تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعتبر تعليم الآداب للأطفال جزءاً مهماً من تربيتهم وتنميتهم الشخصية، ومن أبرز الآداب التي يجب تعليمها للطفل هي آداب الطعام.
ما هي آداب الطعام وما أهمية تعلمها لدى الطفل؟
1- الجلوس بشكلٍ صحيح
على الطفل التعلم كيفية الجلوس على الكرسي بشكلٍ مستقيم، وأن يُبقي ظهره مستقيماً، وقدميه على الأرض، فالجلوس المريح والمستقر يسمح للطفل بالتركيز على الطعام.
2- استخدام الأدوات الصحيحة
عندما يصبح الطفل قادراً على استخدام الأدوات، عليه أن يتعلم كيفية استخدام الشوكة والملعقة بشكلٍ صحيح، وقد يحتاج الطفل إلى مساعدةٍ وتوجيهٍ في البداية، ولكنه مع الوقت سيتعلم.
3- الطرق الصحيحة للأكل
أي تعليم الطفل كيفية وضع الطعام في الفم ببطء، ودون عصبية، كما يجب أن يتعلم مضغ الطعام بشكلٍ جيد قبل ابتلاعه، وأن يترك وقتاً للراحة بين كل وجبة.
4- استخدام الكلمات اللائقة
ذلك يعني تعليم الطفل أن يستخدم الكلمات اللائقة والمهذبة أثناء تناول الطعام، مثل: “من فضلك” و”شكرا” و”عفوا”، حيث يجب أن يكون لبقاً ومهذباً مع الآخرين، وأن يُظهر احتراماً للأشخاص الذين يقدمون الطعام له.
5- السلوك على الطاولة
على الطفل أن يحافظ على سلوكٍ لائقٍ ومهذبٍ على الطاولة، وذلك بتجنُّب الصراخ، أو اللعب بالطعام، أو الركض حول الطاولة، ويجب أن يترك الطفل الهاتف المحمول، أو أي ألعاب أخرى جانباً أثناء وجوده على الطاولة.
6- تناول الطعام المتنوّع
يجب أن يتمّ تشجيع الطفل على تجربة مجموعةٍ متنوعةٍ من الأطعمة، وتناول وجباتٍ متوازنة وصحية، بالإضافة إلى تناول الخضروات والفواكه، وتعليمه أهمية الغذاء الصحي لنموه وتطوره.
7- القدوة الحسنة
على الآباء أن يكونوا قدوةً حسنةً للطفل في التصرفات والسلوكيات المرتبطة بالطعام، وذلك عن طريق الالتزام بالآداب الغذائية، والأساليب الصحية أثناء تناول الطعام.
8- الاستمتاع بالوجبة
على الطفل أن يتعلم كيفية الاستمتاع بالوجبة، وتقدير الطعام الذي يتناوله، ويمكن للأهل المشاركة مع طفلهم بمحادثاتٍ إيجابية حول الطعام، والتغذية، والاستمتاع بوقت الطعام على المائدة.
ما هي أهمية تعلم آداب الطعام لدى الطفل؟
1- تعزيز احترام الآخرين
إن آداب الطعام تعزز الاحترام والتقدير للآخرين، فعندما يتعلم الطفل كيفية تناول الطعام بشكلٍ مناسب، فإنه يتعلم أن يكون حساساً لاحتياجات ورغبات الآخرين أثناء تناول الطعام معهم، مما يعزّز التواصل الاجتماعي السلس والمريح.
2- الصحة والنظافة
إن تعليم الطفل آداب الطعام يساعده على التعرف على النظام الغذائي الصحي والسليم، فيتعلم كيفية استخدام الأدوات المناسبة لتناول الطعام، وكيفية الجلوس بشكلٍ صحيح على الطاولة، وكيفية استخدام المنديل، وغسل اليدين قبل وبعد الطعام، وهذا يعزّز النظافة الشخصية، ويقلّل من انتقال الأمراض.
3- التواصل الاجتماعي والعائلي
تعدُّ آداب الطعام جزءاً من الاحتفالات الاجتماعية، والتجمعات العائلية والاجتماعية، فعندما يكون الطفل على درايةٍ بالآداب المرتبطة بتناول الطعام يمكنه المشاركة بثقة في المناسبات الاجتماعية، والشعور بالراحة، والثقة أثناء ذلك.
4- الثقافة والتراث
تعتبر آداب الطعام مرتبطةً بالثقافة والتراث، فعند تعليم الطفل الآداب والعادات الغذائية لثقافته، فإنه يتعلم الاحترام لتراثه وتقاليده، وهذا يساعد في بناء هويته الثقافية، والانتماء لمجتمعه.
5- الشعور بالراحة
إن تعليم الطفل آداب الطعام يساعده على الاستمتاع بتجربة تناول الطعام بشكلٍ كاملٍ ومريح، أي عندما يكون لديه مفهومٌ عن الطرق الصحيحة لتناول الطعام، سيتمكن من الاستمتاع بالوجبات والأطعمة بشكلٍ أكبر دون أن يشعر بالإحراج أو الضيق.
في أي عمرٍ يمكن تعليم الطفل آداب الطعام؟
يمكن البدء بتعليم آداب الطعام للأطفال منذ سنٍّ مبكرة جداً، أي يمكن القول عندما يتمكنون من البدء بتناول الطعام، حيث يمكن خلال هذه الفترة تعليمهم بعض الأساسيات، كاستخدام الأدوات بالطريقة الصحيحة، مثل: الشوكة، والملعقة، والكوب الصغير، وتشجيعهم على تناول الطعام بشكلٍ منتظم، والجلوس على الكرسي أثناء الوجبات.
ومع ذلك يعتمد التعليم على مراحل نمو الطفل، وقدراته العقلية والجسدية، فيجب أن نتذكر أن كل طفلٍ فردٌ فريد، ويتطور بوتيرةٍ مختلفة، كما يجب أن نأخذ في الاعتبار قدرة تركيزهم، وتطورهم العام عند تعليمهم الآداب الغذائية.
كيف يمكن تعليم الأطفال آداب الطعام؟
1- المثال الحسن
على الآباء أن يكونوا قدوةً حسنة، فهذا أهمُّ عنصرٍ في تعليم الأطفال آداب الطعام، حيث يجب أن يشكلوا نموذجاً يُحتذى به في التصرفات أثناء تناول الطعام، والقيام بتطبيق الآداب بشكلٍ صحيح، مثل: المضغ ببطء، والجلوس بشكلٍ مستقيمٍ على الطاولة.
2- الشرح والتوضيح
أي القيام بشرح آداب الطعام للأطفال بشكلٍ واضحٍ ومبسط، واستخدام لغةٍ مناسبةٍ لعمرهم.
3- التدريب التطبيقي
وذلك بالقيام بتوفير فرصٍ للأطفال لممارسة آداب الطعام بجعل وجبات العائلة تحدث في وقتٍ مشتركٍ، لتعليمهم كيفية تناول الطعام بشكلٍ صحيح، وتقديم التوجيهات خطوةً بخطوة، وحثّهم على تقليد تصرفات الأم أو الأب، وقد يحتاج ذلك إلى مراجعةٍ وتذكيرٍ متكرر حتى يتعلموا النمط الصحيح.
4- القصص والألعاب
عن طريق استخدام القصص والألعاب للتعليم، وتعزيز آداب الطعام، مثل: قراءة قصص تتحدث عن آداب الطعام، والتفاعل مع الشخصيات والمواقف، والقيام بلعب ألعابٍ تعليمية تتضمن أدوات الطعام والسلوك الصحيح أثناء تناول الطعام.
5- الثناء والتشجيع
أي القيام بتشجيع الأطفال، ومدحهم عندما يتصرفون بطريقةٍ صحيحةٍ أثناء تناول الطعام، والثناء على استخدام الأدوات بشكلٍ صحيح، والتظاهر بالفخر بسلوكهم الجيد، وهذا يعزّز إيجابية الخبرة، ويحفّزهم على الاستمرار في السلوك الصحيح.
6- الارتباط بالثقافة والتراث
من الضروري الحديث للأطفال عن العادات والتقاليد الغذائية لثقافتهم، وشرح أهمية الموروث الثقافي، وكيفية تكريمه من خلال الاحتفاظ بآداب الطعام التقليدية.
7- التدريب على الأخطاء
عندما يرتكب الطفل خطأً أثناء تناول الطعام، وذلك بتوجيه الطفل بلطف، وشرح السلوك الصحيح له، فعند تعليم الطفل آداب الطعام أو عند ارتكابه خطأ ما أثناء تناوله لوجبته، فمن المهمّ أن تكون العملية ممتعةً ومحفزةً بالنسبة لهم، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت ليتعلموا الآداب الصحيحة، لذا يجب أن تظل التوجيهات الإيجابية والصبر حاضرين طوال العملية. [1]
في نهاية المطاف، آداب الطعام جزءٌ لا يتجزأ من نمو الأطفال وتنميتهم الشاملة، وعندما يتعلمون هذه الآداب، فإنهم يكتسبون مهاراتٍ حياتية قيمة تستمر معهم طوال حياتهم. لذلك، فلنبدأ اليوم في بناء أسسٍ صحيةٍ لتناول الطعام، ونقل تلك القيم والمعاني الجميلة إلى الأجيال القادمة.
المراجع البحثية
1- Senning, C. P., Bjorkman, S., & Post, P. (2009). Emily post’s table manners for kids. HarperCollins. Retrieved April 13, 2024
