Skip links
صورة شعاعية لكيس سنّي موجود تحت الأسنان

الأكياس سنية المنشأ – خيارات العلاج والمضاعفات

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » الأكياس سنية المنشأ – خيارات العلاج والمضاعفات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الأكياس سنّية المنشأ (Odontogenic cysts) هي تجاويفٌ مرضيةٌ مبطنةٌ بطبقةٍ ظهارية، ومحاطةٌ بنسيجٍ ضامٍّ ليفي، تنشأ من الأنسجة السنية التي توجد في المناطق الحاملة للأسنان في الفك العلوي والسفلي.

خيارات علاج الأكياس السنية المنشأ

بعد التشخيص الصحيح للكيس، يتمُّ اختيار العلاج الأنسب، وتتوفر عدة خياراتٍ علاجية: [1]

1- المراقبة والمتابعة.

2- العلاج السني (Dental treatment).

3- المعالجة اللبية للأسنان (Endodontics).

4- قطع ذروة السن (Apicectomy).

5- قلع الأسنان (Extraction).

6- التكوية (Marsupialisation)، وتتضمن تشكيل نافذةٍ جراحيةٍ في بطانة الكيس لتخفيف الضغط عن التجويف، ويعدُّ هذا الإجراء بسيطاً وسريعاً نسبياً، وغالباً يجرى تحت التخدير الموضعي، ويؤدي إلى أقل درجةٍ من الرضّ على البنى المجاورة، يتمُّ إجراء شقٍّ حول حافة الكيس، ثم تتمُّ إزالة الغشاء المخاطي، ثم رفع الشريحة المخاطية السمحاقية، وإزالة العظم لكشف أكبر قدرٍ ممكنٍ من الكيس.

بعد ذلك يجب خياطة بطانة الكيس إلى الغشاء المخاطي باستخدام خيوط، مثل: الفيكريل لتأمين عدم انغلاق الفتحة، ويتمُّ إرسال الغشاء المخاطي وبطانة الكيس المزالة إلى التشريح النسيجي لتأكيد التشخيص. يمكن دكُّ تجويف الكيس بمواد غير قابلةٍ للامتصاص، مثل: الشاش المشرب، أو معجون اليودوفورم، حيث تبقى في مكانها لمدةٍ لا تقل عن عشرة أيام ثم يمكن إزالتها أو استبدالها حسب الحاجة.

ومع انكماش التجويف يتمُّ دكه مرةً أخرى بضماداتٍ أصغر حجماً، يسمح هذا الإجراء بتقليل الضغط الهيدروستاتيكي (الذي يُعتبر جزءاً أساسياً من تكوين الكيس في معظم الحالات)، التقنية البديلة تكون بترك التجويف مفتوحاً، وإرشاد المريض لاستخدام الإرواء بمادةٍ مطهرة بواسطة سيرنك مدبب الرأس يتمُّ وضعه في فتحة التجويف، وغسل داخله بحقن المادة المطهرة فيه، وفي كلتا الحالتين المتابعة الدورية ضرورية كجزءٍ من العلاج.

تعدُّ هذه التقنية مفيدةً في حالة الأكياس الكبيرة التي يوجد فيها خطر حدوث كسرٍ في عظم الفك، أو في حالة ارتباط الكيس بجذور الأسنان المتعددة، أو عصب الفك السفلي.

7- استئصال الكيسة (Enucleation): تتمُّ إزالة بطانة الكيس بالكامل، والإصلاح الأولي للجيب الناتج، حيث يمتلئ فراغ الكيس بخثرةٍ دموية تنظم، وتعيد بناء العظم، وتؤدي إلى إصلاح التخرُّب العظمي الناتج عن الكيس، ويعدُّ الخيار المفضل بشكلٍ عام لمعظم الأكياس داخل العظم وخارجه.

8- استئصال الكيسة مع علاجٍ تكميلي (Enucleation plus supplementary treatment).

9- الاستئصال الموضعي (Local excision).   

علاج الأكياس السنية المنشأ حسب نوع الأكياس

1- الأكياس الجذرية (حول الذروية)

يتمُّ علاج الأكياس الجذرية عادةً بإجراء المعالجة اللبية (علاج قناة الجذر) للسن المسبّب، ويعدُّ العلاج اللبّي البسيط فعالاً كخطة علاجٍ أولية للأسنان ذات التوقُّع المحتمل لكيسٍ جذري صغير وغير مصابٍ بالإنتان، وذلك لعدم إمكانية الحصول على تشخيصٍ مؤكد عندما لا يتمُّ استئصال الآفة بالكامل.

وإذا استمر الألم بعد العلاج اللبّي، ولم تتراجع أعراض الكيسة سيكون من الضروري اللجوء إلى العلاج اللبّي الجراحي (قطع الذروة)، وتجريف الكيسة، والذي ينتج عنه شفاءٌ موثوقٌ للعظم، كما يعتبر قلع السن مع تجريف أو استئصال الكيس أيضاً فعالاً في القضاء على حدوث كيسٍ متبقٍ. بشكلٍ عام يحقق العلاج اللبّي الجراحي شفاءً عظمياً بنسبة 95 بالمئة مقارنةً بـ 66 بالمئة من الشفاء العظمي مع العلاج غير الجراحي. [1] [2]

2- الأكياس المتبقية

تتمُّ معالجتها بالاستئصال.

3- الأكياس حول السنية

يعتمد علاج الكيسات حول السنية على موقع الكيسة والسن المرتبط بها، فإذا كانت الكيسة مرتبطةً بالرحى الأولى أو الثانية، فإن الكيسة تُستأصل عادةً، وتُترك لتشفى. أما إذا كانت مرتبطةً بالرحى الثالثة (ضرس العقل)، فإن القلع هو العلاج الأفضل. [2]

4- الأكياس التاجية

تحتوي الأكياس التاجية عادةً على سائلٍ في داخلها، وقد تؤدي إلى حدوث تورم، يعتمد علاج الكيسة التاجية على حجمها، فإذا كانت الكيسة صغيرةً، فقد يتمكن الطبيب من إزالتها جراحياً مع السن المتأثر. أما في الحالات الأخرى التي يكون فيها حجم الكيس كبيراً، تستخدم تقنية التكوية بإنشاء فتحةٍ جراحيةٍ في الكيسة تضمن تصريف محتوياتها، وبمجرد تصريف السائل يتمُّ عمل قطبٍ جراحيةٍ على حواف الفتحة، للحفاظ عليها مفتوحة، مما يمنع نمو كيسةٍ أخرى في نفس المكان. وحتى عندما تكون الكيسة صغيرة، ولا تسبّب أي أعراض، فمن المهمّ إزالتها لتجنب حدوث المضاعفات، مثل: الإنتان، فقدان الأسنان، كسر الفك، أو ورم الأميلوبلاستوما، وهو نوعٌ من الأورام الحميدة في الفك. [3]

5- الأكياس البزوغية

تعدُّ الأكياس البزوغية محدودة الحواف، وبالتالي لا تحتاج إلى علاج، وعادةً يتمُّ تمزُّق الكيس بشكلٍ طبيعي بمجرد بزوغ السن، إذا كان هناك أعراض يمكن كشف الغطاء العلوي للكيس لتقليل أي ضغطٍ التهابي ممكن.

6- الأكياس حول السنية الجانبية

يتمُّ علاجها بالاستئصال، وغالباً يكون من الضروري إجراء التجريف بالتزامن مع الاستئصال. [2]                                    

7- الأكياس السنية التقرنية

هذه الأكياس تتمُّ معالجتها بطرقٍ متعددة تعتمد على حجم وموقع الكيسة، إضافةً إلى أن إمكانية النكس التي تكون مرتفعةً جداً في هذا النوع من الأكياس.

تنقسم هذه الطرق إلى طرقٍ محافظة وطرق أكثر هجوميةً أو مزيجٍ من الاثنين، تشمل الطرق المحافظة الاستئصال البسيط، والتكوية، وإزالة الضغط، وهي تقنيةٌ معدلةٌ من التكوية تؤدي إلى تقليل حجم الكيس بشكلٍ كبير، وتكثيف بطانة الكيس.

مما يجعل الاستئصال أسهل، وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذه التقنية أفضل من الاستئصال وحده، حيث إن معدل نكس الكيسات التقرُّنية المعالجة بإزالة الضغط يليها الاستئصال 11.9 بالمئة ليكون أقل بشكلٍ كبيرٍ من الاستئصال وحده 20.8 بالمئة.

الطرق الأخرى، مثل: استئصال العظم المحيطي، العلاج بالتبريد (النيتروجين السائل) والتجريف الكيميائي باستخدام محاليل كارنويد تعتبر طرقاً علاجيةً راضّةً وأكثر عدوانية، ولكنها تُظهر نتائج أفضل، ومعدل نكسٍ أقل من الطرق المحافظة. حالياً يعتبر الاستئصال البسيط وحده غير كافٍ، ويحتاج إلى طرقٍ مساعدة لتقليل معدل النكس. [4]   

8- الأكياس السنية التقرُّنية التقويمية

يتمُّ علاجها بالاستئصال الجراحي، وهو علاجٌ شافٍ، وعلى عكس الكيسات التقرُّنية، فإنها تمتلك معدل نكسٍ منخفض.

9- الأكياس السنية الغدية

تعالج بالاستئصال والتجريف، وتعدُّ المتابعة الدقيقة ضرورية. [2]

المتابعة بعد العلاج

عادةً يجب مراجعة المرضى خلال فترة من 5 إلى 7 أيام بعد العملية بغضّ النظر عن طرق العلاج المستخدمة، وصف المضادات الحيوية يعدُّ موضع جدل، ولكنه لايزال يستخدم بشكلٍ شائعٍ نسبياً إلى جانب المسكنات. المتابعة السريرية والإشعاعية للكيس المعالج تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على التشخيص النسيجي، عادةً ما يكون الفحص السريري مصحوباً بفحوصاتٍ إشعاعيةٍ دورية لمراقبة بناء العظم كافياً لتقييم الشفاء.

في الحالات التي تتمُّ المعالجة فيها بالتكوية (الكيسات الكبيرة) قد يستغرق الأمر 18 شهراً قبل أن يلاحظ تراجع الكيسة شعاعياً، الكيسات التي يتمُّ استئصالها عادةً تشفى بدون مشاكل، وتظهر شفاءً عظمياً سريعاً بحيث يمكن إخراج المرضى من المتابعة التي تتمُّ كل 6 أشهر، في حالة الكيسات المتقرّنة (الكيراتينة) سنية المنشأ، تكون المتابعة ضروريةً لفترةٍ طويلة من الوقت (على الأقل 5 سنوات) بسبب معدل النكس المرتفع، وسرعة النمو المحتملة.

يجب ملاحظة أنه إذا لم يحدث تحسن عند إجراء علاج قناة الجذر لما يعتقد أنه كيسٌ جذريٌّ مرتبطٌ بسنٍّ غير حي، فقد يكون من الضروري إجراء خزعة. [1]

الاختلاطات والمضاعفات

يرتبط حدوث الاختلاطات بنوع الكيس المعالج: [2]

1- الأكياس حول الذروية عادةً لا تُبدي مضاعفاتٍ بعد الاستئصال، قد يتشكل كيسٌ مُتبقٍ بسبب التجريف غير الكامل أثناء الاستئصال، وقد تتطور ندب حول ذروية عندما تمتلئ الآفة بنسيجٍ كولاجيني بدلاً من العظم.

2- الأكياس المتبقية يمكن أن تسبّب تخريباً للعظم إذا تركت دون علاج، مما يعرض الأسنان المجاورة إلى الخطر، بشكلٍ عام هذه الكيسات لا تظهر مضاعفات بعد الإزالة، ولديها معدل نكسٍ منخفضٍ إلى معدوم.

3- الأكياس حول السنية الجانبية ترتبط بالتهاب اللثة الحادة، ووجود جيبٍ لثوي عميق قد يؤدي إلى تلف النُّسج الداعمة نتيجة توسُّع التجريب عادةً لا تؤدي إلى مضاعفات، ولا تنكُّسٍ بعد الاستئصال.

4- الأكياس التاجية تترافق مع تخريب العظم بسبب توسُّع الكيس، لا تؤدي إلى مضاعفات، ومعدل النكس منخفضٌ إلى معدومٍ بعد الاستئصال.

5- الأكياس البزوغية غالباً تكون محدودةً ذاتياً، ولا تبدي مضاعفات.

6- الأكياس التقرُّنية السنية لديها معدل نكس عالٍ، لذلك تكون المتابعة ضرورية، وقد يحتاج المريض إلى علاجٍ جراحي إضافي.

7- الأكياس السنية الغدية لديها معدل نكس عالٍ 20 إلى 30 بالمئة، المتابعة المستمرة والدقيقة ضرورية قد تكون هناك حاجة لتكرار العلاج الجراحي.                             

المراجع البحثية

1- Hill، C. M.، & Renton، T. (2017b). Oral surgery II: Part 3. Cysts of the mouth and jaws and their management. British Dental Journal،  223(8)،  573–584. Retrieved May 30, 2024

2- Wang، L. L.، & Olmo، H. (2022b، September 26). Odontogenic cysts. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved May 30, 2024

3- Higuera، V. (2018b،  September 18). Dentigerous cyst. Healthline. Retrieved May 30, 2024

4- Titinchi F. Protocol for management of odontogenic keratocysts considering recurrence according to treatment methods. J Korean Assoc Oral Maxillofac Surg. (2020 Oct 31). Retrieved May 30, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.