تسنين الطفل – العلامات، أهمّ النصائح لتخفيف ألم طفلك
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
عندما يبزغ أول سنٍّ في فم الطفل يبدأ عالمٌ جديدٌ من الاكتشافات والتحديات، فهي ليست مجرد نقطةٍ بيضاء تظهر في فمه الصغير، بل هي بداية رحلةٍ تعكس نموه الجسدي والعقلي، وفي هذا المقال سنخوض سوياً في رحلة تسنين الأطفال، حيث سنلتمس لحظات الصبر والرعاية التي تحتاجها العائلة خلال هذه المرحلة الحساسة، وسنكتشف سوياً كيف ينعكس تسنين الطفل على صحته، وعلى حياة الأسرة بأسرها.
متى يبدأ التسنين لدى الطفل؟
يبدأ التسنين لدى الأطفال عموماً في سن الستة إلى ثمانية أشهر، لكن يمكن أن يختلف هذا من طفلٍ لآخر، ففي بعض الحالات يمكن أن يبدأ التسنين في فترةٍ متأخرة أو مبكرة أي قبل الستة أشهر أو بعد عمر السنة، وهذه العملية تدريجية، وتستمر على مراحل حتى بزوغ جميع الأسنان اللبنية الباقية.
ما هي علامات التسنين عند الطفل؟
1- حكة واحمرار في اللثة
قد تصبح اللثة حمراء، وتبدأ في الانتفاخ، وتبدأ الحكة قبل ظهور السن.
2- زيادة اللعاب
يمكن أن يلاحظ الأهل زيادةً في إفراز اللعاب، مما قد يؤدي إلى تورم الوجه حول فتحة الفم.
3- حك الأذن
قد يلاحظ الأهل أيضاً أن الطفل يحكّ أذنيه بسبب تهيُّج اللثة.
4- اضطراباتٍ في النوم والتهيُّج
يمكن أن يكون التسنين مؤلماً، بالتالي يسبّب عدم الراحة، ويؤدي إلى تغيراتٍ في نمط النوم، وزيادة التهيج والبكاء عند الطفل.
5- تغييرات في السلوك
قد يصبح الطفل أكثر عصبيةً أو يظهر سلوكاً غير عادي بسبب الشعور بالتوتر والألم.
6- إمكانية الإسهال أو الإمساك
بعض الأطفال قد يعانون من تغيراتٍ في حركة الأمعاء أثناء فترة التسنين، والسبب وراء الإمساك يعود إلى التغيرات في نمو الجسم والهضم.
أما بالنسبة للإسهال، فيمكن أن يكون التسنين مرتبطاً بزيادة إفراز اللعاب، وبالتالي زيادةً في بلعه، مما قد يؤدي إلى تحفيز الجهاز الهضمي، وزيادةً في الحركة المعوية، وبالتالي الإسهال.
7- الحاجة لمضغ الأشياء
خلال هذه المرحلة يصبح الطفل مهتماً بمضغ الأشياء أو وضعها في فمه لتخفيف الضغط على اللثة.
ما هي علامات التسنين الخاطئة الشائعة؟
بعض الأعراض أثناء مرحلة التسنين يمكن أن تكون مضللة، وتبدو كعلاماتٍ خاطئةٍ للتسنين الحقيقي، ومنها:
1- الحمى
يعتقد البعض أن الحمى هي علامة على التسنين، ولكن الحقيقة هي أن الحمى غالباً ما تكون ناجمةً عن عدوى أو مرض آخر لا علاقة له بالتسنين.
2- السعال واحتقان الأنف
يظن البعض أن السعال واحتقان الأنف هما علامتان على التسنين، ولكن غالباً ما تكون هذه الأعراض ناتجة عن أمراض تنفسية أخرى.
3- فقدان الشهية
يعتقد البعض أن فقدان الشهية يمكن أن يكون نتيجةً للتسنين، ولكن يمكن أن يكون هذا الأمر مرتبطًا بعوامل أخرى، وأحياناً يمكن أن يكون له علاقة بالتسنين وفي حال ألم وتورم اللثة عند الطفل، مما يجعل عملية الأكل مزعجةً بالنسبة له.
من المهمّ أن يكون الأهل على درايةٍ بالعلامات الحقيقية والخاطئة للتسنين، وفي حال الشك يجب استشارة الطبيب لتقييم الوضع، وتقديم النصائح المناسبة له.
كم تستمر مدة التسنين؟
إن هذه المدة تختلف من طفلٍ لآخر، وعموماً فإن عملية التسنين تمتدُّ على مراحل زمنية متفرقة ومتتالية، وهنا سنذكر الفترات التقريبية لمدة التسنين وبزوغ الأسنان:
1- الأسنان الأمامية السفلية (القواطع السفلية): تظهر عادةً حوالي عمر 6-10 أشهر.
2- الأسنان الأمامية العلوية (القواطع العلوية): تظهر بعد الأسنان السفلية بفترةٍ قصيرة عادةً في عمر 8-12 أشهر.
3- الأضراس الجانبية العلوية والسفلية: تظهر عادةً بين عمر 9-16 شهراً.
4- الأضراس الزاحفة العلوية والسفلية: تظهر عادةً بين عمر 13-19 شهراً.
5- القواطع الجانبية العلوية والسفلية: تظهر عادةً بين عمر 16-23 شهراً.
6- الأضراس الخلفية: تظهر عادةً بين عمر 13-19 شهراً.
كيف يمكن تخفيف الألم الناتج عن التسنين؟
هناك عدة طرق يمكن اتباعها لتخفيف الألم الناتج عن التسنين لدى الأطفال، وهنا بعض الاقتراحات التي قد تساعد في تخفيف الألم والتهيج:
1- التدليك اللطيف
يمكن للأم تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش ناعمة، هذا يمكن أن يساعد على تخفيف الحكة والتورم.
2- إعطاء الطفل شيء بارد للعض عليه
يمكن استخدام أشياء باردة، مثل: حلقات الثلج المغلفة بقطعة قماش ناعمة أو لعبة مبردة خاصةٍ بالتسنين، فالبرودة تخفف الألم والانزعاج.
3- الأدوية المسكنة
في بعض الحالات يمكن استخدام أدوية مسكنة مُعتمدة من قبل الطبيب لتخفيف الألم، وبالطبع يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء.
4- الحفاظ على نظافة منطقة الفم
يجب التأكد من أن منطقة الفم واللثة نظيفة جيداً، وذلك لتجنب التهاب اللثة، فهي تكون حساسةً للغاية خلال هذه المرحلة، بالإضافة إلى استخدام قطعة قماش نظيفة لمسح فم الطفل بانتظام، وغسل ألعابه التي يمكن أن توضع في فمه باستمرار.
5- التقليل من التهيج
تجنب الأطعمة الحامضة والمالحة التي يمكن أن تزيد من التهيج، بالإضافة إلى تجنب تقديم الطعام الصلب للطفل، والذي يمكن أن يسبّب ضغطاً على اللثة.
ما هي انعكاسات مرحلة التسنين على الأهل؟
تعدُّ مرحلة التسنين فترةً مهمةً في حياة الطفل والأهل، وقد يكون لها تأثيرات نفسية وعاطفية على الأسرة بأكملها، ومن أبرز الانعكاسات التي قد تحدث على الآباء والأمهات خلال مرحلة التسنين:
1- القلق والضغط النفسي
يشعر الآباء والأمهات بالقلق والضغط النفسي نتيجة مشاهدة طفلهم يعاني من الألم والانزعاج أثناء التسنين.
2- اضطرابات النوم
قد يتأثر نوم الآباء والأمهات بسبب اضطرابات نوم الطفل خلال فترة التسنين، مما يزيد من مستويات التعب والإرهاق.
3- الشعور بالعجز
قد يشعر الأهل بالعجز عن مساعدة طفلهم في التخفيف من الألم والانزعاج خلال هذه المرحلة، مما يزيد من إحباطهم.
ما هي انعكاسات مرحلة التسنين على الطفل؟
قد يحتاج الطفل خلال مرحلة التسنين إلى المزيد من الراحة والاهتمام من الأهل لمساعدته على تجاوز هذه المرحلة، فهو يشعر بالألم والاستياء، ويحتاج إلى التفهم والاحتواء، لذلك من المهمّ جداً تجنب العصبية والتجاهل مع الطفل، لأن ذلك سيزيد من إحباطه واستيائه، ويجب إشباع الطفل بالاهتمام والدعم العاطفي، والبحث عن الوسائل التي تخفف عنه خلال هذه المرحلة.
في نهاية المطاف يمكننا القول إن تقديم الرعاية والدعم للطفل خلال هذه الفترة الحساسة يعكس قوة الروابط العائلية، وبالرغم من التحديات التي تحملها مرحلة التسنين، إلا أنها تمثل فرصةً لتعزيز الارتباط بين الآباء والأمهات وأطفالهم، وتعليمهم قيم الصبر والتفاني، لذلك لنكن بجانب أطفالنا لنعبر هذه المرحلة بحبٍ وسلام. [1]
المراجع البحثية
1- Pantley, E. (2016). The No-Cry Sleep Solution for newborns: Amazing sleep from day one – for baby and you (1st ed.). McGraw-Hill Education. Retrieved August 15, 2024