Skip links
رسم ثلاثي الأبعاد لجنين داخل الرحم

انفصال المشيمة الباكر

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ انفكاك أو انفصال المشيمة الباكر (Placental abruption) من مضاعفات الحمل الخطيرة، والمُهدّدة لحياة الأم والجنين، حيث تُعتبر المشيمة عضواً حيوياً هاماً جداً لسلامة الجنين، حيث تلتصق على جدار الرحم، وتكون مسؤولةً عن تأمين الأوكسجين، والعناصر المُغذّية للجنين أثناء نموّه، والتخلّص من الفضلات الموجودة في دم الجنين عبر الحبل السري.

ما هو انفصال المشيمة الباكر؟

هو انفصال المشيمة التي ترتكز بشكلٍ طبيعي على جدار الرحم بشكلٍ جزئي أو كلي عن مكان ارتكازها، ويحدث انفصال المشيمة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقبل ولادة الجنين، ويحدث انفصال المشيمة الباكر بنسبة 0.5-1 بالمئة من الحوامل، ويصنّف انفصال المشيمة الباكر إلى: [1]

– انفصال تام (Total) يشمل كامل سطح المشيمة.

– انفصال جزئي (Partial) يشمل جزءاً من سطح المشيمة.

– وقد يكون انفصال المشيمة مركزياً أو هامشياً يبدأ من حافة المشيمة.

ما هي أسباب انفصال المشيمة الباكر؟

في أغلب الأحيان لا يتمّ تحديد سببٍ مباشرٍ لحدوث انفصال المشيمة الباكر، وقد يحدث بعد رضٍّ مباشرٍ على البطن، لكن هناك العديد من العوامل التي تزيد خطر انفصال المشيمة الباكر، مثل: [2]

● قصر الحبل السري.

● تعدُّد الولادات.

● تقدُّم عمر الحامل.

● التدخين والكوكائين.

ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل، السكري الحملي.

● إصابة سابقة بانفكاك المشيمة الباكر.

● تشوُّهات الرحم الخلقية، وأورام الرحم.

● صغر حجم الرحم بشكلٍ مفاجئٍ بعد انبثاق الأغشية الباكر في موه السلى أو بعد ولادة التوأم الأول في الحمل المُتعدّد.

ما هي أعراض انفصال المشيمة الباكر؟

تختلف أعراض انفصال المشيمة الباكر حسب درجة الانفصال إذا كان تاماً أو جزئياً، وحسب مكانه إذا كان مركزياً أو هامشياً، وأهمُّ الأعراض هي: [2] [3]

1- النزف المهبلي الذي يكون بلونٍ أسود، ولا تُعبّر كمية النزف الظاهر عن كمية الدم الذي تفقده الأم، لأن الدم النازف قد يتجمع خلف المشيمة بين جدار الرحم والمشيمة، ويدعى عندها بالنزف الخفي الذي يحدث عند 15 بالمئة من حالات انفصال المشيمة الباكر.

2- الألم البطني يكون أشدّ في حالات النزف الخفي، وقد يتأخر قليلاً بعد النزف الظاهر.

3- التقلصات الرحمية تظهر بسرعة، وتأخد صورة التكزُّز.

4- نقص حركات الجنين.

5- الصدمة النزفية عند الحامل تكون واضحةً في حالات الانفصال الباكر، وقد تكون العرض الأول في حالات النزف الخفي.

كيف يتمُّ تصنيف انفصال المشيمة الباكر سريرياً؟

يتمُّ تصنيف الحالة السريرية لانفكاك المشيمة الباكر إلى: [3]

● المرحلة 0 (لا عرضي): حيث يتمُّ التشخيص بعد الولادة، وتخليص المشيمة، حيث تشاهد خثرة دموية صغيرة خلف المشيمة.

● المرحلة 1 (خفيف): يكون النزف خفيف الشدة مع تقلصاتٍ رحميةٍ خفيفة، ولا توجد علامات تدلُّ على تألم الجنين، ويتمُّ الحصول على جنينٍ حيٍّ بإنهاء الحمل بعد نضج الرئتين.

● المرحلة 2 (متوسط النزف): يكون خفيفاً إلى متوسط الشدة مع تقلصاتٍ رحميةٍ متوسطة، وتألم الجنين مع ظهور بعض علامات الصدمة على الحامل، مثل: تسرع القلب، انخفاض الضغط الشرياني.

● المرحلة 3 (شديداً): حيث يكون النزف شديداً مع تكزُّز الرحم ،وحدوث صدمةٍ نزفية عند الأم، موت الجنين.

غالباً تتوافق المرحلة 0، والمرحلة 1 مع الانفصال الجزئي أو الهامشي، بينما تتوافق المرحلة 2 والمرحلة 3 مع الانفصال التام أو المركزي.

كيف يتمُّ تشخيص انفصال المشيمة الباكر؟

يتمُّ التشخيص بالاعتماد على: [1]

1- القصة السريرية والأعراض، مثل: النزف المهبلي، والألم.

2- الفحص السريري، وملاحظة التقلصات الرحمية.

3- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، ومعرفة عمر الحمل، ورؤية الانفكاك في بعض الأحيان، ويمكن ملاحظة التجمُّع الدموي خلف المشيمة، وفي أحيانٍ أخرى يكون من الصعب تشخيص انفصال المشيمة عبر الإيكو.

4- يجب مراقبة دقات قلب الجنين وإجراء تحاليل دموية وبولية للحامل.

ليس من الصعب تشخيص انفصال المشيمة الباكر إذا كانت الأعراض مجتمعةً (نزف في الثلث الأخير من الحمل مع ألمٍ بطني ،تكزُّز الرحم، اضطراب دقات قلب الجنين).

كيف يتمُّ تدبير حالات انفصال المشيمة الباكر؟

يعتمد التدبير على درجة انفصال المشيمة، وكمية النزف، وعلى استقرار حالة الأم والجنين، وعمر الجنين: [4]

– إذا كانت درجة انفصال المشيمة خفيفةً والنزف خفيفاً، والجنين خديجاً أقل من 34 أسبوع حملي، فيتمُّ الاستشفاء مع مراقبةٍ لصيقةٍ للنزف، وحالة الجنين، وإعطاء الكورتيكوستروئيدات القشرية، لإنضاج رئة الجنين، وفي حال توقف النزف، وعدم وجود علاماتٍ تدل على تألم الجنين مع استقرار حالة الأم يمكن اقتراح الراحة في المنزل.

– إذا كانت درجة انفصال المشيمة متوسطةً إلى شديدةً تستوجب الولادة الإسعافية عن طريق العملية القيصرية بغض النظر عن عمر الحمل.

– إذا كان الجنين بعمرٍ حملي أكبر من 34 أسبوع، والنزف خفيف، يمكن أن تتمّ الولادة المهبلية بحذرٍ شديد، ومراقبةٍ لصيقةٍ بسبب احتمال زيادة درجة انفصال المشيمة، وتألم الجنين، وعندها يجب إجراء قيصريةٍ إسعافية.

ما هي اختلاطات انفصال المشيمة الباكر؟

في حال عدم تدبير انفصال المشيمة الباكر بسرعة، فإنه يؤدي إلى اختلاطاتٍ خطيرةٍ عند الأم والجنين: [5]

1- الاختلاطات عند الجنين

الخداجة.

● أذية دماغية بسبب نقص الأوكسجين.

● نقص وزن الولادة.

● موت الجنين.

2- الاختلاطات عند الأم

● نزفٌ شديدٌ، واعتلال التخثُّر الاستهلاكي.

استئصال الرحم في حال عدم القدرة على السيطرة على النزف.

● القصور الكلوي الحاد.

● اختلاطات نقل الدم.

● زيادة خطر حدوث انفصال مشيمةٍ باكرٍ في الحمول اللاحقة.

هل يمكن الوقاية من انفصال المشيمة الباكر؟

لا يمكن منع حدوث انفصال المشيمة الباكر بشكلٍ كامل، لكن من الممكن تقليل خطر الإصابة عن طريق: [2] [5]

1- الامتناع عن التدخين.

2- عدم تعاطي المخدرات.

3- ضبط التوتر الشرياني ضمن الطبيعي.

4- تجنُّب التعرُّض لرضوضٍ على البطن، ومراجعة المركز الطبي مباشرةً عند التعرُّض لرضٍّ على البطن أثناء الحمل.

5- تناول الفيتامينات الضرورية خلال الحمل، وخاصةً حمض الفوليك.

المراجع البحثية

1- What is placental abruption? (n.d.). WebMD. Retrieved January 22, 2024

2- Placental abruption. (2022, February 25). Mayo Clinic. Retrieved January 22, 2024

3- Schmidt, P., Skelly, C. L., & Raines, D. A. (2022). Placental Abruption. StatPearls Publishing. Retrieved January 22, 2024

4- Placental abruption. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved January 22, 2024

5- Placental abruption. (n.d.-b). Marchofdimes.org. Retrieved January 22, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.