Published in: فنون

رسامو الكاريكاتير

Author أ. بلسم أحمد

Published on: 15 أبريل، 2023

أ. بلسم أحمد

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الكاريكاتير فن هادف يحمل رسالة توعوية ويؤثر على الرأي العام، ويمكنه أن يغير الوعي السياسي والاجتماعي والفني والثقافي لدى الناس. ورسامو الكاريكاتير هم جنودٌ حقيقيون يخوضون معارك يوميةً للتنديد بالظلم، والقمع، والعنف، والفساد. وقاد هذا الفن إلى إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي نص في مادتيه 10 و11 على حرية التعبير والرأي. وانطلق من أوروبا وبعض الدول العربية في القرن التاسع عشر وإفريقيا في القرن العشرين.

أبرز رسامي الكاريكاتير العالميين

1- من أبرز رسامي ورواد فن الكاريكاتير في العالم  Honore Daumier، الذي نشر في الصحيفة المصورة La silhouette رسماً كاريكاتورياً للملك شارل العاشر. فحُكم عليه بالسجن لمده ستة أشهر وغرامة مالية قدرها 500 فرنك. ^[1]

2- ومن الرواد أيضاً في هذا الفن، نذكر الرسام الفرنسي أندريه جي، André Gill الذي ناضل من أجل الحرية والعدالة، وكان يسخر من نابليون وحكومته ويرسمهم بطريقه مضحكة، فهو أول من أبدع برسم الشخصيات برؤوسٍ كبيرةٍ وتقزيم أجسامهم، وهي تقنية استخدمها الكثير من الفنانين الكاريكاتيريين من بعده.

كما ساهمت الرسوم الكاريكاتورية في أواخر القرن الثامن عشر بقدرٍ هائلٍ من الدعاية، بسبب تغيرات القوى في أوروبا، وأهمها الثورة الفرنسية والنظام الملكي البريطاني، حيث كان يتعرض لانتقادات شديدة حينها. ^[2]

أصبح الكاريكاتير السياسي والهجاء المصور منفذاً مهماً للدعاية الجماهيرية للتعبير عن وجهات النظر المتنافسة حول القضايا السياسية والاقتصادية، وكان هذا زمن إسحاق كروكشانك، الذي صور في رسوماته “الشراهة وأكل لحوم البشر” لتمثيل النظام الملكي، وكان ينشر أعماله في بريطانيا، لأن قوانين الرقابة في فرنسا حينها كانت في أعلى مستوياتها على الإطلاق.

3- المعروف أيضاً جورج كروكشانك ابن إسحاق كروكشانك، الذي تابع مسيرة والده في رسم رسوم كاريكاتورية اجتماعية للحياة الإنكليزية، وخوفاً من سطوة وتأثير رسوماته عُرض عليه رشوة ملكية بقيمة 100 جنيه إسترليني، للموافقة على عدم تصوير الملكة في أي موقف غير أخلاقي ضمن رسوماته. ^[3]

4- وإذا كنا في معرض الحديث عن رسامي الكاريكاتير المهمين في العالم، لابد أن نذكر ألكسندر صاروخان Alexander Saroukhan وهو رسام كاريكاتير أرمني مصري، ويُعتبر من أوائل رواد الكاريكاتير في الشرق الأوسط، والذي أسس مجلة فكاهية باللغة الفرنسية اسمها la caravane.

واتخذ من الكاريكاتير أداة للحملة الانتقادية السياسية على الفساد، واخترع شخصية المصري أفندي، والتي هي شخصية الموظف المرتشي. وكان رسام الكاريكاتير ألكسندر صاروخان صاحب الشرارة لانطلاق فن الكاريكاتير المصري والعربي، ورسم ما يفوق 20000 لوحة وعمل لدى أهم المجلات. ^[4]

5- لا بد أن نتعرف على أبرز الرواد في القرن العشرين أيضاً Vita Viktorovich

وهو رسام روسي الجنسية، ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، وانتماؤه هذا لم يعجب السلطات ولم يحصل على معرضه الخاص، وكان يخشى بشكل دائم من kGB وهو جهاز استخباراتي روسي، حيث كان يخشى من أن تُصادر رسوماته، لذلك أصدر حقوق النشر لصالح زوجته، وبعد وفاته أخليت شقته وتعرضت عائلته للاضطهاد، وأجبرت على الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

6- لابد أنك لاحظت عزيزي القارئ أن معظم فناني الكاريكاتير هم رجال، ولكن لكسر هذه القاعدة سنتحدث عن رسامة فلسطينية، وهي أمية جحا omay Joha، وبما أنها ولدت في فلسطين كان من الصعب عليها أن تصبح رسامة محترفة، لكن ذلك لم يوقف نضالها من أجل حقوق النساء في هذا الفن.

هي عضو في جمعية ناجي العلي للفنون الجميلة في فلسطين، كما أنها فازت بجائزة الصحافة العربية لعام 2001 وهي أول رسامة كاريكاتير في العالم العربي، وهي أيضاً رسامة على أشهر موقع أخباري.

7- ونختم مقالتنا برسام كاريكاتوري نيوزلندي، ترك بصمةً في فن الكاريكاتير وطوره، وهو Murray George Webb، إضافة إلى كونه بطلاً في لعبة الكريكيت، لكنه اكتشف موهبته في الرسم وأصبحت مهنته الرئيسية بدلاً عن هذه اللعبة.

ورسوماته هي لأشهر الرياضيين والسياسيين والوجوه المعروفة في عصرنا التي لاتزال حاضرة. وقال أحد الخبراء عنه: أن رسوماته أكثر صدقاً وواقعيةً من الصور الحقيقية للأشخاص الذين يرسمهم. ^[5]

 وقال رسام الكاريكاتير Murray George Webb: إن فن الكاريكاتير هو نوع من السحر والموهبة. إن الفنان عليه أن ينظر بتمعن ليعكس شيئاً من روحه على الورق. إنها فيزياء خالصة ورسامو الكاريكاتير علماءٌ متخصصون في طبيعة الضوء والجوهر لإنتاج صورة مرضية، للوصول إلى هذه النقطة من فهم استيراد الزوايا والأشكال والأحجام وما إلى ذلك من الرسم. وهو فن ينبض بالحياة وتربة خصبة للإبداع.