Skip links
مجموعة من الحبوب البيضاء الموضوعة على الطاولة أمام كلب لونه أبيض

دواء الإيفرمكتين

الرئيسية » المقالات » الطب » الطب البيطري » دواء الإيفرمكتين

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الأمراض الطفيلية من أكثر الأمراض انتشاراً، وذلك بسبب تعدّد عوائلها ولم يتمكن العلماء من إيجاد لقاحاتٍ تسمح بالحدّ من انتشارها، ولكنهم استطاعوا إيجاد أدويةٍ مضادةٍ لها عند الحيوانات، مثل، الببرازين (Parazin)، والليفاميزول (Levamisole)، أوكسي كلوزانيد (Oxyclosanide)، وكلوزانتيل (Clozantel)، وغيرها الكثير من المضادات الطفيلية المتوفرة في الأسواق البيطرية المحلية والعالمية.

لكن الإيفرمكتين يعدُّ أشهرها لقدرته على القضاء على طيفٍ واسعٍ من الطفيليات الخارجية والداخلية عبر جرعةٍ واحدةٍ فقط، إذ تمّ اكتشافه عام 1970 على يد عالمٍ في اليابان بعزله من بكتيريا (Strptomyces) في مدينة هونشو عندما لاحظ أن هذه البكتريا لها دورٌ في القضاء على الديدان المستديرة، وحصل على جائزة نوبل عام 2015. [1]

ما هو تعريف الإيفرمكتين؟

يعدُّ من الأدوية المضادة للطفيليات، ويؤثر على طيفٍ واسعٍ من الطفيليات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى هامش الأمان العالي، وهو ينتمي إلى مجموعة (Avermectins)، ويعمل على الارتباط بقنوات كلوريد الحديد الغلوتامات، التي تتواجد في الخلايا العصبية والعضلية عند الحشرات والديدان مؤدياً لحدوث شلل وموت الطفيلي، كما يتمُّ استعماله عند الإنسان والحيوان إذ تمّت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ما هي جرعة الإيفرمكتين عند الحيوانات واستخداماته؟

يستعمل عند مجموعةٍ واسعةٍ من الحيوانات البرية أو حيوانات المزرعة، مثل: الأغنام، الماعز، الأبقار، الجمال، الدواجن، القطط، الكلاب، ويستخدم بحذرٍ، وبعدة طرقٍ منها: عبر ماء الشرب، أو التقطير على الريش (الدواجن)، أو عن طريق الحقن تحت الجلد (مُجْترات، حيوانات أليفة) في منطقة الرقبة، أو عن طريق الفم بشكلٍ صيدلاني معجون (خيول).

حيث تعدُّ جرعته حسب الوزن لكل 1 كيلو غرام 200 ميكرو غرام من الإيفرمكتين بتركيز 1 بالمئة، ويتمُّ استخلاصه عن طريق تخمير فطور (Streptomyces Avermitilis)، ويتمُّ تحضيره بتركيز 1 بالمئة مع 40 بالمئة غليسرين، و49 بالمئة بروبلين غليكول، كما يعدُّ سريع الامتصاص، ويصل إلى الدم بسرعة.

ويقضي على الطفيليات بجميع أطوراها سواءً كانت يرقات، أو ديدان بالغة، أو حشراتٍ على جلد الحيوان، حيث له دور في القضاء على الديدان المعوية والمعدية، وديدان الرئة، واليرقات، والقمل الماص، والجرب عند المواشي، كما له دور في القضاء على القراد، حيث يساهم في حدّ انتشار الأمراض الطفيلية الدموية عند المُجْترات. [1] [2]

أما عند الخيول، فهو آمنٌ لكن بشرط عدم حقنه تحت الجلد بسبب احتواء منتج الإيفرمكتين على مادةٍ حاملة هي البروبلين الغليكول، والتي تُسبّب حساسيةً للخيول، ليتمّ الاستعاضة عنها بمعجونٍ فموي يعطى للخيل للوقاية بشكلٍ دوري من الإصابة بالطفيليات أو عند العلاج، وبذلك يتمُّ الحصول على الفائدة المرجوة، ويكون الإيفرمكتين آمناً وفعّالاً عند الخيول بنسبةٍ كبيرة.

ما هي الطفيليات التي يساهم الإيفرمكتين في القضاء عليها؟

1- الطفيليات الخارجية

القمل

هي حشراتٌ تتطفل على مجموعةٍ واسعةٍ من الحيوانات، حيث تمتصُّ دم الحيوان عبر الشعيرات الدموية مُسبّبةً مشاكل في الإنتاج بسبب فقر الدم، كما تُسبّب تساقط الصوف أو الشعر، وتحدث الإصابة به على مدار العام، لكن تزداد نسبه انتشاره في فصل الصيف.

القراد

القراد هي حشراتٌ متطفلة تتغذى على دم الحيوان، وتساهم في نقل الأمراض الدموية عند المُجْترات بشكلٍ كبير، مثل: البابيزيا، الثاليريا، الأنابلازما، وتتواجد في المناطق العشبية أو مناطق التي تحتوي على شجيرات، وعند دخول الحيوانات إلى هذه المناطق الموبوءة تتعرض إلى خطر الإصابة به.

الجرب

وهي حشراتٌ صغيرة لا ترى بالعين المجردة تنتشر بكثرة، وتصيب مجموعةً كبيرةً من المُجْترات والحيوانات المنزلية مسببةً لها تساقط الصوف أو الشعر، وتشكل قشور، أو آفاتٍ صغيرة، وعند المُجْترات تشكل خسائر اقتصادية في إنتاج الصوف، ورداءة الجلود المنتجة.

البراغيث

هي حشراتٌ صغيرة الحجم لها تأثيرٌ قويٌّ على صحة الحيوان، إذ تؤدي إلى حدوث تخرشاتٍ جلديةٍ مزعجة نتيجة تطفلها، وتنشط عندما يكون الطقس دافئاً ورطباً، حيث نلاحظ انتشارها إما موسمياً أو على مدار العام في المناطق ذات المناخ المعتدل، وتتواجد في المناطق التي يقيم فيها الحيوان الحظيرة، أو صندوق، أو ضمن الطبيعة، وخاصةً في الأماكن الرطبة والمظلمة، ويصيب جميع أنواع الحيوانات بما فيها الكلاب، والقطط.

عثُّ الأذن عند القطط

هي حشراتٌ صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة، وتنتقل من القطط المصابة إلى السليمة عند حدوث تماسٍّ بينهم.

2- الطفيليات الداخلية

الديدان المستديرة

هي ديدانٌ طفيليةٌ تنتشر في الأمعاء تصيب الحيوانات، وبشكلٍ أكبر عند الكلاب والقطط، حيث تطرحها الحيوانات المصابة بيوضاً عن الطريق البراز، وعندما يتلوث الطعام بالتربة الحاوية على البيوض تنتقل عن الطريق الفم لتكمل دورة حياتها في الأمعاء، وتنتقل بين الكلاب عن طريق لعق الفراء الملوث بالبراز.

أما عند القطط قد تنتقل العدوى من الأم المرضعة لصغارها عند الإرضاع، وليس عبر الحليب، وهي ديدانٌ خطيرةٌ، حيث تعدُّ من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان إذ يمكن أن تنتقل العدوى لمالكيها، وخاصةً الأطفال الذين يحتكون مع الكلاب والقطط، كما تُسبّب سوء تغذية، ومشاكل معوية عند الإنسان والحيوان.

الديدان الخطافية

هي ديدانٌ تنتشر عند الكلاب أكثر من القطط، وتعدُّ ثاني أكبر الطفيليات انتشاراً، وأشهرها الديدان الشصية، ويمكن لليرقات أن تخترق الجلد أو بطانة الفم، وتشكل خطراً على الجراء، والقطط الصغيرة، أو عند وجود يرقات الديدان الخطافية في التربة تستطيع اختراق الجلد مُسبّبةً مشاكل صحية جسيمة.

وعند تحرك الديدان الخطافية في الأمعاء تُسبّب ردات فعلٍ عصبية، وهي ديدان حيوانية المنشأ تصيب الإنسان، إذ يمكن أن تخترق الجلد، ونلاحظ وجود نفقٍ مكان دخولها، وحكة شديدة، واحمرار الجلد، لذلك يجب معالجة الحيوانات، للحفاظ على صحتها، وعدم انتقالها للأطفال عندما يلعبون بالتراب الملوث باليرقات.

الديدان الشريطية

هي ديدانٌ طويلة سُمّيت بالشريطية، لأنها رقيقة ومسطحة (القليديات)، وتتألف من مجموعة قطعٍ متسلسلة على عكس الديدان المستديرة والخطافية التي تمتلك جسماً مستديراً، وهي تصيب مجموعةً واسعةً من الثدييات من إنسان، ومُجتْرات، وكلاب، وقطط، وتعدُّ من الديدان الخطيرة جداً، والتي يجب مكافحتها.

الديدان الرئوية

هي ديدانٌ مستديرة تصيب المُجْترات تُسمّى ديكتيوكاولس فيبفيباروس، وتؤدي لحدوث نفوقٍ عند العجول، ويكثر انتشارها في منتصف الصيف، وحتى فصل الخريف. 

الديدان السوطية

هي ديدانٌ سُمّيت بالسوطيات، لأنها تشبه السوط، وهي من الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوانات بما فيها الكلاب والقطط، حيث تقوم بتثبيت رأسها في بطانة الأمعاء، لتمتصَّ العناصر الغذائية من الدم مسبّبةً مشاكل دموية، مثل: فقر الدم، وتطرح بيوضها مع براز الحيوان المصاب. [4] [5] [6]

الجرعة الزائدة والتسمُّم

عادةً ما يكون الإيفرمكتين آمناً جداً عند جميع الحيوانات، ولا توجد أعراضٌ سُمّيةٌ عند استعماله ضمن التراكيز المحددة 1 بالمئة، والجرعات المناسبة له، لكن عند الدراسات السريرية بينت حدوث أعراضٍ عصبيةٍ بما فيها من اكتئاب، وعدم تناسقٍ في الحركة، وزيادةٍ في إفراز اللعاب مع توسُّع الحدقة والنفوق، وعادةً ما يحصل التسمُّم به عند إعطاء جرعةٍ غير مناسبة للحيوانات الصغيرة بالعمر، كالأمهار. [3]

المراجع البحثية

1- Ivermectin Use in Veterinary Medicine: What you need to know. (2021, September 1). Tennessee.edu; College of Veterinary Medicine. Retrieved December 17, 2023

2- IVERMECTIN INJECTION for cattle and swine 1% sterile solution. (n.d.). Nih.gov. Retrieved December 17, 2023

3- McNeill, C. (2023, August 17). Ivermectin paste for deworming horses: Dosage & side effects. Mad Barn Canada; Mad Barn. Retrieved December 17, 2023

4- Parasites – external – BeefResearch.Ca. (2020, August 20). Beef Research; Beef Cattle Research Council. Retrieved December 17, 2023

5- Steffan, P., & Nansen, P. (1990). Persistent activity of a single late-season treatment with ivermectin against gastrointestinal trichostrongyles and lungworm in young calves. Acta Veterinaria Scandinavica, 31(2), 237–242. Retrieved December 17, 2023

6-  Home | Veterinary and Rehabilitation Center of Cape Elizabeth. (n.d.). Retrieved December 17, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.