Published in: أمراض

متلازمة تمَلمُل الساقين

Author د. عبد الرحمن الدخيل

Published on: 1 نوفمبر، 2023

د. عبد الرحمن الدخيل

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

على الرغم من انتشارها الكبير نسبياً، تعدُّ متلازمة تمَلمُل الساقين ((RLS) Restless Legs Syndrome) من الحالات الطبية الفريدة من نوعها، والتي لم يتمّ تفسيرها بشكلٍ كاملٍ بعد، وعلى الرغم من أعراضها الخفيفة نسبياً إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وتحديد إمكانات الفرد في المجتمع.

ما هي متلازمة تمَلمُل الساقين؟

هي متلازمةٌ عصبيةٌ يعاني فيها المريض من إحساساتٍ مزعجةٍ في الساقين، حيث ينتج عن هذا الإحساس إلحاحٌ مستمرٌّ لتحريك الساقين، وخاصةً في الليل أو أثناء النوم، ويزول هذا الشعور بتحريك الساقين. وهي من المتلازمات الشائعة حول العالم، فحسب آخر الإحصائيات تُقدّر النسبة الكلية للمصابين بمتلازمة تمَلمُل الساقين عالمياً بحوالي 2 إلى 15بالمئة، وتشاهد بنسبةٍ أكبر عند الذكور البالغين.

يمكن أن لهذه المتلازمة أن تحدث في أي عمر إلا أن الأعراض تسوء عادةً مع التقدُّم في السن، ويمكن للأعراض أن تُعيق نشاطات المريض اليومية، إلا أن الحالة يمكن تدبيرها ببعض الإجراءات البسيطة، وكما يوجد تدبيرٌ دوائيٌّ ناجحٌ لهذه الحالة. ^{[1] [3]}

ما هي أعراض متلازمة تمَلمُل الساقين؟

العرض الأساسي هو الرغبة المُلحّة لتحريك الساقين، ويتميز هذا العرض بعدة خصائص:

1- إحساسٌ بعدم الراحة في القدمين أثناء الاسترخاء: فالمريض ينتابه شعورٌ بعدم الراحة عند الاستلقاء أثناء الجلوس في السيارة، أو الطائرة، أو المسرح.

2- الارتياح عند الحركة: يزول الانزعاج عادةً بالحركة، لذلك يشعر المريض بالراحة أثناء قيامه ببعض الأنشطة الرياضية، كالمشي، والجري.

3- الشعور بالوخز في الساق في ساعات الليل: حيث إن متلازمة تمَلمُل الساقين تترافق عادةً مع متلازمةٍ أخرى، وهي حركة الأطراف الدورية أثناء النوم، والتي تُسبّب الشعور الوخز أثناء النوم في المساء.

العرض الذي يُشاهد لدى نسبةٍ كبيرةٍ من مرضى RLS بالإضافة إلى الشعور بالرغبة المستمرة لتحريك القدمين هو الإحساس بالانزعاج في إحدى أو كلا الساقين، وفي حالاتٍ نادرةٍ يمتدُّ شعور الانزعاج إلى الساعدين، ويصفه المريض بأنه شعورٌ داخل الساق، وليس على سطحها، كما أن هذا يأخذ أشكالاً متعددة، فقد يصف المريض هذا الشعور على أنه شعور بالزحف، أو السحب، أو الألم، أو الحكة، وقد يكون يصعب على المريض تفسير ما يشعر به، إلا أن العرض الثابت هو الرغبة المُلحّة لتحريك القدمين. ^[1]

ما هي الآلية المرضية لمتلازمة تمَلمُل الساقين؟

لا تزال الآلية المرضية لمتلازمة تمَلمُل الساقين غير محددة، والفرضية الأكثر احتمالاً ترجّح عوامل وراثية، بالإضافة إلى اضطراباتٍ في سبل الدوبامين تحت القشرية، واضطراباتٍ في توازن الحديد. وكما تبين في بعض الدراسات الحديثة أن ازدياد حدة أعراض متلازمة تمَلمُل الساقين يرتبط مع انخفاض توافر ناقل السيروتونين في جذع الدماغ، الأمر الذي يرجح نظرية ارتباط شدة الأعراض لدى مرضى تمَلمُل الساقين مع زيادة نقل السيروتونين في جذع الدماغ. ^{[2] [3]}

كيف تُشخَّص متلازمة تمَلمُل الساقين؟

تُشخَّص عادةً متلازمة تمَلمُل الساقين بالاعتماد على معايير تمَّ وضعها من قبل مجموعة دراسة متلازمة تمَلمُل الساقين الدولية، وتشمل هذه المعايير ما يلي: ^[3]

1- يعاني المريض من شعورٍ ملحٍّ غير قابلٍ للمقاومة لتحريك القدمين، والذي قد يترافق مع إحساسٍ بعدم الراحة في القدمين.

2- تزداد الأعراض سوءاً عند الاسترخاء.

3- تخفُّ الأعراض عادةً بشكلٍ جزئيٍّ عند الحركة.

4- تسوء الأعراض في الليل.

5- لا يوجد أي حالةٍ مرضيةٍ أخرى يمكن أن تفسّر الأعراض التي يعاني منها المريض.

ما هو تدبير متلازمة تمَلمُل الساقين؟

قبل البدء بالمعالجة الدوائية أو المعالجة ضمن المراكز المتخصصة يجب نفي الإصابة باضطرابات الحديد، وفي حال تأكيد الإصابة بها يجب تدبير نقص الحديد أولاً، لأنه يمكن لتدبير اختلال الحديد أن يخفّف الأعراض في متلازمة الساقين بشكلٍ كبير. وفي حال نفي اضطرابات الحديد يمكن وصف عدة أصنافٍ دوائيةٍ منها:

1- الأدوية التي تزيد من مستوى الدوبامين في الدماغ: الروتيغوتين (Rotigotine)، والبرامبيكسول (Pramipexole).

2- أدوية قنوات الكالسيوم: غابابنتين (Gabapentin)، وبريجابالين (Pregabalin).

3- الأفيونات: الترامادول (Tramadol)، وكودئين (Codeine)، أوكسيكودون (Oxycodone). ^[3]

وكما تتوفر عدة عيادات متخصصة، والتي تساعد على تخفيف حدة الأعراض عبر ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، واتباع نظامٍ حياتيٍّ منتظم.