Skip links
طبيب بيطري يحمل جهاز تاب لوحي وينظر لبقرة لونها أسود وأبيض

متلازمة هوفلند

الرئيسية » المقالات » الطب » الطب البيطري » متلازمة هوفلند

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتعدد إصابات الجهاز الهضمي عند المُجْترات، وأكثر ما يصادفنا الأمراض الداخلية للجهاز الهضمي، ويتوجب على المربين ومحطات تربية المُجْترات الاهتمام بنوعية العليقة كماً ونوعاً، حيث تعاني المُجْترات، وخاصةً الكبيرة الحجم (أبقار وجواميس) من اضطراباتٍ هضمية بسبب إصابة العصب المبهم الذي ينشأ من الدماغ، ويسير مع المري وصولاً للتجاويف المعدية.

وقد سمّي بالمبهم لأن طريقة تفرعه داخل الجسم تختلف عن باقي الفروع العصبية، لذلك عند تعرض هذا العصب لأذية، أو تلف، أو ضغط ميكانيكي لعدة أسباب سنلاحظ احتمالية حدوث أربع أمراض، وهي: فشل التجشُّؤ مسبباً تراكم الغازات في الكرش وانتفاخه (النفاخ).

أما الشكل الثاني، فيمنع انتقال الغذاء عبر الفتحات من الشبكية إلى المنفحة، والشكل الثالث قد يحدث انحشار الورقية (تلبك الورقية) نتيجة التغذية على أعلاف جافة ومياه قليلة أو بسبب التواء المنفحة، جميعها عوامل تؤدي للضغط على العصب. أما الشكل الرابع، فيسبّب انسداداً جزئياً في الكرش، وهو الأكثر شيوعاً في أواخر الحمل مؤدياً لظهور متلازمة هوفلند.

ما هو تعريف متلازمة هوفلند؟

هي مجموعةٌ من الاضطرابات الحركية والعصبية تصيب التجاويف الهضمية (الكرش، الشبكية، الورقية، الأنفحة) بسبب الاعتلال أو التلف في العصب المبهم، والذي يعدُّ المسؤول عن التغذية العصبية للأحشاء، مما يسبّب إما اضطراباً في انتقال محتويات الغذائية عبر الشبكية إلى الورقية لعدم ارتخاء الفتحات (تضيق وظيفي أمامي)، أو اضطراباً في انتقال المحتويات الغذائية عبر فتحة البواب (تضيُّقٌ وظيفيّ خلفي) بسبب تضيُّق فتحة البواب أو ارتخائها. [1]

ما هي الأسباب المهيئة لحدوث متلازمة هوفلند؟

توجد عدة عوامل تهيئ للإصابة منها: [2]

1- إصابة المُجْترات بأمراضٍ ناتجةٍ عن سوء نوعية العليقة أو وجود أجسامٍ غربية، مثل: التهاب الشبكية الرضحي، وما ينتج عنها من التصاقاتٍ بين الأعضاء، وندباتٍ نسيجية مسببةً أذيةً لفروع العصب المبهم، أو نتيجة الضغط على العصب عند إصابة الحيوان بانحشار الورقية مسبّباً تلفه، ويعدُّ من أكثر الأسباب شيوعاً للمرض.

2- تليُّف جدار الشبكية من الجهة الأنسية، حيث تتوضع المستقبلات الحسية لتتداخل مع الميزابة المرئية ومنعكساتها، ولوحظ أن التليُّف يحدث بشكلٍ أكبر في الجهة اليمنى في تجويف الشبكية الناتج عن الإصابة بالبكتريا (العصيات الشعية).

3- تلعب الخراجات التي تصيب الكبد أو الأورام دوراً في الضغط على العصب مؤديةً لظهور أعراض المرض.

4- إن إصابة الحيوان بأمراضٍ تؤدي لتضخُّمٍ في العقد اللمفاوية خصوصاً في المناطق التي يسير فيها العصب في الرقبة مسبّباً ضغطاً على العصب، كأمراض السل، أو ضمن الرئة، أو تضخُّم العقد المساريقية.

5- تلعب إصابة المُجْترات دوراً بالفتق في الحجاب الحاجز أو بسبب إصابة الحيوان بذات الجنب الجافة مشكلةً حدوث التصاقاتٍ فبرينية بين الأغشية الرئوية، مما قد ينتج عنه ضغطٌ على العصب المبهم.

6- الالتهابات التي تصيب البيرتوان، وما ينتج عنها من التصاقاتٍ فبرينية لتلعب دوراً في حدوث الإصابة.

7- وجود أورامٍ حليميةٍ في منطقة البواب، أو في المنطقة الصدرية، أو وجود أطوارٍ طفيلية تشكل كيساتٍ بيضية لتضغط الكيسات على العصب في حال تشكلها ضمن مسار العصب.

ما هي الآلية الإمراضية لمتلازمة هوفلند؟

ينشأ العصب المبهم من الدماغ، ويسمّى بالعصب العاشر أو الحائر من الأعصاب القحفية، ويمرُّ عبر منطقة الرقبة بجوار المريء ليصل إلى الشبكية وأليافه نوعان منها: عصبي حركي، ونسبته 10 بالمئة، وعصبي حسي ونسبته 90 بالمئة، ويلعب التأثير الحسي دوراً بالغ الأهمية في نشوء المرض، وتطوره.

ويتفرع العصب إلى فرعين بطني وظهري، فعند إصابة ألياف العصب الظهري نلاحظ عدم ارتخاء في فتحات التجاويف الهضمية (شبكية، ورقية)، وبطئاً شديداً في انتقال الغذاء، وينتج عنه تمدّداً في الكرش، وظهور علامات النفاخ، أما عند إصابة ألياف العصب البطني تسبّب عدم ارتخاء في عضلة البواب وانسدادها، ويعدُّ هذا الشكل أخطر من السابق.

ما هي أعراض متلازمة هوفلند؟

يبدأ المرض بشكلٍ كامنٍ دون ظهور أعراضٍ مرضية لتستمر من عدة أيام حتى عدة أسابيع، وتظهر الأعراض بإصابة العصب المبهم بشكلين سريرين يشتركان بعدة صفات، وينفرد كل شكلٍ بأعراض خاصة به، وهي: [3]

1- فشل الورقية

هو الشكل السريري الأول، ويسمّى فشل الورقية بسبب نقلها للمحتويات الغذائية عبرها ببطء شديد، ويعدُّ هذا الشكل الأكثر انتشاراً، والأقل خطراً، ونلاحظ انخفاضاً تدريجياً في شهية الحيوان حتى انعدامها مع انعدام عملية الاجترار. أما القلب، فتتباطأ دقاته (40-60) ضربة في الدقيقة.

أما الكرش، فيحتوي على سوائل رغوية، وتزداد حركات الكرش (12- 8) حركة في الدقيقة، وأهمُّ ما يميز هذا الشكل أنه عند النظر للحيوان من الخلف نلاحظ عدم تناظرٍ بين الخاصرتين، ويسمّى شكل البطن (Papple) ليمتد محيط البطن الأيسر نحو الأعلى على شكل تفاحة.

أما الجهة اليمنى من البطن، فتتمدد للأسفل على شكل إجاصة ليظهر الكرش على شكل حرف L مقلوبة. أما شكل البراز، فيكون معجوني القوام، ويحتوي على أجزاء غير مهضومة، ويسبق ظهور البراز السابق حالات من الإسهال المائي.

2- إخفاق البواب

هو الشكل السريري الثاني، ويسمّى إخفاق البواب بسبب عدم ارتخائه، ويعدُّ هذا الشكل الأقل انتشاراً، لكنه الأخطر، ويحدث بسبب عدم قدرة المحتويات الغذائية على الانتقال إلى الاثني عشر بسبب تضيُّق فتحة البواب، واحتباس الغذاء في المنفحة، والورقية، والشبكية مسبّباً تمدّداً في الكرش (النفاخ)، وضعفاً في حركات الكرش.

وقد يلجأ الحيوان إلى تقيؤ الغذاء، وكثيراً ما نلاحظ هذا الشكل في حالات الحمل المتقدم ليشكل صعوبةً في القيام بعملية الجس، مما يدفع الحيوان ليصبح شرساً، وعند سماع القلب نلاحظ ارتفاعاً في معدل ضرباته، وقد يرقد الحيوان على الأرض، وتتمزق الأنفحة، ويحدث النفوق. أما شكل البراز، فيكون ذا قوامٍ معجوني لزج، وله رائحة كريهة، ويكون ممزوجاً بالمخاط.

كيف تتمُّ الوقاية من متلازمة هوفلند؟

تتمُّ الوقاية من المرض عن طريق العناية بغذاء المُجْترات كماً ونوعاً، وخصوصاً في مرحلة الحمل، والولادة، والنفاس تفادياً لحدوث الأمراض، مثل: انحشار الورقية، والتهاب الشبكية الرضحي أو انزياح المنفحة لما لها من دور في الضغط على العصب المبهم، وحدوث المرض.

كما يجب إعطاء مضادات الطفيليات الداخلية، مثل: الإيفرمكتين بشكلٍ دوري تفادياً لتشكل أطوارٍ طفيليةٍ على شكل أكياسٍ بيضية ضمن الأنسجة القريبة من مسار العصب المبهم، والإسراع في علاج الالتهابات عند الإصابة تجنُّباً لحدوث التصاقاتٍ فبرينية بين أغشية الأعضاء، وتلعب المضادات الحيوية واسعة الطيف الأوكسي تتراسكلين دوراً فعالاً في كبح العدوى الثانوية، وعدم تطور الشكل الالتهابي.

 كيف تُعالج متلازمة هوفلند؟

غالباً لا تستجيب الحيوانات المصابة للعلاج المقدّم، خصوصاً الشكل الثاني في حالة تضيُّق البواب، وبذلك يكون الإنذار سيئاً، ونسبة الشفاء قليلة، لكن في الشكل الأول قد يستجيب الحيوان للعلاج عبر تفريغ محتويات الكرش من الغذاء بواسطة اللي المعدي مع تقديم أغذيةٍ لينة سهلة الهضم، والمياه بكميةٍ وفيرة.

كما يتمُّ تجريع الحيوان زيت البارافين 10 ميلي لتر لكل 1كيلو غرام وزنٍ حي يومياً لمدة 3 أيام، كما يتمُّ إعطاء مضاداتٍ حيوية واسعة الطيف، مثل: الأوكسي تتراسكلين 30 بالمئة، وذلك عن طريق الحقن بالعضل تجنُّباً لحدوث عدوى ثانوية، وتعليق سيروم يحتوي على الأملاح تجنُّباً لحدوث التجفاف، والتأكد من توازن الكهارل والشوارد. [4]

المراجع البحثية

1- Vagus indigestion in dairy and beef cattle. (n.d.). Purdue.edu. Retrieved March 1, 2024

2- Ferreira, L. V. O., Lourenço, M. L. G., Takahira, R. K., Alonso, J. M., Oliveira-Filho, J. P., Borges, A. S., Chiacchio, S. B., & Amorim, R. M. (2023). Vagal indigestion in mini-cattle. Pesquisa Veterinaria Brasileira [Brazilian Journal of Veterinary Research], 43. Retrieved March 1, 2024

3- Braun, U. (n.d.). Chronic Indigestion Syndrome in Ruminants. MSD Veterinary Manual. Retrieved March 1, 2024

4- Animal, A. in. (2014). Advances in Animal and Veterinary Sciences. Retrieved March 1, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.