تربية النحل وتغذيته – ما هي الأدوات اللازمة لتربية وتغذية النحل؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تعدُّ تربية النحل واحدةً من أهمّ مجالات تربية الحيوانات، والتي لا تقلُّ أهميةً عن تربية دودة القز، وإنتاج الحرير لما لها من فوائد عديدة أهمّها إنتاج العسل، وهو غنيٌّ عن التعريف من حيث الفوائد الغذائية، والطبية، وكذلك للنحل فوائد حيوية حيث يعدُّ مسؤولاً عن تلقيح 80 بالمئة من النباتات، وبذلك له فائدةٌ كبرى على القطاع الزراعي والغطاء النباتي لذلك تُشجّع الدول على تربية النحل والاهتمام بالنحّالين.
من هم أفراد مملكة النحل ومهماتهم؟
لابدَّ من توافر ثلاثة أفرادٍ في كل مملكة نحل لإنتاج العسل المنزلي، أو التجاري، أو الطبيعي، وهم: [1]
1- الملكة
هي نحلةٌ أنثى بالغةٌ كبيرة الحجم يُقدَّر عمرها الإنتاجي ثلاث سنوات، ومهمّتها الأساسية وضع البيوض المُلقّحة حيث لا تستطيع باقي الإناث في الخلية القيام بوضع البيض بسبب مادةٍ تُفرزها الملكة للشغّالات تمنعهم من التطور الجنسي، وللملكة غذاءٌ خاصٌّ في الخلية يُسمّى بالغذاء الملكي.
2- الذكور
يقتصر عملهم على تلقيح الملكة فقط في فصل الصيف حيث تجمع الملكة السائل المنوي في القابلة المنوية لديها، وفي فصل الخريف يموت الذكور، وذلك بسبب قلة الرحيق، والموارد الغذائية مما يؤدي إلى طردهم خارج الخلية، ولا يشاركون في إنتاج العسل إطلاقاً.
3- الشغّالات
هن إناثٌ تتراوح أعمارهنّ من شهرٍ ونصف حتى ستة شهور حسب الفصل، وتوفر الغذاء، ويقع على عاتقهن الجزء الأكبر من العمل، وإنتاج العسل حيث تُوزَّع عليهنّ المهام حسب العمر، ففي بداية الأيام الثلاثة الأولى من حياتهنّ يوكل إليهنّ تنظيف الخلية، وبعد عدّة أيامٍ تأخذن مهمة تغذية اليرقات، والذكور، وبناء أقراص الشمع ثم حراسة الخلية من الأعداء الطبيعيين للنحل والعسل من حشرات وغيرها، واستقبال الرحيق من الشغّالات الأخرى.
وأخيراً عندما يبلغن من العمر 21 يخرجن لجمع الرحيق، وتحويله إلى العسل بواسطة معدةٍ خاصة تُسمّى معدة العسل تُفرز عليه مجموعة أنزيماتٍ لتحويل الرحيق إلى عسل، وتستغرق هذه العملية 30 دقيقة حيث يخرج العسل الطازج سائلاً ضمن العيون الشمعية، ولكن لا تقوم الشغالات بختمها حتى يجفّ، وقد تقوم الشغالات بتجفيف العسل قبل الختم بواسطة تحريك الأجنحة، وبذلك تزداد كثافته.
ما هي الأدوات اللازمة لتربية النحل وإنتاج العسل؟
لابدَّ من توفر مجموعة أدواتٍ أساسيةٍ تساعد على تربية النحل بدءاً من سربٍ صغيرٍ نهايةً بمجموعاتٍ ومناحل كثيرة: [2]
1- الخلية والإطارات
هي عبارةٌ عن صندوقٍ خشبي توضع بداخله إطاراتٌ خشبيةٌ مستطيلة ليقوم النحل ببناء هيكل الشمع عليها أولاً ثم ملئها بالعسل، وتحتاج في البداية إلى ست إطاراتٍ خشبيةٍ ضمن كل خلية نحل.
2- أداة الخلية
هي أداةٌ تسمح للمبتدئ بفتح غطاء الخلية أثناء الكشف عليها حيث يعمل النحل على سدّ جميع الثقوب ضمن الخلية بمادة البروبلس، وهي مادةٌ أشبه بالعلكة لها ميزةٌ صمغية، وأيضاً تحمي الأداة الخلية يد المربي حيث يبقى مفصل الرسغ بعيداً عن الخلية، ولا يحتاج أن يفتحها بيده مما يثير غضب النحل.
3- بدلة النحل
هي لباسٌ يرتديه المربي المبتدئ حيث نرى أشخاصاً مُتمرّسين يتعاملون مع أعدادٍ هائلةٍ من النحل دون بدلة، فهم لا يثيرون غضبه، وتتكون البدلة من غطاء للرأس والوجه شبك يسمح بالتهوية، ويغطي الرقبة كما تُلبس معه قفازاتٌ طويلةٌ، وحذاءٌ مناسبٌ منعاً للسعات النحل.
4- صندوق السفر
عبارةٌ عن صندوقٍ خشبيّ يؤمّن التهوية لخلايا النحل من خلال وجود شبك، ويستخدم عند بيع طرود النحل أو أثناء نقل النحل من مكان لآخر.
5- قفص الملكة
هو عبارةٌ عن علبةٍ صغيرةٍ مستطيلةٍ من الشبك توضع بها الملكة، ولها حجرتين واحدة للشغّالات، والأخرى يوضع فيها غذاءٌ للملكة، ويتمُّ استخدامها أثناء إعطاء الخلية ملكةً من غير نوع، فلا يستطيع النحل الوصول إليها حتى ينهي جميع الغذاء، وهذه الفترة جيدةٌ ليتأقلم النحل مع الملكة الجديدة، ويستقبلها بذاته.
6- صارف النحل
هي قطعةٌ معدنيةٌ لها نوابض تسمح بخروج النحل منها باتجاهٍ واحدٍ خارج الخلية، ويتمُّ استعمالها أثناء قطف العسل.
7- مكشطة الخلية
هي أداةٌ صغيرةٌ سهلة الاستخدام تستخدم لتنظيف الجوانب والأشرطة العلوية من خلايا النحل.
8- ملقط الملكة
هو ملقطٌ بلاستيكيٌّ نهايته دائرية يمسك الملكة بلطف دون إلحاق الضرر بها.
9- حاجز الملكة
هو عبارةٌ عن شبكٍ دقيقٍ يوضع لإجبار الملكة على وضع البيض ضمن حيّزٍ معينٍ من الخلية بسبب كبر حجمها أما الشغّالات فيمكنها النفاذ منه، وبذلك تبقى باقي الخلية من أقراص متوفرةً لتخزين العسل.
10- المدخن
هو جهازٌ أسطوانيٌّ، وله فتحةٌ يخرج منها الدخان يتمُّ إشعال النار بداخله مع نشارة الخشب، وهو ضروريٌّ أثناء البدء في فحص الخلايا حيث يساعد الدخان على إبعاد النحل عن الخلية بطريقةٍ آمنة.
11- مُغذّيات النحل
هي أطباقٌ يتمُّ وضع الماء والسكر الضروريان لتغذية النحل داخلها في فصل الشتاء أو في الأوقات التي يقلُّ فيها تواجد الرحيق في المنطقة، ويُغطّى الوعاء بشبك منعاً من غرق النحل أثناء التغذية.
موقع الخلية
إن لاختيار موقع الخلية دورٌ هامٌّ في إنتاج العسل كماً ونوعاً حيث يعمد أغلب النحّالين إلى وضعه في مناطق سهلية منخفضة، أو منحدرٍ لطيفٍ ضمن أراضٍ غنيةٍ بالزراعات، ومصدر مياهٍ نقيّ، ويُحذّر رشّ الأماكن التي يرعى بها النحل بالمبيدات الحشرية كما يجب وضعها صيفاً في مناطق ظليلة، وشتاءً في مناطق مشمسة، ولا يُفضّل تغيير مكان الخلية أكثر من مرتين خلال العام الواحد كما يجب رفعها عن الأرض حفاظاً عليها من الرطوبة، وبعيداً عن العوامل الجوية أو الرياح. [3]
تغذية النحل
لابدَّ من تغذية النحل في فصل الشتاء عن طريق أقراص العسل وحبوب اللقاح، وفي حال عم توفرهما يجب تغذيتهم بالماء والسكر، وذلك لإنقاذ المملكة من الموت، ومساعدة الملكة على إتمام مهامها، ويعمل المربي على تغذية النحل، وخاصةً في الشهرين التاسع والعاشر من السنة.
وبذلك لا تحتاج الشغّالات إلى الخروج شتاءً من الخلية، والتعرُّض للعوامل البيئية الصعبة والخطرة، والحفاظ على حياتها، ففي فصل الصيف والربيع لا يحتاج النحل إلى تغذيةٍ خاصة لتوفر الرحيق ضمن الأزهار وإنتاج العسل منه، ولكن تكمن المشكلة في فصلي الشتاء والخريف لذلك تكون التغذية بالمحاليل السكرية ذات فائدة، فهي أولاً تمنع النحل من الشعور بالجوع، وثانياً لا تتمكن الملكة من وضع البيض.
ما هي أنواع تغذية النحل؟
1- التغذية بالعسل
يتمُّ هنا ترك قسمٍ من العسل، وحبوب اللقاح، والرحيق الذي أنتجته المملكة في فصلي الصيف والربيع ليتغذى عليه النحل، ومن ميزاته تبقى المملكة قوية لتوافر جميع العناصر الغذائية فيها لكن يعدُّ هذا الخيار مكلفاً.
2- التغذية ببدائل اللقاح
يتمُّ تقديم حبوب اللقاح للخلايا خوفاً من إصابة الأفراد بالأمراض ضمن أطباقٍ مخصصةٍ بجانب الخلية حيث يتمُّ تجميع الفائض منها في موسم الصيف والربيع، وتقديمه في فصل الشتاء والخريف، ويمكن أخذ حبوب لقاح من خلايا قوية إذا كان الفائض كبيراً، وإعطاؤه إلى خلايا أخرى.
3- التغذية بشراب السكر
هو الغذاء الأكثر انتشاراً بين المربين حيث يعمدون إلى خلط الماء بدرجة حرارة (50- 60) بما يعادل وزن الماء سكر في فصل الشتاء والخريف، وذلك حتى يكون سميكاً، وفي فصل الربيع قد يضطر المربي لتغذيتهم بالماء والسكر أيضاً لظروفٍ طارئةٍ أو لعدم توفر الغذاء للنحل بمقدار سكر ومقدارين ماء، وبذلك يكون الشراب رقيقاً.
4- التغذية بالعسل الممزوج بالماء
يتمُّ تغذية النحل بالعسل والماء، وهو ضروريٌّ لتغذية اليرقات، وحصول النحل على احتياجاته الغذائية.
5- إعطاء الخلية حاجتها من الماء
يحتاج النحل للماء لتخفيف تركيز العسل، وتقديمه لغذاء النحلات ولتبريد الخلية، وخاصةً عند ارتفاع درجات الحرارة فوق 35 درجة مئوية، ويجب أن يحتوي الماء على أملاح، ويوضع ضمن أطباق تحوي على شبك للحماية منعاً لغرق النحل. [4]
ظاهرة التطريد
هي حالةٌ طبيعةٌ تقوم بها الملكة حيث تخرج الملكة مع مجموعةٍ من الشغّالات من الخلية بحثاً عن مكانٍ أفضل من الخلية، وإكمال دورة حياتها تاركةً في الخلية ملكات عذراوات ضمن البيوت الملكية، وبعض الشغّالات، والأسباب العديدة التي تدفع الملكة للقيام بعملية التطريد هي:
1- قلة الغذاء.
2- سوء الظروف البيئية.
3- كثرة أعداد أفراد الخلية، فلا تستطيع السيطرة عليهم.
4- كبر سنها.
5- عدم تقسيم الخلية في الوقت المناسب من قبل النحال.
6- إهمال المربي لوجود بيوتٍ ملكيةٍ بجانب أقراص الشمع مما يُهيّئ لظهور ملكاتٍ جديدة.
وأثبتت الدراسات أن هذه الظاهرة مرتبطةٌ بالوراثة حيث تعدُّ الملكات الإيطالية أقلّ رغبةً للتطريد من غيرها من الملكات، مثل: السورية، والمصرية، وعند معرفة أسباب التطريد من قبل المُربّي عليه العمل على تلافي هذه الظاهرة، ومحاربتها بطرقٍ علمية، وأسس تربيةٍ سليمة حيث تعدُّ ظاهرة التطريد عملية تكاثرٍ طبيعية للنحل، ولكنها تلحق الضرر بمحصول العسل أثناء موسم القطاف.
حيث تخرج الملكة مع 80 بالمئة من الشغّالات القويات تاركةً الذكور اليرقات، وقسمٍ من الشغالات مع ملكاتٍ عذارى، ونلاحظ قبل التطريد امتلاء العيون السداسية بالحضنة مع حركةٍ سريعةٍ وقلقةٍ للملكة، ووجود بيوتٍ ملكيةٍ بجانب الأقراص الشمعية، وكثرة عدد النحل، وملاحظة الشغّالات بدون عمل، وقسمٌ منهم كبيرٌ يتواجد أمام الخلية.
بعد هذه الظواهر خلال 3 إلى 4 أيام تنطلق قسم من الشغّالات الكشّافات لاستطلاع مكانٍ مناسبٍ لبناء خليةٍ، وإكمال دورة حياتهم ثم تعود الشغّالات، وترقص بالهواء الرقصة الاهتزازية الذيلية حيث يعرفون مكان الخلية بالتحديد، وينطلق الطرد صباحاً للوصول إلى المكان المحدد مع أخذ كميةٍ من العسل، ويبقون لمدة 24 ساعة مجتمعين على هيئة عنقود عنب ثم يتخذون موقعهم النهائي، ويبنون الخلية الجديدة، ولكن إذا ماتت الملكة أثناء القيام بعملية التطريد، فإن الطرد بالكامل يعود إلى الخلية الأم.
يجب أن نعرف أن التطريد ظاهرةٌ طبيعيةٌ لا يمكننا كبحها بالعنف كما يفعل بعض المُربين، وذلك بتضييق باب الخلية حيث لا تتمكن الملكة من الخروج بسبب كبر حجمها، أو حبسها ضمن الشبك، أو قصّ جناحيها، فهذه جميعها حلولٌ خاطئة تؤخر عملية التطريد لكن لا تمنع حصول التطريد، وأفضل الإجراءات الواجب اتباعها للتقليل من التطريد:
1- الفحص المستمر للخلية.
2- إزالة البيوت الملكية إن وجدت أثناء الفحص.
3- التخفيف من ازدحام الخلية، وذلك بسحب أقراص الحضنة، ووضعها في خلايا أقلّ ازدحاماً.
4- إعطاء النحل قوالب شمعية فارغة لملئها بالعسل.
5- العناية بالخلية صيفاً شتاءً من تظليل، وتدفئة، وتوفير ماء نقي، وتغيير الملكة المُسنّة، أو تبديلها بملكةٍ أقلّ ميلاً للتطريد. [5]
المراجع البحثية
1- مجتمع نحل العسل . (n.d.). Bee-careful.com. Retrieved June 27, 2023. Retrieved June 27, 2023
2- الأدوات والتجهيزات المستعملة في المناحل وجني العسل . عارف حمزة(n.d.). المرجع الالكتروني للمعلوماتية. Retrieved June 27, 2023
3- تربية النحل للمبتدئين (N.d.). Wikifarmer.com. Retrieved June 27, 2023
4- طارق مردود . (n.d.). تربية النحل، نحلة. Na7la.com. متى يتم تغذية النحل؟ وكيف؟ طرق تغذيتها؟ . Retrieved June 27, 2023
5- النحل، ل. م.,. ما هو التطريد في النحل؟ وما أسبابه. ليزا. (December 12, 2022). Retrieved June 27, 2023