Skip links
امرأة سمراء ورجل يستخدمان نوافذ شفافة تظهر أمامهما

ثورة التطور التكنولوجي

الرئيسية » المقالات » تكنولوجيا » ثورة التطور التكنولوجي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الفهم الحديث للتكنولوجيا

لفهم وتوضيح جوهر التكنولوجيا من المناسب تتبُّع تاريخ تكوينها، والمراحل الرئيسية لتطورها، لأن التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، ولا يمكن الاستغناء عنها، ولا حتى تخيل الحياة بدونها، كالهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوتر المتعددة، فقد تطورت التكنولوجيا بسرعة، وبفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ نسبياً. [1]

ما هو أصل التكنولوجيا؟

 قدم O. Spengler مفهوماً آخر لظهور التكنولوجيا، فالتقنية في رأيه تأتي من النشاط المشترك لجماهير كبيرة من الناس، وهي وسيلةٌ لتنظيم هذا النشاط، لذلك لا ينبغي النظر إلى التكنولوجيا كمجموعةٍ من الأدوات، بل كتقنيةٍ للتعامل معها عملياً.

وقدم L. Mumford مفهوماً مثيراً للاهتمام حول أصل التكنولوجيا، فهو يعتقد أن تكنولوجيا الأسلحة والآلات هي منتجات للتكنولوجيا الحيوية، أي كل ما يحتاج إليه الإنسان للحياة، وتأتي التقنية من سمات الأداء البشري، وترتبط في أصلها ارتباطاً وثيقاً بأصل الإنسان.

لقد كانت موجهةً نحو الحياة في المقام الأول، وبعد ذلك أصبحت موجهةً نحو العمل ثم نشأت التقنية التي تهدف إلى الإنتاج والقوة في وقتٍ لاحق، وطرح  B. Porshnev مفهوماً أصلياً آخر للتكنولوجيا، حيث كان يعتقد أن التكنولوجيا تنشأ نتيجةً للخصائص غير الشخصية للتكيُّف مع العالم، لذلك اضطر الإنسان لاستخدام الحجارة والعصي بدلاً من الأسنان والمخالب، والتي تمّ اعتبارها نماذج أولية للأجهزة التقنية الحديثة.

إن السبب الرئيسي لظهور التكنولوجيا يكمن في رغبة الإنسان في التغلب على حدود طبيعته وتنظيمه، وزيادة تأثيره على قوى الطبيعة وجوهرها. بعبارةٍ أخرى، إن التناقض بين التنظيم المادي للإنسان، وضرورة تسخير الطبيعة لإنتاج السلع المادية اللازمة لوجوده وتطوره أصبح المصدر الرئيسي، والقوة الدافعة التي وجهت النشاط البشري لخلق التكنولوجيا البدائية القديمة. إن تطوير التكنولوجيا هو نتيجة أن البشر يكثفون تأثيرهم على الطبيعة، وينقلون باستمرار عدداً من وظائف العمل إلى الأجهزة التقنية. [1]

فترات التطور التكنولوجي

1- عصر التكنولوجيا اليدوية

في هذا العصر، كان العمل ذا طبيعةٍ يدوية، وكانت الأدوات الرئيسية يدوية، وهي الأدوات التي استمرت ووسعت قدرات الأعضاء البشرية الطبيعية، وعززتها جسدياً.

2- مرحلة الميكنة والآلات

في هذه المرحلة، القوة الرئيسية للإنتاج هي الآلات، ويصبح الإنسان هو المُلحق، حيث يتمُّ نقل العديد من وظائف العمل إلى الآلات، وخلال هذه الفترة، تشكلت الحضارة التكنولوجية والمجتمع الصناعي.

3- عصر الأتمتة

بدأ تقريباً في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث تقوم الآلات هنا كما كانت بإخراج الشخص من الإنتاج المباشر، وتحلُّ محلّ الشخص جزئياً أو كلياً فيما يتعلق بالمشاركة النشطة في الإنتاج، ويعمل العامل في هذه الحالة كمنظمٍ ومراقبٍ ومدير، وهنا الدور ليس للقدرات البدنية، بل لقوة الفكر والقدرات التقنية، والمعرفية، ومساهمتها الثقافية، والتقنية.

من الواضح أن العمل هنا آلي، وتجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا الحاسوب تُعتبر أيضاً نوعاً من الآلات، وربما لا يزال من الأصح اعتبارها نوعاً مستقلاً نسبياً من التكنولوجيا، وتفتتح المرحلة الرابعة في التقدم التقني، والتي تنطوي على ثورةٍ تقنيةٍ، وتكنولوجية ومعلوماتية كاملة.

ويعتقد L. Mumford أن بداية الألفية الثانية من عصرنا يمكن اعتبارها نقطة البداية للتكنولوجيا الحديثة، وليس القديمة، واستناداً إلى تجربة التاريخ الأوربي، فهو يحدد ثلاثة أقسام تكنولوجية للحقبة:

1- العصر التقني (1000-1750): ويعتمد على تقنية الماء والخشب.

2- العصر التقني القديم (النصف الثاني من القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن العشرين)، ويعتمد على مركب الفحم والحديد.

3- عصر التقنية الجديدة (مستمرة إلى الآن)، ويستخدم مركب الكهرباء والسبائك. [1]

الهدف يدفع التكنولوجيا إلى الأمام

جميع التقنيات تخدم أغراضاً معينة، فعلى سبيل المثال: تمّ إنشاء محركات البحث لتنظيم كمياتٍ هائلةٍ من البيانات عبر الأنترنت، وتعتمد كل ترقية على التقنيات الموجودة، مما يؤدي إلى التحسين المستمر، وفي ذات الوقت، إن هذه الوتيرة السريعة من التطور التكنولوجي خلقت صعوبةً أمام الكثيرين في مواكبة ذلك.

وكذلك الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي كان سلعةً جديدةً أصبحت تدريجياً في متناول الأسر والشركات، وتقدمت التكنولوجيا مع اكتساب الأنترنت شعبيةً كبيرة، مما أدى إلى القضاء على الحاجة إلى خطوط الهاتف، وتوفير اتصالاتٍ أسرع بشبكة الويب العالمية، الأمر الذي أتاح الفرصة للكثيرين بتجربة فوائد الأنترنت، والاستمتاع بها. [2]

المواقع والمدونات

تطورت مواقع الويب جنباً إلى جنب مع الأنترنت، وفي المراحل الأولى، كانت مواقع الويب بسيطةً من حيث الوظيفة والتصميم، وكان هذا عندما بدأ جنون التدوين يكتسب شعبيةً مع تقديم مدونات الويب. [2]

التطور وثورة الاتصالات

بعد بضعة سنوات، أصبحت عملية تبادل المعلومات مريحةً، فعوضاً عن الاعتماد على الأقراص المرنة أو الأقراص المضغوطة، بدأ الناس في تبادل المستندات عبر البريد الإلكتروني أو تخزين ملفاتٍ كبيرة على وحدات تخزين محركات الأقراص المحمولة. وقد أدى هذا التطور إلى جعل عملية نقل البيانات أكثر كفاءةٍ، وسهّل الطريقة التي نؤدي بها وظائفنا اليومية.

كما شهد الاتصال تطوراً ملحوظاً في غضون عقدٍ من الزمن، حيث أصبح الوصول إلى الأنترنت ميسوراً، فاليوم هناك شبكة اتصالٍ في كل مقهى، ومكتبة، وأي مكان، وباستطاعة الأفراد الاتصال بالأنترنت بسهولةٍ باستخدام هواتفهم الذكية، ونقاط الاتصال الشخصية من خلال اتصالات البيانات الخلوية.

فاليوم بنقرةٍ بسيطةٍ يمكن إجراء مكالمة فيديو مع شخصٍ ما على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، أو حضور دروسٍ من جامعاتٍ مرموقة، أو اجتماعات ومؤتمرات دون مغادرة المنزل، وخدمات أخرى كثيرة. لقد قامت الشركات بتطوير تطبيقات الويب، وتطبيقات المراسلة بجميع أشكالها، لتلبية الاحتياجات المشتركة للمستهلكين، وسيطرت منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، لأنها تتيح للأشخاص مشاركة أفكارهم، واهتماماتهم، وصورهم، ومقاطع الفيديو مع الأصدقاء والمتابعين.

مما جعل العالم مكاناً أصغر، كما يمكن إنشاء مجتمعات وشبكات عبر الأنترنت. لقد تمَّ فعلياً إزالة الحواجز الجغرافية التي كانت تعوق الاتصال في السابق، حيث تستطيع الشركات التعامل مع المستهلكين مباشرةً، ويستطيع الناس التحدث إلى بعضهم البعض وجهاً لوجه دون الحاجة إلى سفرٍ مكلف، وأصبح التواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم أسرع وأسهل. [2]

المراجع البحثية

1- Botello, N. (2022, September 22). The Evolution Of Technology Development. elearningindustry. Retrieved December 24, 2023

2- Lamey, D. (2023, October 13). The Evolution of Technology: Past, Present and Future. discovertec. Retrieved December 24, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.