Skip links
يد شخص بالغ تُمسك بالجوال ويقوم بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي

علم النفس الإعلامي – تأثيره، دوره وكيف نستفيد منه؟

الرئيسية » علم النفس » علم النفس الإعلامي – تأثيره، دوره وكيف نستفيد منه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو علم النفس الإعلامي؟

هو جزءٌ لا يتجزأ من فروع علم النفس يهتمُّ بدراسة تأثيرات وسائل الاتصال الإعلامي على جميع مشاعر الإنسان، وسلوكياته، وتفكيره أيضاً، حيث يبرز دوره، وبشكلٍ أساسي في فهم طريقة تفاعل الآخرين مع محتويات الإعلام سواءً أكان ذلك عن طريق التلفاز، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر محطات الراديو، وإعلانات الشوارع.

بالإضافة إلى الأثر الذي تتركه هذه الإعلانات على وجوه الناس، وعلى إدراكهم وتفاعلهم مع بعضهم، كما يتناول هذا العلم أثر الحملات الإعلامية على وجهات نظر الجماهير، وإجراء تقييمٍ لآخذ الآراء السلبية والإيجابية، وتحديد الفوائد منها بشكلٍ أعمق، ودراسة ما يمكن تطويره على صعيد الرسائل الإعلامية، وكيفية تقديمها ونشرها. [1]

كيف يؤثر علم النفس الإعلامي على طرق التفكير والإدراك عند الفرد؟

إنه يلعب دوراً هاماً جداً في التعرف على تفكير الأشخاص وخلفياتهم لأنه يقدم للآخرين معلومات، ونماذج، ومعارف تغنيهم، وبالتالي تساعدهم على تشكيل آرائهم وتصوراتهم بكل وضوح، وقد يؤدي التعرض الدائم لمحتوياتٍ إعلاميةٍ محددة إلى تغيّرٍ في نمط ومنهجية تفكير الأفراد، وكيفية تفسيرهم للأحداث والمواقف أيضاً، وفي بعض الأحيان ينتج عنه ما يعرف بالغرس الثقافي، ويعتقد الإنسان في هذه الحالة أن جميع ما يشاهده يعكس الواقع وبشكلٍ تام.

ومن ناحيةٍ أخرى قد تعمل وسائل الإعلام على التخفيف من عبء الحياة، وتبسيط الأمور من خلال اعتمادهم على تقديم الأخبار والمعلومات من زاوية أخرى، وهذا ما يسمّى بإطارات الإعلام، وكيفية اللعب بالكلام، وصياغته بطريقةٍ تؤثر على فهم الجمهور لما يتقدم له من حقائق. [2]

ما هي أدوار علم النفس الإعلامي في حياة الأفراد؟

إذا تعمقنا قليلاً في ميدان علم النفس الإعلامي سنجد أن واجباته عديدة، وبالتالي الوظائف التي يقوم بها متعددة، وتندرج تحت مجالاتٍ حياتيةٍ كثيرة، ونذكر منها ما يلي: [3]

1- مجال التعليم والتنشئة

يتمُّ الاعتماد على علم النفس الإعلامي بشكلٍ كبيرٍ في تطوير وتحسين واقع التكنولوجيا في التعلم، وكيفية استخدامها بشكلٍ صحيح، على سبيل المثال: تساعد وسائل الإعلام على تشكيل مخططات وبرامج تعليمية تعتمد بشكلٍ خاص على فهم آلية استقبال المعلومات من قبل المحيطين، وتحليلٍ سريعٍ لردود أفعالهم، بالإضافة أنه يدخل في صياغة رسائل توعية فكرية فعّالة جداً في تفسير بعض القضايا الاجتماعية، كالصحة النفسية أو العنف العائلي، وقضايا أخرى متعلقة بالبيئة.

2- المجال الإعلاني والتسويقي

يعتمد القائمون على علم النفس الإعلامي على دراسة الأثر الذي تنتجه الإعلانات على العاطفة والدافع والحاجة لدى الراغبين بالشراء، حيث يتمُّ استخدام وسائل معينة لتحليل واكتشاف ذلك، كدراسة لغة الجسد لفهم دور التأثيرات البصرية والنفسية للألوان، بالإضافة لتفحص آثار التكرار والإقناع بشأن زيادة فعالية الحملات الإعلامية المقامة.

3- المجال السياسي والرأي العام

في السياسة يهتمُّ علم النفس الإعلامي بتشكيل واتخاذ القرار العام الذي يعود بالفائدة على الجميع، وذلك من خلال استفتاءٍ معين على وسائل التواصل، كالتلفاز أو السوشال ميديا، حيث يستخدم السياسيون طرائق مدروسةً بهدف خلق التأثير على الآراء، وقد يحدث ذلك من خلال الخطابات أو الإعلانات السياسية، بالإضافة للمناظرات، كما أنه يسهم في تحليل منهج الأخبار الكاذبة، والتلاعب الإعلامي على سلوك الأفراد، مما يتيح وضع خططٍ وأهداف مع استراتيجيات واضحة لتجنب، ومنع حدوث ذلك.

4- المجال النفسي

يلعب هذا العلم دوراً في تعزيز الجوانب النفسية لدى الأفراد، حيث يدرس أثر وسائل الإعلام على تصرف ومزاج الأشخاص، ويركز العلماء هنا على التعرف، واستنتاج تأثير المحتوى الإعلامي العدواني، كالأخبار القائمة على العنف، أو المسلسلات التلفزيونية التي تنقل محتوى لا أخلاقي على مستويات القلق، والاكتئاب إضافةً لمساهمة هذا العلم في تطوير طرائق إيجابية لاستخدام الإعلام كأن يتمّ توظيفه، كأداةٍ لتعزيز الصحة النفسية الإيجابية من خلال حملات التوعية والدعم النفسي.

5- المجال الرقمي التكنولوجي

في ظل هذا الانفتاح الواسع لابدّ أن يكون الانتشار كبير لوسائل الإعلام الرقمي، ويتزايد دور علم النفس الإعلامي في ذلك، لأنه يدخل في دراسة عميقة تخص مجال التسويق، وعالم الوسائط الرقمية المتعددة، إذ يهتمّ الدارسون في هذا المجال بدراسة الآثار السلبية والإيجابية بشأن الاستخدام المفرط للسوشال ميديا، وبالأخص على العلاقات الاجتماعية، والرفاهية الجسدية، والقدرات الإنتاجية للإنسان، ودورها في تشكيل الهوية البصرية، والمحتوى الخاص الذي يعكس شخصية كل فرد.

ما هو التأثير النفسي للوسائل الإعلامية؟

منصات عدة، كالفيسبوك واللينكد إن، والإنستغرام، والواتس أب أصبحت في عصرنا الحالي من أساسيات الحياة، ومحوراً لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم، وأوضحت آخر الدراسات أنها تؤثر على الحالة النفسية للأفراد بسبب الانتشار الواسع لها حيث: [4]

رسم توضيحي لشخص جالس أمام الطاولة ينظر الى هاتفه الجوال وبجانبه كوب مياه وظرف من الدواء، وامرأة أخرى تجلس على الأرض وهي حزينة وامرأة أخرى تجلس في سريرها وتظهر سلسلة معدنية تحيط برقبتها وبيديها وهي تحمل الهاتف

1- تؤثر على حياة الإنسان العادية

عندما يتمّ قضاء وقتٍ كامل وطويل أمام شاشة المحمول أو غيرها، فإن ذلك يؤثر سلباً على صحة الفرد، وتنخفض معدلات نومه، مما يؤثر على جودة الصحة النفسية.

2- تؤدي إلى تغيرات غير سارة في العلاقات

على الرغم من أن وسائل الاتصال الاجتماعي تزيد من فرص التواصل والتعارف بين الأفراد، إلا أنها تشكل خطراً وقلقاً، وبشكلٍ خاص عندما يتأقلم الشخص على محادثة أحد وبشكلٍ يومي، ومن ثم تنقطع أخباره عنه، والتواصل معه يصبح أشبه بالمستحيل، مما يؤدي إلى مشاعر من الوحدة، والعزلة، والغضب، والاكتئاب.

3- ينتج عنها الإدمان

هنالك دراسة مفادها بأن بعض الأفراد يطورون سلوكاً إدمانياً تجاه استخدام وسائل التواصل، حيث يصبح من الصعب جداً الابتعاد عنها، بالتالي قد يؤثر ذلك على نمط حياتهم اليومي والمعتاد، حيث يصبح المدمن في حالة أنه لا يستطيع الخروج إلى مكان ولا الجلوس مع أحد دون استخدام الجهاز المحمول.

كيف نستفيد من علم النفس الإعلامي في الحياة اليومية بشكلٍ إيجابي؟

إن هذا التوظيف يتطلب عدة أمور، ومن ضمنها فهم تأثير وسائل الإعلام على أفكار ومشاعر ومعتقدات الفرد ثم استغلال ذلك لتحسين جودة الحياة، وتعزيز الصحة النفسية، وتوجد عدة طرق يمكن من خلالها القيام بذلك، وهي: [5]

1- الوعي بدور الإعلام

على الإنسان أن يدرك مهمة الإعلام ووظيفته التي من خلالها يتمُّ تشكيل الآراء، والثقافات، والتصورات المختلفة للعالم، ويمكن لهذا الوعي أن يساعد على تطوير الجانب النقدي سواءً أكان نقداً فعّالاً أم سلبياً يحتاج إلى تغيير.

2- الانحياز نحو المحتوى المفيد

من خلال اختيار البرامج الإعلامية والمحتويات الإيجابية التي تعزز من عادات وقيم جيدة، كالتعاون، والمحبة، والاحترام، والتنمية البشرية، ويمكن بدوره ذلك أن يساهم في تحسين المزاج والرقي بمفهوم التفكير الإيجابي.

3- تنظيم أوقات التعرض للإعلام

ينبغي تخصيص أوقات محددة للتعرض لوسائل الإعلام والتواصل، حيث يوجد للفرد نشاطات أخرى عليه القيام بها، كالرياضة، والتفاعل الاجتماعي، والقراءة، واليوغا، ومن الجيد تحديد وتخطيط الأوقات بشكلٍ لا يحرم الفرد نفسه من شيء، ويعطي لكل الأمور حقها.

4- استنباط الرسائل الإعلامية

حيث يمكن للمعنيين بذلك أن يطوروا مهارات وأساليب يستطيعون بها أن يواكبوا التغيرات الإعلامية سواءً أكانت سياسيةً أم تجاريةً أم اقتصاديةً بغية تجنب تأثيرات المحيط السلبي أو الكاذب.

5- استخدام وسائل الميديا بشكلٍ هادفٍ وفعّال

على الإنسان ألا ينجرف في متابعة المحتويات السيئة والمشوشة غير المفيدة أبداً، والتي لا تشكل أي منفعةٍ ذاتية له سوى أنها تهدر الوقت، وعليه أن يكون أكثر وعياً بأن يتابع محتويات تحقق له استثمار شخصي ومردود مادي أو تطور له مهارات يستطيع من خلالها أن يقدم على إنشاء مشروع أو يفتتح عملاً خاصاً به.

6- التحكم في الاستجابة وردود الفعل النفسية

يساعد هذا العلم في تجاوز جميع المشاعر السلبية التي تنتج عن التعرض لمحتوىً مخلٍّ بالآداب العامة أو قد يكون محتوىً مثيرٍ للرعب والقلق من خلال تحديد الفرد لما يريد مشاهدته على هذه الوسائل الإعلامية، وبالتالي يستطيع تجنب كل من يتعرض له بإساءة سواءً أكانت بكلمة أو بتعليق، وسيساعد تطبيق ما ذكر في الحفاظ على المرونة النفسية، وتحقيق الرفاهية المجتمعية والشخصية.

المراجع البحثية

1- Publisher, A. R. a. R. O. O. (2016b, March 22). 2.2 Media Effects theories. Pressbooks. Retrieved August 9, 2024  

2- Zsila, Á., & Reyes, M. E. S. (2023b). Pros & cons: impacts of social media on mental health. BMC Psychology, 11(1). Retrieved August 9, 2024 

3- The Psychology of Social Media. (2023, October 11). King University Online. Retrieved August 9, 2024 

4- Robinson, L., & Smith, M., MA. (2024b, June 18). Social media and Mental health: Social media addiction. HelpGuide.org. Retrieved August 9, 2024

5- Vinney, C., PhD. (2023b, November 18). What is media psychology?. Verywell Mind. Retrieved August 9, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.