تعاطي المُستنشقات – ما هو تأثيرها على العقل والجسم؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي المُستنشقات؟
المُستنشقات هي موادّ كيميائية موجودةٌ في بعض المستحضرات المنزلية، كالهيدروكربونات المتطايرة، ومخففات الطلاء، والتبييض أو الغراء، بالإضافة لمنتجات التنظيف المختلفة، والمصانع التي تنتج أبخرةً سامةً غير صحية، ولها تأثيراتٌ سلبية على العقل في حال تمّ استنشاقها نظراً لأن الدماغ يمتصها بسرعة.
بالتالي تكون فاعلية هذه المستنشقات سريعةً، وتؤدي إلى نتائج خطيرة، كدخول الفرد في غيبوبةٍ بسبب تعرض الجسم لحالات تسمُّمٍ ونقص الأكسجة، مما يؤدي للموت، كما يمكن أن يؤدي تكرار استخدام هذه المستنشقات إلى حدوث ما يسمّى باضطراب استخدام المُستنشقات. [1]
ما هي أنواع المُستنشقات؟
يمكن للفرد أن يحصل على هذه المواد إما عن طريق شرائها أو قد تكون متوافرةً في المنزل كما ذكرنا سابقاً، وتوجد أربعة أنواع أساسية للمُستنشقات، وهي: [2]
1- المواد المذابة
هي عبارة عن سوائل تتحول إلى غازاتٍ تبعاً لدرجة حرارة المكان، وتشمل المذيبات ما يلي: مزيل طلاء الأظافر، والبنزين، والغراء اللاصق.
2- بخاخات الأيروسول
على سبيل المثال: رذاذ الطلاء، وبخاخ مزيل التعرق، بالإضافة لبخاخات الزيوت النباتية.
3- الغازات
كالغازات المنبعثة من أسطوانة الغاز، وغاز الضحك الذي يحتوي على الكثير من الكوكائين والمخدرات.
4- النتريت
هو بمثابة عقارٍ لألم الصدر، ويعرف باسم بوبرس، ويتمُّ بيعه في زجاجاتٍ صغيرة على أنه معطر هواء أو روائح سائلة، والذي يتمُّ استخدامه لتحسين الوظيفة الجنسية، وليس لتغيير مزاج شخصٍ ما.
ما هي الأعمار التي يمكن أن تتعاطى المُستنشقات؟
الحدُّ الأقصى لسن استخدام المستنشقات هو من 14 إلى 15 عام، ومع ذلك قد يبدأ التعاطي عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 6 سنوات، ويعدُّ هذا الاضطراب أكثر شيوعاً لدى الذكور مقارنةً بالإناث، حيث إن معدلات التعاطي تكون أعلى لدى الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداءاتٍ جنسية أو جسدية.
بالإضافة لحالاتٍ من التنمُّر أو سلوكياتٍ شاذة ومواقف معادية للمجتمع، كالصراعات الأسرية، والعنف، وترتفع المعدلات أيضاً لدى أولئك أصحاب الدخل المنخفض، والذين يعيشون في المناطق الريفية التي تتزايد فيها معدلات البطالة والعقد النفسية. [3]
ما هي أعراض اضطراب تعاطي المُستنشقات؟
1- استخدام هذه المستنشقات يؤدي إلى إدمانها، بالتالي تزيد فترات استخدامها لمدةٍ أطول مما خطط له الفرد.
2- يواجه الفرد صعوبةً في التخلي عن المستنشقات أو التقليل من تعاطيها.
3- استمرار الرغبة في التعاطي يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسمية بسبب التعوّد عليها.
4- تراجع في حياة الفرد العملية، وفي قدراته الإنتاجية، مما يؤدي لإهماله لنفسه، ومحيطه الاجتماعي.
5- استمراره في التعاطي على الرغم من معاناته من مشكلاتٍ اجتماعية، ومهنية، ومادية، فيصبح الإقلاع عنه شبه مستحيل.
6- كلام غير واضح وأفكار غير منتظمة.
7- عدم إعطاء الفرد أولويةً واهتماماً لصحته، والاستمرار باستخدام المواد المستنشقة على الرغم من مخاطرها.
8- انخفاض في الوزن والشهية، وتراجع كبير في الأداء المدرسي.
9- تقرحات وتهيُّج حول الشفتين.
10- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وسيلان في الأنف، وتعب، وخمول دائم.
11- حالات من الغضب والعصبية التي تتضمن السلوك العدواني، والألفاظ النابية. [4]
كيف يتمُّ استخدام المُستنشقات؟
عندما يتمُّ التعاطي، فإن الفرد يستنشق هذه المواد من خلال الأنف أو الفم بطرقٍ مختلفة، وقد تتمُّ عملية الاستنشاق بشكلٍ مباشر، أو من خلال شمّ الأبخرة المنبعثة من القمامة، أو برش الهباء المتطاير في الجو على الأنف، أو في الفم، أو من خلال وضع قطعةٍ من القماش مبللة بالمواد الكيميائية، كما يستنشق بعض الأفراد هذه المواد من بالون أو كيس بلاستيكي، وهذه الطريقة تعرف باسم الترهل، ويستمر تأثير هذه المستنشقات بضع دقائق فقط، ويطيل المتعاطون زمن التعاطي لكي يأخذ المفعول المطلوب. [5]
ما هي أسباب استخدام المُستنشقات؟
السبب الرئيسي لهذا الاضطراب غير معروفٍ بدقة، لكن توجد أسبابٌ كثيرة، منها ما هو وراثي، كالتاريخ العائلي الشخصي، بالإضافة للتاريخ العائلي حول الإصابة بمرضٍ عقلي، ومنها ما هو بيئي، حيث يكتسب هذا السلوك من الأشخاص المحيطين بالفرد، بالإضافة للتعرض المزمن للمستنشقات من قبل الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة. [5]
ما هي الطرق الأكثر انتشاراً حول التعاطي؟
توجد عدة طرق يمكن للشخص عن طريقها تعاطي المستنشقات: [5]
1- طريقة الشخير
يحدث عندما يتنفس الفرد غازات المنتج بشكلٍ مباشرٍ بمجرد فتح العبوة.
2- طريقة النقع
وتحدث عندما يتمُّ نقع قطعة من القماش في زجاجة المنتج ثم يتمُّ وضعها على الأنف والاستنشاق.
3- طريقة التعبئة
وهي عندما يتمُّ تعبئة المادة في كيسٍ بلاستيكي ثم وضعه على الأنف والفم، ويبدأ بعدها الاستنشاق.
ما هي مضاعفات تعاطي المُستنشقات؟
مع الوقت والاستخدام المتكرر تؤدي المستنشقات إلى: [6]
1- تلف في الخلايا العصبية التي تشكل نظام الاتصال ما بين الدماغ وخلايا الجسم، والذي يبقيها تعمل بشكلٍ صحيح.
2- تلف في خلايا الدماغ، حيث تقل كمية الأوكسجين التي تصل للدماغ.
3- هذيان ومشاكل في الذاكرة والتعلم، وتغيرات في الشخصية.
4- مشاكل في النطق، والتحدث، والرؤية.
5- صعوبات في الحركة، والتي تشمل مشاكل في التنقل، والمشي، والرعشة، وتقلص في العضلات.
6- ضعف في جهاز المناعة.
7- مشاكل في الكبد، والرئة، والكلية.
العلامات السلوكية المضاعفة
1- استنشاق أكمام القميص بشكلٍ دائم.
2- وجود بقعٍ من الطلاء على اليدين، أو الوجه، أو الملابس.
3- رائحة فم غريبة وكريهة جداً.
4- روائح مواد كيميائية تفوح من الملابس.
5- إن الاستخدام الطويل للمواد المستنشقة تلحق الضرر في الأجهزة الحيوية، كالدماغ، والرئتين، والقلب، لذلك يفضل العثور على علاج فعّال في وقتٍ مبكرٍ كي لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك.
ما هو علاج الاضطراب؟
لا يوجد اختلاف كبير بين علاج تعاطي المُستنشقات والسلوك الإدماني، فالاضطرابان علاجهما محصورٌ بالسياق النفسي، والطبي، والدوائي أيضاً، ونذكر منهم: [7]
1- العلاج المعرفي السلوكي
حيث يدير هذا العلاج الأخصائي النفسي، وتكون مهمته السيطرة على عقل المصاب، ويدخل إلى أفكاره بتمارين معينة، كالتنويم المغناطيسي، ويجعله في مرحلة اللاوعي قادراً على إخراج كل الأشياء المكبوتة داخله، ويفيد هذا النوع في التخفيف من عصبية المريض، ومعرفة كيفية ضبط رغباته في التعاطي إلى أن يتمُّ سحبه بالتدريج من الجسم.
2- التحفيز والتدخل
يتبع هذا السلوك مع المراهقين في أوائل بلوغهم لتشجيعهم على ترك التعاطي، والالتزام بالتغيير من خلال تعريفهم بمخاطر الاستنشاق على جسدهم وعقولهم، وشرح فوائد الابتعاد عنها.
3- العلاج الأسري
هذه النوعية من العلاج مخصصةٌ لفئةٍ من المراهقين الذين لديهم رغبة في تناول وتجربة المستنشقات، لذلك يجب على العائلة توعية أبنائهم، والوقوف إلى جانبهم في حال علموا بتعاطيهم، واللجوء إلى اتباع أساليب تعزيز الثقة، والمودة، والأمان معهم، الأمر الذي يجعل الأبناء محاطين بالأحاسيس الصادقة من قبل الأهل، وفي حال لم يتوافر ذلك في الأسرة سيشعر المراهق بالخوف، وبالتالي سينجرّ إلى مزيدٍ من الأخطاء.
4- انضمام المراهق إلى مجموعات وبرامج الدعم
يمكن لأي فرد لديه الرغبة في التوقف عن التعاطي، ولم ينجح معه العلاج الدوائي ولا الذاتي أن يدخل في سلسلةٍ من البرامج العلاجية الداخلية والخارجية التي تعمل على توفير بيئةٍ آمنةٍ معزولة تماماً عن جميع المغريات، ومشجعةٍ للأشخاص المتعاطين لكي يناقشوا مخاوفهم، وصعوباتهم، وما مروا به سابقاً، وهي أيضاً مفيدةٌ في بناء سلوكياتٍ صحيحة، وإجراء التعديلات اللازمة على السلوك.
المراجع البحثية
1- Sensenig, J. (2024, January 3). Inhalant Use Disorder – Definition, symptoms, and Causes. MentalHealth.com. Retrieved March 26, 2024
2- Department of Health & Human Services. (n.d.-c). Inhalants. Better Health Channel. Retrieved March 26, 2024
3- Professional, C. C. M. (n.d.-y). Inhalant abuse. Cleveland Clinic. Retrieved March 26, 2024
4- Admin, & Admin. (2024, March 1). Inhalant use disorder. First Light Psych. Retrieved March 26, 2024
5- MSc, E. H. B., MA PhD. (2023a, June 14). Inhalant use disorder in the DSM-5. Verywell Mind. Retrieved March 26, 2024
6- Admin. (2022, November 16). Inhalant Use Disorder – Ananda Mental Wellness. Ananda Mental Wellness. Retrieved March 26, 2024
7- Digital, A. (2023a, August 10). What are Inhalant Illegal Uses? Signs & Treatment Options. The Recovery Village Drug and Alcohol Rehab. Retrieved March 26, 2024