سماد الكمبوست – طريقة تصنيعه، ما هي فوائده؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
اهتمّ الإنسان بالزراعة منذ القدم، حيث بدأت تتزايد كمية المنتجات الزراعية لتغطية متطلبات سوق، وعند الإنتاج المكثف للمزروعات خاصةً في المواسم ينتج مخلفات زراعية كبيرة، مما دفع المزارعين منذ القدم إلى استثمارها عبر تحويلها إلى أعلاف حيوانية، كالتبن أو تصنيع السيلاج الذي يعدّ من أجود الأعلاف أو تحويلها إلى وقودٍ للطبخ، مثل: حطب القطن أو تحويلها لمصنع الورق ليتمّ تصنيع لب الورق.
وأخيراً تمّ استثمار الناتج المتبقي من المجموع الخضري (ساق، أغصان، جذور) في تصنيع السماد الورقي ضمن نوعين أساسين، وهما: الكمبوست (Compost)، والبيتموس، واللذان يعدّان من أفضل الأسمدة عند تصنيعهما ضمن الشروط المناسبة للحصول على الفائدة المرجوة، ولكن يتميز البيتموس بأنه سماد عضوي يتمّ تصنيعه من النباتات فقط. أما الكمبوست، فيتمّ تصنيعه من خليطٍ من المتبقيات النباتية والحيوانية.
تعريف السماد العضوي الكمبوست
هو سمادٌ عضوي ناتجٌ عن تخمير النواتج والمتبقيات الزراعية لتحويلها إلى سمادٍ عضوي صناعي ضمن مواصفات، ولون، وكثافةٍ معينة، ويتمّ ذلك عبر فرم المخلفات لقطعٍ صغيرة بغاية زيادة سطح تماس القطع مع البكتيريا المسؤولة عن التحلل، ومن أجل زيادة أسس التخمير الهوائي، يتمُّ إضافة الماء لرفع نسبة رطوبة المخلفات مع إضافة العناصر الكبرى من نيتروجين، وفوسفور، وبوتاسيوم، والتي تأتي أهميتها لتحفيز عمل البكتريا المسؤولة عن عملية التخمر تحت الظروف اللاهوائية. [2]
طريقة صناعة سماد الكمبوست
1- يتمّ أولاً تحضير الحفرة المناسبة لصناعته بحيث تكون قريبةً من مصدرٍ مائي نظيف، ويتمّ حفر الحفرة المطلوبة حسب حاجة المزارع من السماد بحيث يحتاج إنتاج 1 طن من سماد الكمبوست إلى حفرةٍ بارتفاع 2×3 متر مع دكّ الحفرة بشكلٍ مناسبٍ لمنع تسرب السوائل قدر الإمكان مع حفر قناة حولها بعمق 10 سنتيمتر، وعرض 20 سنتيمتر للاستفادة من السائل الراشح، وإعادته لترطيب السماد بالرش.
2 -يتمّ وضع المخلفات النباتية في الحفرة المخصصة أولاً بسماكة 50 إلى 60 سنتيمتر ثم يتمّ فوقها وضع طبقةٍ من المخلفات الحيوانية بسماكة 10 إلى 15 سنتيمتر، ويتمّ رشها بخليطٍ من السماد النيتروجيني أو الفوسفاتي.
3- يتمّ تكرير العملية السابقة عبر طبقات المخلفات الحيوانية والنباتية حتى تصل المخلفات إلى ارتفاع متر ونصف إلى مترين مع رش الماء، ودكها بشكلٍ جيد حتى يتمّ الكمر، وتشكيل وسطٍ لا هوائي يسمح بالتخمر.
4- ترطيب الكومة المصنّعة مرةً واحدةً أسبوعياً شتاءً وثلاث مرات صيفاً أو عند جفافه، ويجب التأكد من رطوبة الكومة عبر أخذ عينةٍ على عمق 50 سنتيمتر من سطح الكومة، وقبضها باليد بقوة بحيث تترطب اليد فقط بالماء دون نزول راشحٍ عند عصرها.
5- يفضل تقليب الكومة بشكلٍ دوري كل 14-21 يوم، وضبط الرطوبة بشكلٍ مستمر للمساعدة على اختلاط المكونات بشكلٍ مناسبٍ وسرعةٍ في تحللها.
علامات نضج سماد الكمبوست
1- تكون درجة حرارة الكومة موازيةً لدرجة حرارة الجو المحيط بها.
2- الرطوبة الإجمالية في الكومة تقدر بنسبة 50 بالمئة.
3- لا يمتلك رائحةً واخزة، وخالٍ من رائحة الأمونيا بشكلٍ خاص.
4- قوام السماد هش وخفيف أسفنجي ذو لونٍ بني فاتح.
مميزات سماد الكمبوست
1- يميز سماد الكمبوست باحتوائه على مخلفاتٍ حيوانية ونباتية بجودة تحللها وانعدام رائحتها.
2- ارتفاع نسبة العناصر العضوية.
3- خالٍ من الحشرات، وبذور الحشائش الضارة، والمسببات المرضية، مثل: نيماتودا.
4- يلعب دوراً هاماً في رفع قدرة الأراضي ذات التربة الرملية على الاحتفاظ بالماء.
5- يحتوي على منشطات نمو حيوية وهرمونات بشكلٍ طبيعي، والتي تعدّ عناصر ضروريةً لازمةً لنمو النبات.
فوائد استخدام سماد الكمبوست
1- رفع نسبة المواد العضوية في التربة.
2- تحسين الصفات الفيزيائية للتربة.
3- رفع قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.
4- زيادة عدد الميكروبات التي تعمل تنشيط التفاعلات الحيوية ضمن التربة، مما يرفع من حيويتها.
5- الحصول على نتائج مرضية وجيدة عند موسم القطاف للمحاصيل الزراعية. [3]
بعض التصرفات الخاطئة عند استخدام النباتات في التسميد
1- الحرق
لجأ بعض المزارعون إلى حرق المتبقيات النباتية من المخلفات الزراعية ظناً منهم أن صفوة حرق النبات وقلبه مع التربة يفيد التربة، ويزودها بالعناصر المطلوبة من معادن صغرى وكبرى، وهذا تصرف خاطئ إذ أن الحرق يؤثر سلباً على خصوبة وحيوية التربة، ويقلل من نسبة العناصر سهلة الامتصاص على المدى البعيد، مما يضعف من جودة الثمار المنتجة، كما أن نواتج الحرق على مساحاتٍ شاسعة تزيد من كتلة السحابة الدخانية الغنية بثاني أكسيد الكربون، مما يرفع من نسبة التلوث البيئي، ويغير المناخ.
2- التجفيف الشمسي
يلجأ بعض المزارعين إلى التجفيف تحت أشعة الشمس للمتبقيات الزراعية من ثمار غير ناضجة، أو رديئة، أو نواتج معامل الأغذية مع المجموع الخضري حتى تجف أو تتحلل بالكامل، لكن هذه الطريقة تعدّ من الممارسات السيئة تجاه تصنيع العلف، حيث ينتج عنها أضراراً جسيمة لتكاثر الحشرات الضارة، منها: الناموس، والجراد، وتكون بيئةً مناسبةً لتكاثر النيماتودا التي تتكاثر في التربة، وتفتك بجذور النباتات القريبة من المحاصيل الزراعية.
لذلك تمّ وضع طرقٍ مناسبة ضمن شروط للاستفادة من المجموع الخضري المتبقي للحصول على سمادٍ نظيفٍ يحتوي على نسبةٍ عالية من العناصر المطلوبة، كالعناصر الكبرى، مثل: النتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم، والعناصر الصغرى، مثل: الحديد، والكلور، والكالسيوم، والمولبيديوم، والنحاس، والمنغنيز، والمغنيزيوم بصورةٍ يسهل على النبات امتصاصه. [1]
أهمّ الأخطار الناتجة عن التسميد بالحرق أو التجفيف الشمسي الخاطئ
1- تعمل على انتشار النيماتودا بشكلٍ كبيرٍ جداً مسبباً تعقُّد الجذور، وما ينتج عنها من تكاليف باهظة لمكافحتها.
2- تعمل على نشر بذور النباتات النجيلية والحشائش الضارة في التربة، مما يكلف المزارعين عبء استخدام العمالة بشكلٍ أكبر للتخلص منها بشكلٍ مبكر، مما يزيد كلفة الإنتاج.
3- كثرة استخدام مبيدات نيماتودا يحول دون سماح الدول بتصدير المنتج الزراعي.
4- موت نسبةٍ كبيرةٍ من المزروعات بسبب انتشار العفونة في التربة، حيث قد يحوي السماد على نسبة عفونةٍ مؤثرة.
5- ارتفاع نسبة ملوحة التربة، مما ينعكس سلباً على حالة المزروعات وحيويتها.
وقد صادفت الحقول الزراعية العديد من المشاكل السابقة، وأبدت جميع الدراسات العلمية سبب حدوث هذه الحالات:
– قلة الوعي لدى المزارعين، ويتمثل بالخطر الناتج عن طريقة التسميد الخاطئة للمخلفات الزراعية على البيئة المحيطة.
– قد لا تتوفر في جميع القرى الحيوانات الزراعية (أبقار، ماشية، دواجن) لتوفير السماد العضوي، فيلجأ المزارعون للاعتماد على بديله، وهو السماد النباتي، وهو أقل كلفةً من الأسمدة الكيميائية.
– ضعف الوعي في أساليب تصنيع السماد الورقي إلى جانب كثرة المخلفات الزراعية التي تنتج سنوياً.
المراجع البحثية
1- Lin, M., & Begho, T. (2022). Crop residue burning in South Asia: A review of the scale, effect, and solutions with a focus on reducing reactive nitrogen losses. Journal of Environmental Management, 314(115104), 115104. Retrieved August 22, 2024
2- What is compost manure?. (n.d.). Tutorialspoint.com. Retrieved August 22, 2024
3- Composting 101. (2020, July 20). Nrdc.org. Retrieved August 22, 2024