تحضير الأقنية الجذرية – ما هي التقنيات المُستخدمة؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تحضير الأقنية الجذرية هو أحد الخطوات الأساسية لإجراء المعالجة اللبّية للأسنان، ويشمل: [1]
– الإجراءات الميكانيكية (أي إزالة الأنسجة اللينة والمتضررة من داخل قناة الجذر، وتشكيل قناة الجذر) مع الحفاظ على سلامة هيكل قناة الجذر، وعدم إضعافه عن طريق إزالة الكثير من العاج.
– الإجراءات الكيميائية (أي تنظيف قنوات الجذر باستخدام المعقمات، وسوائل الإرواء، والأدوية لتقليل وجود البكتيريا).
يتطلب تحضير قنوات الجذر ميكانيكيًا استخدام أدوات، مثل: المبارد، والموسّعات اليدوية، والمبارد الدوّارة الآلية.
تصنيف أدوات تحضير الأقنية الجذرية
يتمّ تصنيف هذه الأدوات وفقاً لعدة تصنيفاتٍ مختلفة:
1- بناءً على وظيفتها (تصنيف غروسمان)
أدوات السبر وتُستخدم لتحديد فوهة القناة، والمساعدة في الحصول على نفاذية لقناة الجذر، مثل: الإبر الملساء.
أدوات الاستئصال تُستخدم لاستئصال اللب، وإزالة البقايا، مثل: الإبر الشائكة.
أدوات التوسيع والتنظيف والتشكيل وتُستخدم لتنظيف وتشكيل قنوات الجذر جانبيًا وذروياً، مثل: المبارد، والموسّعات.
أدوات الحشو تُستخدم لإدخال مادة الحشو في قنوات الجذر، مثل: الموزعات، الضاغطات.
2- تصنيف ISO لأدوات معالجة الجذور
● المجموعة الأولى: أدوات تحضير الجذور اليدوية:
– المبارد من نوع C.
– الموسّعات والمبارد من نوع K.
– مبارد هيدستروم.
● المجموعة الثانية: أدوات تحضير الجذور الفولاذية المقاومة للصدأ منخفضة السرعة:
– مثاقب غيتس غليدن.
– موسّعات بيسو/مثاقب لارجو.
● المجموعة الثالثة: الأدوات فوق الصوتية والصوتية.
● المجموعة الرابعة: أدوات تحضير الجذور النيكل-تيتانيوم الآلية الدوارة (الروتري)، وهي الأكثر استخدامًا.
يوصى عادةً باستخدام المبارد اليدوية أولاً، وذلك لسبر القناة وتوسيعها قليلاً قبل استخدام المبارد الدوارة. إذا تمّ استخدام تقنيات الأدوات الدوّارة يوصى كذلك باستخدام المبارد اليدوية بين القياسات المختلفة للمبارد الدوّارة للمساعدة في منع أي انسدادٍ في نظام القناة بالبرادة، والبقايا الناتجة عن التوسيع بالمبارد الآلية الدوارة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأدوات اليدوية ضروريةً لتصحيح الأخطاء (مثل: تجاوز الحواف أو الانسدادات)، وتحضير القنوات الكبيرة (مثل: القواطع المركزية العلوية، الأنياب)، وفي الحالات التي قد يكون فيها استخدام الأدوات الدوارة محدودًا (مثل: حالات المقاومة الذروية والتباينات التشريحية في نظام القناة).
لذلك يعدُّ إتقان استخدام الأدوات اليدوية خطوةً أساسيةً قبل تعلم استخدام الأدوات الدوّارة لتحقيق الوصول إلى معالجةٍ لبّيةٍ ناجحة، وبعد استئصال اللب السنّي، وقبل البدء بتحضير الأقنية الجذرية يجب قياس طول القناة الجذرية، وتحديد طول العمل (Working length). [1] [2]
تحديد طول العمل
يعرف طول العمل بأنه المسافة من النقطة المرجعية التاجية التي يحددها الطبيب (إما على السطح الطاحن للأرحاء والضواحك أو الحد القاطع للأسنان الأمامية) إلى النقطة التي يجب أن ينتهي عندها التحضير عند ذروة الجذر. يتمُّ تحديد طول العمل بطريقتين:
1- باستخدام صورةٍ شعاعيةٍ ذرويةٍ للسن
حيث يتمُّ وضع مبرد مع محددة طولٍ مطاطية ضمن القناة الجذرية يصل إلى الطول المتوقّع، ثم التقاط الصورة للتأكد من وصول نهاية المبرد إلى ذروة الجذر، ثم قياس الطول على المبرد بواسطة المسطرة.
2- استخدام جهاز تحديد الذروة الإلكتروني (Apex locator)
الذي يحتوي على قطبين أحدهما يوضع على شفة المريض، والآخر يربط مع مبرد يوضع داخل قناة الجذر، وله شاشة قياسٍ تعطي قراءةً لطول القناة عندما تصل إلى الذروة. كما يمكن الاستعانة ببعض الدلالات لتأكيد الطول العامل، مثل: الإحساس اللمسي، والمعرفة بتشريح الجذور، ووجود نزيفٍ دموي على الأقماع الورقية أثناء التجفيف.
يمكن الحفاظ على طول العمل أثناء تحضير الأقنية باستخدام كمياتٍ كبيرةٍ من الإرواء، وإدخال مبردٍ صغيرٍ بشكلٍ متكرر إلى كامل طول العمل لإزالة وتخفيف البقايا المتراكمة نتيجة التحضير والبرادة العاجية من الجزء الذروي للقناة. [3]
تقنيات تحضير الأقنية الجذرية اليدوية
1- تقنية (Crown-Down)
في هذه التقنية يتمّ تحضير قناة الجذر بدءًا من الجزء التاجي لنظام قناة الجذر ثم التقدُّم نحو الجزء الذروي، تعتمد هذه التقنية على توسيع الجزء التاجي من قناة الجذر (أي التقدُّم من الأدوات اليدوية الكبيرة إلى الصغيرة)، مما يُمكّن من إزالة الأنسجة اللينة المصابة، ويقلّل من خطر انسداد الجزء الذروي من قناة الجذر، ويقلل من اندفاع بقايا التحضير خارج الذروة. تُحسّن هذه التقنية الوصول إلى الطول الكامل للقناة، وتعزّز الإحساس اللمسي للجزء الذروي من القناة، وتقلّل من خطر الكسور، وتستطب هذه التقنية في القنوات المنحنية التي تتراوح من 10 إلى 35 درجة من الانحناء.
2- تقنية (Step-Back)
تعتمد هذه التقنية على تحضير قناة الجذر بدءًا من الجزء الذروي والتقدم نحو الجزء التاجي، وتتضمن هذه التقنية تقليلًا تدريجيًا في طول العمل 1 ميلي متر، ولكن مع أدوات أكبر تدريجيًا، تنتج قناة جذرية مُتّسعة ومخروطية، وتعتبر هذه التقنية واحدةً من تقنيات تحضير قناة الجذر التقليدية، ويعتقد أنها فعّالة في تقليل اختلاطات التحضير.
3- تقنية Hybrid المزدوجة المُعدّلة
تتضمن هذه التقنية الوصول إلى نهاية قناة الجذر باستخدام أداةٍ يدوية، ويتبع ذلك تحضير الجزء التاجي من القناة باستخدام تقنية Crown down، ثم توسيع الجزء الذروي من قناة الجذر، وأخيرًا يتمّ تحضير الجزء الأوسط من الجذر باستخدام تقنية Step back، وتجمع هذه التقنية بين فوائد كلٍّ من التقنيتين. لإكمال إجراءات التحضير يتمُّ تنفيذ مجموعةٍ من استراتيجيات التعامل مع الأدوات اليدوية لإزالة محتويات القناة والعاج المصاب ميكانيكيًا، مثل: التوسيع، والتقديم، والتدوير، وتقنية القوة المتوازنة.
تتضمن تقنية القوة المتوازنة (BFT) سلسلةً من الحركات الدورانية التي تُمكّن الأدوات اليدوية من التقدم في قناة الجذر، وهي مفضّلةٌ بسبب قدرتها الفائقة على الحفاظ على انحناء القناة، ومنع الاختلاطات الناتجة عن التدخل الطبي، كما توفر هذه التقنية تحكمًا ذرويا كافيًا بطرف الأداة اليدوية، وتوسيطًا جيدًا للأداة في قناة الجذر.
تتضمن تقنية القوة المتوازنة إدخال الأداة في قناة الجذر بحركةٍ ربع دائرية في اتجاه عقارب الساعة مع ضغطٍ خفيفٍ لتمكين الأداة من الارتباط بجدران القناة، ويتبع ذلك الحفاظ على الضغط أثناء إكمال دوران ثلاث أرباع عكس اتجاه عقارب الساعة، مما يؤدي إلى قطع العاج في القناة وتوسيعها.
تتضمن الخطوة النهائية حركةً ربع دائرية في اتجاه عقارب الساعة، بدون ضغط، لجمع الشظايا من جدران القناة، وإزالة الأداة اليدوية من قناة الجذر. يمكن أن يؤدي الاستخدام غير الصحيح لأيٍّ من التقنيات المذكورة سابقًا أو الفشل في الحفاظ على طول العمل إلى اختلاطات، مثل: انسداد القناة، وتشكيل درجةٍ في قناة الجذر.
يتمُّ التدرُّج باستخدام المبارد اليدوية من الأصغر إلى القياس الأكبر (حيث يزاد القطر العرضي للمبارد بشكلٍ متسلسل) وصولاً إلى القياس الذي يعطي التحضير الكافي للقناة. [1]
التحضير الآلي للأقنية الجذرية
يتمُّ البدء دائماً بالمبارد اليدوية ذات القياسات الصغيرة لتحقيق النفاذ ضمن الأقنية الجذرية، وتحديد طول العمل ثم يتمُّ الانتقال إلى استخدام المبارد الآلية (الروتري)، والتي تعمل بواسطة جهازٍ خاصٍّ بها يتمتع بميزاتٍ أساسيةٍ يمكن التحكم بها، مثل:
1- السرعة (Speed)
التي يمكن زيادتها أو إنقاصها حسب المبرد (الفايل) المستخدم، حيث إن لكل مجموعةٍ فايلات سرعة معينة تحددها الشركة المنتجة.
2- العزم (Torque)
هو قوة قطع الفايل.
3- الدوران العكسي (Auto reverse)
حيث يقوم الجهاز بعكس جهة الدوران لمنع انكسار الفايل عندما يحشر ضمن القناة بقوة.
يعمل جهاز الروتري بنفس مبدأ عمل المبارد اليدوية من حيث التدرج بقياسات الفايلات بشكلٍ تسلسلي، وهو يعمل وفقاً لتقنية كراون داون. من ميزات العمل الآلي أنه يساعد بتحضير القنوات، وتنظيفها بشكلٍ أفضل من المبارد اليدوية، كما أنه يوفر وقت وجهد الطبيب، ويعمل بشكلٍ أكثر موثوقية مع احتمالية أقل لحدوث الاختلاطات المرافقة للمعالجة. [4]
المراجع البحثية
1- An Update on Root Canal Preparation Techniques and How to Avoid Procedural Errors in Endodontics. (2021). Siencedirect. Retrieved October 11, 2024
2- Kumar, Akshay. (2023). Endodontic Hand and Rotary instruments. Retrieved October 11, 2024
3- Sudarsanan, S. (2016, December 11). working length [Slide show]. SlideShare. Retrieved October 11, 2024
4- Kmabdullahalharun. (2020, March 27). Rotary system in endodontic treatment [Slide show]. SlideShare. Retrieved October 11, 2024