تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تكثر مشاكل البشرة في الصيف، وذلك بسبب الهواء الجاف وأشعة الشمس الحارقة التي تؤذي خلايا البشرة، وتسبّب لها العديد من المشاكل، ولاسيما للإناث، والأطفال ذوي البشرة الرقيقة، والعاملين تحت أشعة الشمس في أوقات الظهيرة خاصة، وسنذكر هذه المشاكل تباعاً في هذا المقال مع إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة.

تبعث الشمس ثلاثة أنواعٍ من الأشعة فوق البنفسجية لكل منها طول موجة معينة، ويصل إلى سطح الأرض أطول الموجات، وهي UVA، وجزء من UVB، وهي أقصر من الأولى، لكنها تؤثر على البشرة بشكلٍ أساسي، فتسبّب لها الحروق، والجفاف، وغيرها من المشاكل، وتتناسب هذه الأذيات طرداً مع مدة التعرض للشمس وتوقيت حدوث التعرض، إذ أثبت العلماء أن شمس الظهيرة في فصل الصيف هي الأكثر سوءاً، والتعرض لها في أوقات الصباح هو الأفضل.

أما UVA، فهو قادر على اختراق طبقات الجلد بشكلٍ أعمق بفضل طول موجته، ويؤثر على العمليات الحيوية لخلايا البشرة، وبالتالي تظهر التجاعيد، وبالنسبة لطول الموجة الأخير والأقصر UVC، فهو خطير، لكنه لا يصل لسطح الأرض بفضل الغلاف الجوي. ^[1]

ما هي أبرز مشاكل البشرة في الصيف؟

1- جفاف البشرة

إن مشكلة جفاف البشرة من أهمّ المشاكل التي يجب التطرق لها، وفيها يصبح الجلد أكثر سماكة، ويفقد نعومته بسبب نقصان الزيوت المفرزة من الغدد الدهنية الموجودة في أدمة الجلد. ولتجنب هذه المشكلة ينصح بعدم الخروج من المنزل في فترة الظهيرة، ووضع الواقيات الشمسية المناسبة بعامل حماية SPF +30، ووجب التنويه على اختيار الواقي الشمسي المناسب لطبيعة بشرتنا، وتجديد الواقي كل ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر. أما بالنسبة للسباحين المعرضين لهذه المشكلة على وجه الخصوص، ينصح بالاستحمام الفوري بعد الخروج من حوض السباحة بماءٍ فاترٍ مع غسول جسمٍ ذي جودةٍ عالية. ^[2]

2- التهاب الجريبات الشعرية (Folliculitis)

تحدث بسبب تراكم المادة الدهنية والأوساخ في جريبات الشعرة، فتتضخم وتصبح مؤلمةً وحاكة، ويتمُّ تجنب هذه الحالة أو تخفيفها بارتداء ملابس مريحة وخفيفة في فصل الصيف، ونزع ملابس العمل الضيقة وغير المريحة، والابتعاد عن أحواض الاستحمام الحارة لأنها تزيد من التهيُّج والألم. ^[2]

3- التجاعيد وأشعة الشمس

تصيب الشيخوخة كامل أعضاء الجسم، وأولها الجلد، وهي ناتجة عن تموُّت الخلايا، وصعوبة تعويضها مع التقدم بالسن، لكن بالحديث عن الجلد تقوم أشعة الشمس بتسريع عملية الشيخوخة المتمثلة بظهور التجاعيد، وأولها تلك التي تظهر حول صوار الفم، والعينين، والجبهة، وذلك بتأثير هذه الأشعة بنسبة ثمانين إلى تسعين بالمئة على العمليات الكيميائية الحيوية التي تحصل في الجلد، وبالتالي إنقاص عدد الخلايا والكولاجين، وكما تؤذي بدورها وظيفة الجلد، وقوامه، وملمسه، فيتسبب بمشكلةٍ جمالية، مما يوحي للإناث خاصةً بعمرٍ أكبر من أعمارهن الحقيقية. ^[3]

4- حساسية الشمس أو الحروق الشمسية

حساسية الشمس (Sunlight allergy) هي حالة ردّ فعلٍ مناعي تحسسي سببه وراثي أو دوائي يصيب الأشخاص بمختلف الأعمار، وتتجلى الأعراض باحمرار الجلد (الطفح الحمامي) أو الشرى الذي يتميز بظهوره، واختفائه خلال أربعة وعشرين ساعة، والحكة المعممة التي تؤدي لتخريش الجلد، ومن الأدوية التي تسبّب حساسية الشمس المسكنات الحاوية على كيتوبروفين (Ketoprofen)، والصادات الحيوية، مثل: تتراسيكلين (Tetracycline)، ودوكسي سيكلين (Doxycycline).

والحل في هذه الحالة إيقاف الأدوية أو استبدالها بغير صنف بنفس الفعالية الدوائية باستشارة طبيبٍ أو صيدلي، وعدم الخروج تحت أشعة الشمس الحارقة لتخفيف التهيُّج والحكة، بالإضافة إلى مستحضرات تخفف من الأعراض، مثل: استخدام مضادات الهستامين (Anti-histamine).

أما الحروق الشمسية، فهي ردُّ فعلٍ التهابي للجلد ضدّ أشعة الشمس نتيجة تموُّت الخلايا الكيراتينية (keratinocytes) في الطبقة المتقرنة من البشرة لمنع التنشؤات السرطانية التي قد تحدث في الجلد إثر أشعة الشمس، وذلك يفعل خلايا لانغرهانس (Langerhans) cells المناعية الموجودة في الجلد.

بالإضافة إلى ذلك يعمل العامل المنخر الورمي TNF-a على هجرة الكريات البيض المعتدلة (Neutrophils) والبالعات (Macrophages) لحماية الجلد، وتشكيل خلايا الحروق الشمسية المعروفة باسم (Sunburn cells)، فيتظاهر الحرق الشمسي بحمامى (Erythema) حمراء حاكة تشفى بالابتعاد عن الشمس، وتحقيق الوقاية المثلى من الأشعة. ^{[4] [5]}

5- سرطان الجلد

يعدُّ سرطان الجلد من أشيع السرطانات في الولايات المتحدة الأمريكية، ويصيب الإناث أكثر من الذكور، ولاسيما الإناث ذوات البشرة البيضاء، إذ يعمل صباغ الميلانين الموجود لدى ذوي البشرة السمراء كعاملٍ وقائي ضدّ التأثيرات المسرطنة لأشعة الشمس المتمثلة باختراق الطبقات الجلدية، وتدمير المادة الوراثية الموجودة داخل أنوية الخلايا، والمسؤول عن تكاثرها وانقسامها الطبيعي.

لذلك بعد التعرض المزمن للشمس، وبوجود قصةٍ عائلية وعاملٍ وراثي تتكاثر الخلايا بشكلٍ سريع وغير منتظم، ويتظاهر السرطان بشكل بقعةٍ وحيدة لا تلبث أن يتغير قطرها، لذلك يجب مراقبة وفحص الآفات التي تظهر فجأةً على الجلد، وتلك التي لا تستجيب للمعالجة، والجدير بالذكر أن سرطان الجلد قد يؤثر على الأحشاء الداخلية، ويسبّب الوفاة في حال إهماله. ^[1]

كيف نحمي أنفسنا من مشاكل البشرة في الصيف؟

إن حماية البشرة والاهتمام بها لا يقتصر على كبار السن وذوي البشرة الحساسة، بل هي واجبٌ على الجميع، وذلك بخطواتٍ بسيطةٍ وغير مكلفة. في البداية يجب التأكيد على وضع الكريمات الواقية من أشعة الشمس، وخاصةً عند الخروج من المنزل خلال الفترة ما بين الساعة الواحدة ظهراً إلى الرابعة عصراً على ألا تقل درجة الحماية عن خمس عشرة درجة.

وتعني درجة الحماية SPF 15 أنك تحمي بشرتك خمس عشرة مرةً من الحروق الشمسية مقارنةً بالشخص الذي لا يستخدم الواقيات الشمسية، وتزيد هذه المرات حال استخدامك درجة الحماية ثلاثين أو خمسين، وللاستخدام الصحيح للواقي الشمسي يجب وضع كميةٍ مناسبةٍ لمساحة سطح المناطق المعرضة، وعدم الاقتصار على وضع الواقي على منطقة الوجه فقط، بل ينصح بتغطية اليدين والقدمين وباقي المناطق المكشوفة، وتجديد وضع الواقي الشمسي عند البقاء طويلاً في الخارج أو الخروج من حوض السباحة.

كما أن للمرطبات والمطريات دوراً هاماً في حماية البشرة من الجفاف والتشققات، وينصح بالابتعاد عن المنتجات العطرية والتجارية، واستبدالها بالطبيعية، مثل: جل الألوفيرا، وماسكات الخيار، واللبن، وغيرها من المواد رخيصة الثمن والمغذية، والموجودة في كل منزل. ^{[1] [3]}

في النهاية يجب ارتداء الملابس المناسبة للطقس، ووضع النظارات الشمسية لحماية العين من الحساسية الضوئية، والقبعة لحماية الشعر من الجفاف والتقصف مع الأخذ بعين الاعتبار الألوان الفاتحة المناسبة لفصل الصيف.