Skip links
عين بشرية لون القزحية فيها عسلي

فيزيولوجيا العين

الرئيسية » المقالات » الطب » فيزيولوجيا العين

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر العين (Eyes) من الأعضاء التي تصل بين الإنسان ومحيطه، لذلك يدرس علم الفيزيولوجيا آلية عمل العين في رؤية الأجسام القريبة والبعيدة من محيطه الإنسان عبر تفصيل عملية المطابقة التي تتشارك فيها عدد من البنى الموجودة داخل العين.

تشريح العين

تحاط العين البشرية بجوفٍ عظميٍّ موجودٍ في هيكل الوجه ليحميها من الرضوض الميكانيكية، ويحافظ على موقعها، وهذا الجوف العظمي يُدعى الحجاج (Orbit)، ويحوي الحجاج على فتحةٍ من الخلف لتمر فيها الشرايين والأوردة الخاصة بالعين والعصب البصري، وتُدعى بالفتحة البصرية (Optic foramen)، ويحاط جوف الحجاج بالشحم ليعمل كوسادةٍ ضدَّ الكسور والضربات، ويسهل حركة كرة العين داخل الجوف.

تحوي العين على ملحقاتٍ عديدة لها وظائف معينة، مثل: الحواجب، والأجفان التي تغطي العين أثناء النوم، والأهداب التي تعمل على وقاية العين من العوامل المُحسّسة أو المؤرجة، مثل: الغبار، والأجسام الدقيقة، والغدد، مثل: الغدد الدمعية (Lacrimal glands) الموجودة أعلى ووحشي كرة العين، والتي تعمل على تنظيف العين، وترطيبها في فترات الجفاف، وينتقل الدمع من الغدة عبر القناة الدمعية.

كما توجد عدة عضلاتٍ مسؤولةٍ عن تحريك العين في كافة الاتجاهات، وهي أربع عضلات مستقيمة (Rectus muscles) العلوية، والسفلية، والأنسية، والوحشية، والعضلتين المائلتين (Oblique muscles) العلوية والسفلية، وهي المسؤولة عن تحريك العين بالاتجاه الأنسي والأسفل أو الوحشي والأعلى، وتتعصب هذه العضلات من الأعصاب القحفية الثالث والرابع، وهي على الترتيب العصب المحرك للعين (Motor Nerve)، والبكري (Trochlear nerve)، وتتألف كرة العين من مجموعةٍ من الطبقات الرقيقة.

طبقات كرة العين من الخارج إلى الداخل

1- الصلبة (Sclera)

تمثل هذه الطبقة عضو الحماية في العين، وتتألف من القرنية التي تشغل سدس مساحة الصلبة، وهي الجزء الشفاف الذي يتميز بأنه خالٍ من الأعصاب والأوعية الدموية، لذلك يمكن استبدالها وزرعها بشكلٍ أسهل من باقي أجزاء العين.

2- المشيمية (Choroid)

تتألف المشيمية من جزأين، وهي القزحية (Iris)، والجسم الهدبي (Ciliary Body)، والقزحية هي الجزء الملون الذي يعطي العين لونها البني، أو الأزرق، أو الأخضر حسب كمية صباغ الميلانين، ويوجد في مركزها البؤبؤ (Pupil)، وهو فتحةٌ صغيرة تسمح للضوء بالعبور من خلالها.

ويختلف قطرها حسب كمية الضوء الداخلة للعين، وتتحكم بها العضلات الشعاعية أو الدائرية الموجودة في القزحية، ويظهر البؤبؤ بلونٍ أسود بسبب عدم انعكاس أو ارتداد الضوء إلى نفس المنطقة، أما الجسم الهدبي، فهو العضو الموجود خلف القزحية، والذي يساعد في تغيير قطر البؤبؤ، كما تفرز أهدابه الخلط المائي الذي يملأ الحجرة الأمامية للعين، وينتهي في الزاوية الأنسية عبر قناةٍ خاصةٍ تجاه الصلبة.

3- الشبكية (Retina)

 وهي العضو الأساسي في عملية الرؤية، لأنها تحوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن رؤية الأجسام، وهي عبارة عن خمس طبقاتٍ من الخلايا، وهي بالترتيب المستقبلات الضوئية (Photoreceptors)، وهي نوعان: العصي (Rods)، والمخاريط (Cons)، والخلايا الأفقية (Horizontal cells)، والخلايا ثنائية القطب (Bipolar cells)، والخلايا عديمة الاستطالات (Amacrine cells)، والخلايا العقدية (Ganglion cells).

ويوجد أمام الشبكية العدسة (Lens) أو الجسم البلوري الذي يُعتبر عدسة الإنسان الطبيعية، ويكون الجسم البلوري مرناً خلال حياة الإنسان، وتقلُّ مرونته مع العمر، مما يفسر تفاقم اضطرابات الرؤية لدى كبار السن، وتنتهي الشبكية بالعصب البصري الذي يتجه للدماغ، وتحديداً إلى الفصّ الخلفي القفوي، لتفسير رؤية الأجسام في الساحة البصرية. [1] [2] [5]

فيزيولوجيا الرؤية (كيفية المطابقة)

تتمُّ رؤية الأجسام عند وجودها في المجال المرئي للضوء، وهو عبارة عن أمواجٍ كهرومغناطيسيةٍ طول موجتها من أربعمئة إلى ستمئة نانومتر بعملية تُدعى المطابقة (Accommodation). تبدأ عملية المطابقة أثناء دخول خيال الجسم مع الشعاع الضوئي على شكل رسائل بصرية عبر فتحة الحدقة، فيتغير قطرها حسب كمية الضوء الداخل إليها، بعدها يتجه الضوء إلى الجسم البلوري أو العدسة الذي يعكس جزءاً من الأشعة الضوئية، ويسمح بدخول بعضها الآخر تجاه الشبكية.

وبحسب قرب أو بعد الأجسام عن العين يقوم الجسم البلوري بزيادة أو إنقاص تحدُّبه بفضل مرونته، وذلك عبر تقلص واسترخاء عضلات الجسم الهدبي الملساء التي ترتبط مع الجسم البلوري بواسطة الأربطة المعلقة (Suspensory ligaments)، ففي حال رؤية الأجسام البعيدة تدخل الأمواج الضوئية بشكل متوازٍ، ولا يتطلب ذلك زيادة تحدُّبٍ من العدسة، ليقع خيال الجسم على الشبكية، لذلك تتقلص عضلات الجسم الهدبي لتتسطح العدسة.

أما في حال رؤية الأجسام القريبة يتغير محور الأشعة الضوئية، لترتكز في نقطةٍ واحدة على الشبكية، وتسترخي عندها عضلات الجسم الهدبي لتسمح للعدسة بزيادة تحدُّبها لضمان وقوع خيال الجسم في النقطة المطلوبة، وبعد توجه الشعاع الضوئي إلى شبكية العين يرتسم خيال الجسم المنظور إليه على الجدار الخلفي لكرة العين، لكن الصورة تبدو مقلوبةً، وأصغر مما هي عليه في الواقع.

بعدها تقوم الشبكية بتحويل الصورة إلى سيالاتٍ أو إشاراتٍ عصبية ترسلها إلى الدماغ عبر تصالب العصب البصري، حيث يقوم الدماغ بتفسيرها بالشكل الصحيح بعد القيام بعمليات المعالجة في الفصّ القفوي. تكون المخاريط الموجودة في الشبكية مسؤولةً عن الرؤية في الضوء الساطع، وتستطيع تمييز ثلاث أطوال موجةٍ مختلفة، لذلك تستطيع رؤية مختلف الألوان وهي الأحمر، والأصفر، والأزرق، ويكون تركيز المخاريط أعلى ما يكون في منطقة اللطخة الصفراء (Fovea) الموجودة على الشبكية.

وعند وقوع خيال الجسم فيها تكون الرؤية واضحةً للغاية، وتوجد في منتصف اللطخة الصفراء النقطة العمياء، وهي منطقة دخول العصب البصري، وتكون معدومةً من العصي والمخاريط، وعند تواجد الخيال على هذه النقطة لا يستطيع الإنسان الرؤية مطلقاً، أما العصي، فهي مختصةٌ بالرؤية في الضوء الخافت كونها أكبر عدداً وحساسةً لأطوال موجةٍ معينة، ولا تكون حساسةً للألوان على عكس المخاريط. إن آلية عمل العين معقدة وحساسة، لذلك تكون مشاكل الرؤية، وتصحيح البصر كثيرة، لكنها تتحسن مع خبرة الفاحص، والإجراء الذي يتخذه مع التزام المريض بالتوصيات. [3] [4] [6]

المراجع البحثية

1-Perkins, E. S., & Davson, H. (2023). human eye. In Encyclopedia Britannica. Retrieved December 19, 2023 

2- Anatomy of the eye. (2019, May 13). Hopkinsmedicine.org. Retrieved December 19, 2023 

3- Motlagh, M., & Geetha, R. (2022). Physiology, Accommodation. StatPearls Publishing. Retrieved December 19, 2023 

4- The physiologic mechanism of accommodation. (n.d.). CRSTG | Europe Edition. Retrieved December 19, 2023

5- The structure of the eye | Processing the Environment | MCAT | Khan Academy. (2013b, September 17). Retrieved December 19, 2023 

6- How the eye works animation – how do we see video – nearsighted & farsighted human eye anatomy. (2016, April 3). Retrieved December 19, 2023 

This website uses cookies to improve your web experience.