Skip links
طفل أشقر يكتب أحرف باللغة الإنكليزية على الدفتر

كيفية تعليم الأطفال لغة جديدة

الرئيسية » المقالات » التعلم » كيفية تعليم الأطفال لغة جديدة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ عملية تعليم اللغات للأطفال أمراً ضرورياً، لا سيما في الوقت الراهن بهدف تعلم الأطفال كيفية التواصل والتفاعل باستخدام لغاتٍ مختلفة، حيث يُعتبر تعلم اللغات في مرحلة الطفولة المبكرة موضوعاً فائق الأهمية، وذلك لما يتمتع به الأطفال في هذه المرحلة العمرية من قدرةٍ فطريةٍ على امتصاص المعلومات، وتعلم اللغات بسرعةٍ وسهولة.

متى يمكن البدء بتعليم الأطفال لغة جديدة؟

في الواقع يمكن البدء بتعليم الأطفال لغة جديدة في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً، حيث يكونون قادرين على امتصاص المعلومات بسهولة وسرعة في هذه الفترة، وتعتبر الفترة من الولادة حتى سن الخامسة أو السادسة من أفضل الأوقات لبدء تعليم اللغات الجديدة.

في الحقيقة يمكن أن يتعلم الأطفال لغةً ثانيةً أو ثالثة بشكلٍ طبيعي وكأنها لغتهم الأم، وذلك شريطة أن يتعرضوا لها بانتظامٍ وبطرقٍ تعليميةٍ مناسبة، ويعدُّ الأطفال في هذه المرحلة العمرية من حياتهم منفتحين، وعلى استعدادٍ لاستكشاف العالم المحيط بهم، والاستفادة من التعلم من خلال اللعب والتجربة. [1]

ما هي المؤشرات التي تدل على استعداد الطفل لتعلم لغةٍ جديدة؟

1- التواصل اللغوي

إذا كان الطفل قد بدأ في استخدام الكلمات، وتشكيل الجمل البسيطة في لغته الأم، فقد يكون جاهزاً لاستيعاب لغةٍ جديدة.

2- الاهتمام باللغة

إذا أظهر الطفل اهتماماً باللغة الجديدة، مثل: الاستماع إليها بانتباه أو محاولة تقليد الأصوات والكلمات فيها، فقد يكون مهتماً بتعلمها.

3- القدرة على التعلُّم المتعدّد للغات

إذا كان الطفل يعيش في بيئةٍ متعددة اللغات، أو يتعلم لغتين، أو أكثر بالفعل، فقد يكون أكثر استعداداً للتعلم اللغوي الإضافي.

كيف يمكن للأبوين اختيار اللغة الجديدة التي سيتعلمها طفلهم؟

إن اختيار اللغة الجديدة التي سيتعلمها الطفل يعتمد على عدة عوامل، ويعتبر قراراً شخصياً للأبوين، وسنطرح هنا بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر في اختيار اللغة، وهي: [2]

1- الفائدة العملية

يمكن أن يؤثر اختيار اللغة على الفوائد العملية في المستقبل، فعلى سبيل المثال، قد يختار الأبوين لغةً تعتبر متداولةً عالمياً، وتستخدم في العديد من الصناعات، وفي التواصل الدولي.

2- الثقافة والجذور العائلية

قد يكون للثقافة والجذور العائلية دورٌ في اختيار اللغة، فإذا كانت هناك لغة مرتبطة بالثقافة العائلية أو الأصول الجذرية، فقد يكون من المهمّ للأبوين أن يعلموا أطفالهم هذه اللغة، للحفاظ على الهوية الثقافية، والتواصل مع أجدادهم، وعائلاتهم الموجودة في البلد الأصلي.

3- الفرص التعليمية

يمكن أن تؤثر الفرص التعليمية في اختيار اللغة، فبعض الآباء يختارون لغةً تعتبر مرغوبةً في النظام التعليمي المحلي أو تعتبر مهمةً للحصول على فرصٍ تعليميةٍ أفضل في المستقبل.

4- الاهتمام الشخصي

يمكن أن يكون الاهتمام الشخصي باللغة عاملاً مهماً في اختيارها، أي إذا كان لدى الأبوين اهتمامٌ خاصٌّ بلغةٍ معينة، مثل: لغة يتحدث بها أحدهم، أو لغة تعجبهم ويرغبون في تعلمها، فقد يكون ذلك الاختيار المناسب.

ما هي الطرق التي يمكن للأبوين استخدامها لتعليم اللغة الجديدة لطفلهم؟

هناك عدة طرق يمكن للأبوين استخدامها لتعليم أطفالهم لغة جديدة بسهولة وفعالية، ومنها: [2]

1- التعرُّض المنتظم

يجب أن يتعرض الطفل للغة الجديدة بانتظام، ومن خلال مختلف الوسائل، حيث يمكن للأبوين استخدام الكتب المصورة، والقصص، والأغاني، والأفلام، والبرامج التلفزيونية التعليمية باللغة الجديدة، كما يمكنهم تعليم الأطفال الكلمات والعبارات البسيطة في الحياة اليومية، مثل: التحية، والأرقام، والألوان.

2- اللعب والأنشطة التفاعلية

يمكن أن تكون الألعاب والأنشطة التفاعلية وسيلةً ممتعةً لتعليم اللغة الجديدة، ويمكن أن يتمّ ذلك من خلال تنظيم ألعاب الأدوار، والتمثيل، والألعاب التعليمية التي تشجع الطفل على استخدام اللغة الجديدة بشكلٍ جذابٍ وممتع.

3- المحادثات اليومية

يجب أن يحاول الأبوان التحدث باللغة الجديدة مع طفلهم في المحادثات اليومية عن طريق استخدام الجمل، والعبارات البسيطة، وتكرارها بشكلٍ منتظم، لتعزيز التعلم، وتطوير مهارات الاستماع والتحدث لدى الطفل.

4- الدروس المنظّمة

على الأبوين النظر في توفير دروسٍ منظّمةٍ للغة الجديدة لطفلهم من خلال التحقُّق من وجود دورات تعليم للغة الجديدة للأطفال في المنطقة أو العمل مع معلمٍ خاص لتعليم اللغة، ويمكن أن تكون هذه الدروس هامةً لتعلم النطق الصحيح، واكتساب مهارات القراءة والكتابة.

5- التواصل مع المجتمع المتحدث باللغة

يمكن للأبوين المشاركة في المجتمع المتحدث باللغة الجديدة لتعزيز تعلم الطفل عن طريق البحث عن فرصٍ للقاء بالأشخاص الذين يتحدثون اللغة الجديدة، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تعزز استخدام اللغة المرغوبة.

6- المكافآت والتشجيع

إن استخدام الأبوين لنظام المكافآت والتشجيع يحفّز الطفل على تعلم اللغة الجديدة بشكلٍ أفضل، ويكون ذلك عن طريق تقديم مكافآت صغيرة، مثل: الملصقات أو النجوم عندما يحقق الطفل تقدماً في التعلم، كما يمكنهم إظهار التقدير والفخر بإنجازات الطفل وتقدمه.

7- الاهتمام بمستوى الصعوبة

يجب على الأبوين أن يضعوا في اعتبارهم مستوى الصعوبة المناسب لعمر ومستوى الطفل، وذلك عن طريق البدء بالمفردات، والعبارات البسيطة، والتدرج في الصعوبة والتعقيد، ليتمكن الطفل من الاستيعاب، والتواصل بشكلٍ مريحٍ دون الشعور بالإحباط.

8- الصبر والتشجيع

عندما يتعلم الأطفال لغةً جديدة، فقد يواجهون بعض التحديات والصعوبات، فيجب على الوالدين التحلي بالصبر والتفهُّم، وتقديم التشجيع والثناء على تحسنهم وتقدمهم حتى في الأمور الصغيرة، وهذا يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويحفزهم على المضي قدماً في تعلم اللغة.

حين يتعلم الطفل لغةً جديدة، فإنه يكتسب مجموعةً من المفردات والقواعد اللغوية، كما أنه يكتشف ثقافةً جديدة، ويفتح نافذةً إلى عالمٍ متنوعٍ ومذهل، ويتعلم كيفية التواصل مع أناسٍ من خلفياتٍ وثقافاتٍ مختلفة، الأمر الذي يعزز التسامح، والتفاهم، والاحترام المتبادل.

علاوةً على ذلك، يعزّز تعلم اللغة الجديدة قدرات الطفل العقلية والعاطفية، ويطور قدراته اللغوية والاستيعابية، ويصبح قادراً على التعبير عن أفكاره ومشاعره بطريقة أكثر دقة، كما يتحسن تركيزه وذاكرته، ومهاراته الاجتماعية، مما يعزز ثقته بنفسه، ويمنحه فرصاً أوسع في مجالات الدراسة، والعمل في المستقبل.

ومن جانبٍ آخر، فإن تعلم اللغة الجديدة يعزز قدرات الطفل في التعلم الذاتي، والتكيف مع التحديات، حيث يصبح الطفل أكثر قدرةً على اكتشاف عالمٍ جديد، والتعامل مع التغيرات والتحديات التي قد تواجهه في حياته، ويتعلم أيضاً قيمة الصبر والمثابرة، حيث يدرك أن التعلم ليس عمليةً سهلة، ولكنها تستحق الجهود المبذولة، فلنسافر معاً في عالم اللغات الجديدة، ونشجع أطفالنا على اكتشافها، فالمستقبل ينتظرهم بأبوابٍ مفتوحةٍ وفرصٍ لا حصر لها.

في الختام، يمكننا أن نؤكد بثقة أن تعلم لغةٍ جديدةٍ هو رحلةٌ مدهشة تفتح آفاقاً جديدة من الفرص والتواصل، وإن الأمر يتطلب صبراً واجتهاداً، ولكن الثمار التي سيحصدها الطفل لن تقدر بثمن.

المراجع البحثية

1- Steiner, N., & Hayes, S. L. (2008). 7 steps to raising a bilingual child. (Special ed. edition). AMACOM Div American Mgmt. Retrieved February 14, 2024

2- Beck, A. (2016). Maximize your child’s bilingual ability: Ideas and inspiration for even greater success and joy raising bilingual kids (1st ed.). Bilingual Adventures. Retrieved February 14, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.