Published in: الطب

تقنيات تصوير الثدي – الماموغرام، الإيكوغراف والرنين المغناطيسي

Author د. سوزين بلال

Published on: 9 أغسطس، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تستخدم تقنيات التصوير المختلفة في السنوات الأخيرة للكشف عن آفات الثدي المختلفة، وخاصةً السرطانات في مراحلها المبكرة، ويعدُّ الماموغرام من أهمّ طرق التصوير المُتّبعة يليها التصوير بالإيكوغراف والتصوير باستخدام الرنين المغناطيسي.

ما هو الماموغرام؟

يعدُّ الماموغرام من أهمّ تقنيات تصوير الثدي المُتّبعة، وهو جهازٌ لتصوير الثدي خاصةً، فهو يستخدم جرعةً صغيرةً من الأشعة السينية تُوجّه نحو الثدي الذي يوضع على صفيحة ملساء، ويقوم أخصائي الأشعة بتقريب صفيحةٍ أخرى موجودةً في الأعلى، فتُسبّب ضغطاً خفيفاً عليه حتى يصبح الثدي مسطحاً لأخذ الصورة بدقةٍ عالية، ويبقى الضغط لمدة 15 ثانية تقريباً، وتُعاد العملية بوضعيةٍ مائلة بزاوية 45 درجة، وتستمر العملية حوالي 20 دقيقة، ويُدعى هذا النوع (Scanning Mamogram) بالماموغرام المَسحي.

هناك نوع آخر من الماموغرام يُدعى الماموغرام التشخيصي (Diagnostic Mamogram)، وهو النوع التفصيلي الذي يُجرى عند اكتشاف كتلةٍ في ثدي المريضة عند الفحص السريري أو أثناء إجراء الماموغرام المَسحي، ويتمُّ فيها أخذ صورٍ أكثر وبدقةٍ أكبر، وتكون الأشعة موجهةً نحو الكتلة بتطبيق ضغطٍ أكبر عليها بواسطة الصفيحة، ويتمُّ إرسالها مع تقرير مُفصَّل عن الحالة للطبيب المُختص.

متى يتمُّ إجراء الفحص باستخدام الماموغرام؟

يُجرى هذا الفحص بشكلٍ دوري، وذلك حسب توصيات تنشرها المنظمات العالمية. حيث أنه تنصح الجمعية الأميركية بإجراء مسحٍ دوريّ سنويّ عند النساء اللواتي أعمارهن فوق الأربعين عام، أما منظمة الصحة العالمية WHO (World Health Organization) تنصح بإجراء الفحص الدوري كل سنتين لدى النساء في الأعمار ما بين 50 إلى 74 عام، والفحص كل سنة عند النساء عاليات الخطورة.

يوجد نوعٌ حديثٌ من الماموغرام، وهو الماموغرام ثلاثي الأبعاد الذي يعمل على أخذ مقاطع متعددة من نسيج الثدي، ويتحرك الجهاز على شكل قوس، وقد يطلب من المريضة حبس النفس في مقاطع معينة. ^[1]

ما هي شروط إجراء الماموغرام للثدي؟

يعدُّ الماموغرام من الإجراءات السليمة التي لا تضرُّ بصحة المرأة، ولكن يجب مراعاة بعض الشروط ليتمَّ الفحص بشكلٍ دقيقٍ وجيد، وهذه الشروط هي:

1- عدم وضع أي نوعٍ من العطور، والكريمات، أو مزيلات التعرُّق، وبودرة الجسم في منطقة تحت الإبط والثدي لأنها يمكن أن تظهر على الصورة أو تشوشها.

2- إخبار طبيب الأشعة في حال وجود حملٍ أو رضاعةٍ طبيعية لأنها يمكن أن تؤثر على نموّ الطفل وغذائه.

3- يجب إخبار طبيب الأشعة في حال قيام أي عمليات جراحية تجميلية على الثدي، مثل: ملء الثدي بمادة السيليكون أو إجراء زراعة ثدي.

4- من الأفضل أن تلبس الأنثى المفحوصة لباساً مريحاً، وتتجنَّب لبس الفساتين لأنه يجب تعرية القسم العلوي من الجسم عند الفحص.

5- يجب أخذ الصور والتقارير السابقة عند إجراء الجلسة لمقارنة الصور، ويُفضّل زيارة نفس المركز سنوياً لسهولة مقارنة النتائج.

6- ينصح بالاستفسار عن كامل تفاصيل الإجراء، وإخبار طبيب الأشعة عند الشعور بأي ألمٍ أو عدم ارتياحٍ أثناء العملية أو بعدها.

7- يجب متابعة نتيجة الفحص التي تظهر عادةً بعد أسبوعين، ويمكن طلبها عن طريق الأنترنت قبل وصولها للطبيب المُختص. ^{[2] [3]}

ما هو تقرير الماموغرام لسرطان الثدي؟

بعد إجراء التصوير في المركز الصحي تظهر النتيجة على شكل تقرير مع الصور المأخوذة بوضعياتٍ معينة، ويتمُّ التعبير عن هذا التقرير بالأرقام من صفر إلى ستة، وكل منها له دلالة، ويُحدّد ذلك الخطوة اللاحقة، ويمكن أن تكون النتيجة: ^{[1] [4]}

صفر

يقصد به وجود آفةٍ غير واضحة، وتكون غالباً كتلةً حميدةً أو كيسة، وتتطلب إجراء ماموغرام آخر أو إيكوغراف.

واحد

يعني أن النتيجة سلبية، ولا توجد أي كتل سليمة أو خبيثة، ويكون الثديان متناظران، ولا يحتاج إجراء غير الفحص الطبي الروتيني.

اثنان

تكون النتيجة أيضاً سلبيةً، ويمكن مشاهدة كتلٍ سليمة أو تكلُّساتٍ ناعمة غير خطيرة، ولا تدلُّ على السرطان، وينصح بإجراء خزعة للتأكد.

ثلاثة

غالباً النتيجة سليمة مع احتمال وجود الكتل السرطانية لذلك ينصح بالمراقبة الدورية بفواصل زمنية قصيرة باستخدام الماموغراف أو تقنية تصوير أخرى.

أربعة

احتمال وجود كتل سرطانية لذلك ينصح بإجراء خزعة، وينقسم إلى A ،B ،C، وذلك حسب نسبة وجود الخَباثة.

خمسة

احتمالٌ كبيرٌ لوجود السرطان، ويجب إجراء الخزعة.

ستة

تكون الصورة لمريضة مصابة بسرطان ثدي في السابق، وتُجرى الصورة للتحقُّق من الاستجابة للعلاج.

ما هو إيكوغراف الثدي؟

يستخدم الإيكوغراف أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Ultra sound waves) بشكلٍ شائعٍ في الأمراض الداخلية، ويمكن استخدامه للاستقصاء عن سرطان الثدي أو أي آفةٍ أخرى، ويلجأ الطبيب لهذا الإجراء عند عدم توافر الماموغرام أو عدم إمكانية استعماله لدى مريضةٍ معينة، يعتمد مبدأ عمل الإيكوغراف على إصدار أمواجٍ فوق صوتية قادرةٍ على اختراق الجلد والنسيج تحت الجلد، واستقبال أمواجٍ مرتدة من الأعضاء الداخلية، وتحويلها إلى صورةٍ رقميةٍ على الشاشة الخاصة بالجهاز، ويتمُّ إصدار هذه الأمواج عن طريق قبضةٍ تُدعى البروب (Brope) يتمُّ التحكُّم بها بواسطة الطبيب الأخصائي. ^[5]

كيف يُجرى فحص الإيكوغراف للثدي؟

يعدُّ الفحص بالإيكوغرافي للكشف عن سرطان الثدي إجراءً سهلاً، ولا يتطلب الصيام أو القيام بالتحاليل الدموية قبل الفحص، وللتحضير لهذا الإجراء يُرجى اتباع الخطوات التالية: ^[6]

1- ارتداء لباسٍ مريح ليكون الطبيب قادراً على كشف منطقة الصدر بسهولة عند المريضة.

2- عدم وضع أي مساحيق تجميلية أو عطور على منطقة الإبط والثدي.

3- يُفضّل سؤال الطبيب عن تفاصيل الإجراء والنتائج لتجنُّب التفكير الزائد، وإزالة الشكوك لدى المريضة.

4- يبدأ الطبيب بوضع جلٍّ عقيمٍ ودافئٍ على منطقة الثدي وتحت الإبطين.

5- يقوم الطبيب بوضع القبضة أو (المحول) على المنطقة المراد فحصها، ويضغط ببطء لتصدر الأمواج فوق الصوتية، وتظهر الصورة على الشاشة.

6- يكرر الطبيب الفحص على الثدي المقابل، ويقارن النتائج مع بعضها.

7- يمكن استخدام تقنية الدوبلر مع المحول لقياس مدى تدفُّق الدم في أوعية الثدي، واتجاه عبور الدم وقياس سرعته، وذلك بإصدار الجهاز لصوت مميز، وعند توقف الصوت يعني ذلك وجود عائق يُسبّب انسداد الوعاء الدموي.

8- بعد الانتهاء من كافة المناطق، وهي الثديين والإبطين تقوم المريضة بمسح الجلّ وارتداء الملابس.

ما الفرق بين الماموغرام والإيكوغرافي؟

يعدُّ الماموغرام إجراءً خاصاً بسرطان الثدي أما الإيكوغرافي يستخدم للكشف عن التغييرات المرضية في عدة أعضاء، مثل: البطن، والحوض، ويستخدم عند الشابات للكشف عن سرطان الثدي لأن الثدي لديهن يكون كثيفاً وغنياً بالنسيج الشحمي أما الماموغرام يستخدم لدى المُسنّات للكشف عن سرطان الثدي لأن حجم الثدي يكون صغيراً وفقيراً بالنسيج الشحمي.

يعمل الماموغرام بتقنية الأشعة السينية لذلك يكون خطيراً لدى الحوامل والمرضعات أما الإيكوغرافي يعمل بتقنية الأمواج فوق الصوتية لذلك يكون استخدامه آمناً عند الحوامل والمرضعات. ^{[3] [5]}

ما هو الرنين المغناطيسي؟

الرنين المغناطيسي أو (Magnetic Resonance Imaging) باختصار MRI، هو أحد التقنيات المُتّبعة في تصوير الثدي، وهو أكثر الطرق حساسيةً ودقةً لتصوير كثيرٍ من الأعضاء للتحري عن السرطان وانتشاره في مناطق مختلفة من الجسم، ويستخدم كإجراء مُكمّلٍ ومؤكدٍ لنتيجة الماموغرام، ولا يجوز استبدال الماموغرام بالرنين المغناطيسي، وتكون هذه التقنية مفيدة عند المريضات المصابات بسرطان الثدي، ويرغبن بمراقبة تقدم السرطان أو تراجعه أو عند النساء عاليات الخطورة، مثل: وجود قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي، أو المبيض، أو وجود طفراتٍ بالجينات المسؤولة عن سرطان الثدي.

يتألف جهاز الرنين المغناطيسي من فتحةٍ كبيرةٍ موجودةٍ في الوسط وطاولة فحصٍ لاستلقاء المريضة، ويوجد فيها حفرتان صغيرتان لوضع الثديين، ويعتمد الجهاز على تشكيل حقلٍ مغناطيسي حول المريضة، وإصدار أمواجٍ راديوية باتجاه الجسم، وأخذ مقاطعٍ مُفصّلة من المنطقة المفحوصة لإظهار صور عديدة وبدقةٍ عالية، وذلك بحقن صبغةٍ خاصة عن طريق الوريد تُدعى الغادولينيوم لتمييز المناطق المختلفة من الجسم. ^[7]

ما هي شروط إجراء فحص الرنين المغناطيسي للثدي؟

يشترط قبل القيام بفحص الرنين المغناطيسي السؤال عن عدة أمور قد تؤثر على سير العملية، وهي:

1- الحمل

تتعرَّض المرأة إلى أمواجٍ راديوية قد تضرُّ بالجنين، وخاصةً في الأشهر الأولى من الحمل لذلك لا ينصح بإجراء الرنين المغناطيسي لديها.

2- الإرضاع

قد تؤثر الصّبغة المحقونة داخل الوريد في حليب الأم لذلك يُنصح بالابتعاد عن الإرضاع الطبيعي لمدة يومين بعد إجراء التصوير، وذلك لتجنُّب أذيّة الطفل.

3- المجوهرات

لا يجب ارتداء أي نوعٍ من المجوهرات، أو الإكسسوارات، أو الأشياء المعدنية، مثل: تقويم الأسنان أو ملاقط الشعر عند التعرُّض للرنين المغناطيسي لأنه قد يُسبّب التلف بفعل الأمواج عالية الطاقة.

4- ناظم الخطا القلبي

لا يجب خضوع المريضة للرنين المغناطيسي في حال تركيب ناظم الخطا القلبي (بطارية القلب) أو جهاز مزيل الرجفان القلبي.

5- الحساسية

يمكن أن تعاني المريضة من حساسية تجاه صبغة الغادولينيوم لذلك يجب إخبار الطبيب في حال وجود سوابق تحسسية.

6- أمراض الكلية

قد تؤثر الصّبغة على مرضى الكلى، وخاصةً حالات القصور الكلوي، ويُفضّل تجنُّب إجراء الرنين المغناطيسي لديهن.

7- الرهاب

يتمُّ تحذير المريضات اللواتي يعانين من رهاب الأماكن المغلقة والضيقة.

متى يتمُّ إجراء الرنين المغناطيسي للثدي؟

تتمُّ جدولة أوقات القيام بالتصوير بالرنين المغناطيسي وفق فترات الدورة الشهرية لدى المريضة، ويُفضّل وضع الموعد في بداية الدورة الشهرية، وعند النساء في سن اليأس يمكن التنبُّؤ بالدورات الشهرية السابقة، ووضع موعد التصوير في البداية أيضاً. يتمُّ نزع الإكسسوارات والمجوهرات ووضع الهواتف الذكية خارج غرفة الفحص لمنع التشويش والاختلاطات، وترتدي المريضة الرداء الخاص بإجراء التصوير، وتستلقي بعدها على طاولة الفحص على بطنها مع وضع الثديين في الحفرتين الخاصتين بهما لتلقّي الأشعة من الجهاز.

تظهر صور الثدي بعد مسحها بشكل شرائح على الشاشة في الخارج، ويقوم طبيب الأشعة بمراقبتها، والتركيز على الآفات والكتل التي يمكن أن تظهر، ويقوم بكتابة التقرير مع إرفاق الصور والقرص المُدمَج الخاص بالعملية، وإرسالها إلى طبيب الأورام المُختص.