Published in: الطب البيطري

سايبر مثرين

Author د. أحمد الطبال

Published on: 24 يناير، 2024

د. أحمد الطبال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

عانى الإنسان منذ قديم الزمان من الحشرات، فهي تعدُّ طفيلياتٍ تتطفل على النباتات، أو الحيوان، أو الإنسان، مما أدى إلى السعي بجهدٍ لتوفير مبيداتٍ حشرية، وطرقٍ تقضي على هذه الحشرات لما تسبّبه من خسائر اقتصادية، ودورها الكبير في نشر الأمراض.

لذلك ظهرت المبيدات الحشرية، ومنها (CYPERMETHRIN) بشكليه السائل القابل للحل بالماء أو البودرة القابلة للنثر، وما يميزه أنه شائع الاستعمال عند الإنسان ضمن المنازل للقضاء على الحشرات الزاحفة، كما يستخدم في القطاع الزراعي بشكلٍ كبيرٍ كونه يقضي على مجموعةٍ واسعةٍ من الحشرات والقطاع البيطري، حيث يستخدم عند الحيوانات للقضاء على الطفيليات الخارجية، مثل: القراد، والقمل، لذلك يعدُّ من أكثر المبيدات استعمالاً في العالم.

ما هو تعريف سايبر مثرين؟

هو مبيدٌ حشريٌّ يستعمل في المنازل، والقطاعين الزراعي والبيطري ضمن الهواء الطلق، ويُصنّف من الرتبة الثانية (Pyrethroid) الصناعي، ويتمُّ استخلاصه من زهر الأقحوان، وقد تمّ تصنيعه عام 1974، واعتماده من قبل هيئة حماية البيئة الأمريكية عام 1984، ويؤثر على الحشرات عند تلامسها معه أو عن طريق الفم، ليبدأ انتشاره في الحشرة بوصوله إلى الدماغ ثم انتشار سُمّيته العصبية في كامل الجهاز العصبي مسبّباً تعطّلاً في الجهاز الحركي، لتظهر على الحشرات علامات الشلل التام، وينتهي بها الأمر للموت.

وهو مبيدٌ حشريٌّ غير جهازي، فهو يغير نشاط الغلوتامات، والأدينوزين ثلاثي الفوسفات، والإستيل كولين في المشابك العصبية مسبّباً إجهاداً للجهاز العصبي، وتلفاً للحمض النووي العصبي، وتظهر فعاليته على الحشرات المستهدفة خلال دقائق حتى عدة ساعات، كما له دورٌ وقائيٌّ طاردٌ للحشرات يستمر حتى 90 يوم بعد تطبيقه، ويتوفر في الأسواق على شكل بودرة تستعمل نثراً بتركيز (5 بالمئة، 10 بالمئة، 25 بالمئة) أو سائل قابل للحل بالماء ليتمّ رشّه بتركيز 95 بالمئة. ^[1]

تأثير سايبر مثرين على الحشرات الضارة للقطاع الزراعي

يستعمل في مواسم زراعة القطن، البرسيم، البصل، الثوم، الذرة، البندورة، الخس، الفليفلة، الباذنجان، الزهرة، الملفوف، الفجل، البقوليات، البطاطا وأشجار الحمضيات، والنخيل، والعنب، كما يستعمل عند نباتات الزينة ليؤثر على الديدان، والحشرات، ويستخدم بجرعة 250 غرام لكل 100 لتر ماء، وترشُّ به النباتات المصابة بإحدى الآفات التالية:

1- حشرة المن

تعدُّ من أكثر الحشرات التي تغزو النباتات، وتتكاثر بشكلٍ كبير جداً، مما تُسبّب تعطلاً في نمو النبات للمجموع الخضري، وتغدو النبتة مصفرةً ومجعدة للأوراق، وتُسبّب ظهور بقعٍ سوداء، وذلك بسبب تغذي حشرة المن على نسغ النباتات، وعند إهمال معالجتها بالمبيد الحشري، فإنها تقضي على المحصول الزراعي بالكامل.

2- ذبابة البيضاء

هي حشرات يمكنها أن تتكاثر على النباتات الزراعية خلال شهرٍ واحدٍ بشكلٍ كبيرٍ جداً، وتعدُّ صغيرة الحجم، لذلك من الصعب اكتشافها، حيث تضع بيوضها تحت الأوراق بشكلٍ دائي أو هلالي، وعندما تفقس تطير لتصيب النباتات المجاورة وتتكاثر.

3- البق الدقيقي

يعدُّ من أخطر الحشرات التي تصيب المحاصيل، حيث ينتشر هذا النوع من البق في مجموعةٍ واسعةٍ من المحاصيل الزراعية مسبّباً ظهور كتلٍ بيضاء تحت السطح السفلي للأوراق، والفروع، والأزهار، والثمار مُسبّباً أضراراً للنبات في المجموع الخضري، ويؤثر بشكلٍ مباشرٍ على كمية المحصول الناتج من الثمار، بالإضافة لإفراز حشرة المن الندوة العسلية تاركةً السطح الداخلي للنبات رطباً، مما يعرض النباتات للإصابة بالأمراض الفطرية.

4- العناكب

تتعدد العناكب منها البيضاء أو الحمراء التي تتطفل على النباتات مسبّبةً ظهور بقعٍ صغيرةٍ على الأوراق، وهي ذات لونٍ بني أو فضي، أما في الحالات الشديدة، فإنها تؤدي لسقوط الأوراق أو تراجع نموّ النبات، ويكثر في أوقات تعطيش النباتات أو الأشجار.

5- دودة أوراق الفليفلة

تصيب هذه الدودة أنواعاً متعددةً من المحاصيل الزراعية على رأسها الفليفلة الحلوة أو الحدة، كما تصيب أيضا الكوسا، والباذنجان، والبندورة، والقرع مسبّبة خسائر اقتصاديةً كبيرة، حيث تفقد النبتة جميع أوراقها، وتنتشر في دول العالم المختلفة، حيث تتغذى اليرقات على الأوراق بشراهةٍ حتى تتطور الديدان وصولاً للشكل النهائي الفراشة، والتي تكون ذات أجنحةٍ فضية يكسوها الوبر، أما الجناحان الخلفيان، فيكونان رماديان وأصغر حجماً.

6- الخنفساء

تعدُّ الخنافس من الحشرات التي تشكل خطراً على المحاصيل الزراعية بسبب تطفلها على ساق النباتات وجذورها، وهي حشراتٌ صغيرة الحجم تصل حتى 3 ميلي، وللإناث قدرةٌ على التكاثر بشكلٍ كبير، حيث تضع كل يومٍ ما يقارب 400 بيضة، وخلال أسابيع قليلة لا تلبث أن تفقس، وتنتشر لتتلف المحاصيل الزراعية. ^[2]

كيف يستعمل سايبر مثرين للحيوانات؟

يستعمل (CYPERMETHRIN) عند مجموعةٍ واسعةٍ من الحيوانات منها: الكلاب، والقطط، والمُجْترات من أغنام، وأبقار، وإبل، كما يستخدم عند الدواجن والخيول، فهو يستعمل للقضاء على الطفيليات الخارجية حصراً، مثل: القراد، القمل، الذباب، القمل، العث.

أما طريقة استعماله، فيتمُّ حله بالماء، وإجراء تغطيسٍ للحيوان بشكلٍ كامل باستثناء الرأس أو عن طريق تعبئته ضمن بخاخات، ورشّ الحيوانات به، أما إذا كان المستحضر التجاري على شكل بودرة بتراكيز مختلفة يُكتفى بتعفير الحيوان بها، للحصول على نتائج مرضية.

وأكثر ما يستعمل شتاءً عند الإصابة بالقمل لوقاية الحيوان من تعرضه للماء والمغاطس خوفاً من حدوث إسهالات، ليبقى (CYPERMETHRIN) على جلد الحيوان سواءً بودرة أو سائل، ويمتصه الجلد ببطءٍ شديد، مما يسمح لطرد الحشرات حتى 90 يوم، وعند لعق الحيوان لنفسه.

فإنه يدخل للسبيل الهضمي، ويتمُّ إطراحه عن طريق الكبد بنسبةٍ تتراوح بين 15 إلى 60 بالمئة ليعمل الكبد على تفكيكه بواسطة إنزيمٍ محدد، وهو الجلوكورونيداز، وهذا الأنزيم تفتقر إليه القطط، لذلك يتوجب استعماله بحذر عند القطط فقط. ^[3]

هل يعدُّ سايبر مثرين آمناً؟

يعدُّ من أكثر المبيدات الحشرية أماناً على الإنسان، ولا توجد حالاتٌ تسمُّمٍ به، لكن يمكن الإصابة بسُمّيتها بعدة أشكال، إما مهنياً في مصانع المبيدات، أو عن طريق التعرُّض المستمر للعاملين في مجال مكافحة الحشرات المنزلية، أو الزراعية، أو عند استعماله في مكافحة بقّ الفراش عند الإنسان.

أما عند الحيوانات قد تقوم بلعق جسمها بعد رشّها، وقد تظهر أعراضٌ عصبيةٌ عند الإنسان أو الحيوان على شكل خدرٍ في الأطراف، وظهور نوباتٍ عصبية، ورعشات، وغيبوبة، وقد يؤدي إلى تباطؤٍ في دقات القلب، أما الأعراض الهضمية، فتظهر على شكل غثيانٍ وإقياء، ويتمُّ استخدام العلاج المناسب له الأتروبين، كما تتمُّ معالجة أعراض التسمُّم حسب الأعراض الظاهرة، وإعطاء الأدوية المناسبة للعرض الظاهر، مثل: المنبهات، أو غيرها. ^[4]