو فحص السلوك البصري للأطفال الصغار، حيث يقف الطفل أو يجلس على بعد عشرين قدمٍ من الرسم البياني أو الشاشة، ويطلب الطبيب منه تغطية إحدى عينيه (عادةً باليد) ثم تتمُّ قراءة المخطط بدءاً من الأعلى بأكبر صفّ من الحروف أو الرموز.

ويستمر في قراءة الصفوف الأصغر حتى لا يتمكن من رؤية الحروف أو الرموز بوضوح، وبعد الانتهاء من فحص العين يتمُّ التبديل بين العينين، وإجراء الاختبار مرةً أخرى، أما بالنسبة للأطفال الصغار، فتستخدم بعض الاختبارات رموزاً أو صوراً بدلاً من صفوف الحروف، وقد يعطي الطبيب للطفل ورقةً تحتوي على الحروف الموجودة على المخطط، ويطلب منه مطابقة الحروف التي يراها على الورقة مع موقعها على مخطط الحائط.

4- فحص الانكسار

يتمُّ فحص عينيّ الطفل بسلسلةٍ من العدسات التصحيحية لقياس كيفية تركيز الضوء.

5- الفحص بعد توسيع حدقة العين

لتحديد صحة تراكيب العين الداخلية.

6- اختبارات فحص الحَوَل

ما هي اختبارات فحص الحَوَل؟

1- اختبار مُنعكَس الضوء (The light reflex test)

ويسمّى اختبار هرشبيرغ (Hirschberg test) يتمُّ وضع الطفل على حضن أحد والديه، ويقف الطبيب على مسافة مترٍ واحدٍ أمام الطفل، ويحمل ضوءاً صغيراً، ويتمُّ توجيه انتباه الطفل إلى الضوء ثم ملاحظة ومقارنة موضع انعكاس الضوء في كل عينٍ من عيون الطفل.

سوف تولّد محاذاة العين الطبيعية انعكاساً ضوئياً متطابقاً في كل عين، بينما يشير انحراف مُنعكَس الضوء إلى محاذاةٍ بصريةٍ غير طبيعية، حيث إن كل 1 ملم من الانحراف يعادل انحرافاً قدره 15- 20 ديوبتر أو كسيرة (وحدة قياس الطاقة البصرية للعدسة).

2- اختبار المُنعكَس الأحمر (The red reflex test)

يقف الطبيب على مسافة 0,5 متر أمام الطفل، ويحمل منظار العين المباشر (المضبوط على 0)، ويتمُّ توجيه انتباه الطفل إلى منظار العين، ويقوم الطبيب برؤية المُنعكَس الأحمر لكلا العينين في وقتٍ واحد، ويجب أن تكون ردود الفعل الحمراء متطابقةً، وعدم المساواة في الحجم، أو الشكل، أو اللون أمرٌ غير طبيعي.

3- اختبار تغطية العين (The cover test)

يقف الطبيب أمام الطفل، ويوجّه انتباه الطفل إلى هدف، مثل: ضوء، أو لعبة، ثم يقوم بتغطية إحدى عيني الطفل، ويراقب عن كثبٍ حركة العين المكشوفة، وعندما يتمُّ تغطية العين الطبيعية المُثبّتة يجب أن تتحرك العين غير الطبيعية الواضحة من موضعها المنحرف، وتأخذ التثبيت الصحيح، وعليه فإن الحركة تشير إلى وجود الحَوَل الظاهر في العين المكشوفة، ويتمُّ تكرار اختبار الغطاء على كل عين.

4- اختبار الكشف (The Uncover test)

يقوم الطبيب بتغطية إحدى عيني الطفل لمدة خمس ثوانٍ، ويوجّه انتباه الطفل إلى الهدف ثم تتمُّ إزالة الغطاء بسرعةٍ مع مراقبة العين المكشوفة حديثاً، سوف تتحرك العين غير الطبيعية الكامنة إلى وضعٍ منحرفٍ عند تغطيتها، وبعد أن يتمّ كشفها يجب أن تعود العين غير الطبيعية إلى التثبيت الصحيح. بناءً على ذلك، فإن الحركة تشير إلى وجود الحَوَل الكامن في العين المكشوفة حديثاً، ويتمُّ تكرار اختبار الكشف على كل عين.  

المراجع البحثية

1- The Royal Australian College of general Practitioners. (n.d.). Evaluating squints in children. Australian Family Physician. Retrieved October 18, 2023

2- Bourgeois, A, J. (2022, March). Strabismus. Kidshealth.org. Retrieved October 18, 2023

3- Scarale, M. E. (2022, November 5). Ocular torticollis – abnormal compensatory head posture. MARIA ELISA SCARALE. Retrieved October 18, 2023

4- Kothari, M., Balankhe, S., Gawade, R., & Toshnival, S. (2009). Comparison of psychosocial and emotional consequences of childhood strabismus on the families from rural and urban India. Indian Journal of Ophthalmology. Retrieved October 18, 2023

5- Cleveland Clinic .(2023, June 20) .What is strabismus?. Cleveland Clinic. Retrieved October 18, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.