Published in: الهندسة المدنية

تعشيش الخرسانة (البيتون)

Author م. لين رحمون

Published on: 6 ديسمبر، 2023

م. لين رحمون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تمرُّ الخرسانة (البيتون) أثناء مراحل الجبل والصب بمشاكل عديدة، وضغوط متفرقة، ولكن بعد مرحلة الصب وتصلُّب البيتون يمكن أن تتعرض الخرسانة لمشاكل وعيوب على الرغم من المتانة القوة التي اكتسبتها بعد مرحلة التصلُّب، والمعالجة التي تتعرض لها.

الخرسانة جسمٌ يتعرض للعديد من المضايقات والمشاكل بعد التصلُّب، مما يؤدي لأضرارٍ قد تؤثر على جودة البيتون، حيث تتنوع الأسباب لحدوث هذه المشاكل، فمنها ما هو ناتجٌ عن الأحمال الخارجية المُطبقة، ومنها ما هو ناتجٌ عن الضغوط الحرارية، وتآكل الحديد.

وأكثر العيوب الملحوظة على سطح البيتون الطازج لدينا عيوب التشطيب، والتعشيش، والتسوُّس، وكذلك الانتفاخات، ويُعتبر تعشيش البيتون من أكثر وأهم الأخطار التي يتعرض لها البيتون.

ما هو تعشيش البيتون؟

التعشيش أو الجيوب الصخرية، وفي بعض اللغات يُطلق عليها أقراص العسل، وذلك بسبب شكلها الذي يشبه شكل عش خلية النحل، وهو عبارةٌ عن فراغاتٍ وتجاويف موجودة على الكتلة الخرسانية منها ما يكون ظاهراً مرئياً يمكن ملاحظته على سطح البيتون، ومنها ما يكون داخل وضمن الكتلة البيتونية، وهي غير مرئية، ومن الصعب التكهُّن بوجودها إلا من خلال استخدام بعض التقنيات الحديثة، كالموجات فوق الصوتية.

يعود وجود هذه الفراغات والفجوات لعدم تمكُّن العجينة الإسمنتية من ملء مكانها ضمن وحول الحصويات الخشنة البحص، وكذلك عدم مقدرتها على الالتصاق مع فولاذ البيتون المسلح (حديد التسليح). وعادةً التعشيش لا يقتصر على نوعٍ معينٍ من الكتل البيتونية، وإنما يوجد ضمن الأعمدة، والجوائز، والبلاطات، وكذلك جدران القص، والأساسات بمختلف أنواعها، ولكن تعدُّ أكثر انتشاراً في المقاطع البيتونية التي يزخم بها حديد التسليح ويكثُّف. ^[1]

ما أسباب حدوث التعشيش في البيتون؟

1- استخدام كمياتٍ من الحصويات الخشنة كبيرة الحجم غير المناسبة بشكلٍ زائد.

2- عملية صب الخرسانة من ارتفاعٍ عالٍ وسقوطها يؤدي لحدوث التعشيش، ومن أمثله هذه الحالة: سقوط البيتون على ارتفاعٍ عالٍ في صب الأعمدة.

3- سوء تنفيذ ووضع حديد التسليح ضمن القوالب، وهذا يظهر نتيجة سوء تنفيذٍ للقضبان أو بسبب وضع قضبان التسليح بجانب بعضها، وبشكل مكثف، وهذا ما يمنع تدفُّق البيتون بسلاسة.

4- قابلية التشغيل للخرسانة غير مناسبة، وتكون منخفضةً جداً، وبالتالي تكون الخلطة جامدةً جداً.

5- عيب في القوالب الخشبية، وذلك من خلال وجود فجواتٍ وفتحاتٍ عند مفاصل القوالب ناتجةٌ عن عدم الإغلاق الجيد، مما يؤدي للنزيف، وخروج البيتون.

6- عدم دمك البيتون بشكلٍ جيد بعد الانتهاء من عملية الصب، وذلك يحدث من خلال رجّ وهزّ البيتون بواسطة الرجاجات، كمثال: الأعمدة في كثير من الأحيان لا يصل الرجاج لأسفل العمود، وعندها تظهر مشكلة التعشيش.

7- الاستخدام غير الصحيح للماء، ففي حال استخدام كميةٍ زائدةٍ أو قليلة من الماء يؤدي ذلك لظهور التعشيش. ^[2]

ما هو الأثر السلبي للتعشيش في الخرسانة؟

1- إن وجود التعشيش بدايةً يؤدي إلى التقليل من قدره تحمُّل المنشأة للحمولات القادمة.

2- يستطيع الماء أن يجد طريقه المناسب للدخول إلى الخرسانة، وسهولة الوصول لقضبان التسليح، مما يُسبّب صدأ الحديد وتآكله، فيؤدي لفقدان التماسك ما بين البيتون والقضبان.

3- يؤثر على الهياكل الخرسانية من الناحية الجمالية.

4- يعمل التعشيش على التقليل من عمر المنشأة الخرسانية المسلحة، حيث تفشل المنشآت خلال 20 أو 30 سنة أي ما يقارب أقل من نصف عمرها الاستثماري. ^[3]

ما هي أنواع التعشيش في الخرسانة المسلحة؟

هناك أنواعٌ عديدة من التعشيش في الخرسانة المسلحة، وتتجسد من خلال مظاهر متعددة، وهي: ^{[4] [5]}

1- التعشيش صغير الحجم (من الدرجة الأولى)

في هذا النوع من التعشيش عادةً ما تكون الفراغات في الهياكل البيتونية صغيرةً، وعمقها أقل من 25 ميلي متر، ويمكن أن نطلق عليه اسم التسوُّس (التبحيص)، وهو لا يؤدي إلى مساس الكتلة البيتونية من ناحية القوة الإجمالية، وقدرة تحمُّل المبنى، ولذلك يمكن تركه كما هو.

2- التعشيش متوسط الحجم (من الدرجة الثانية)

هذا النوع من التعشيش تكون فيه الفراغات ذات عمقٍ أكبر من 25 ملم، ولكن لا يظهر حديد التسليح أي سطح الكتلة البيتونية فيها فراغاتٌ متوسطة الحجم، ولكن حديد التسليح لا يظهر منها، ولكن يمكن للرطوبة أن تصل للقضبان، وبالتالي القوة الإجمالية للعنصر يمكن أن تتضرر جزئياً.

3- التعشيش كبير الحجم (من الدرجة الثالثة)

يُعتبر من أخطر أنواع التعشيش، وأكثرها ضرراً بسلامة الهيكل الإنشائي، حيث تكون الفراغات أعمق من 25 ميلي متر، وتصل إلى 100 ميلي متر، حيث تنكشف قضبان التسليح، وتصبح عرضةً للعوامل الجوية الخارجية، ويصل الماء بسهولةٍ إلى الحديد، ويتعرض للصدأ والتآكل، وهنا يتعرض الهيكل البيتوني لخطرٍ كبير، وتتأثر قوته الإجمالية في حالاتٍ عديدة، ومنها الزلازل.

ما هي طرق إصلاح التعشيش في الخرسانة؟

طرق الإصلاح تعتمد على نوع التعشيش، ولكن في جميع الحالات نعتمد (طريقة الحشو)، ففي حالة التسوُّس (التبحيص) يتمُّ استخدام المونة الإسمنتية، ولكن عيار الأسمنت يكون أعلى من العيار المستخدم ضمن الخلطة البيتونية أو من خلال استخدام جصّ البناء، حيث يتمُّ حشو الفراغات بهذه الطريقة، وتوجد أيضاً مادةٌ متعارفٌ عليها بشكلٍ كبير تُدعى (الجراوت).

ما هي الإجراءات التي تُعتمد في حالة التعشيش الخطرة؟

1- يتمُّ تنظيف منطقة التعشيش بشكلٍ جيدٍ من الغبار والحصويات الخشنة، ومن ثم رشُّها بالماء لضمان نظافة المكان.

2- يتمُّ خلط الجبس مع الأسمنت الأبيض أو استخدام المونة الإسمنتية، والتي تحمل نفس اللون للخلطة البيتونية أو مادة الجراوت.

3- ومن ثم يتمُّ وضع غراءٍ للتثبيت، كمادة الأيبوكسي، وصنع جيب، ووضع الخليط وصبه داخل هذا الجيب، ومن ثم استخدام لوحٍ من الخشب للضغط، وبعد حوالي 16 ساعة يتمُّ التخلص من اللوح، ومعالجة الخرسانة بشكلٍ مناسب. ^{[1] [5]}

كيف يمكن تجنُّب تشكل التعشيش في الخرسانة؟

1- يجب أن تتمّ مراعاة صب الخرسانة من ارتفاع مسموحٍ به، وخصوصاً في حاله الأعمدة والجدران، لأنه يتمُّ الصب من الأعلى أي على ارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً.

2- من أهمّ العوامل استخدام هزازٍ جيد، وذلك تحت إشراف مهندس.

3- عدم المبالغة في وضع حديد التسليح، ومراعاة توفير التغطية المناسبة والمطلوبة بين القوالب وقضبان التسليح.

4- يجب استخدام قوالب خشبية متينة، ومقاومة للماء.

5- يجب اختبار قابلية تشغيل الخرسانة قبل البدء بالصب. ^[5]