تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الحصيات المرارية؟

الحصيات المرارية (Gallstones) ترسُّبات صلبةٌ في السائل الهضمي تتكون في المرارة عادةً، المرارة عضوٌ صغيرٌ على شكل ثمرة الكمثرى توجد على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد مباشرةً، تحوي على سائلٍ هضمي يدعى الصفراء يُطلق في الأمعاء الدقيقة، عند تناول الطعام تنقبض المرارة مفرغةً الصفراء في الأمعاء الدقيقة.

تتراوح أحجام الحصيات المرارية من صغيرة الحجم كحبة الرمل إلى كبيرة الحجم، مثل: كرة الغولف، وقد تتكون عند المريض حصية وحيدة أو عدة حصيات في الوقت ذاته، والحصيات المرارية ليست خطيرة، ولا تسبّب أعراضاً بشكلٍ عام إلا في حال سبّبت انسداد ما داخل النظام الصفراوي. ^{[1] [2] [3]}

ما هي أنواع الحصيات المرارية؟

تملك الحصيات المرارية نوعين هما: حصيات الكوليسترول، والحصيات الصبغية، ويمكن للمريض أن يصاب بإحداها أو كليهما معاً. ^{[1] [3]}

1- حصيات الكوليسترول

هو النوع الأكثر شيوعاً، ذات لونٍ أصفر أو أخضر، تتكون من الكوليسترول غير المذاب، وبعض المكونات الأخرى، كأملاح الصفراء، والبيليروبين.

2- الحصيات الصّبغية

تكون ذات لونٍ بني غامق أو أسود، تتشكل من البيليروبين الناجم عن تكسير كريات الدم الحمراء بكثرة، غالباً ما يعاني المرضى المصابين بهذا النوع من الحصيات من أمراض الكبد أو اضطرابات دموية، كفقر الدم المنجلي (Sickle Cell Anemia) أو سرطان الدم.

ما أعراض الإصابة بالحصيات المرارية؟

عند الإصابة بالحصيات المرارية، فإنها عادةً لا تسبّب أي أعراض أو علامات طالما استقرت ضمن المرارة، كما أنها لا تسبّب أي اضطراباتٍ وظيفية إلا في حال انحشار إحداها أو أكثر داخل ممرٍّ ما مُسبّبةً انسداده، فتبدأ الأعراض بالظهور، وتتضمن: ألم مفاجئ متصاعداً بسرعة في الجانب الأيمن العلوي من البطن، ألم مفاجئ في منتصف البطن أسفل عظام الصدر مباشرة، ألم في الظهر بين لوحي الكتف وفي الكتف الأيمن، غثيان وتقيُّؤ، اصفرار البشرة والعين، بول داكن وبراز فاتح اللون، زيادة ضربات القلب، اضطرابات هضمية، كعسر الهضم، وحموضة المعدة، والغازات، قد تستمر الأعراض من عدة دقائق لعدة ساعات، ويمكن تصنيف الألم الناجم عن الحصيات المرارية إلى نوعين: ^{[1] [2] [3]}

1- نوبة المرارة

ألم مفاجئ وشديد مع الشعور بالغثيان، يصبح عادةً أكثر شدةً بعد تناول الطعام نتيجة انقباض المرارة، مما يخلق المزيد من الضغط في النظام الصفراوي.

2- المغص المراري

ألم يتفاقم حتى الذروة ثم يبدأ بالتلاشي بشكلٍ تدريجي وبطيء، يأتي بشكل نوباتٍ تستمر من عدة دقائق لعدة ساعات، وتنتهي عندما تتحرك الحصية أو يخفّ الضغط في مكان وجودها.

ما هي أسباب الإصابة بالحصيات المرارية؟

1- وجود كميةٍ كبيرةٍ من الكوليسترول في العصارة الصفراوية، حيث تحوي العصارة عادةً على مواد كيميائية كافية لإذابة الكوليسترول الذي يُفرزه الكبد، ولكن عندما يُفرز كميةً كبيرةً منه تتجاوز قدرة المواد على الإذابة يتحول الكوليسترول إلى بلوراتٍ لتشكّل حصياتٍ فيما بعد.

2- وجود كميةٍ كبيرةٍ من البيليروبين في العصارة الصفراوية، البيليروبين مادة كيميائية تنتج عندما يتمُّ تكسير أو تحطيم كريات الدم الحمراء، كما أن بعض الحالات المرضية، مثل: تشمُّع الكبد، وبعض الاضطرابات الدموية تحفّز الكبد على إنتاج المزيد من البيليروبين، تساهم المستويات المرتفعة منه في تشكيل الحصيات المرارية.

3- عدم قدرة المرارة على تفريغ كافة محتوياتها، فإذا لم تُفرّغ المرارة بشكلٍ كاملٍ أو كافٍ تصبح العصارة الصفراوية شديدة التركيز، وتتشكل رواسب تساهم في حدوث الحصيات المرارية، هذا ما يسمّى بركود الصفراء أو ركود المرارة، وقد تنجم عن وجود مشكلةٍ بالعضلات أو الإشارات الكيميائية التي تطلب منها التحرك.

4- عدم كفاية الأحماض الصفراوية، حيث يمكن أن تسبّب بعض الأمراض سوء امتصاص الأحماض الصفراوية، مما يسبّب فقدانها مع البراز، فتصبح كميتها المتبقية في الكبد غير كافيةٍ لتصنيع الصفراء، مما ينتج عنه زيادة الكوليسترول فيها. ^{[1] [2] [3]}

ما المضاعفات التي تنتج عن الإصابة بالحصيات المرارية؟

1- التهاب المرارة، وقد يترافق مع حمّى وألم شديد.

2- انسداد القناة المشتركة للصفراء، حيث يمكن للحصيات المرارية أن تسدّ القنوات التي تتدفق الصفراء عبرها من المرارة أو الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، فينتج عن ذلك ألم شديد، ويرقان، وعدوى في القناة المرارية.

3- انسداد قناة البنكرياس: قناة البنكرياس أنبوبٌ يمرُّ من البنكرياس، ويتصل بالقناة المشتركة للصفراء قبل دخول الإثني عشر (الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة)، تتدفق عصارة البنكرياس التي تساعد على الهضم من خلال هذه الفتحة، يمكن للحصيات المرارية أن تسبّب انسداد هذه القناة، مما يؤدي لالتهاب البنكرياس الذي يسبّب بدوره ألماً شديداً ومستمراً في البطن.

4- سرطان المرارة: الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي للإصابة بالحصيات المرارية أكثر عرضةً للإصابة بسرطان المرارة، إلا أنه نادر الحدوث، ونسبة احتمال الإصابة به ضئيلة جداً.

5- قد يحدث التهاب في الكبد أو الإصابة باليرقان أو تسمُّم الدم نتيجة الإصابة بالحصيات المرارية. ^{[1] [2] [3]}

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحصيات المرارية؟

يمكن تشخيص الإصابة بالحصيات المرارية باستخدام الإجراءات التشخيصية التالية: ^{[2] [3] [4]}

1- تحليل الدم

للتحقُّق من وجود علامات التهاب، أو عدوى ما، أو انسداد، أو الإصابة باليرقان.

2- تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية

وهو الإجراء الأكثر استخداماً للكشف عن مؤشرات الإصابة بالحصيات المرارية، حيث يعطي صوراً توضّح الأجسام الموجودة في البطن.

3- التنظير الداخلي

يساعد في الكشف عن الحصيات الصغيرة التي لا يمكن أن يُظهرها التصوير السابق، حيث يعطي صورةً أكثر دقةً للأنسجة المحيطة.

4- التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي أو التصوير بالمنظار الراجع

 حيث يتمُّ باستخدام هذه الإجراءات تصوير المرارة، والبنكرياس، والقنوات الصفراوية، وتحرّي وجود الحصيات ضمنها.

كيف يتمّ علاج الإصابة بالحصيات المرارية؟

لا يحتاج المرضى المصابون بالحصيات المرارية التي لا تسبّب أعراضاً إلى علاج، ويحدّد الطبيب الحاجة إلى العلاج حسب شدة الأعراض عند ظهورها، وشدة المضاعفات، ونتائج الفحوصات التشخيصية، وتشمل الخيارات العلاجية للحصيات المرارية: ^{[2] [4]}

1- أدوية تفتيت الحصيات المرارية

تؤخذ فموياً، وتحتاج فترةً زمنيةً طويلةً تتراوح من عدة أشهر لعدة سنوات حتى تتمكن من تفتيتها، ومن المحتمل معاودة تشكُّلها مرةً أخرى عند التوقف عن تناول العلاج، كما أنه في بعض الأحيان تكون هذه الأدوية غير مفيدة، وغير شائعة الاستخدام، ويقتصر استخدامها على الأشخاص الذين لا يمكن إخضاعهم للجراحة، من هذه الأدوية أورسيديول (Ursodiol)، وتشينوديول (Chemodiol).

2- جراحة استئصال المرارة بالمنظار

يُنصح بها عند تكرار الإصابة بحصيات المرارة، وما أن تتمّ إزالة المرارة تتدفّق الصفراء مباشرةً من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة بدلاً من تخزينها في المرارة، حيث إن إزالة المرارة لا يؤثر على القدرة في هضم الطعام، ولكن قد تسبّب الإسهال بشكلٍ مؤقت.