Skip links
رجل يجلس مع فتاة صغيرة ويضع يده على أنفها وهي تضع يدها على أنفه وخلف الأب يوجد ولد صغير ينظر لهما

غيرة الأطفال – علاماتها، تأثيرها على الطفل وكيفية التعامل معه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » غيرة الأطفال – علاماتها، تأثيرها على الطفل وكيفية التعامل معه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الغيرة سلوكاً عاطفياً طبيعياً عند الطفل، حيث يتعلم من خلالها كيفية التعامل مع العواطف، والتعبير عنها بشكلٍ صحيح كما أنها تُكسبه مهارة المشاركة، والتفاعل الاجتماعي، فغيرة الأطفال هي ردُّ فعلٍ طبيعي يظهر في مراحل تطورهم المختلفة، ويُعتبر جزءًا من تجربتهم العاطفية، ويمكن أن يظهر في العديد من السيناريوهات المختلفة، مثل: وجود شقيقٍ جديد، أو اهتمام الوالدين بالآخرين، أو حصول الطفل على اهتمامٍ أقل.

ما هي علامات الغيرة عند الطفل؟

هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى أن الطفل يشعر بالغيرة، فقد يكون من الصعب على الأطفال الصغار التعبير عن مشاعرهم بوضوح، لذلك يجب أن يكون الأهل مدركين للتغيرات في سلوك أطفالهم، ومن أهمّ علامات الغيرة عند الطفل: [1]

1- التغيُّر في سلوكه

قد يُظهر الطفل سلوكًا غاضبًا أو عصبيًا بشكلٍ غير معتاد، مثل: البكاء المفاجئ أو الغضب الزائد عندما يشعر بالغيرة.

2- الاهتمام الزائد بالمشاركة

قد يبدأ الطفل في الطلب المستمر للمشاركة في الأنشطة أو الألعاب التي يشارك فيها أقرانه.

3- السلوك التنافسي

الرغبة في التنافس مع الآخرين، والاعتراض على أي شيءٍ يحظون به.

4- التغير في السلوك الاجتماعي

انسحاب الطفل من الأنشطة الاجتماعية أو الرغبة في البقاء بمفرده بدلاً من اللعب مع الآخرين.

5- التغيُّر في النوم أو الشهية

من الممكن أن يؤثر الشعور بالغيرة على نمط النوم أو الشهية لدى الطفل، مما يؤدي إلى صعوبةٍ في النوم أو فقدان الشهية.

6- البحث عن الاعتراف والتقدير

يُظهر الطفل الرغبة في الحصول على المزيد من الاعتراف والثناء من الآخرين. وعند ملاحظة هذه العلامات، فمن المهمّ أن تكون حساسًا لمشاعر الطفل، وأن تتعامل معه بحنانٍ وتفهُّم.

هل يمكن أن يغار الطفل دون أسبابٍ تدفعه لذلك؟

قد يغار الطفل دون وجود أسبابٍ واضحةٍ تدفعه للشعور بالغيرة، وفي الواقع بعض الأطفال يكونون أكثر عرضةً للغيرة من الآخرين بشكلٍ عام حتى في حالات عدم وجود أسبابٍ تدفعهم إلى ذلك، وقد يكون السبب في ذلك هو عوامل عاطفية، أو نمط تفكيرٍ خاص لدى الطفل، أو أن الطفل يعاني من عدم الأمان العاطفي، أو يشعر بالتهمة، أو القلق الزائد مما يؤدي إلى ظهور الغيرة بشكلٍ غير منطقي. [2]

كيف تؤثر الغيرة على الطفل؟

قد يتأثر الطفل الغيور، ويصبح أكثر تشددًا في التفاعل مع الآخرين، ويُظهر سلوكًا تنافسيًا مما يؤدي إلى صعوبةٍ في بناء العلاقات، والحفاظ على الصداقات، بالإضافة إلى تأثيرها على النمو العاطفي، فقد يشعر بالحزن، والإحباط، والغضب بسبب الشعور بعدم الكفاية أو الإهمال، وبالتالي تنخفض ثقته بنفسه.

كما أن للغيرة تأثيراً كبيراً على السلوك، فيصبح أكثر عدوانيةً، وقد يقوم بأعمال تخريبية، أو يتجاهل الموارد التي يشعر بأنها مصدر غيرة، وأكثر التأثيرات خطورةً هي التأثير على الصحة العقلية، فالغيرة الشديدة والمستمرة تقود إلى مشاكل صحيةٍ عقليةٍ للطفل، مثل: الاكتئاب، والتوتر العاطفي الزائد. [2]

كيف نتعامل مع غيرة الطفل؟

من الضروري التعامل مع مشكلة الغيرة بسبب تأثيراتها البالغة على نفسية الطفل كما أنها تخلق حالةً من القلق والتوتر لدى الأهل: [2]

1- التعاطف والتفهُّم

تقديم الدعم العاطفي، والتفهم لمشاعر الطفل، ومحاولة التعبير له عن فهم ما يشعر به، وأن يتمّ تشجيعه على التعبير عن مشاعره بصدق.

2- الاهتمام المتوازن

توجيه الاهتمام بشكلٍ متوازنٍ بين الأطفال، وتقديم الاهتمام، والوقت لكل طفلٍ على حدة بحيث يشعر كل طفلٍ بأهميته، ومكانته في العائلة.

3- تعزيز الثقة بالنفس

مساعدة الطفل على بناء الثقة بالنفس عن طريق تعزيز النواحي الإيجابية عنده، ومهاراته الفردية، وتقديم التشجيع له، والثناء عليه عندما يتصرف بشكلٍ إيجابي، ويتعاون مع الآخرين.

4- تعليم المشاركة والتعاون

تعليم الطفل مهارات المشاركة والتعاون، وحثّه على مشاركة اللعب والموارد مع الآخرين، وتعلُّم كيفية التعاون والتفاوض.

5- تنظيم الوقت والانتباه

تنظيم الوقت والانتباه بشكلٍ عادل بين الأطفال، وتقديم فرصٍ متساويةٍ للجميع للمشاركة في الأنشطة، والاستمتاع بالوقت مع الوالدين.

6- التعبير عن العواطف

تعليم الطفل كيفية التعامل مع العواطف بشكلٍ صحيح وبنّاء، وتقديم الأدوات والمهارات التي تساعده على التعبير عن مشاعره بشكلٍ إيجابي، والتعامل مع الغضب والحزن بطرقٍ صحية.

7- المثال الحسن

تقديم نموذجٍ إيجابيّ للطفل للتعامل مع الغيرة عن طريق التعاطف، والمشاركة، والتعاون مع الآخرين.

8- التعاون مع المدرسة

قد تكون غيرة الطفل نابعةً من علاقاته مع أقرانه في المدرسة أو الحضانة، لذلك لا بدَّ من التواصل مع المدرسة، وطلب الدعم والمشورة من المعلمين والمربين، وقد يكون لديهم استراتيجيات وأنشطة إضافية يمكن أن تساعد في التعامل مع غيرة الطفل في المدرسة.

من المهمّ أن تكون الاستراتيجيات مُنسجمةً ومتناسبةً مع تطور الطفل واحتياجاته العاطفية، ويجب أن يتمّ التعامل مع الغيرة بحبٍّ واهتمامٍ وتوجيه، وأن يكون الهدف هو تعزيز العلاقات الإيجابية، وتعلم مهارات التعاطف والمشاركة.

المراجع البحثية

1- Parr, T. (2009). The feelings book (Illustrated edition). Little, Brown & Company. Retrieved August 21, 2023

2- Faber, A., & Mazlish, E. (2012). Siblings Without Rivalry: How to help your children live together so you can live too .(Revised edition). National Geographic Books. Retrieved August 21, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.