تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تنتشر الأمراض الطفيلية بشكلٍ كبيرٍ بين الحيوانات كافة المنزلية، والأهلية، والبرية على حدٍّ سواء بسبب عدم وجود لقاحاتٍ تحدُّ من انتشارها، وهي نوعان إما طفيليات خارجية، كالقمل، والجرب، والقراد، أو داخلية، كالشريطية، والديدان الرئوية، وديدان الكرش، والمتورقة الكبدية، وغيرها الكثير.
لذلك دأبت الأبحاث العلمية للوصول إلى مضاداتٍ طفيلية تقضي على هذه الطفليات، منها واسع الطيف يستعمل للقضاء على الطفيليات الخارجية، وبعض الديدان الداخلية، مثل: الإيفرمكتين، ومنها عقاقير نوعية، مثل: البندازول يقضي على الديدان الشريطية المعوية، والرافوكسانيد يقضي على الديدان المثقوبة الكبدية (المتورقة الكبدية).
حيث لا تستطيع أغلب العقاقير أن تقضي على طفيلي المتورقة الكبدية في جميع أطواره المختلفة ضمن جسم الكائن الحي، لذلك أبدى الرافوكسانيد فعاليةً عاليةً في القضاء عليها، ويعطى أما عبر الفم ضمن جرعاتٍ فمويةٍ دورية للقطعان المجترة، أو حقناً تحت الجلد بشكلٍ دوري ضمن جداول محددة ينظمها الطبيب البيطري.
خصوصاً في فصل الربيع، حيث تزداد نسبة انتشارها، وتؤدي إلى تليُّفٍ في النسيج الكبدي، وما يعقبها من انخفاضٍ مناعي مسبّبةً ظهور مجموعةٍ من الأمراض المتعايشة البكتيرية، وفشلاً في نجاح برامج اللقاحات الفيروسية. لذلك برز الرافوكسانيد كعقارٍ متميزٍ له دورٌ فعالٌ في القضاء عليها، وتحسين الحالة الصحية للقطعان.
مما يزيد من جودة اللحوم المنتجة والألبان مع التحفظ على إتلاف الحليب خلال فترة إعطائه للحيوان بفترةٍ تتراوح بين 3 أيام وحتى 23 يوم كونه يُطرح مع الحليب حفاظاً على صحة الإنسان من البقايا الدوائية ضمن المنتجات الحيوانية، والتي تعدُّ البروتين الغذائي ذو القيمة الغذائية العالية.
ما هو تعريف الرافوكسانيد؟
عقارٌ مشتقٌّ من حمض الصفصاف، يعدُّ مضاداً حيوياً طفيلياً نوعياً يقضي على الطفيليات الكبدية المتورقة الكبدية (Fasciola) بأطوارها المختلفة ونوعيها المتورقة الكبدية (Fasciola Hepatica)، والمتورقة العملاقة Fasciola) Gigantica)، كما يقضي على ديدان المنفحة (Haemonchus)، وديدان الأمعاء الدقيقة (Bunostomum)، وهيمونشوس (Haemonchus)، وشابرتيا (Chabertia).
ولها دورٌ في القضاء على ديدان النغف الأنفي عند الأغنام (Oestrus Ovis)، حيث يتمُّ استعمال العقار عند جميع أنواع المُجْترات من الجمال، والأبقار، والجاموس، والأغنام، والماعز في جميع الأعمار، والخيول أيضاً ضمن الجرعات المحددة، ويحذر من إعطائه بعد الشهر الرابع من الحمل لتأثيره السلبي على الحمل، ويفضل عند العلاج إعطاء علاجٍ داعمٍ من منشطات كبد، فيتامينات، أحماض أمينية، والحديد. [1]
جرعات الرافوكسانيد
يستعمل عند المُجْترات الكبيرة الحجم (جمال، جاموس، أبقار) للقضاء على الديدان الكبدية، وديدان الأنفحة، والأمعاء بتركيز 7،5 إلى 10 ميليغرام / لكل كيلو غرام وزن حي عبر الفم، أما إذا تمّ إعطاؤه حقناً تحت الجلد بتركيز 3 ميليغرام / لكل كيلوغرام وزن حي. أما عند المُجْترات صغيرة الحجم يعالج المتورقة الكبدية والديدان المعدية، إضافةً إلى ديدان النغف الأنفي، ويمكن إعطاؤه بشكليه الصيدلانية الفموي أو الحقن تحت الجلد بنفس النسب عند المُجْترات الكبيرة حسب الوزن.
ويفضل تكرار الجرعة مرةً أخرى بعد 21 يوماً، وذلك للقضاء على الطور الناضج من الديدان التي كانت بيوضاً أثناء إعطاء الجرعة الأولى، حيث لا يؤثر الرافوكسانيد على بيوض الديدان الكبدية، كما تعدُّ جرعته القاتلة عند الفئران أكثر من 2000 ميليغرام / لكل كيلوغرام وزن حي.
أما عند الأغنام، فإن إعطاء جرعاتٍ تزيد عن 80 ميليغرام / كيلو غرام وزن حي تتسبّب في ظهور أعراضٍ هضمية، مثل: فقدان الشهية، والإسهال، أما إذا زادت الجرعات عن 100 ميليغرام، فيتسبّب في ظهور أعراضٍ عصبية على شكل عمى، وإذا تجاوزت الجرعات الزائدة 200 ميليغرام / لكل 1 كيلوغرام وزن حي، فإنها تتسبّب في ظهور حالات نفوق.
وتعدُّ الأغنام من الحيوانات المجترة الأكثر حساسيةً تجاه عقار الرافوكسانيد عند تجاوز الجرعة 40 ميليغرام /لكل كيلو غرام وزن حي، ولا يوجد عقار نوعي للعلاج بتسمّم الرافوكسانيد إنما يتمُّ استخدام العلاجات الداعمة التي تخفف من أعراض التسمُّم. [2]
آلية تأثير الرافوكسانيد على المتورقات
يقوم الرافوكسانيد بتأثيره على مكونات الخلية في الميتاكوندريا بتعطيل الأدينوزين ثلاثي الفوسفات ATP محدثاً خللاً في نشاط أنزيم هيدروجيناز السكسينات (Succinate dehydrogenase)، وعدم تشكيل أنزيم الفومارات (Fumarate) اللذان يعدان أنزيمان لهما دورٌ هامٌّ في نشاط طفيلي المتورقة الكبدية، وتعطيل عمل وظائفه الأخرى.
عند إعطائه فموياً للمُجْترات يتمُّ امتصاصه عبر الأمعاء الدقيقة ليصل إلى تيار الدم، ويرتبط ببروتين الدم خلال مدة أقصاها 24 ساعة، وعند ارتباطه مع بروتين الدم، فإنه يؤثر على الديدان البالغة للمتورقة الكبدية بنسبة 100 بالمئة بعمر 12 أسبوع.
وبنسبة 86 إلى 99 بالمئة عند المتورقات بعمر 6 أسابيع، ونسبة 50 إلى 99 بالمئة بعمر 4 أسابيع، ويطرح ببطءٍ شديدٍ عبر السبيل الهضمي عن طريق الصفراء مع البراز والبول بنسبة 1 بالمئة، ويبلغ نصف عمره الإطراحي 10 أيام، ويمكن الكشف عن وجوده في بلازما الدم حتى 3 شهور من العلاج. [3]
الثمالات الدوائية لعقار الرافوكسانيد في المشتقات الحليب
لابدّ من التأكد أن المنتجات الحيوانية خالية من المواد الدوائية الكيميائية التي قد تنتقل للإنسان عند تناوله المنتجات الحيوانية، وبما أن الرافوكسانيد يرتبط مع بلازما الدم بنسبة 99 بالمئة، فإنه يصل إلى غدة الضرع، ويطرح مع الحليب عند تشكيل مكونات الحليب من الدم، لذلك أثبتت الدراسات عند علاج الأبقار الحلوب بعقار الرافوكسانيد عبر الفم بتركيزٍ يصل حتى 10 ميليغرام/ كيلوغرام وزن حي، حيث كانت أعلى التراكيز في الحليب بنسبةٍ تتراوح بين 249 ميكرو غرام/ لكل 627 كيلو غرام حليب.
إن عملية حفظ الحليب بالبسترة لا تؤثر على نسبة البقايا الدوائية لعقار الرافوكسانيد في الحليب، كما ارتفع تركيز الرافوكسانيد في الجبن بنسبة 6 أضعاف مقارنةً بالحليب بنسبة تتراوح 2070 ميكرو غرام/ لكل 349 كيلو غرام جبن، أما في منتج مصل اللبن، فإنه كان أقل بنسبة أربعة أضعاف عن الحليب بنسبة تتراوح 75 ميكرو غرام / لكل 1 كيلو غرام مصل حليب.
أما في الزبدة، فكانت النسبة مرتفعةً حتى 14 ضعف عن الحليب بنسبة تتراوح 5468 ميكرو غرام/ لكل 376 كيلو غرام، كما تمّ العثور عليه في الحليب المجفف منزوع الدسم بنسبةٍ أكبر من الحليب بـ 10 أضعاف، وهي 5468 ميكرو غرام لكل 376 كيلوغرام، وبذلك نستنتج أن المعاملات الحرارية لا تؤثر على نسبة الرافوكسانيد في الحليب ومشتقاته مهما ارتفعت لتصل حتى 185 درجة مئوية دون أي فرقٍ يذكر. [4]
المراجع البحثية
1- Han, R., Xing, J., Sun, H., Guo, Z., Yi, K., Hu, G., Zhai, Y., Velkov, T., & Wu, H. (2023). The antihelminth drug rafoxanide reverses chromosomal-mediated colistin-resistance in Klebsiella pneumoniae. mSphere, 8(5). Retrieved March 22, 2024
2- RAFOXANIDE for veterinary use on CATTLE, SHEEP and GOATS against flukes and roundworms. (n.d.). Parasitipedia.net. Retrieved March 22, 2024
3- RAFOXANIDE TOXICITY, POISONING, INTOXICATION, OVERDOSE, ANTIDOTE: SAFETY SUMMARY for VETERINARY use on CATTLE, SHEEP, GOATS and HORSES. (n.d.). Parasitipedia.net. Retrieved March 22, 2024
4- Power, C., Danaher, M., Sayers, R., O’Brien, B., Whelan, M., Furey, A., & Jordan, K. (2013). Investigation of the persistence of rafoxanide residues in bovine milk and fate during processing. Food Additives & Contaminants. Part A, Chemistry, Analysis, Control, Exposure & Risk Assessment, 30(6), 1087–1095. Retrieved March 22, 2024
