Skip links
رسم توضيحي لامرأة مسنة تشعر بآلام عظمية

علاج هشاشة العظام

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » علاج هشاشة العظام

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تهدف معالجة حالات هشاشة العظام إلى تقوية العظام، والوقاية من الكسور المرضية التي تظهر في الجهود الخفيفة، وعند تطبيق ضغطٍ بسيطٍ على هذه العظام، وهي عبارة عن معالجة دوائية وفيزيائية عبر حركاتٍ رياضيةٍ معينة بوضعياتٍ مناسبة مع تغيير العادات اليومية السيئة.

الوقاية من الكسور العظمية العفوية

تبدأ مراحل المعالجة الوقائية من الكسور العظمية بتشجيع المريض على القيام بالتمارين الرياضية المناسبة لكتلته وعمره، ويعمل ذلك على تقوية العضلات، والأربطة، والأوتار التي تدعم العظام، وتهدف إلى الحفاظ على المتانة العظمية. من أكثر الرياضات اعتماداً في معالجة هشاشة العظام هي القيام بالمشي، وممارسة اليوغا، والتأمل، وحركات التمدُّد، مثل: البيلاتس (Pilates)، ويتمُّ الاعتماد على هذه الأنواع كونها لا تتطلب مجهوداً، ولا تستوجب رفع أثقالٍ في النادي الرياضي، ويجب الحرص على ارتداء ملابس مريحة.

والتأكد من متانة وسلامة السطح الذي تجرى عليه التمارين الرياضية، ويتمُّ التمرين بإشراف مدربٍ متخصصٍ ومدركٍ لوضع المريض الصحي مع وضع برنامجٍ غذائي صحي يعتمد على البروتين، كالبيض، والكالسيوم، والحليب، والفيتامينات، كالفواكه، والخضروات الطازجة، والحديد، كالورقيات، واللحوم الحمراء. وعند وجود نقصٍ شديدٍ في أحد المكونات يمكن استشارة الطبيب المشرف لوصف الجرعة، والنوعية الصحيحة.

يجب الابتعاد عن التمارين المنهكة، مثل: تمارين كمال الأجسام، والركض، والقفز العالي، وتجنّب تناول الأطعمة غير الصحية، كالسكريات، والأطعمة الفقيرة بالمغذيات، وعدم الإكثار من شرب الشاي، والمشروبات الغازية، وإيقاف التدخين بنوعيه السلبي والإيجابي، وعدم تعاطي المشروبات الكحولية، ويجب الانتباه لنوعية السرير والأرائك الموجودة في المنزل، حيث تشكل الأسطح غير المريحة إزعاجاً للمريض أثناء النوم والراحة مع اختيار أحذيةٍ مناسبة القياس لتجنُّب الضغط على القدمين. [1] [2]

ما هي الأدوية التي تستخدم لتقوية العظام؟

لا يوجد صنفٌ دوائيٌّ واحد ينفع كل المرضى إذ يأخذ الطبيب بعين الاعتبار عمر المريض، ووزنه، ومدة سوء حالة العظام لديه، وذلك وفق بروتوكول مناسب لكل مريض، ويمكن أن يصف الطبيب الأدوية التالية: [3] [4] [5] [6]

1- بيسفوسفونات (Bisphosphonate)

تحتوي الصيدليات على عدة أشكال دوائية، مثل: الحبوب (Pills)، ويطلق عليه الاسم العلمي أليندرونات (Alendronate) المعروف باسم فوزاماكس (Fosamax) أو إيباندرونات (Ibandronate) المعروف باسم بونيفا (Boniva)، وتؤخذ هذه الحبوب يومياً أو أسبوعياً حسب وصفة الطبيب، كما توجد البيسفوسفونات بأشكالٍ دوائية أخرى، مثل: الحقن العضلية التي تعطى كل ثلاثة أشهر أو حقن للتسريب الوريدي التي تعطى مرةً كل سنة.

ويطلق عليها اسم حمض زوليدرونيك (Zoledronic acid)، وأثبتت التجارب فعالية هذا الصنف الدوائي في الوقاية من الكسور العظمية في العمود الفقري، والناتجة في أغلب الحالات عن الإصابة بهشاشة العظام، لكن يجب تحذير المرضى من التأثيرات الجانبية لها، مثل: المشاكل الهضمية، والكلوية، لذلك يعدُّ قصور الكلية مضاد استطباب لهذا الصنف.

2- رالوكسيفين (Raloxifene)

يعتبر هذا الدواء فعالاً لدى النساء المصابات بهشاشة العظام بعد سن اليأس، لأنه يعمل على تفعيل مستقبلات هرمون الأستروجين الذي ينقص بعد سن اليأس عند الإناث، حيث تتشابه بنية الرالوكسيفين مع الأستروجين، فعند ارتباطه مع المستقبلات تحدث نفس التأثيرات في جسم المرأة، ومنها تقوية العظام خاصةً الفقرات في العمود الفقري، ويجب الانتباه من التأثيرات الجانبية المتمثلة بالهبات الساخن (Hot flashes)، والألم العضلي، والأهبة لتشكل الخثرات في الدم.

3- تيريبراتيد (Teriparatide)

والمعروف باسم (Foreto) فوريتو، يوجد نوع آخر من نفس الصنف يدعى (Abaloparatide)، ويطلق عليه تجارياً (Tymlos) تيملوس، وآلية عمل هذا الصنف تكمن بتصنيع الهرمونات المفرزة من الغدد جارات الدرق، مثل: باراثورمون (Parathormone) الذي يعزز نمو العظم، وزيادة متانته. يؤخذ هذا الصنف الدوائي لمدة سنتين على الأقل بعدها يمكن التحويل للمعالجة بالنوع الدوائي الأول المذكور أعلاه، كما يمكن أن تكون النساء المسنات بحاجة لهذا الصنف أيضاً.

4- دينوزوماب (Denosumab)

هو نوعٌ من الأضداد وحيدة النسيلة (Monoclonal antibody) يعمل بطريقة تثبيط تشكل الخلايا الكاسرة للعظم، ويعطى عن طريق العضل مرتين كل سنة، ولا ينصح بإيقاف الدواء لتجنُّب عودة الهشاشة، وكسور العظام العفوية ثانيةً.

5- كالسيتونين (Calcitonin)

هو هرمون تفرزه الغدة الدرقية بشكلٍ طبيعي في الجسم إذ يعمل على بناء العظم، وإنقاص نسبة الكالسيوم في الدم، وهو أقدم دواء مستعمل في علاج هشاشة العظام بآلية تثبيط الخلايا الكاسرة للعظم، وهو موجود على شكل بخاخاتٍ أنفية أو حقنٍ عضلية، وهي فعالةٌ في كسور العمود الفقري.

6- المكمّلات الغذائية (Supplement)

أهمُّ المكمّلات في حال هشاشة العظام هي الكالسيوم الذي يوصف بجرعة ألف ميلي غرام يومياً متضمنةً الكالسيوم في الطعام (يحوي ربع لتر من الحليب حوالي ثلاثمئة ميلي غرام من الكالسيوم، وتحوي ثمانية وعشرين غرام من الجبنة حوالي مئة وخمسة وتسعين إلى ثلاثمئة وخمسين ميلي غرام من الكالسيوم)، والأقراص الدوائية للرجال والنساء المصابين.

أما النساء بعد سن اليأس تزيد جرعتهم إلى ألف ومئتي ميلي غرام يومياً متضمنةً المدخول الغذائي والدوائي مع الانتباه إلى عدم زيادة الجرعة فوق ألفي ميلي غرام، أما فيتامين D، فينصح بأخذ ثمانمائة وحدة كل يوم كحدٍّ أدنى، وذلك للأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين D غير المفسر، ويوصي الأطباء أيضاً بتناول البروتينات، وتتراوح حصة الفرد في اليوم وسطياً 0,4 غرام.

أوصت الجمعية الأمريكية في آخر تحديثاتها عام ألفين وعشرين بتحديد الجرعات والأنواع الدوائية لكل مريض على حدا، وكانت أولى التوصيات بوصف الخط الأول من العلاج بالبيسفوسفونات والأضداد وحيدة النسيلة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام، وذوي الخطورة العالية المعرضين للكسور العظمية، أما المرضى غير القادرين على تعاطي الأدوية الفموية، توصف لهم الأشكال الصيدلانية الأخرى، أما المصابين بكسورٍ معينة في العمود الفقري يوصف لهم البيسفوسفونات، وشادات هرمون الأستروجين لدى النساء بالأخص.

وأخيراً ينصح بأخذ البيسفوسفونات بعد انتهاء فترة المعالجة بأدوية تيريبراتيد ودينوزوماب. أما العلاج غير الدوائي يعتمد على أجهزةٍ خاصة تعمل بتقنية الاهتزازات، وتدعى (Vibration Therapy)، ولها استطباباتٌ عدة، منها: الإصابة بهشاشة العظم، ولهذه التقنية نوعين إذ يشمل النوع الأول التأثير على كامل الجسم (Whole body vibration)، والنوع الثاني يكون الاهتزاز لمناطق معينة أو اهتزازاً منخفض الشدة (Low intensity vibration)، حيث تعمل هذه التقنية على تمرين العضلات، وتقوية العظام، وينصح بالمشاركة بها مع العلاج الدوائي.

المراجع البحثية

1Stang, D. (2023, June 16). Everything you need to know about osteoporosis. Healthline. Retrieved February 15, 2024

2- Geng, C. (2022, January 31). Is osteoporosis reversible? Medication, prevention, and more. Medicalnewstoday.com. Retrieved February 15, 2024

3- Osteoporosis drugs: Which one is right for you? (2021, September 12). Harvard Health. Retrieved February 15, 2024

4- Osteoporosis treatment & management. (2024, January 17). Medscape.com. Retrieved February 15, 2024

5- Menzies, R. (2022, July 28). Vibration therapy for osteoporosis: Does it help or hurt? Healthline. Retrieved February 15, 2024

6- Administrator. (2024, January 31). Osteoporosis medication and medication guidelines. Bone Health & Osteoporosis Foundation. Retrieved February 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.