Skip links
ذرة صفراء متفحمة على نبتة الذرة

تفحُّم الذرة

الرئيسية » المقالات » النباتات » تفحُّم الذرة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تشكل المحاصيل الزراعية للحبوب مصدراً اقتصادياً مهماً عند العديد من الدول، كالقمح، والذرة، والأرز، مما يجعلها تدخل في العديد من الصناعات الغذائية المهمة للإنسان والحيوان، مثل: الخبز، والحلويات، والمعجنات، وغيرها الكثير، لذلك لابدّ من الاهتمام بهذه المحاصيل، حيث تعدُّ الذرة ثالث أهمّ محصولٍ بعد القمح والأرز عالمياً.

وقد سمُّيت بالذرة لأن حبوبها صغيرة الحجم نسبةً للغة المكسيكية التي تعدُّ أرض المنشأ لهذه الثمرة، والتي انتقلت إلى العديد من دول العالم لما لها من فوائد عديدة في الصناعات بشكلٍ عام ليتمّ استخلاص أفضل أنواع النشاء منها، وكذلك زيت الذرة أكثر الزيوت صحية، كما يتمّ استخلاص منها: إيثيل الكحول.

لتساهم في صناعة الوقود الحيوي، وتستخدم في مجال الطاقة الغازية عند إنتاجها غاز البيوغاز، مما يوفر في استهلاك الطاقة الكهربائية والمحروقات، وكما تدخل بشكلٍ رئيسي في الصناعات الدوائية كمادةٍ حاملة، وتدخل أيضاً في صناعة الأصبغة والألياف الورقية، وكما تعدُّ مكوناً أساسياً في علائق الحيوانات كافة.

بالأخص الدواجن في جميع مراحلها (البادئ، النامي، الناهي)، كما تستعمل عند المجترات بشقّيها المنتجة للحوم أو الألبان، فهي سريعة الهضم، وذات معدل تحويل عالي، وجميعها عوامل أدت للاهتمام الحثيث بمحصول الذرة، والعمل للحصول على التحسين الوراثي للأنواع المزروعة في المناطق الجغرافية المختلفة لأهميتها الغذائية، وسعرها الجيد، ولابدّ من وجود معوقاتٍ تعوق نموّ نبات الذرة، والذي يعدُّ أخطرها عليها، وهو التفحُّم الذي لا علاج له، ويصيب جميع أنواع الذرة، ولا علاج له إلا عبر اتخاذ الإجراءات الوقائية.

ما هي أنواع الذرة؟

عرفت منذ 10000 عام، وتعدُّ نبتةً موسميةً تنمو في المواسم الحارة، وتتكون النبتة من ساقٍ واحدةٍ طويلة يوزع على محورها، والأوراق والأزهار التي تتحول لاحقاً إلى ثمارٍ تسمّى الأكواز التي تكون مكتنزةً بالحبوب، وتتعدد أنواعها، فمنها الذرة البيضاء، أو الصفراء، أو ما تعرف بالذرة الشامية، وتتبع لها ستة أنواع رئيسية في الذرة، وهي: [1]

1- الدنت (Dent)

يعدُّ هذا النوع الأكثر زراعةً في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشتهر بها لما لها من استخداماتٍ عديدة، وتعدُّ من أفضل الأنواع، وتحتوي على نسبة نشاءٍ بشكلٍ كبير، مما يجعلها فقيرةً بالعصارة، وتعدُّ ذات نكهةٍ حلوة، وتتوفر في عبواتٍ معدنيةٍ للمستهلكين.

 2- الصوانية (Flinth)

هي الذرة التي تمتاز بتلوُّن حبوبها بعدة ألوانٍ تتراوح بين الأحمر، والأصفر، والبنفسجي، كما تعرف بأنها من الذرة الهندية، أو ذات أصلٍ هندي، وهي أقسى من ذرة الدنت، وتعدُّ من الذرة ذات القيمة الغذائية العالية، لذلك يتمُّ استخدامها في صناعة دقيق الذرة، أو وجبات الذرة، أو جريش الذرة للتخزين.

3- البود (Pod)

وهي من الأنواع البرية التي نشأت في الطبيعة، والتي تعدُّ من المزروعات المحلية التي تتلاءم مع أغلب الظروف.

4- سويت (Sweet)

وهي من الأنواع ذات المذاق الحلو التي تمتلك كميةً عاليةً من السكريات، ويتمُّ استعمالها في المخبوزات التي يتمُّ قطافها قبل مرحلة النضوج، لأن السكر في داخلها لن يتحول إلى النشاء، وهي من الأنواع التي تعطي عصارةً بشكلٍ كبير، مما يسمح باستخلاص الدسم منها، ويتمُّ استخدامها في صناعة كريمة الذرة.

5- فلور (Flour)

وهي أنواعٌ تتمُّ زراعتها للحصول على النشاء، حيث تعدُّ حبوبها سهلة الطحن، ورقيقة القشرة.

6- بوب كورن (Popcorn)

ما يميز هذا النوع أنه يمتلك قشرةً قاسيةً تحافظ بشكلٍ رئيسي على مكوناتها النشوية داخلها، وتكون صغيرة الحجم، وتمتاز بقشرتها ذات الألياف الرقيقة والقاسية، مما يسمح لها بحبس النشاء داخلها، وعند تسخينها تنفجر الحبات وتتمدّد لتعطي قطعاً بيضاء.

ما هو تعريف مرض تفحُّم الذرة؟

هو مرضٌ فطريٌّ منتشرٌ في جميع أنحاء العالم يصيب الذرة في جزءٍ منها أو كامل المجموع الخضري من الأوراق، والثمار، وحتى الجذور، وينتقل عبر الهواء، أو التربة الملوثة، أو براز الحيوانات المصابة بالفطر، وعندما يصيب بذور الذرة يشكل عليها نموّاتٍ كبيرة ذات ملمسٍ ناعم ولونٍ غامق، كالأسود، أو البنفسجي، وعند إتلاف هذه النموات السوداء نجد في داخلها مسحوقاً أسود ناعماً متطايراً، وهو عبارةٌ عن فطور، ويعدُّ من الأمراض الاقتصادية التي تؤثر على المحصول. [2]

ما هي أسباب وأعراض مرض تفحُّم الذرة؟

لتفحُّم الذرة ثلاثة أشكال، ولكل شكلٍ مسبّبٌ خاص، وهي:

1- التفحُّم المغطى، ويُسبّبه فطر (Ustilago maydis)

تعدُّ من الأمراض الفطرية التي تصيب الذرة، وخاصةً الأصناف غير المقاومة للمرض، ويعدُّ من الأمراض الاقتصادية التي تهلك المحصول، وعند انتشارها يجب اتباع الإجراءات الصحية لإيقافه، ويصعب معالجتها، مما يؤدي إلى تضخُّم الحبة، وتلونها باللون الغامق، وعندما تكبر الحبة بشكلٍ كبيرٍ تنفجر، وتنتشر الفطور، وتبقى الفطور على قيد الحياة في التربة، أو قد تنتشر عن طريق روث الحيوانات، أو عن طريق الحشرات.

وما يساعدها في الانتشار درجة الحرارة المعتدلة، والأمطار، والتربة الخصبة التي تحتوي على نسبةٍ عالية من النتروجين حتى اللون الأسود أو قد تصيب الأوراق، والسيقان، والبراعم، وبشكلٍ أقل الجذور، والذي ينتقل أثناء الحصاد عند نضوج الثمار، مما يؤدي لتمزُّق الأجزاء المصابة، ويخرج منها الفطر، ويلوث التربة وباقي المحصول، وتستمر الإصابة حتى الموسم التالي ليصيب جميع أجزاء النبات. [3]

2- التفحُّم الطويل، وتسبّبه فطور (Tolyposporium ehrebergil)

ينتقل للنبات عن طريق الهواء، ويستقر على الأوراق، وعند هطول المطر أو عبر الري بالرش، وتنزل الفطور حتى منبت الأوراق، مما يوفر لها الشروط الملائمة للنمو والتكاثر، ونلاحظ تأثيره على الأزهار في طور تكوين الأكواز في بداية نموه، لتنمو أكواز ذات جسمٍ طويلٍ مملوءٍ بالنموات، وتحتوي بداخلها على فطور بدلاً من حبات الذرة، ويفضل عند ملاحظة وجود هذه الآفة على الأزهار المصابة، ويتمُّ التخلص منها بشكلٍ مباشرٍ للحدّ من العدوى. [4]

3- التفحُّم السائب، ويُسبّبه فطر (Sphacelotheca cruenta)

ينتشر هذا النوع من الفطور عند الحصاد نتيجة اختلاط الحبوب المصابة مع الحبوب السليمة، ويبقى كامناً، مما يُسبّب تلوث جميع المحصول الناتج، وعند زراعته ينمو هذا الفطر مع النبات حتى يصل على الزهرة، ويتلفها بالكامل، ويعدُّ من أخطر الفطور كونه يقضي على المحصول المزروع بالكامل من نبات وثمار. [5]

الوقاية من تفحُّم الذرة

لا بدّ من معرفة الشروط التي يفضلها الفطر المُسبّب للمرض والاحتراز منها، فهو يفضل حرارة الجو العالية أو المعتدلة، مما يجعل انتشاره كبيراً في الدول الحارة أو ذات المناخ المعتدل أكثر من غيرها، كما أن الرطوبة العالية، والتأخر عن موعد زراعة الذرة، وخصوبة التربة خصوصاً بالسماد النتروجيني جميعها عوامل تساعد على انتشار المرض، ولا يوجد علاج لهذا المرض، لذلك لابدّ من الوقاية منه من خلال زراعة أصنافٍ محسّنةٍ وراثية أثبتت مقاومتها لهذه الفطور خصوصاً في المناطق الموبوءة.

كما أن للتخلص من الأجزاء المصابة دورٌ كبيرٌ في الحدّ من انتشارها، وعدم اللجوء إلى تمزيق النموات المُتشكّلة على الأكواز المصابة، إنما يفضل جمع الأجزاء المصابة، وحرقها بالكامل، وعدم الاكتفاء بدفنها في التراب، لأن دورة حياة الفطر تستمرُّ في التربة، كما لا يجب إلقاء الأجزاء المصابة في الأنهار، أو البرك المائية، أو المصارف المائية.

مما يُعزّز انتشارها بشكلٍ أكبر، وعدم استعمال الأجزاء المصابة في تغذية الحيوانات، لأن الفطر يخرج مع براز الحيوان، ويستقر في التربة مُسبّباً إصاباتٍ فيما بعد، كما أن بعض المزارعين يعمدون إلى تسميد أراضيهم بالسماد العضوي (روث الحيوان) الذي قد يحوي برازه على الفطر، مما يهيئ للإصابة بها، وفي المناطق الموبوءة بالمرض يفضل رشُّ المبيدات الفطرية مع مياه السقاية للحدّ من انتشاره إن وجد. [3]

المراجع البحثية

1- Leadership Searches. (n.d.). ‘all corn is the same,’ and other foolishness about America’s king of crops. Osu.edu. Retrieved January 25, 2024

2- Rodriguez Salamanca, L. M. (n.d.). Corn smut. Iastate.edu. Retrieved January 26, 2024

3- Common corn smut. (n.d.). Wisconsin Horticulture. Retrieved January 26, 2024

4- TOLYPOSPORIUM EHRENBERGII. (N.d.). Cabidigitallibrary.org. Retrieved January 26, 2024

5- AgroAtlas – Diseases – Sphacelotheca cruenta  (Kuhn) Potter . Loose Smut of Sorghum. (n.d.). Retrieved January 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.