Skip links
فتاة تقف أمام امرأة بالغة وتقوم هذه الفتاة بصنع إشارة خاصة بأصابع يديها التي تخفيها خلف ظهرها

كيفية الإقلاع عن الكذب – ما هي أهمّ النصائح للإقلاع عنه؟

الرئيسية » علم النفس » كيفية الإقلاع عن الكذب – ما هي أهمّ النصائح للإقلاع عنه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

قد يكون الإنسان قادراً على التوقف عن الكذب من خلال التأمل الذاتي، وفهم الأفكار والمشاعر الكامنة وراء تلك الأكاذيب، وللكذب أسباب عديدة، وربما يُحرّف الناس الحقيقة لمنع شخصٍ ما من التعرُّض للأذى، أو ربما يقومون بتضليل شخصٍ ما من أجل تحقيق هدفٍ مقصود، وقد يكذب آخرون على أنفسهم بشأن مشاعر الحقيقة.

معظم الناس يكذبون، حتى لو لم يعترفوا بذلك، ومهما كانت أسباب الكذب، فإن عواقبه قد تكون وخيمة، لذلك إذا أصبح الكذب عادةً دائمةً في الحياة عندها يجب على الإنسان ألا يكون قاسياً على نفسه، ويتبع عدة نصائح لكسر هذا النمط، ويكون أكثر صدقاً للمضي قدماً. [1]

ما هي أهمّ النصائح للإقلاع عن الكذب؟

1- فحص مُحفّزات الكذب

إن دافع الكذب عادةً يكون للشعور بالتحسُّن، أو لتجنُّب أذى شخصٍ آخر، أو لعوامل أخرى متعددة، فتحديد بعض المُحفّزات يفيد في التفكير في بعض الطرق الجديدة للتعامل معها، فعند الميل للكذب في موقفٍ محرج، يجب محاولة التخطيط للاستجابات المحتملة قبل الدخول في المواقف الصعبة التي تحتاج ضغطاً كبيراً.

2- التفكير في نوع الأكاذيب

يمكن أن تتخذ الأكاذيب أشكالاً مختلفة، تشير إيرين براينت (Erin Bryant)، مؤلفة دراسةٍ صغيرةٍ أجريت عام 2008 تبحث في كيفية فصل طلاب الجامعات بين الأكاذيب البيضاء، والأنواع الأخرى من الكذب، إلى أنه يمكن تقسيم الأكاذيب إلى عدة فئات:

  • الكذبة البيضاء.
  • الكذب عن طريق السهو.
  • المبالغات.
  • الأكاذيب الخفية.
  • الأكاذيب الكاملة.

إن تضييق نطاق نوع الكذب الذي يميل الشخص إلى الانخراط فيه، يمكن أن يساعد على فهم الأسباب الكامنة وراء الكذب بشكلٍ أفضل، فربما يبالغ الشخص في تقدير إنجازاته في العمل، لأنه يعتقد أنه أقلُّ نجاحاً من الآخرين أو ربما لا يخبر شريكه عن غدائه مع حبيبٍ سابق، لأنه رغم وجود عدم النية في الخيانة إلا أنه يقلق مما قد يفكر به الشريك.

قد يشعر المرء بمزيدٍ من دافع الكذب إذا كان يواجه صعوبةً في وضع حدودٍ في حياته الشخصية أو المهنية، وقد لا تشكل هذه الأكاذيب مشكلةً كبيرة، لكنها يمكن أن تؤثر سلباً عليه، فليس من السهل قول “لا” دائماً، خاصةً إذا كان الإنسان لا يريد إيذاء مشاعر صديق أو مواجهة العواقب المحتملة في العمل.

لكن كونه أكثر حزماً بشأن احتياجاته، يمكن أن يساعد في التحدث عما هو الأفضل بالنسبة له، والحل هنا هو إعطاء إجاباتٍ كاملة، وليس تلك التي تعتقد أن الشخص الآخر يريد سماعها، كالاعتذار عن القيام بمزيد من العمل هذا الأسبوع بسبب التركيز على مهام أخرى مثلاً.

3- التفكير بأسوأ ما يمكن أن يحدث

يقول المثل القديم “الصدق هو أفضل سياسة”، والسبب لأنه ثابتٌ لا يتغير، أما الكذب فحبله قصير، ولا يساعد أحداً، فالكذب يحدث لأن الحقيقة تزعج شخصاً ما أو تسبّب الأذى، وهنا يجب التفكير بأسوأ نتيجةٍ عند قول الحقيقة، فمن المحتمل أن الأمر ليس سيئاً كما يظن.

فلو أن هناك أخاً يريد حقاً المساعدة في فكرته الناشئة الجديدة، والآخر لا يشعر بذلك، ويستمر في تأجيله، ففي نهاية المطاف قد يتخلى الشخص عن الفكرة بأكملها، لأنه لا يستطيع القيام بذلك بمفرده، فإخباره بالحقيقة يرجح أن يكون السيناريو الأسوأ أن ينزعج في البداية، ولكن بعد ردة الفعل الأولى هذه قد يبحث عن شريكٍ ملتزمٍ تماماً معه، وهذا أفضل لأنه سيساعده على المدى الطويل.

4- التوقف عن الكذب لا يمكن أن يكون في يومٍ ووقتٍ واحد

محاولة أن يكون الشخص أكثر صدقاً لا تكون بالضغط على الزر، والتوقف عن الكذب تماماً من تلك النقطة فصاعداً، فبالتأكيد قد تبدو هذه خطة جيدة لكنها ليست واقعية، وبدلاً من ذلك يجب محاولة التزام الصدق قدر المستطاع فقط حتى يصبح عادة. وإذا أخطأ المرء أو وجد نفسه يكذب مجدداً، يجب ألا تثبط عزيمته في الإقلاع عن الكذب، بل يمكنه اتخاذ خيارٍ مختلف، ويجب أن يكون أكثر صدقاً من جديد.

5- يمكن قول الحقيقة دون قول كل شيء

إذا تمّ طرح أسئلةٍ متطفلةٍ حول الحياة الشخصية من المعارف، أو زملاء العمل، أو أفراد الأسرة، فقد يشعر المرء بالرغبة في الكذب أو عدم الرغبة بمنح الجميع إمكانية الوصول إلى حياته الشخصية، وفي ذات الوقت، فهو ليس ملزماً بمشاركة التفاصيل الخاصة التي يفضل الاحتفاظ بها، وعوضاً عن ذلك، الأفضل محاولة الرفض المهذب، والتهرب من الإجابة، كأن يقول “هذا بيني وبين الشريك” أو “أفضل ألا أقول ذلك.”

6- النظر في الهدف من الكذبة

قد يقوم الإنسان بتقديم الأعذار المختلفة للتهرب من مقابلة شخصٍ معين من وجهة نظره، وهذه طريقةٌ لطيفة في الانسحاب بدلاً من قول إنه لا يريد رؤيته، ولكن في الواقع هو فقط يطيل عملية الانفصال، وقد يفشل الآخر في فهم تلميحاته، ويبقى مستمراً، وبالتالي يواجه صعوبةً أكبر عندما يصل فعلياً إلى نقطة الانفصال، وفي هذا المثال، فإن الرغبة في إيذائهم بدرجة أقل قد تؤدي إلى التسبُّب لهم في المزيد من الألم في النهاية.

7- ممارسة قبول الحقيقة

تقول كيم إيجل (Kim Egel)”إن كل شخص يكذب لأسبابٍ معينة، فبعضهم يجد أن الحقيقة محبطة أكثر من عواقب الكذب، وبعبارة أخرى “نحن نكذب عندما يتجاوز قول الحقيقة منطقة راحتنا”، ويمكن أن يؤدي القلق من الحقيقة إلى الأكاذيب لمحاولة السيطرة على الموقف أو تغييره، فإذا كان الإنسان يشعر بالحزن أو الإحباط بسبب شيءٍ ما، ويعتقد أنه لا يستطيع تغييره، فقد يحاول خداع نفسه والآخرين بدلاً من قبول ما هو واقع حقاً، وغالباً ما تنطوي الحقيقة على قبول واقعٍ صعبٍ أو مؤلم، وربما يكون تعلم قبول الحقيقة عملية مستمرة، ولكن ينتج عنها العديد من الدروس القيمة.

8- تجنُّب محاولة تبرير الكذب

تقول إيجل (Egel) “نحن نكذب لأن هذا ما تعلمنا أن نفعله”، فمثلاً: عندما يوصي أحد الوالدين الطفل بأن يخبر جدته، حتى لو لم تعجبه هديتها في عيد ميلاده أن هذا هو ما يريده حتى لا يؤذي مشاعرها بدلاً من تبرير الكذب لحماية مشاعر شخصٍ ما، يجب توجيه هذه الطاقة نحو إيجاد طريقةٍ لتحقيق نفس الهدف من خلال قول الحقيقة.

تشير دراسة براينت (Bryant) عام 2008 إلى أن معظم الناس عموماً يقبلون الأكاذيب البيضاء باعتبارها غير ضارة، وفي بعض الحالات قد يتمُّ تشجيع الأكاذيب البيضاء كجزءٍ شائعٍ من التفاعل الاجتماعي، وتعتقد إيجل أن هناك دائماً طريقةٌ للتعبير عن الحقيقة بطريقةٍ راقيةٍ وحسنة النية ومحترمة. وتوضح أنه على الرغم من أن الكذب يمكن أن يضرّ بعلاقات الشخص مع الآخرين، إلا أنه يمكن أن يضرّ أيضاً بعلاقته مع نفسه، وتقول: “عندما نبدأ بكسر الثقة في عالمنا الخاص، فإن خيوط العنكبوت الزائفة تنطلق من هناك.”

9- التفكير “هل الكذب ضروريٌّ حقاً”

تقول إيجل: “في بعض الأحيان تظهر مواقف لا توجد فعلياً طريقةٌ مباشرةٌ للتعامل معها”، وتقترح استخدام مهارات، مثل: الحدس، والتوقيت، أو حتى تتبّع كيف تنجح المحادثات قبل أن يقرر المرء ما سيقوله، وكيف سيجتاز الطريق قدماً. إن القرار بأن يكون الإنسان صادقاً هو قرار عليه أن يتخذه بنفسه قبل أن يختار أن يكذب أو لا يكذب مع إظهار الاحترام لنفسه وللآخرين، ودعم مصلحة الجميع، وليس مصلحته فقط.

10- التحقُّق فيما إذا كان الكذب قهرياً

يشير الكذب القهري أو المرضي إلى نوعٍ معينٍ من التضليل، فيعتقد بعض الخبراء أنه يختلف بشكلٍ كبيرٍ عن أنواع الكذب الأخرى على الرغم من عدم وجود تشخيصٍ محددٍ له، وربما يتمُّ التعامل مع الكذب القهري إذا كانت الأكاذيب:

● اندفاعية.

● غير مخططٍ لها.

● لا يمكن السيطرة عليها.

● لا تخدم الغرض.

● متكررة ومستمرة طوال الحياة.

من الصعب إيقاف السلوكيات القهرية بشكلٍ ذاتي، لابدّ من العمل مع مُعالجٍ لتصبح العملية أسهل بكثير، حيث يمكنه المساعدة في معرفة المزيد عن الأسباب الكامنة وراء الكذب، والمساعدة في علاج المشكلة، والتوقف عن الكذب. بعض الأشخاص الذين يكذبون بشكلٍ قهري يصدقون أكاذيبهم، مما يجعل التعرف على هذه الأكاذيب أمراً صعباً إلى حدٍّ ما، وهنا التحدث مع صديقٍ مقرّبٍ أو أحد أفراد العائلة يمكن أن يعطي فكرةً عما يحدث، وفي حال وجد الإنسان صعوبة في المواجهة، وشعوراً بالحرج من قول الحقيقة، يمكنه الاستعانة بالمعالج للالتزام بقول الحقيقة أمامه وحل المشكلة.

11- التحدُّث إلى المُحترف

حتى لو لم يكن الكذب أمراً قهرياً، فإن العمل مع مُعالجٍ نفسي يمكن أن يكون مفيداً جداً في التغلب على عادة الكذب، وهذا صحيح خاصةً إذا كان للكذب تأثيرٌ سلبيٌّ على الحياة اليومية يوماً بعد يوم. تشجع إيجل (Egel) على اتخاذ الإجراءات اللازمة لطلب الدعم عاجلاً وليس آجلاً، وتقول: “مثل أي شيء في الحياة، كلما تمّ الاعتراف بالمشكلة وحلّها بشكلٍ أسرع كلما قلّ الضرر”.

ويمكن أن يكون هذا صحيحاً بشكلٍ خاص مع الأكاذيب التي غالباً ما ترتبط ببعضها البعض، وتصبح معقدةً بشكلٍ متزايد، ويصعب تتبعها، فالذي يكذب لفترةٍ طويلة، قد لا يعرف كيفية البدء في فك تشابك تلك الأكاذيب، ويخشى من غضب الجميع بمجرد سماعهم الحقيقة. [1]

دور المُعالج عموماً

من يجد صعوبة في أن يكون صادقاً، لابدّ من التواصل مع أخصائي الصحة العقلية للوصول إلى جذر المشكلة وعلاجها، حيث يمكن للمعالج أن يقدم التعاطف والدعم عند البدء في عملية العلاج، كما يمكن التحدث أيضاً عن الأهداف، والحصول على التوجيه إذا كان الشخص لا يزال يعاني من الكذب، كما يمكن للمُعالج مساعدته في إعادة بناء الثقة مع أحبائه وأصدقائه من جديد.

المراجع البحثية

1- Egel, K. (2019, March 10). 12 Tips To Break A Lying Habit. health line. Retrieved January 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.