Published in: علم النفس

عالم النفس الجنائي

Author أ. بتول ندة

Published on: 12 أكتوبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

من هو عالم النفس الجنائي؟

هو عالم النفس الذي يدرس رغبات ودوافع المجرم تجاه جرائمه، ويحتفظ بها في ملفات تعريفٍ عن المجرمين، ويركّز علماء نفس الجريمة بشكلٍ كبيرٍ على عمليات التّفكير، وسلوكيات المجرمين، وخلفياتهم العقلية. ^[1]

ما هي الواجبات الوظيفية التي يختصُّ بها عالم النفس الجنائي؟

1- دراسة ما إذا كان الشخص المجرم مؤهلاً لحكم المحكمة.

2- تقديم النّصائح والمشورة للمجرم المُدان بارتكاب الجريمة.

3- دراسة أفعال وعقول المجرمين.

4- تقديم الدعم النفسي للشخص المعني.

5- تقديم شهادة الخبراء في المحكمة.

6- تحديد ما إذا كانت أقوال الشهود موثوقةً أمام القاضي وصحيحة.

7- وضع ملفات موضوعية نفسية تعريفية للمجرمين، فالملف النفسي هو تحليل معلومات، وخلفية وأفكار الجاني، وعقليته النفسية، ومعتقداته الاجتماعية. ^[1]

ما هي الأعمال التي يقوم بها عالم النفس الجنائي؟

لكي يكون الأداء ناجحاً يجب على عالم النفس أن يكون لديه نظرةٌ عميقة، وفهمٌ للمبادئ النّفسية الرّئيسية، ونظام العدالة الجنائية، وتسمح لهم هذه الخبرة في القيام بأعمالٍ مختلفة، مثل:

– مستشار شرطة.

– أخصائي سريري.

– مُحلّل جنائي.

– بالإضافة لدور الأخصائي النفسي في السجون حيث يقدم الاستشارة للسجناء، ويكتسب معلوماتٍ عن سلوكياتهم، وتفكيرهم الإجرامي. ^[2]

ما هي مجالات تخصُّص علم النفس الجنائي؟

1- التصحيحات والتفتيش

حيث تركز التصحيحات على المعنيين في ممارسة الجريمة سواءً كانت في بيئة العمل والأحداث أو الناضجين، وأيضاً إجراء مقابلات مع الأفراد المتهمين.

2- هيئات المحلفين

ويساعد العالم النفسي في تقديم شهادة خبرةٍ لهيئة المحلفين أو يشرفون على مساعدة الفرق القانونية في اختيار أشخاص هيئة المحلفين.

3- الشرطة

يمكن لعالم نفس الجريمة تقديم العون والدعم للشرطة من خلال إيجاد حلولٍ للجرائم، وتوفير نظرةٍ عميقةٍ للسلوك الإجرامي، وغاية المجرم منه، والتّدخل في تقييمات مسرح الجريمة من حيث تحليلها ومعرفة أسبابها.

4- تحليل الجرائم

دائرة الاهتمام تكون على بيانات الجريمة، والوقت الذي وقعت فيه، والأشخاص المدانون، والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، والظروف المحيطة بالعمل الإجرامي، وتركيبة المجرمين.

5- التنميط الجنائي

إشراف مُحلّل الملفات على تطوير طريقة تطبيق القانون من خلال تطوير ملفات تعريفٍ للمجرمين وفق استخدام خصائص وسمات شخصية، وسلوكية مختلفة. ^[2]

ما هي الأدوار الأربعة لعلماء النفس الجنائي؟

1- الدور السريري

في هذا الدور يشارك الطبيب النفسي بتقييم حالة الفرد، وتقديم تقريرٍ سريريّ عن حالته، وذلك بإشراف عالم النفس الجنائي، حيث يستخدم الطبيب أدوات المقابلة أو القياس النفسي للتأكد من حكمه، والتقييمات المُستنتجة تلعب دوراً في مساعدة الشرطة في التعامل مع الفرد، وعلى سبيل المثال: يكشف الطبيب قدرة المريض على الوقوف أمام القاضي أو في حال كان يعاني من مرضٍ عقليّ مزمن وخطير، فلا يكون عند الفرد القدرة على فهم الإجراءات.

2- تجريبي

تنحصر المهمّة في هذه الحالة على إجراء بحثٍ كامل كدراسة حالة من أجل الإبلاغ عنها، وتتضمن دراسة الحالة كل ما يتعلق بالمريض، وكل ما ذكر في تقييمه السريري من أجل تنفيذ اختباراتٍ لأغراضٍ تجريبية، وتوضيح موضوع ما، أو لتقديم المزيد من المعلومات إلى المحكمة، والتأكد من صحتها، وعلى سبيل المثال: معرفة مدى مصداقية الشهود، وذلك بتجربة ما سوف يقوله المريض، ومدى الترابط بين كلامهم وكلامه كنوعٍ من التحقيق المُسبق، والتهيُّؤ للقرار النهائي.

3- الاكتواري

تلعب الإحصائيات الدور في هذا الجانب، وقد يطلب من الطبيب النفسي أن يضع أسوء الاحتمالات في حال تمَّ تكرار الفعل من قبل المعني، وعلى سبيل المثال: أن يسأل القاضي عن احتمالية تكرار وعودة الفرد لارتكاب الجريمة في حال تمَّ رفض الحكم.

4- الاستشارة

تتمُّ استشارة الشرطة عن كيفية المتابعة في التحقيق والاستجواب، ويساعد علماء النفس في تحديد أفضل الوسائل والطرق لمقابلة الشخص، وأفضل طريقة لجمع المعلومات عنه، واستجواب شاهدٍ خبير أو ضعيف، وما هي تصرفات المجرم بعد ارتكاب الجريمة. ^[3]

ما هي متطلبات مهنة عالم النفس الجنائي؟

1- الخبرة والممارسة

يجب على الفرد أن يتبع طريقاً أكاديمياً يعطي له الأولوية في دراسة علم النفس ومحاوره، وعلم الجريمة، والطّب الشرعي، إضافةً إلى المهارة والخبرة التي تعتمد على التدريب، ومزاولة المهنة بشكلٍ حرفي.

2- الذكاء وامتلاك القدرات العالية في الاستيعاب

يجب أن يتمتع عالم النفس الجنائي بمهاراتٍ استكشافية وأداءٍ عالٍ في مجال النفس والإدارة والقانون، وأن يكون متدرباً تدريباً جيداً في المسائل القانونية، ويمتلك الفهم الكامل للمبادئ النفسية الإنسانية، إضافةً لمعرفة وتعلم كل ما يخصُّ إجراءات العدالة الجنائية، والعقوبات بما يتعلق بالقوانين السائدة في الدولة، وقواعد قاعة المحكمة، والسوابق القانونية.

3- مهارات التواصل

هي الجزء الأقوى الذي يجب أن يتمتع به العالم الجنائي حيث تشكل مهارات الاتصال القوية شخصية العالم كونها جزءٌ لا يتجزأ منه، وامتلاكها أمرٌ مهمٌّ وأساسيٌّ من أجل التفاعل مع النّاس لكي يصبح العالم مؤهلاً للتعامل مع القضاة والمحامين، فهو بحاجةٍ أيضاً لمهارة الاستماع والإنصات الجيد للآخرين، لأن علماء النفس في بعض الأوقات يشهدون في المحكمة، فهم بحاجةٍ أكثر لمهارة التحدث بقوةٍ أمام الحاضرين، والمقدرة في الحفاظ على التوازن التّام في المواقف الصعبة.

4- مهارات التفكير المُنظّم والنقد بشكلٍ جيد

يتطلب علم النفس المبالغة في الاهتمام بالتفاصيل، والدّقة في العمل، وممارسة المهنة باحتراف، وأيضاً على عالم النفس أن يكون مخلصاً، ويحتفظ بكل ملفات التسجيل للمعني، ولا يطلع عليها إلا من كان له صلة وعلاقة به، بالإضافة للتقييمات السريرية، وإعطاء الملاحظات المباشرة، والتعرف على أنماط السلوك، وتحليل الحركات غير الإرادية، ولغة الجسد، واتخاذ القرارات في الوقت المناسب بشكلٍ عادل.

5- العطف والأمان

العالم النفسي قبل أن يكون طبيباً نفسياً إجرامياً عليه أن يراعي الجانب الإنساني في نفسه، ويعكسه على المجرمين، وأن يتعامل معهم بطريقةٍ هادئة ولطيفة، وغير جارحة، ومن الضروري بناء جانب الثقة مع الطرف الآخر، ويكفي أن يكون متعاطفاً، ويشعر بهم دون أن يشعروا بذلك، ولا يدخل معهم في ردود فعلٍ سلبية تجاه مواقف شخصية بالنسبة لهم، وأيضاً عليه أن يعلم كيف يوازن بين الجانب الموضوعي والجانب العاطفي، وذلك لأن تقييماته وما سوف يتوصل إليه ستكون مسؤولةً عن حياة أشخاصٍ أو موتهم. ^[4]

علم النفس الجنائي في الحياة الواقعية مقابل الأفلام

لا يذهب عادةً علماء النفس مع الضباط لاستجواب المعنيين، وفي ذلك قد يستغرق حلُّ القضايا أسابيع، أو شهور، أو حتى سنوات، ومن النادر أن تُجمع كل المعلومات مع بعضها البعض بسرعة، وبشكل لا يقبل الجدل والاعتراض كما هو الحال في البرامج التلفزيونية.

فالوظيفة لا تُرى مصورةً كما هي، ومعروضة على قناةٍ جاهزة، وبالتالي الواقع ليس مملاً، وبالإضافة للتنميط والتقليد، وقد يقدم علماء النفس المشورة والمساعدة للأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم، ويحتاجون لتقييمٍ نفسي، ويعمل العديد من علماء النفس في مجالاتٍ متعلقةٍ بالحاسوب، مثل: دراسة الهكر عبر الأنترنت، أو المساعدة في التحقيق بعمليات الاحتيال والسرقة عبر الشبكة. ^[5]