ضربات القلب – ما هو المُعدَّل الطبيعي؟ متى يكون خطراً؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يُعبّر مصطلح ضربات القلب (Heart Beats) عن سرعة القلب خلال وحدة الزمن (الدقيقة الواحدة)، ويتمُّ حسابه بعدة طرقٍ بشكلٍ تقريبي إما عن طريق جسّ الشريان الكعبري أو السباتي بأصبعي الوسطى والإبهام، ويتمُّ الحساب بشكلٍ أدق عبر تخطيط القلب الكهربائي، يبلغ مُعدّل دقات القلب في اليوم الواحد وسطياً حوالي مئة ألف ضربة للشخص البالغ السليم، وحوالي أربعين إلى تسعين ضربة بالدقيقة مع اختلافٍ بسيطٍ بالمراجع الطبية.
فبعض المصادر تذكر أن مُعدّل دقات القلب الطبيعي من ستين إلى مئة ضربة بالدقيقة، وعند تجاوز الحدّ الأعلى نقول عن الحالة تسرُّع قلب، والنزول عن الحدّ الأدنى تباطؤاً. يتغير مُعدّل ضربات القلب من شخصٍ لآخر حسب عمره، وجنسه، وحالته الصحية، كما يتغير لدى الشخص نفسه حسب الحالة الفيزيولوجية والحركية للجسم، إذ يتمتع الأشخاص الرياضيون بضربات قلبٍ أقلَّ مقارنةً مع الشخص العادي، إذ يُعتبر مُعدّل ضربات القلب من أربعين إلى ستين ضربة بالدقيقة أمراً طبيعياً.
أما الذين يتناولون المنبهات بكثرة، فتتسارع لديهم أكثر من مئة ضربةٍ في الدقيقة بالمقارنة مع البقية. من الطبيعي أن تتباطأ ضربات القلب خلال النوم والراحة بمقدار ثلاثين ضربة وسطياً، كما تنخفض في فترات العطل، والراحة، والصحة النفسية السليمة، وبالعكس تتسارع الضربات عند التوتر والانفعال بسبب تفعيل الجهاز الذاتي الودّي، وإفراز الأدرينالين، وأثناء التمارين الرياضية، وذلك لتلبية حاجة الجسم من الأوكسجين المُستهلَك بكثرةٍ أثناء التمرين. [1] [2] [3]
ما هو مُعدّل ضربات القلب الطبيعي بحسب العمر؟
يتغير مُعدّل ضربات القلب بين حديثي الولادة، والشباب، وكبار السن حسب حاجة الجسم الفيزيولوجية للدم والأوكسجين، فتبلغ دقات القلب لدى: [1]
– حديثي الولادة: من مئة إلى مئتي ضربة قلبية بالدقيقة، ويعود ذلك إلى حاجتهم للأوكسجين ليتكيفوا مع البيئة المحيطة، بينما تُعتبر السرعة نفسها مرضيةً لدى البالغين.
– الأطفال تحت السنة: تقلُّ ضربات القلب لديهم تدريجياً لتصبح مئة وثمانين ضربةً قلبيةً كحدٍّ أعلى.
– الأطفال من السنة إلى ثلاث سنوات: من خمسة وتسعين ضربة حتى مئة وأربعين ضربة مع اختلافٍ بين المراجع بمقدار خمس ضربات تقريباً.
– الأطفال الأكبر عمراً من ثلاث إلى خمس سنوات تتباطأ ضربات قلبهم تدريجياً.
– الشباب حتى عمر الأربعين من ستين إلى مئة ضربة بالدقيقة.
– المُسنّين حسب حالتهم الجسدية والنفسية ونشاطهم البدني.
متى تكون ضربات القلب مؤشّراً خطراً؟
يعتبر المرضى كل خفقان يشعرون به تسارعاً قلبياً، وهذا الخطأ شائع، إذ يُطلق مصطلح الخفقان على أي شعورٍ مزعجٍ بضربات القلب بغضّ النظر عن سرعة القلب، وينجم الخفقان عن القلق، والأرق، وشرب القهوة، والتدخين بكثرة، إضافةً لأوقات العمل الطويلة دون راحة، والمشاكل الزوجية والنفسية، ونوبات الهلع، ولاسيّما في أوقات الشدة، كالامتحانات، والمقابلات المهمّة.
تُدعى ضربات القلب ذات الخطورة باللانظميات القلبية، وهي نوعان: إما متسارعةً (Tachycardia)، أو متباطئةً (Bradycardia)، وتنتج هذه اللانظميات أو ضربات القلب الشاذة عن سوءٍ في عمل العقدة الجيبية الأذينية المسؤولة عن توليد الإشارات الكهربائية المسؤولة عن تقلص عضلة القلب أو عن دارات توصيلٍ شاذّةٍ موجودةٍ بين الألياف العضلية القلبية، وغيرها من الاضطرابات مثل: [3] [4] [5]
1- الرجفان والرفرفة الأذينية (Atrial Fibrillation and Flutter)
يُعتبر الرجفان الأذيني من أشيع التسارعات القلبية، وهي غير منتظمة قد تكون مؤقتةً وعابرةً أو دائمةً بحاجة إلى معالجةٍ دوائيةٍ أو صدمٍ كهربائي. أما الرفرفة، تكون منتظمةً أكثر، وقد تختلط الحالة، ويتناوب الرجفان مع الرفرفة الأذينية.
2- التسارع فوق البطيني (Supraventricular Tachycardia)
هي حالة خطيرة ومهددّة للحياة إذ تظهر على التخطيط القلبي الكهربائي موجات عشوائية وغير منتظمة، فتفشل البطينات بالانقباض بالشكل الكافي، وغالباً ما تخبئ وراءها آفةً قلبيةً عضوية.
3- تسرُّع القلب الجيبي (Sinus Tachycardia)
تعدُّ من أكثر الحالات مشاهدةً، وهي ناتجةٌ عن زيادة عدد النبضات الكهربائية الصادرة عن العقدة الجيبية الأذينية في الدقيقة الواحدة عند القلق، والخوف، والتمارين الرياضية المُجهِدة، والحمّى، وحين تعاطي بعض الأدوية، وحالات الشدة والألم، وبشكلٍ أقل في حالات فقر الدم والإنتان، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وانخفاض ضغط الدم، والتدخين، وأمراض الرئة المختلفة.
أما بطء ضربات القلب، فهي أقل شيوعاً وخطورةً من التسارعات، فتظهر التباطؤات عند كبار السن بسبب تخرُّب أنسجة القلب، أو لدى الأطفال بسبب الآفات القلبية الخلقية، أو كاختلاطٍ لبعض عمليات القلب، أو كتظاهرٍ في أمراض تتعلق بأعضاء أخرى، كقصور الدرق، وحالات تعاطي الأدوية، مثل: الأفيونات، والأدوية المُعالجة لتسارعات القلب، وبعض الأدوية النفسية، وخافضات الضغط الشرياني.
ترجّح الإصابة ببطء القلب لدى مرضى الحصارات القلبية أي عند حدوث تأخُّرٍ بنقل النبضات الكهربائية عبر العقدة الأذينية البطينية، وتقسم إلى حصاراتٍ من الدرجة الأولى، وهي الشكل الأخف من الحصارات القلبية، وعادةً لا تسبّب أعراضاً للمريض، لذلك لا تحتاج للتدبير والعلاج.
أما الحصارات من الدرجة الثانية، فهي أخطر، وتتظاهر بشكلٍ شاذٍّ على تخطيط القلب الكهربائي، وتحتاج لتدبيرٍ أو صدمٍ كهربائي. أما الحالة الثالثة، فهي الحصار التام، ويحدث فيه تقلص البطينات والأذينات بشكلٍ عشوائي ومنفصل، وتدعى بالافتراق الأذيني البطيني، وهي حالةٌ إسعافيةٌ تتطلب التداخل الطبي الفوري.
أخيراً يجب مراقبة ضربات القلب عبر جهاز النبض الإصبعي المنزلي، والتوجه إلى الطبيب في حال ظهور الخفقان مع أعراض قلبية أخرى، مثل: الزلة التنفسية، والألم الصدري، والتعرُّق، وخاصةً لدى كبار السن، والأشخاص المدخنين، والبدينين، ومرضى آفات القلب الخلقية لوجود خطورةٍ عاليةٍ على حياتهم، مع الالتزام بنمط حياةٍ سليم، كممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن الوجبات الدسمة والتدخين، وضبط ضغط الدم، والشحوم، وتناول الأدوية بانتظامٍ عند وجود أمراض مزمنة.
المراجع البحثية
1- Normal and Abnormal Heart Rhythms. (N.d). Com.au. Retrieved October 22، 2024
2- MacGill، M. (2017، November 15). Heart rate: What is a normal heart rate? Medicalnewstoday.com. Retrieved October 22، 2024
3- Macon، B. L. (2023، July 19). What you need to know about abnormal hearth rhythms. Retrieved October 22، 2024
4- Tachycardia. (n.d.). Mayo Clinic. Retrieved October 22، 2024
5- Bradycardia. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved October 22، 2024