Skip links
صبي صغير يقوم باللعب بين رجل وامرأة

توحيد أسلوب التربية بين الأم والأب

الرئيسية » المقالات » التعلم » التربية » توحيد أسلوب التربية بين الأم والأب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تربية الأطفال في كنف الأم والأب هي عمليةٌ مشتركةٌ لرعاية وتوجيه الأطفال إلى الطريق السليم، ويعدُّ هذا النمط من التربية مهمّاً لتوفير بيئةٍ صحيةٍ ومستقرةٍ لنموّ الطفل، كما تُعتبر الشراكة بين الأم والأب في تربية الأطفال أساسيةً لتوفير الحب والرعاية.

لماذا قد يختلف الأبوان في نمط تربية أطفالهم؟

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى اختلاف الأبوين في نمط تربية أطفالهم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

1- الاختلافات الشخصية

يحمل كل من الأب والأم خلفياتٍ شخصية مختلفة وتجارب حياة مختلفة، وقد يؤثر ذلك على نظرتهما للتربية، وأساليبهما في التعامل مع الأطفال، فقد يكون لكل منهما اعتقادات وقيم مختلفة تشكل طريقةً فريدةً للتعامل مع الأطفال.

2- الثقافة والتراث

تلعب العوامل الثقافية والتراثية دوراً كبيراً في تشكيل نمط التربية، ويمكن أن تؤثر هذه القيم والمعتقدات الثقافية المختلفة على طريقة تفسير الأبوين لاحتياجات وسلوكيات الأطفال، وطريقة التعامل معها.

3- الأدوار الاجتماعية

يمكن أن تلعب الأدوار الاجتماعية المفروضة على الأب والأم دوراً في تحديد نمط التربية، لذلك يكون لكل منهما توقعاتٌ مختلفة بناءً على ما يُعتبر ملائماً لدوره الاجتماعي، على سبيل المثال: قد يتوقع المجتمع أن يكون الأب أكثر صرامةً وتوجيهاً، بينما تكون الأم أكثر حناناً وعاطفة.

4- الأساليب التربوية السابقة

يؤثر الأسلوب التربوي الذي تربى عليه الأب أو الأم على نمط تربية أطفالهم، فهم غالباً يميلون إلى اعتماد نفس الأساليب التي تعلموها من والديهم أو من تجارب سابقة في حياتهم.

5- التحديات والضغوط

من المحتمل أن يواجه الأبوان تحدياتٍ وضغوطاً مختلفةً في حياتهم المهنية والشخصية، وقد يؤثر ذلك على قدرتهم على المشاركة بنفس القدر في تربية الأطفال، ويؤدي إلى اختلافاتٍ في النمط التربوي.

ما تأثير تبنّي الأبوين أساليب تربية مختلفة عن بعضها على الأطفال؟

1- الارتباك والالتباس

قد يشعر الطفل بالارتباك أو الالتباس إذا كان الأبوان يتبعان أساليب تربيةٍ مختلفة، فيجد صعوبةً في فهم القواعد، والتوجيهات المتضاربة، ويكون مشتتاً بين توجيهات الأب والأم.

2- الالتفات إلى المربي المُفضّل

يميل الأطفال عادةً للالتفات إلى المربي الذي يطبّق أسلوب التربية المفضل لديهم، فيشعرون بالارتياح والسعادة عندما يكون هناك توافقٌ بينهم وبين مربيهم المفضل، ويُقلّلون من مستوى التعاون والانخراط مع المربي الذي يمارس أساليب مختلفة لا يفضلونها.

3- الارتباك في بناء الشخصية

قد يؤثر التناقض في أساليب التربية على عملية بناء شخصية الطفل، فيجد صعوبةً في تحديد ما يعتقده وما يناسبه نتيجة الرسائل المتناقضة التي يتلقاها من الأبوين. [1]

ما تأثير تبني الأبوين أساليب تربية مختلفة عن بعضها على الأبوين أنفسهم؟

1- الصراع والتوتر

قد يؤدي اختلاف أساليب التربية بين الأبوين إلى حدوث صراعٍ وتوترٍ بينهما، فيشعر كلاً من الأب والأم بعدم الرضا عن أسلوب الآخر، وقد ينشأ صراعٌ حول أي نهجٍ هو الأفضل للطفل، وهذا الصراع يمكن أن يؤثر على العلاقة الزوجية، ويزيد من مستوى التوتر العام.

2- الشعور بالنقص والشك

قد يشعر الأبوان بالنقص أو الشك في قدراتهما التربوية عندما يكون هناك اختلافٌ في أساليب التربية، فيتولد شعورٌ لدى كل منهما بأنه غير كافٍ أو أن أسلوبه غير فعالٍ مقارنةً بالآخر، وهذا يمكن أن يؤثر على ثقتهما الذاتية كآباء.

3- الشعور بالضغط والإرهاق

قد يشعر الأبوان بالضغط والإرهاق عندما يحاولون التوفيق بين أساليب التربية المختلفة، وذلك لأنه من الصعب على الأبوين إيجاد توافقٍ وتوازنٍ بين الاختلافات، والمتطلبات المختلفة للطفل. [1]

هل يمكن توحيد أساليب التربية بين الأم والأب؟ وكيف ذلك؟

نعم، يمكن توحيد أساليب التربية بين الأم والأب، وها هي بعض الخطوات حول كيفية تحقيق ذلك: [1]

1- التواصل المفتوح

يُعتبر التواصل المفتوح والصادق بين الأم والأب أمراً ضرورياً أي يجب أن يتحاورا بشأن أنماط التربية التي يفضلانها، ويناقشا التوقعات والقيم المشتركة في تربية الأطفال، وذلك بمناقشة القيم المهمّة، مثل: الاحترام، والصداقة، والمسؤولية، ووضع أسسٍ مشتركةٍ للسلوك الإيجابي الذي يرغبان في تعليمه للأطفال، حيث يمكن أن تساعد هذه المناقشات في توحيد الرؤى والخطط التي يتطلعان إليها.

2- الاتفاق على القواعد والحدود

من المهمّ تحديد قواعد وحدود واضحة للأطفال، حيث ينبغي أن يتفق الأبوان على القواعد المتعلقة بالنوم، والطعام، والوقت المخصص لواجبات المنزل، والأنشطة الأخرى، وعندما يتمُّ الاتفاق على القواعد يصبح من الأسهل توحيدها وتطبيقها من قبل الأبوين.

3- العمل كفريق

يجب أن يتعاون الأبوان كفريقٍ واحدٍ في تربية أطفالهم عن طريق تقديم الدعم المتبادل، وتقاسم المسؤوليات، والاتفاق على الاختلافات بشكلٍ بناء، ويُعتبر العمل كفريقٍ، وتبادل الآراء والخبرات سبيلاً فعالاً لتوحيد أساليب التربية.

4- الاحترام المتبادل

يجب أن يحترم الأبوان وجهات نظر بعضهما البعض، وأساليب التربية المختلفة التي تربى عليها كل منهما، فمن الممكن حدوث خلافاتٍ أثناء محاولة توحيد أسلوب التربية بينهما، ولكن يجب أن يظل الاحترام، والاستماع الجيد الأساس للتواصل الفعّال، وحل هذه الخلافات.

ما هي النتائج المتوقّعة لتوحيد أسلوب تربية الأطفال بين الأم والأب؟

إن توحيد أسلوب تربية الأطفال بين الأم والأب يمكن أن يحقق العديد من الآثار الإيجابية التالية: [2]

1- الاستقرار والأمان النفسي

عندما يتمُّ توحيد أسلوب التربية بين الأم والأب يشعر الأطفال بالاستقرار والأمان النفسي، لأنهم يتلقون الحنان، والحب، والرعاية بنفس الطريقة والقدر من كلا الوالدين، وهذا يساعدهم على التطور، والنمو الصحي.

2- توازن السلوك والتوجيه

من خلال توحيد أساليب التربية، يتمُّ تحقيق توازنٍ في التوجيه الذي يتلقاه الطفل، مما يساعده على الاستفادة من الاتساق في القواعد، والتوجيهات، والنصائح، وفهم ما هو مقبول، وتعلم السلوكيات الصحيحة.

3- الاتصال العائلي القوي

إن توحيد أساليب التربية، يساعد على بناء اتصالٍ قوي بين الأم، والأب، والأطفال، فيشعرون بالثقة، والقرب، والانتماء إلى الأسرة، مما يساهم في بناء علاقاتٍ عائليةٍ صحية، وتعزيز التواصل والتفاعل الإيجابي.

4- الاستقلالية والمسؤولية

يساعد أسلوب التربية الموحد على تشجيع الأطفال ليتمكنوا من تطوير الاستقلالية والمسؤولية لديهم، فيتعلمون كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة، وتحمُّل المسؤولية، مما يؤدي إلى تنمية قدراتهم الشخصية والاجتماعية.

5- تعزيز التعلم والتطور

عندما يتعاون الأبوان في توحيد أساليب التربية، يتمُّ تعزيز التعلم والتطور لدى الأطفال، مما يدعم تطوير مهاراتهم العقلية، والعاطفية، والاجتماعية.

باختصار، يعدُّ توحيد أساليب التربية بين الأم والأب خطوةً مهمّةً للغاية، لمساهمتها في بناء علاقةٍ قويةٍ وصحيةٍ مع الأطفال، وتعزيز نموهم الشامل، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم الاجتماعية، والعاطفية، والعقلية، كما يساعدهم على التعامل مع التحديات بشكلٍ أفضل، وتعزيز الاستقلالية، والمسؤولية، وتوفير الاستقرار، والأمان النفسي للعائلة كلها.

المراجع البحثية

1- Siegel, D. J., & Hartzell, M. (2013). Parenting from the inside out: How a deeper self-understanding can help you raise children who thrive: 10th anniversary edition (Anniversary edition). Tarcherperigee. Retrieved December 28, 2023

2- Eanes, R. (2016). Positive parenting: An essential guide. Penguin. Retrieved December 28, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.