Skip links
كوكب الزهرة على شكل كرة صفراء ملتهبة تطفو في الظلام

كوكب الزُهرة – كم يبلغ حجمه وما مدى سخونته؟

الرئيسية » المقالات » الفضاء » كوكب الزُهرة – كم يبلغ حجمه وما مدى سخونته؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

متى اكتشف كوكب الزُهرة؟

لا يمكن تحديد تاريخ اكتشاف كوكب الزهرة (Venus planet) بدقة، فنظراً لسطوعه الشديد ووضوحه الشديد يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة مما يعني أن أي حضارة قديمة يمكن أن تنسُب لنفسها الملاحظة الأولى. تعدُّ تسمية كوكب الزهرة غامضةً بعض الشيء، فالزهرة أو ڤينوس هو من الأسماء الرومانية القديمة، وهو يرمز للحب والجمال.

وتقول بعض الدراسات أن البابليون تعرفوا على كوكب الزهرة، وأطلقوا عليها اسم نجمة عشتار، وهو رمز للخصوبة والنَّماء عندهم. يُعتبر كوكب الزهرة ألمع جرمٍ في سماء الليل بالنسبة لكوكبنا بعد القمر ربما لذلك سماه القدماء نجمة الصباح ونجمة المساء حيث ظنوا أنهما جرمان مختلفان. [1]

كم يبلغ حجم كوكب الزُهرة مقارنةً مع حجم الأرض؟

يُعتبر حجم كوكب الزهرة مساوياً تقريباً لحجم كوكب الأرض حيث يبلغ قطر الزهرة تقريباً 12.104 كيلومتر، مقابل قطر 12،756 كيلومتر للأرض، وبالتالي هما مُتقاربان بالحجم لدرجةٍ كبيرة. نظراً لأن مدار الزهرة أقرب إلى الشمس من مدار كوكبنا، فله ظاهرياً موقعٌ مداريٌّ يُرى في الصباح، ثم آخر يُرى في المساء، وهذا سبب الخلط قديماً حيث ظُنَّ أنهما جُرْمين مختلفين.

يقع كوكب الزهرة في أقرب نقطةٍ له إلى الأرض على بعد حوالي 61 مليون كيلومتر، والمراقب لكوكب الزهرة من خلال التلسكوب سيلاحظ أن له مراحل وأطوار ظاهرياً مثل مراحل وأطوار القمر إلا أن الدورة الكاملة للزهرة تستغرق 584 يوم بينما يستغرق القمر حوالي 29 يوم فقط، وهذا ما استطاع غاليليو ملاحظته لأول مرة من خلال تلسكوبه الذي صنعه بنفسه، فكانت هذه الملاحظات بمثابة الدليل العلمي لصحة نظرية كوبرنيكوس التي تقول إن الشمس هي مركز النظام الشمسي وليس الأرض. [2]

متى تَشكّل كوكب الزُهرة؟

تَشكّل كوكب الزهرة في نفس الوقت الذي تَشكّل فيه النظام الشمسي أي حوالي 4.6 مليار سنة. [3]

كم يبعد عن الشمس؟

بينما تتبع جميع الكواكب مداراً بيضوياً إهليلجياً، فإن مدار كوكب الزهرة هو الأكثر ميولاً نحو الشكل الدائري عن أي من الكواكب الشمسية، حيث يدور كوكب الزهرة حول الشمس على مسافةٍ متوسطةٍ تبلغ أقل من 1 وحدة فلكية بقليل، وبسرعةٍ مداريةٍ تبلغ 35.02 كيلومتر في الثانية، وتستغرق الزهرة 224.7 يوماً أرضياً لإكمال مدارٍ واحدٍ حول الشمس. [4]

ما مدى سخونته؟

كوكب الزهرة هو أكثر الكواكب سخونةً في النظام الشمسي، حيث يحافظ على متوسط ​​درجة حرارة تتجاوز 460 درجة مئوية، وهذه الحرارة كافيةٌ لإذابة الرصاص، حيث يمنع الغلاف الجوي الكثيف للكوكب حرارة الشمس من الهروب مرةً أخرى إلى الفضاء، مما يتسبّب في الاحتباس الحراري الشديد داخل جو الكوكب.

بالكاد تتغير درجة الحرارة سواءً من النهار إلى الليل أو بين القطبين وخط الاستواء، وبالتالي لا تسمح حرارة كوكب الزهرة الشديدة بوجود الماء على الكوكب حيث يبدو سطحه جافاً، ومصنوعاً من البازلت، وهي صخورٌ بركانيةٌ دقيقة الحبيبات.

ممَّ يتكون جوُّ كوكب الزُهرة؟

يعتقد بعض العلماء أن الزهرة ربما كانت صالحةً للسكن في الزمن السحيق من تاريخ الكوكب منذ حوالي ملياري عام، فربما كان الكوكب مغطىً بغلافٍ جوي مناسب، وفيه ماء لكن بسبب قربه من الشمس تبخر الماء، وتسبّب هذا في تراكم ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما أدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري المُكثّفة اليوم.

بشكلٍ عام يتكون الغلاف الجوي من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وكمياتٍ صغيرةٍ من النيتروجين، وسطح الزهرة مُغطىً بطبقةٍ سميكةٍ من السحب يصل سمكها إلى 80 كيلومتر، وتتكون هذه السحب في الغالب من حامض الكبريتيك، وثاني أوكسيد الكبريت، وبالتالي الغلاف الجوي لهذا الكوكب سامٌّ مع درجات حرارةٍ شديدة، ورياحٍ تتحرك بسرعة 350 كيلومتر في الساعة. كل هذه العوامل تجعل كوكب الزهرة مكاناً غير مناسبٍ للسكن، ويحتوي كوكب الزهرة على أكبر عددٍ من البراكين مقارنةً بأي كوكب آخر في النظام الشمسي، حيث يوجد الآلاف منها على سطحه. [5]

انتشرت بعض الأبحاث مؤخراً عن وجود غاز الفوسفين PH3 في الغلاف الجوي للزهرة، وهي مادةٌ يُعتقد أن منشأها كائناتٍ حيةٍ بكتيرية، وبالتالي تفاءل البعض بوجود أول شكلٍ للحياة خارج كوكب الأرض، وحدثت ضجةٌ كبيرةٌ في المجتمع العلمي حول ذلك إلا أن بيانات القياس من تلسكوب جيمس ماكسويل في هاواي، وتلسكوب ألما (ALMA) الراديوي في تشيلي، والتي نُشرت عام 2020 لم تعثر على أي دليلٍ على أثر غاز الفوسفين في سحب كوكب الزهرة.

هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه فريقٌ دوليٌّ من الباحثين بما في ذلك الباحثين من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي، وحتى لو أُثبت وجود غاز الفوسفين، فسيكون له منشأ آخر غير الكائنات الحية الدقيقة، وبالتالي تلاشى حلم اكتشاف حياةٍ أخرى خارج الكوكب. [6]

ما هي الرحلات الفضائية إلى كوكب الزُهرة؟

أول الرحلات لكوكب الزهرة كانت للاتحاد السوفييتي في عام 1961 حيث أطلق الاتحاد السوفييتي العشرات من المركبات الفضائية باتجاه الزهرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والكثير منها مع الأسف لم تُكلل بالنجاح.

في عام 1967 أصبحت المركبة فينيرا 4 (Venera 4) أول مركبةٍ فضائيةٍ تقيس الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، حيث كشفت عن كمياتٍ كبيرةٍ من ثاني أوكسيد الكربون على كوكب الزهرة، وفي عام 1975 أصبح مِسبار فينيرا 9 أول من التقط صوراً من سطح الزهرة.

أعطت البعثات اللاحقة في سلسلة فينيرا في الثمانينيات للعلماء فهماً أفضل للعمليات الجيولوجية لكوكب الزهرة، وقد اكتشفت كل من فينيرا 11 و12 وجود البرق والرعد في جو الزهرة كما تمّ تجهيز كل من فينيرا 13 و14 بميكروفونات وثّقت أصوات نزولها إلى السطح مما يجعلها أول مركباتٍ فضائيةٍ تُسجّل الصوت من كوكبٍ آخر.

وفي عام 1985 اختتم الاتحاد السوفيتي مواجهاته مع كوكب الزهرة مع مركبة الفضاء فيغا (Vega)، والتي أطلق كل منها بالوناتٍ كبيرةً مُحمّلةً بأدواتٍ علمية تطفو ضمن الغلاف الجوي للزهرة، لكن مع الأسف توقف برنامج الفضاء السوفيتي في نهاية الحرب الباردة، وعلى الجانب الآخر كانت مارينير 2 (Mariner 2) أول مركبةٍ فضائيةٍ أمريكية تصل إلى كوكب الزهرة في عام 1962.

وفي عام 1978 أعطت بعثات بايونير (Pioneer) من المعلومات عن الغلاف الجوي الغامض لكوكب الزهرة كما لاحظت أن السطح كان أكثر نعومةً من سطح الأرض، وأن كوكب الزهرة ليس له حقلٌ مغناطيسيٌّ تقريباً (حقل صغير جداً جداً). أرسلت بعثة بايونير الثانية عدداً من المجسّات إلى الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وأرسلت معلوماتٍ عن بنية الغيوم والسطح.

المركبة ماجلان (Magellan) التابعة لناسا أُطلقت إلى مدار الزهرة في عام 1990، وأمضت أربع سنوات في رسم خرائط السطح، والبحث عن أدلة على الصفائح التكتونية للزهرة حيث اكتشف أن ما يقرب من 85 بالمئة من السطح كان مغطىً بتدفقات الحمم البركانية القديمة مما يشير إلى نشاطٍ بركانيّ كبير في ماضي الزهرة.

وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية المركبة فينوس إكسبريس (Venus Express) في عام 2005 التي دارت حول الكوكب لمدة ثماني سنوات، ولاحظت أنه ربما كان لا يزال نشطاً جيولوجياً. الناشط الوحيد تقريباً الآن حول كوكب الزهرة هو المسبار الياباني أكاتسوكي (Akatsuki)، وهو مِسبارٌ تمّ إطلاقه من قبل وكالة الفضاء اليابانية (JAXA) في عام 2010، وهو مِسبارٌ فضائيٌّ يهدف إلى دراسة الزهرة ومدارها وغلافها الجوي.

يعدُّ المِسبار أول مهمةٍ يابانيةٍ لاستكشاف الزهرة، حيث تمكن المِسبار من الوصول إلى مدار الزهرة في 2015، ويقوم حالياً بجمع البيانات والمعلومات العلمية عن الزهرة ومدارها وجوها. كما تمّ اقتراح العديد من البعثات للعودة إلى كوكب الزهرة، وأعلنت بعض وكالات الفضاء عن طموحاتها في زيارة الكوكب، ولكن من الصعب تحديد ما إذا كان أي شخصٍ سيقوم بالرحلة. كما اقترحت وكالة الفضاء الهندية مهمّةً تُسمّى شوكرايان 1 (Shukrayaan-1)، والتي ستدور حول الزهرة، وتركز بشكلٍ أساسي على كيمياء الغلاف الجوي. [7]

المراجع البحثية

1- Ian. (2019, September 26). Venus facts. The Nine Planets. Retrieved May 30, 2023  

2- In Depth | Venus – NASA Solar System Exploration. (n.d.-c). NASA Solar System Exploration. Retrieved May 30, 2023

3- How old is Venus? (n.d.). Cool Cosmos. Retrieved May 30, 2023

4- Williams, M. (2017, March 15). How Far is Venus From the Sun? Universe Today. Retrieved May 30, 2023

5- Osterloff, E. (n.d.). Planet Venus. Nhm.ac.uk. Retrieved May 30, 2023,

6- Phosphine in Venus clouds? No trace! (n.d.). Mpg.de. Retrieved May 30, 2023

7- Stirone, S. (2020, September 14). Missions to Venus: Highlights from history, and when we may go back. The New York Times. Retrieved May 30, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.