Skip links
أب يرفع يده على ابنته الصغيرة التي تجلس في زاوية الغرفة وبجانبها لعبة الدب وتقوم الفتاة الصغيرة بوضع يديها أمام وجها لحماية نفسها من والدها

تناذر الطفل المُضّطهد – أنواعه، ما هي أعراضه ومضاعفاته؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » تناذر الطفل المُضّطهد – أنواعه، ما هي أعراضه ومضاعفاته؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبَر إساءة معاملة الطفل خلال العقود السابقة مشكلةً اجتماعيةً بسيطةً تؤثر على عدد محدد من الأطفال، وذلك بسبب قلة التبليغ عن الحالات، وقلة الوعي حول التعنيف الأسري وآثاره الضارة على الفرد والمجتمع، ولكن في أواخر القرن العشرين مع تطور وسائل الإعلام، وتطور القوانين التي تساعد على حماية الطفل، وازدياد الوعي العام ارتفع عدد الحالات التي تمَّ الإبلاغ عنها.

ووصل عدد الحالات عام 2006 إلى حوالي 3,6 مليون حالة في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى أكثر من 1500 حالة وفاة معظمهم بعمر أقلّ من أربع سنوات. [1]

ما هو تناذر الطفل المُضّطهد؟

الغياب المقصود للرعاية النفسية والجسدية للطفل من قبل الوالدين أو الأشخاص الموكلين برعاية الطفل، وتتضمن أي أذيَّة يتعرض لها الطفل بعمر أقل من 18 سنة على نحو مُتعمَّد. وأكثر ما تكون في البيئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المُتدنّي.

وفي حال إدمان أحد الأبوين على الكحول، والمخدرات، أو وجود أمراض نفسية عند أحدهما، وكثيراً ما تتمّ إساءة معاملة الطفل الذي يعاني من تأخر عقلي، أو إعاقة جسدية، أو ضمور دماغي. [1] [2]

ما هي أنواع الأذيَّة التي قد يتعرض لها الطفل المُضّطهد؟

1- الإساءات الجسدية للطفل:

أي أذيَّة بدنية يتعرض لها الطفل بشكل مقصود، مثل: الضرب، والكسور، والكدمات.

2- الإساءة العاطفية للطفل:

انتهاك الطفل عاطفياً، والتقليل من شأنه، ومن احترامه لذاته، والإساءة إلى سلامته العاطفية، وأيضاً نبذه أو تجاهله ورفضه.

3- الاعتداء الجنسي على الطفل:

ويشمل ذلك الاعتداء المباشر الطفل، أو استغلال الطفل والإتجار به، أو الانتهاك دون ملامسة الطفل، وذلك عن طريق الإساءة اللفظية، أو إجبار الطفل على خلع الملابس.

4- الإهمال:

عدم توفير حاجات الطفل من طعام، ولباس، ومسكن، وتعليم، ورعاية طبية، وعدم منحه الحب، والاهتمام، والعطف. [2]

ما هي الأعراض والعلامات السريرية التي تظهر على الطفل المُضّطهد؟

1- علامات الاعتداء الجسدي على الطفل

1- كدماتٌ متعددةٌ على جسم الطفل دون سببٍ واضحٍ لحدوثها لا تتوافق مع القصة التي يرويها الطفل أو الأبوين.

2- وجود آثار حرقٍ على جسم الطفل، وغالباً ما يكون الحرق بالسجائر.

3- وجود آثار ضرب بالحزام، أو العصا، أو اليد على جسم الطفل.

4- الإصابات تكون في مراحل مختلفة من الشفاء.

5- يتجنب الطفل أي تلامسٍ جسدي، ويبدو دائماً في حالة ترقب وخوف من العودة إلى المنزل.

6- يتجنب التواصل مع الأصدقاء والعائلة، ويميل دائماً إلى الوحدة والانسحاب. [3]

2- علامات الإساءة العاطفية للطفل

1- يكون الطفل في حالة قلقٍ دائمٍ وخوف.

2- قد يعاني الطفل من الاكتئاب، وتدني تقدير الذات.

3-تراجع الأداء المدرسي، وضعف النمو العقلي الإدراكي.

4- لا يبدو الطفل مُقرباً من أحد الأبوين، ولا يهتمُّ بتكوين صداقات.

5- قد يحدث عند الطفل اضطرابات سلوكية مرضية كأن يكون مطيعاً جداً أو عدائياً جداً.

3- علامات الاعتداء الجنسي على الطفل

1- تجنب التواجد مع شخص معين، والخوف منه دون سببٍ واضح لهذا التصرف.

2- ملابس الطفل الداخلية قد تكون ممزقةً أو ملطخةً بالدماء.

3- كدماتٌ، أو نزيفٌ، أو ألمٌ في المنطقة التناسلية.

4- شعور الطفل بعدم الأمان وقلة الثقة بالنفس، وقد يحاول الهروب من المنزل.

4- علامات إهمال الطفل

1- نقص وزن الطفل، وتأخر في نموه وتطوره.

2- عدم توفير احتياجات الطفل من لباس، ويبدو الطفل دائماً غير نظيفٍ وغير مرتب.

3- غيابات الطفل المتكررة عن المدرسة.

4- وجود علامات سوء تغذية أو نقص فيتامينات على الطفل.

5- وجود مشاكل طبية عند الطفل غير مُعالَجة. [3]

ما هي المضاعفات التي قد يعاني منها الطفل المُضّطهد؟

1- مشاكل الصحة الجسدية

مثل أمراض القلب والرئة المُزمِنة وداء السكري، الإعاقة الجسدية وصعوبة التعلم، قد يصبح الطفل لاحقاً مدمناً على الكحول والمخدرات، في بعض حالات سوء المعاملة الشديدة قد تحدث وفاة الطفل كما في حال الأذيَّة المؤدية إلى نزفٍ دماغي.

2- المشاكل السلوكية

قد يُطور الطفل اضطرابات سلوكية، مثل: إيذاء النفس، ومحاولة الانتحار، أو محاولة إيذاء الآخرين، أو الانسحاب من المجتمع، ومشاكل في الدراسة والعمل.

3- اضطرابات عاطفية

قد يحدث عند الطفل قلة ثقة بالنفس مع نظرة دونية لذاته، واضطراب في علاقته مع أبويه ونظرته تجاههما، وقد يصبح غير قادرٍ على التكيف مع الضغوطات، ولديه صعوبةٌ في تكوين العلاقات والحفاظ عليها.

4- اضطرابات الصحة النفسية والعقلية

قد يحدث عند الطفل اضطراباتٌ سلوكية مرضية، أو قد يحدث قلق واكتئاب، أو اضطراب التعلق، أو اضطراب الشهية، أو اضطرابات الشخصية.  [2] [4]

كيف يتمُّ تشخيص تناذر الطفل المُضّطهد؟

1- يتمُّ الاشتباه بوجود سوء معاملة للطفل من قبل طبيب الأطفال، أو طبيب الطوارئ، أو المعلمين في المدرسة، أو الأخصائيين الاجتماعيين.  [4]

2- عند فحص الطفل يتمُّ البحث عن آثار الأذيّة الخارجية على جسم الطفل (الكدمات، الحروق، والكسور)، وأيضاً يتمُّ فحص منطقة العجان بحثاً عن آثار اعتداء على الطفل.

3- كما يتمُّ تسجيل الحالة النفسية للطفل أثناء الفحص (الطفل خائف، أو يشعر بالقلق والخجل، أو خاضع بشدة للأهل، أو عدواني جداً معهم).

4- التصوير بالأشعة السينية، أو بالأمواج فوق الصوتية، أو يتمُّ إجراء طبقي محوري، أو رنين مغناطيسي بحثاً عن الإصابات الداخلية التي قد تكون موجودة.

كيف تتمُّ حماية وعلاج الطفل المُضّطهد؟

1- في البداية قد يكون من المفيد إدخال الطفل إلى المستشفى لإجراء الاستقصاءات المناسبة، وبدء علاج الإصابات الجسدية، كالكسور، والرضوض، وسوء التغذية وغيرها، وأيضاً من أجل فصل الطفل عن والديه، ومراقبته في جوٍّ محايد، وذلك لتقييمه بشكل مناسب.

2- ينبغي تعليم الوالدين كيفية التعامل مع الطفل دون استعمال العنف بالتعاون بين الكادر الطبي والتمريضي، ومُقدِّمي الرعاية الاجتماعية، والمُرشدين النفسيين.

3- تنمية مهارات الطفل والمراهق، وتعليمه حقوقه وواجباته، وكيفية الدفاع عن نفسه، والإبلاغ عن أي أذيَّة يتعرض لها.

4- منح الطفل الحب والاهتمام، والإنصات إليه، والعمل على تقوية الرابطة والثقة معه، والاستماع إلى مخاوفه، ومساعدته على التعبير عن مشاعره.

5- تطبيق القوانين التي تضمن أمان وحماية الطفل من أي أذيَّة، وتنفيذ العقوبة بالشخص المؤذي وإبعاده عن الطفل. [3] [4]

المراجع البحثية

1- The Free Dictionary. (n.d.). Abused child syndrome. The Free Dictionary. Retrieved April 13, 2023

2- Mayo Clinic. (2022, May 19). Child abuse. Mayo Clinic. Retrieved April 13, 2023

3- Moore, W. (2023, March 12). Child abuse & neglect: Possible behavioral signs & physical symptoms. WebMD. Retrieved April 13, 2023

4- Encyclopedia of Children’s Health. (n.d.). Battered child syndrome. Encyclopedia of Children’s Health. Retrieved April 13, 2023

5- World Health Organization. (2022, September 19). Child maltreatment. World Health Organization. Retrieved April 13, 2023

  1. الخجل عند الأطفال - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.