Published in: الرهاب

رهاب المسرح – أعراضه، أسبابه وكيف تتغلب عليه؟

Author أ. بتول ندة

Published on: 10 يونيو، 2024

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو رهاب المسرح؟

رهاب المسرح هو نوعٌ من أنواع القلق يصف ضعف الفرد في الأداء على المسرح وأمام الجمهور، والخوف من التحدث، ومناقشة الآخرين، أو الخوف من الصعود على المسرح لإلقاء محاضرةٍ ثقافية، وسرعان ما تبدو عليه ملامح الخجل والتلبُّك، إضافةً إلى التلعثُم ببعض الكلمات، وعدم قولها بشكلٍ صحيح.

وقد يحدث هذا الاضطراب في أي مكانٍ قد يشعر به الفرد أنه عرضةٌ للتقييم من أحد حول أدائه أو مهاراته، حتى لو كان الفرد موهوباً، ولديه من الكاريزما ما يكفي لتقديم نفسه ومعلوماته، لكن ذلك لا يمنع من الشعور ببعض الإحراج والخوف، وتتعدد المواقف التي يمكن أن يعاني فيها الفرد من هذا الرهاب، وتشمل ما يلي: ^[1]

1- مقابلات العمل.

2- الاجتماعات الوظيفية.

3- المقابلات الفردية.

4- التحدث مع بعض خدمة العملاء.

5- مناقشة الأشخاص، والتعبير عن الرأي أمامهم.

أعراض رهاب المسرح

1- ضربات قلبٍ سريعة جداً.

2- جفاف في الفم.

3- ضيق في الحلق.

4- برودة في الأطراف.

5- غثيان وصعوبة في لفظ الأحرف، والتعرق الزائد لليدين والأقدام.

6- غشاوة في العينين، وعدم القدرة على الرؤية بشكلٍ جيد.

7- وجع في المعدة، والشعور بالغثيان.

8- التنفس السريع، وعدم القدرة على التوازن في حالة الوقوف.

9 -شحوب في البشرة.

10- الخوف من الفشل، وعدم القدرة على استقبال أفكارٍ جديدة أثناء التحدث مع الآخرين.

11- صعوبة تغيير السلوك المتوتر.

12- حالات إغماء للفرد يمكن أن تكون نتيجة القلق الحاد، وفقدان السيطرة على النفس والشعور بالخذلان والخجل. ^[2]

الأسباب

رهاب المسرح منتشرٌ وبشكلٍ كبيرٍ جداً، ويعتقد بعض الأخصائيين النفسيين أنه موازٍ لاضطراب القلق الاجتماعي، ولكنه يختلف من حيث العلامات، وطريقة الوقاية، بالإضافة للأسباب التالية: ^[3]

1- الخوف من التقييم السلبي

يُعتقد أن هذا السبب هو الأكثر تأثيراً بالفرد المصاب بالرهاب لأنه عندما يلقي الناس الحكم على شخصية الملقي، فإن ذلك قد يأخذ جانبين أحدهما سلبي والآخر إيجابي، بالتالي قد يقع الفرد في مأزقٍ كبيرٍ بسبب انعدام ثقته بنفسه، وبالتالي لن يلبي توقعات الآخرين به من الناحية الجيدة.

2- التجارب والصدمات السلبية

من الممكن أن يكون الفرد قد تعرض لتجربة أداءٍ سيئة في الماضي، ولا تزال أحداثها عالقةً في الذاكرة، مما يسبّب الخوف من تكرار حصول ذلك معه، وسيعمل على تجنب كل المثيرات التي تؤدي لذات الموقف.

3- التعرض لمخاطر كبيرة

عندما يكون لدى الفرد مناسبة، أو حفلة تكريم، أو موعد مقابلة عمل ستقع كل المسؤولية على عاتقه، ولن يتمكن من الانسحاب، ولا الاعتراف بأنه لا يستطيع القيام بذلك، مما سيؤدي للخوف، والدخول في حالةٍ نفسيةٍ سيئة، وربما يفتعل الشخص المشكلات للتخلص من تلك الأعمال.

4- صفات الشخصية

إن الأشخاص الذين يمتلكون سمات، كالكمالية أو حب النفس، والميل إلى تحقيق القوة والسيطرة هم الأكثر عرضةً للإصابة برهاب المسرح، لأنهم يتعمدون القوة واللامبالاة بآراء الآخرين بهم، لكنهم في الحقيقة يخشون سماع الآراء السلبية لأنها تحطم ثقتهم بنفسهم، ولا تجعل منهم محطّ أنظار الآخرين.

هل رهاب المسرح وراثي؟

أظهرت بعض الأبحاث الجديدة أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في اضطرابات القلق التي تشكل رهاب المسرح، وتبلغ نسبة انتشارها بين العائلات 30 بالمئة. ^[4]

هل يمكن الوقاية من رهاب المسرح دون التعرض لعلاج؟

قد تكون طريقة الوقاية بدون علاج أمراً صعباً، لكنه ليس مستحيلاً لأن كل فرد يمتلك إرادةً قد تكون قويةً يستطيع من خلالها بناء توقعاتٍ إيجابية، وزيادة الثقة بالنفس من خلالها، بينما قد تكون عند البعض الآخر ضعيفة، ولا يستطيع المصاب مواجهة ما يحصل معه أو تغيير طباعه بما يتناسب وتوجهات العمل الذي يقوم به. ^[5]

كيف تتغلب على رهاب المسرح؟

يوجد خمس طرق ينصح بها للتغلب على هذا الرهاب: ^[5]

1- قيام الفرد بزيارة مُعالج

المُعالج يساعد المصاب على اكتشاف جذور المشكلة، والتعمق فيها من خلال قيامه بتحليلٍ كاملٍ لشخصيته، ومعرفة ما الذي يتناسب مع قدراته، ولماذا لديه هذا الخوف الكبير من التعبير، والحديث عن نفسه أمام الآخرين،

على سبيل المثال: قد تكون الإصابة برهاب المسرح بسبب تعرض الفرد لتعليق سلبي مضحك من أحد زملائه، كأن يقول له (صوتك ليس جميلاً لا تتكلم مرة أخرى)، ويأتي دور المحلل النفسي هنا لاكتشاف الأمر، وتصحيح ما يلزم في طريقة تفكير الفرد، بالإضافة لتنمية نواحي الثقة به.

2- التدريب وبشكلٍ مسبق

من المهمّ جداً وقبل أن يقوم الفرد بأي عمل يتطلب الظهور أو الحديث أمام مجموعات أن يتمّ التدريب عليه، وبشكلٍ جيد، وبطريقةٍ تمكن الشخص من استدعاء ما قام بحفظه وممارسته، على سبيل المثال: (أن يقوم الفرد بعملية التدريب، وتقمص شخصيةٍ معينةٍ أمام مجموعةٍ من الأصدقاء، وعند الانتهاء من فترة العرض القيام بطلب آرائهم، وسماع الإيجابي منها، وتدعيمه والسلبي لتغييره.

3- على الفرد أن يقوم بدعم نفسه بنفسه

وذلك من خلال إرسال تأكيداتٍ إيجابيةٍ قوية للذات، على سبيل المثال: (وقوف الشخص أمام المرآة، والبدء بقول عباراتٍ إيجابيةٍ تشمل ما يلي:

– “إذا شعرت بالتوتر، فالثقة والقوة التي أتمتع بها سوف تتغلب عليه”.

– “سأسمع انتقاداتٍ كثيرة من الناس لكنها لا تهمني”.

– “سأنجز عملاً مميزاً اليوم”.

– “سأكون على ما يرام ،وسأحقق ما أحلم به”.

4- الاندماج في عمليات التنفس العميقة

عندما يقوم الفرد بالتنفس العميق، فإنه يرسل إشاراتٍ إلى الجسد توحي بالهدوء والاسترخاء التام الأمر الذي يؤدي إلى خفض معدلات التوتر، وتساعد هذه الإشارات على مقاومة الأدرينالين الذي يرسله الدماغ عندما يشعر بالخطر، بالتالي سيحدث توازن واستقرار في معدل ضربات القلب وضغط الدم.

ويمكن أن يتدرب الفرد على التنفس العميق عن طريق استنشاق الأنفاس من الأنف، وحبسها لبضع ثوانٍ ثم استخدام الفم لعملية الزفير بشكلٍ كامل وبهدوء لبضع ثوانٍ أخرى، ويجب تكرار هذه العملية عند الشعور بتقلصٍ في عضلات المعدة أو غثيان وقلق.

5- التركيز على المواد التي سيتمُّ تقديمها

على الفرد أن يتذكر وبشكلٍ دائم أن الجمهور الذي سيقف أمامه ليلقي عليه ما يريد من معلومات لن يكترث كثيراً لمقدار التوتر أو الخوف الذي سيواجهه، بل سيركز على الطريقة التي سوف يستخدمها لجذبهم، فعندما ينجح المحاضر في جعل نفسه محط أنظار الآخرين واهتمامهم سوف يطلق العنان لكل ما يقوله وبدون تفكير، وسيتمتع بشخصيةٍ سويّة قادرةٍ على تنظيم الأفعال، ولفت الأنظار.