Published in: النباتات

تطعيم الأشجار المثمرة

Author د. أحمد الطبال

Published on: 4 ديسمبر، 2023

د. أحمد الطبال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يلجأ العديد من المزارعين إلى تطعيم أشجارهم بسبب الفرق الذي تجنيه هذه العملية للحصول على كميةٍ كبيرةٍ من الثمار خلال فترةٍ أقصر من الأشجار المزروعة بشكلٍ طبيعي (بذار)، ويستفاد منها أيضاً في مكافحة الأمراض، حيث توجد أشجارٌ مقاومةٌ للأمراض الفطرية أو الحشرات أكثر من غيرها والفوائد عديدة، وتشمل هذه الطريقة مجموعةً واسعةً من الأشجار والنباتات، حيث فرضت التغيرات المناخية، ومتطلبات السوق للغلات الزراعية بشكلٍ أكبر، لذلك تعدُّ طريقةً حيويةً، واقتصاديةً، وصحية.

ما هو تعريف تطعيم الأشجار المثمرة؟

هو عبارةٌ عن جمع جزئيين أساسين للحصول على شجرةٍ ضمن المواصفات المرغوبة، والجزئيين هما الأصل والقلم (الطعم)، حيث يقوم الأصل، وهو الشجرة الأساسية التي تمتلك الجذر بتغذية القلم، لينمو هذا القلم معطياً فرعاً يحمل جميع صفاته الإنتاجية بغض النظر عن مواصفات الأصل، حيث تقتصر مهمة الأصل على نقل الغذاء للطعم فقط حتى تصبح شجرةً مثمرةً ضمن المواصفات المطلوبة. ^[1]

مصطلحات عملية التطعيم

1- الطعم: وهو جزءٌ من أغصان الأشجار ذات الصفات الجيدة أو المرغوبة.

2- الأصل: وهو الجزء الذي يتألف من: الساق، والجذر، وجزء من الفروع الرئيسية بشكلٍ أساسي ينتج عن طريق زراعة البذار أو الترقيد.

3- اللحاء المولد (الكامبيوم): وهو عبارة عن خلايا إنشائية تحيط بالنبات، حيث يعمل على نقل الغذاء، وهو الذي يشكل الأخشاب ليعمل على زيادة قطر الساق، كما يساعد في نمو البراعم، والأغصان، والجذور. ^[2]

ما هي مواصفات أقلام التطعيم؟

يتمُّ أخذ أقلام التطعيم في فصل الخريف عندما تتساقط أوراق الأشجار، أما إذا كانت الشجرة دائمة الخضرة، كالزيتون مثلاً، فيتمُّ أخذ القلم في أي وقت. ويفضل أن تؤخذ من الأشجار التي تتراوح أعمارها بين السنة والسنتين، ونستبعد أول الفرع وآخره ليتمّ قصه. كما يُفضّل أن يحتوي على براعم خضرية، وليست ثمرية، ولا يفضل أخذ أقلام من الفرع الأرضية التي تتصل مع الجذر، لأنها لا تحمل صفات الشجرة المُطعّمة، كما يجب ألا يحوي القلم على أمراضٍ، أو آفاتٍ فطرية، أو حشرية.

ما هي طريقة حفظ التطعيم؟

يتمُّ جمع الأقلام المنتخبة لتضمَّ مجموعة أقلام من 3 إلى 5 ثم تُغلّف بورقٍ عازلٍ للرطوبة، وتُرشُّ بمبيداتٍ فطرية ثم توضع ضمن كيسٍ بلاستيكي يغلق بإحكام، وتلصق عليه ورقة يُكتب عليها نوع الشجرة، ولا يُفضّل حفظها في مجمّدة إطلاقاً إنما على درجة حرارة 0-2 درجة مئوية، ويتمُّ الكشف عن الأقلام طيلة فترة التخزين، واستبعاد الأقلام المصابة بالعفن إن وجدت. ^[3]

ما هي شروط نجاح عملية التطعيم؟

لابدَّ من وجود عدة عوامل وشروطٍ لإتمام هذه العملية الزراعية المهمة، لذلك يجب مراعاتها، وهي: ^[1]

1- يجب أن يكون الجزئيين الأساسيين (الأصل والقلم) خاليَيْن من جميع المُسبّبات المرضية، كالحشرات، أو الأعفان.

2- يجب أن يكون القلم والأصل من نفس النوع، مثل: تطعيم شجرة الورد لشجرة وردٍ أخرى، أي شجرة ليمون تكون هي الأصل (جذر، ساق)، والطعم من شجرة ليمونٍ أخرى تحمل صفاتٍ أخرى أفضل من حيث كمية الإنتاج، وبذلك فانه لا يمكننا تطعيم التفاح لليمون، لأنهما لا ينتميان لفصيلةٍ واحدة.

3- عند دمج القلم مع الأصل يجب تغليفهما من جميع الجهات بالبلاستيك، وربطهما بشكلٍ محكم لإتمام عملية التطعيم بنجاح.

4- يجب مراقبة سرعة نموهما في فصل الربيع، إذ يجب أن تكون سرعة النمو بينهما متساويةً كي لا يجفّ القلم.

5- أن تكون عملية قصّ الأصل مستقيمةً خاليةً من تعاريج حتى لا تتشكل فراغات تسمح للهواء بالبقاء ضمنها، مما يُسبّب عدم نجاح العملية.

ما هي أنواع التطعيم؟

1- التطعيم بالقلم

يتمُّ الحصول على غصنٍ مناسبٍ يشبه قلم الكتابة الرصاص من إحدى أغصان الشجرة ذات الصفات المرغوبة في فصل سبات النبات (فصل الشتاء)، حيث تتوقف عمليات النمو والانقسام، ويتمُّ حفظ هذا القلم في مكانٍ بارد وجاف حتى بداية الربيع، ليتمَّ غرسه بين لحاء ضمن الأصل لتتمَّ عملية التطعيم بنجاح.

2- التطعيم بالعين

هنا يتمُّ التطعيم بالبرعم أي في فصل الربيع، حيث يتمُّ أخذ برعمٍ، وتثبيته بنفس طريقة القلم لينمو بشكلٍ جيد.

3- التطعيم بالرقعة

يتمُّ أخذ البرعم مع جزء من الكامبيوم (لحاء الشجر المحيط بالبرعم)، ويتمُّ تفريغ منطقةٍ من لحاء الأصل لتنزل الرقعة أي البرعم مع جزءٍ من اللحاء في مكانها المناسب في الأصل.

4- التطعيم التاجي

وهي طريقةٌ يتمُّ استخدامها عند الأشجار الضخمة لتغير نوعها ليحمل الأصل عبر أحد فروعه النوع المطعم، ويتمُّ ذلك بترك مسافة 10 – 15 سنتيمتر من فرع الأصل ضمن الشجرة ليتمَّ التطعيم به.

ما هي فوائد التطعيم؟

للتطعيم فوائد عديدة أهمها إكثار الأشجار المقاومة للأمراض، وبذلك يتمُّ التخلص من التكاليف الاقتصادية، والنواتج الكيميائية لمعالجتها، مما ينتج منتجاتٍ زراعية صحية، وخاليةٍ من المُسبّبات المرضية، كما يتمُّ استنساخ الأشجار الجيدة بسهولة، وإكثارها أو الاحتفاظ بها لخصائص معينة، وعند تطعيم الأشجار، فإنها تكون أكثر ملائمةً للمناخ الذي تزرع ضمنه من الأشجار جيدة الصفات لكن بدون تطعيم. ^[5]

ما هي الأدوات اللازمة للقيام بعملية التطعيم؟

1- سكين التقليم

هي ضرورية، حيث تتعدد أشكالها وأنواعها، لكن أهمّ صفةٍ يجب أن يحملها هي حدة النصل، ويجب أن يحتوي أيضاً في مؤخرته على سكينٍ رفيع يستخدم في فكّ اللحاء عن الأصل.

2- مقص التقليم

يساعد المزارع في تقليم الأشجار بشكلٍ أسرع، واختيار القلم المناسب.

3- المنشار

يجب أن يكون قوياً ليقصّ الأشجار بشكلٍ مستوٍ مانعاً لحدوث تعرجات، مما يُسبّب فشل التطعيم.

4- الشمع

يستخدم لضمان حفظ كل من القلم والأصل عند دمجهما من الهواء.

5- الأربطة

هي عبارة عن خيوط الرافيات، وتستخدم لتثبيت القلم على الأصل، حيث يجب أن تكون عريضةً بما يكفي، كما يوجد نوع آخر من الأربطة مصنوعة من بولي الإيثلين بعرض 2 سنتيمتر، وبسماكة 50-65 ميكرون، وهي مصنّعةٌ خصيصاً لغرض التطعيم لما لها من فوائد لا توجد في خيوط الرافيات، فهي تسمح للأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى منطقة التطعيم، كما تمنع وجود الهواء بشكلٍ مطلق، وتحافظ على نسبة رطوبةٍ مناسبةٍ تلائم عملية التطعيم، مما تساهم بشكلٍ أفضل في نجاح التطعيم. ^[4]