Skip links
رسم ثلاثي الأبعاد لفيروسات متواجدة برئة شخص

ذات الرئة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر ذات الرئة أو التهاب الرئة (Pneumonia) من أكثر الأمراض التي تصيب جميع فئات المجتمع، وخاصةً في البلدان النامية، وتعرف بين عامة الناس “الذاتية”، وهي عبارةٌ عن التهابٍ وتجمع سوائلٍ في النسيج الرئوي، ولها أسباب عدة مكتسبة، وتعتمد المعالجة على العامل المُسبّب ومدة الإصابة.

ما هي العوامل المُسبّبة لذات الرئة؟

تصنّف العوامل إلى جرثومية، وفيروسية، وفطرية أي العوامل الإنتانية: [1] [2]

1- العوامل الجرثومية

إن أشيع الجراثيم المسبّبة لها هي العقديات الرئوية (Pneumoniae Streptococcus)، أو المستدميات النزلية (Pseudomonas)، والعنقوديات المذهبة (Staphylococcus aureus)، وغيرها من البكتيريا، مثل: الكلاميديا، والموراكسيلا، ولكن بشكلٍ أقل شيوعاً، وتُعتبر الجراثيم سلبية الغرام من المُسبّبات الخطيرة والشائعة لذات الرئة.

2- العوامل الفيروسية

تعنى بإصابة الأطفال، كالفيروسات التنفسية المخلوية (Respiratory Syncytial Virus)، والأنفلونزا، وحديثاً فيروس كوفيد-19 أو كورونا Covid-19.

3- العوامل الفطرية

العوامل الفطرية المسبّبة لذات الرئة نادرة، وتصيب الأشخاص الذين لديهم اضطراباً في عمل الجهاز المناعي، ومنها المكورات الخفية (Cryptococcus)، والفطور الكرويانية (Coccidioides)، وغيرها. عند إصابة طفل تحت عمر السنتين بذات الرئة يشك الطبيب بالفيروسات المخلوية والعقديات الرئوية، أما الشباب يصابون بالمفطورات الرئوية في الغالب، والمسنون يرجح لديهم عدة أسباب، مثل: المستدميات، والعنقوديات، وسلبيات الغرام.

ما هي العوامل المؤهبة لحدوث ذات الرئة؟

توجد عدة عوامل قد تؤهب لحدوث ذات الرئة بأنواعها، ولعل أبرزها التدخين، إذ تزيد نسبة الأشخاص المدخنين المصابين بذات الرئة مقارنةً بالأشخاص غير المدخنين، وذلك بسبب التهيُّج الحاصل في بطانة الطرق التنفسية، وضعف الجهاز المناعي، وباقي مسببات نقص المناعة.

مثل: عشوائية استعمال الصادات الحيوية، والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والداء السكري، ومخالطة الأشخاص المصابين بالأمراض التنفسية، إضافةً إلى وجود مرضٍ تنفُّسي مزمن، مثل: الربو، والداء الرئوي الساد المزمن (COPD)، كما يمكن أن يظهر ذات الرئة كاختلاطٍ لعدوى الكورونا. [3]

ما الأنماط التي تتظاهر بها ذات الرئة؟

1- ذات الرئة المُكتسبة من المجتمع ((CAP) Community- acquired pneumonia)

وهي إصابة نتيجة وجود عدوى في الوسط المحيط، وهذا النوع يصيب غالباً الأشخاص الأصحاء، وتقسم إلى تصنيفات، فقد تظهر بشكل ذات رئة وقصبات، أو ذات رئة فصية (نموذجية)، أو ذات رئة خلالية (غير نموذجية)، والمسبّب الأكثر شيوعاً هنا هي العقديات الرئوية في أطراف العمر والمفطورات أي الميكوبلازما لدى الشباب.

2- ذات الرئة المُكتسبة في المستشفى ((HAP) Hospital- acquired pneumonia)

وهي الإصابة التي يكتسبها المرضى المقيمون في المستشفى، وخاصةً الذين يتلقون العلاج بالصادات الحيوية، والمصابون بأمراض نقص المناعة لسببٍ آخر، وهذا النوع يشكل خطراً بسبب ضعف الاستجابة المناعية، وقوة العوامل البكتيرية الموجودة في المستشفيات، ولاسيما في الدول الفقيرة، والبيئات غير الصحية، ومن أشيع مسبباتها الجراثيم السلبية، مثل: الإشريكية القولونية E-Coli، والعنقوديات المذهبة من النمط المقاوم للميثيسللين (MRSA).

3- ذات الرئة المتعلقة بمُقدّمي الرعاية الصحي ((HCAP) Healthcare associated Pneumonia)

يصيب هذا النوع الممرضين والأطباء الذين يخالطون المرضى، ولاسيما المرضى الصدريين لفترةٍ طويلة، ويمكن أن يصيب المخالطين الذين يعتنون بالمريض خارج المستشفى، وأشهر الأنواع المُسبّبة هي الجراثيم المقاومة للصادات كما في النوع السابق.

4- ذات الرئة المرافقة للتهوية الآلية (Ventilator- associated pneumonia)

وهي تصيب حصراً المرضى الذين يخضعون للتهوية الآلية أو (المنفسة)، وذلك لضعف الوظيفة التنفسية لديهم، ويمكن هنا الإصابة بذات الرئة بجميع العوامل المُسبّبة المذكورة سابقاً. [4] [5]

ما هي الأعراض التي يعاني منها مريض ذات الرئة؟

تختلف الأعراض حسب عمر المصاب، ومدة الإصابة، ونوعية العلاجات المأخوذة بعشوائية، ومن أكثر الشكايات شيوعاً لدى مريض ذات الرئة هي السُّعال المنتج للقشع، ويكون القشع بتفصيل الشكاية ذا لونٍ أخضر أو أصفر، ويمكن خروج كميةٍ بسيطةٍ من الدم مع القشع، كما يعاني المريض من الحمّى نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وصولاً إلى 39 درجة مئوية لدى بعض المرضى، والتعرق، والعروءات (أي ترافق نوبات من البرد والحر).

وتظهر أيضاً الأعراض الصدرية، مثل: الزلة التنفسية أو صعوبة التنفس مع حركات تنفس سطحية، والألم الصدري الذي يسوء ويتحرّض أثناء السعال، وتظهر أيضاً أعراض غير نوعية، مثل: نقص الشهية، والوزن، والغثيان، والإقياء، والتخليط الذهني لدى كبار السن، ويمكن أن يؤدي نقص الأكسجة الحاصل إلى ظهور الزرقة في الأصابع والشفاه في الحالات الشديدة والمهملة. [4]

كيف يتمُّ تشخيص ذات الرئة؟

1- الاستقصاءات الشعاعية

يتمُّ تشخيص ذات الرئة الجرثومية أو الفيروسية اعتماداً على صورة الصدر البسيطة المعتمدة على تقنية الأشعة السينية، حيث تشاهد كثافة على الصورة في فصٍّ واحدٍ من الرئة أو ارتشاحات (Infiltrates) في الرئة بشكلٍ معمم، وتوجد بعض المؤشرات الشعاعية التي تفرق بين ذات الرئة الجرثومية والفيروسية.

أما التقنية الشعاعية الأخرى، فهي بإجراء طبقي محوري للصدر (CT-Scan)، وهو أدقُّ من الصورة البسيطة، كما أنه قادر على فحص القصبات والاختلاطات الرئوية التي قد تنتج عن ذات الرئة، مثل: الخراجات، والعقد اللمفاوية المتضخمة، ويمكن إجراء إيكو للصدر في حال وجود سوائل في الرئتين أو طلب إجراء الرنين المغناطيسي MRI في حالاتٍ نادرة.

2- الاستقصاءات المخبرية

يتمُّ فحص القشع وزرعه لدراسة الجراثيم المُسبّبة لذات الرئة على أوساط زرعٍ خاصة، وهذه الاختبارات مكلفة، وتتطلب الانتظار طوال فترة حضانة العينة الجرثومية في المخبر، أما التحاليل الدموية التي تجرى هي اختبار فحص الدم الكامل CBC، والبروتين الارتكاسي سي CRP، ويتمُّ سحب الدم الشرياني لتحري غازات الدم، مثل: معدل الأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون.

3- الفحوص الطبية

وهي الإجراءات التي يقوم بها الطبيب الفاحص خلال زيارة المريض العيادة أو غرفة الإسعاف، وتشمل أخذ القصة السريرية المفصلة مع التركيز على السوابق الدوائية، والعائلية، والأمراض التنفسية السابقة، والعادات السيئة، كالتدخين السلبي والإيجابي.

بالإضافة إلى سماع الخراخر والنفخات التي تعبر عن أصوات تنفسٍ غير طبيعية عند وضع السماعة على المسافة بين الأوراب، وتقدير درجة الزلة التنفسية التي قد يأتي بها المريض، وقياس نسبة الأكسجة بجهاز الأوكسيمتري (Oximetry)، وهو جهاز صغير إلكتروني يوضع بشكل ملقطٍ على أحد الأصابع، ويقرأ معدل ضربات القلب ونسبة الأكسجة لدى المريض.

4- التنظير القصبي

هي استقصاءٌ مزعجٌ للمريض إذ يدخل الطبيب أنبوباً مرناً موصولاً بكاميرا دقيقة بعد وضع مخدرٍ موضعي في الأنف، لمنع تحريض منعكس السعال، ويستمر إدخال الأنبوب وصولاً إلى التفرع القصبي إذ تظهر الساحة مخاطية القصبات، مما يعطي معلوماتٍ حيةً عن الحالة الالتهابية الموجودة في القصبات، ويمكن أخذ خزعاتٍ في حال الشك بمرضٍ معين مرافقٍ لذات الرئة. [3] [6] [7]

يتمُّ العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة لمدةٍ كافية يحددها الطبيب، ويجب مراقبة وضع الكثافات الرئوية بأخذ صورة صدرٍ بسيطةٍ كل فترة.

المراجع البحثية

1- Pneumonia. (n.d). Cleveland Clinic. Retrieved February 23, 2024

2- Normandin, B. (2021, December 21). Pneumonia symptoms, causes, treatment, and more. Retrieved February 23, 2024

3- Crosta, P. (2017, November 27). Pneumonia: Symptoms, causes, and treatments. Medicalnewstoday.com. Retrieved February 23, 2024

4- American Lung Association. (n.d.-a). Pneumonia symptoms and diagnosis. Lung.org. Retrieved February 23, 2024

5- Pneumonia: Types, symptoms, causes and treatment. (n.d.). Metropolis India Lab. Retrieved February 23, 2024

6- Tanya, F. (2018, March 26). How pneumonia is diagnosed. Verywell Health. Retrieved February 23, 2024

7- Radiological Society of North America (RSNA), & American College of Radiology (ACR). (n.d.). Pneumonia. Radiologyinfo.org. Retrieved February 23, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.