السرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي – الأعراض والعلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يصيب السرطان شائك الخلايا ((SCC) Squamous cell carcinoma) عدة مناطق من الجسم على حساب الخلايا الظهارية المُبطّنة لتجاويف الجسم، مثل: المريء، والتجويف الفموي، وتصيب أيضاً الخلايا الظهارية الحرشفية في الجلد وفتحة الشرج، قد تبقى لا عرضية لفترةٍ طويلة أو تتظاهر بأعراض غير نوعية، مثل: الانتفاخ، ونقص الوزن. إن السبب الأساسي وراء الإصابة بالسرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي غير محدّد، ويرجّح الباحثون السبب الوراثي والطفرات الجينية لحدوثه، بالإضافة للتعرّض إلى العوامل البيئية، كالتدخين.
ما أعراض الإصابة بالسرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي؟
يعاني المرضى المصابون بالـ SCC من تورُّم وانتفاخ الشفة لفترةٍ طويلة دون هجوع أو الاستفادة على المعالجة الدوائية، ويكون التورُّم مؤلماً ومزعجاً للمريض مع وجود لويحاتٍ بيضاء وحمراء اللون على اللثة أو اللسان، واللهاة، وتجويف الفم ككل. كما يظهر انتفاخٌ في العنق نتيجة إصابة القسم الخلفي من الحلق بكتلة الورم لدى البعض، وينتج عن ذلك صعوبةٌ في البلع أو المضغ، وسهولة تساقط الأسنان بسبب ضعف اللثة، وتغيّرٍ في طبيعة الصوت، وألمٌ أذني مع فقدان وزنٍ غير مفسّر. [1]
ما العوامل المؤهّبة للإصابة بالسرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي؟
يعدُّ التدخين من أهمّ العوامل المُسبّبة لـ SCC إذ أثبتت الدراسات ارتفاع احتمالية الإصابة بالسرطان شائك الخلايا ثلاث مرات لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين، ويشمل ذلك مضغ التبغ، وتدخين السجائر، واستهلاك المشروبات الكحولية بشكلٍ مفرط، والإصابة بالفيروس الحليمي البشري ((Human papillomavirus (HPV، وتندرج البدانة، ونمط الغذاء غير الصحي، وقلة الألياف في الحمية الغذائية من ضمن العوامل المؤهبة لهذا النوع من الخباثات.
تشارك هذه العوامل المؤهّبة مع الاستعداد الوراثي للفرد للإصابة بالسرطان شائك الخلايا إذ تزيد احتمالية الإصابة لدى المُسنّين بعد الخمسين عاماً، وذلك مع قصة تدخينٍ لمدةٍ طويلة، وبوجود قصةٍ عائلية، وخاصةً لدى الأقارب من الدرجة الأولى، كالأم، والأب، والإخوة. [2]
كيف يُشخّص السرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي؟
توجد بعض الاختبارات الموجّهة للتفكير بالسرطان شائك الخلايا لدى المريض، مما يدفع الطبيب لطلب إجراءاتٍ واختباراتٍ أكثر نوعيةً لتؤكد الإصابة بالسرطان، مثل: الخزعة. يبدأ طبيب الجلدية بفهم شكوى المريض، وسماع القصة المرضية وتسجيلها، والبدء بالفحص السريري المقتصر على التأمل، وطلب الدراسة الخلوية بأخذ مسحةٍ من الآفة، وصبغها بمادةٍ ملونةٍ خاصة، ودراستها بالمجهر الضوئي.
وفي حال سلبية هذا الاختبار، وظهور الخلايا سليمةً يقوم الطبيب بأخذ خزعةٍ من الآفة، وإرسالها لمخبر التشريح المرضي، وأحياناً يضطر الطبيب لإجراء تنظير لكشف الآفات الموجودة في الحنجرة والحبال الصوتية. وبعد التأكد من الإصابة بالورم البدئي SCC تُطلب الاستقصاءات الشعاعية للتحري عن الانتقالات في كامل الجسم، مثل: صورة الصدر البسيطة، والتصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي، وبشكلٍ نادرٍ التصوير بالإصدار البوزيتروني PET-Scan، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، وومضان العظم لكشف النقائل العظمية. [3] [4]
كيفية المعالجة والوقاية من الإصابة بالسرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي
تتمُّ الوقاية من الإصابة بالـ SCC بتجنُّب العوامل المؤهّبة سابقة الذكر، أي يُنصح بإيقاف التدخين، ومضغ التبغ، والإفراط في استهلاك الكحول، والاعتناء بنظافة الفم بتنظيف الأسنان مرتين كل يوم على الأقل، وتنظيف اللسان، ومعالجة التقرُّحات، والقلاع، وعدم إهمالها، ومراجعة الطبيب حين ظهور آفةٍ شاذة على الشفة أو اللسان واللثة للتحقُّق من سلامتها.
أما علاج السرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي، يعتمد على عدة معايير منها: درجة الإصابة، وموقع الآفة، والحالة العامة للمريض، أي الأمراض المزمنة الموجودة لديه، وتتعدّد خيارات العلاج بين الحل الجراحي والكيماوي أو الشعاعي. يعتمد الطبيب المعالجة الجراحية لإزالة الآفة السرطانية مع ضمان الحواف السليمة، والتأكد من نجاح العملية بأخذ خزعةٍ من المناطق المجاورة للآفة، وفحصها مجهرياً لرؤية الخلايا السليمة، ويمكن أن يضطر الجراح لاستئصال جزءٍ من عظم الفك أو اللسان حسب امتداد وعمق الآفة، وعند وجود آفةٍ وحيدةٍ في الحلق يجدر استئصالها أيضاً.
يُتبع العمل الجراحي بجلساتٍ من العلاج الكيمياوي التي تستهدف الخلايا السرطانية، وتقوم بقتلها، وتكمن تأثيراتها الجانبية بإصابة المريض بالغثيان، والإقياء، وتساقط الشعر. أما العلاج الشعاعي، فيستخدم الطبيب أشعةً سينية ًوالبروتونات، ويسلّطها على الآفة قبل العمل الجراحي لتصغير حجم الورم أو بعد العمل الجراحي.
ويوجد نوعان من الأشعة إحداهما تكون من جهاز خارج الجسم، وتدعى بالأشعة الخارجية أو عبر زرعاتٍ شعاعية يتمّ غرسها في الآفة لتطلق الإشعاع، وتقتل الخلايا السرطانية المُتبقّية، لكنها تملك العديد من التأثيرات الجانبية المزعجة، مثل: جفاف الفم، وتخريب الأسنان، وتخلخل عظم الفك السفلي، فيصبح سهل الكسر. بالإضافة إلى الخيارات العلاجية السابقة تتوافر بعض الأصناف الخاصة بالمعالجة الهدفية (Targeted drug therapy) منها سيتوكسيماب (Cetuximab)، الذي يعمل على تثبيط بروتيناتٍ خاصة بالخلايا السرطانية، ومن تأثيراتها الجانبية الطفح الجلدي، والحكة، والصداع، وأحياناً الإسهال، والإصابة بالإنتانات.
أما المعالجة المناعية (Immunotherapy)، تعمل على تقوية الجهاز المناعي ليتصدّى للخلايا السرطانية في السرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي، ففي الحالة الطبيعية لا يستطيع الجهاز المناعي مهاجمة الخلايا السرطانية لأنها تقلّد الخلايا السليمة للجسم بتصنيعها لبروتيناتٍ مشابهة.
لذلك تعمل المعالجة المناعية على كشف الخلايا السرطانية، وتمييزها عن السليمة للقضاء عليها، وتُستخدم هذه المعالجة في الحالات المُتقدّمة من السرطان. [3] [5]
في النهاية يُعتبر سرطان شائك الخلايا داخل التجويف الفموي من السرطانات الفموية الشائعة التي تتطلب الانتباه، ومراجعة الطبيب لإجراء الاستقصاءات اللازمة للكشف المبكر عنه، ومعالجته فور التشخيص.
المراجع البحثية
1- Deshmukh ، V. ، & Shekar ، K. (2021). Oral Squamous Cell Carcinoma: Diagnosis and treatment planning. In Oral and Maxillofacial Surgery for the Clinician (pp. 1853–1867). Springer Nature Singapore. Retrieved September 22، 2024
2- Nokovitch ، L. ، Maquet ، C. ، Crampon ، F. ، Taihi ، I. ، Roussel ، L.-M. ، Obongo ، R. ، Virard ، F. ، Fervers ، B. ، & Deneuve ، S. (2023). Oral cavity squamous cell carcinoma risk factors: State of the art. Journal of Clinical Medicine ، 12(9). Retrieved September 22، 2024
3- Rowden ، A. (2023 ،October 4). Oral squamous cell carcinoma: Symptoms، causes، and more. Medicalnewstoday.com. Retrieved September 22، 2024
4- Schiff ، B. A. (n.d.). Oral Squamous Cell Carcinoma. MSD Manual Professional Edition. Retrieved September 22، 2024
5- Mouth cancer. (2024 ، April 30). Mayoclinic.org. Retrieved September 22، 2024