انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء – الأسباب، الأعراض والعلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعدُّ انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء (Low Sex Drive In Women) أو ما يعرف باضطراب انخفاض الرغبة الجنسية (Hypoactive Sexual Desire Disorder (HSDD)) من أشيع المشاكل الجنسية التي تواجه السيدة خلال حياتها، ويحدث نتيجة مجموعةٍ واسعةٍ من العوامل والأسباب.
ما هو انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء؟
هو نقصٌ في رغبة أو اهتمام السيدة في ممارسة العلاقة الجنسية مع شريكها، وصعوبة في الاستثارة، وليس هناك عدٌد معينٌ لتحديد إذا ما كانت رغبة السيدة في ممارسة الجماع طبيعيةً أم لا، وإنما تتمُّ مقارنة النقص عن المعتاد عند كل سيدةٍ على حدة.
بالرغم من أن المرأة تتغير عندها مستويات الرغبة الجنسية خلال حياتها، ومن الطبيعي أن يحدث نقصٌ مؤقتٌ في رغبتها الجنسية خلال الحمل والرضاعة أو حالاتٍ أخرى، لكن استمرار هذا النقص لفترةٍ مهمة يدل على وجود اضطراب انخفاض الرغبة الجنسية. [1]
ما هي أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء؟
إن الرغبة والنشاط الجنسي عند السيدة هي عملية تتحكم بها مجموعة معقدة من العوامل النفسية، والجسدية، والفيزيولوجية، والكيميائية، والعصبية، والهرمونية، وغيرها، لذا فإن أسباب انخفاض الرغبة الجنسية يصنف ضمن عدة مجموعات: [1] [2]
1- المجموعة الأولى (الأمراض الجسدية عند السيدة)
– أي حالة مرضية تسبّب الشعور بألمٍ عند الجماع.
– وجود أمراضٍ جهازية، مثل: الداء السكري، ارتفاع التوتر الشرياني، الأمراض العصبية والسرطان، أمراض الشريان التاجي، والتهاب المفاصل.
– وجود جراحاتٍ سابقة للثديين أو للأعضاء التناسلية قد يقلل ثقة السيدة بجسدها، ويؤثر على رغبتها الجنسية.
2- المجموعة الثانية (نمط الحياة)
– تناول بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب.
– الإفراط في تناول الكحول.
– التدخين.
– المخدرات.
– الإرهاق والتعب الشديد الناجم عن العمل أو مسؤوليات الحياة سيؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
3- المجموعة الثالثة (التغيرات الهرمونية)
وأهمها الفترات التالية:
– سن اليأس (فترة انقطاع الطمث) يحدث نقص في هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث، والذي يسبّب عدم ارتياحٍ أثناء ممارسة العلاقة، وذلك بسبب جفاف المهبل، أيضاً يرافقه نقص اهتمامٍ في ممارسة الجماع.
– فترة الإرضاع وبعد الولادة: هناك مجموعة من الأسباب تنقص الرغبة الجنسية في هذه الفترة أهمها التغيرات الهرمونية، وعدم الرضا عن شكل الجسم بعد الولادة، بالإضافة إلى القلق حول العناية بالمولود الجديد.
– الحمل: يختلف مستوى الرغبة الجنسية بين فترات الحمل المختلفة.
4- المجموعة الرابعة (الأسباب النفسية)
– القلق والاكتئاب.
– ضعف ثقة السيدة بجسدها.
– وجود سوابق تحرشٍ واعتداءاتٍ جنسية.
5- المجموعة الخامسة (اضطراب علاقة الزوجين)
– عدم وجود تقاربٍ عاطفي، وعدم التكلم حول الاحتياجات الجنسية عند الطرفين.
– وجود حالةٍ من الصراع والخلافات بين الزوجين.
– عدم وجود الثقة بين الزوجين.
ما هي أعراض انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء؟
1- عدم وجود اهتمامٍ بممارسة أي نوعٍ من أنواع النشاط الجنسي.
2- قلة أو انعدام التخيلات أو الأفكار الجنسية.
3- عدم الاستمتاع أثناء الجماع، وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.
4- صعوبة الاستثارة عند تنبيه الأعضاء الجنسية.
5- عدم المبادرة ببدء العلاقة.
6- عدم الاستجابة لأي منبهاتٍ مثيرة باختلاف أنواعها.
7- القلق والضيق بسبب نقص الرغبة الجنسية. [1]
كيف يتمُّ تشخيص انخفاض الرغبة الجنسية؟
يعدُّ تشخيص الاضطرابات الجنسية صعباً بسبب قلق السيدة وخجلها، وعدم الصراحة في ذكر الأعراض، لذا يجب على الطبيب أن يكون دقيقاً في التعامل مع هذه الأعراض، ويعتمد التشخيص على: [3]
1- القصة السريرية المفصلة للأعراض: على الطبيب أن يسأل بدقة عن كل التفاصيل، ويتمّ وضع التشخيص سريرياً عند توافر 3 أعراض من الأعراض السابقة، ويجب أن تترافق مع ضيق وقلق سريري ناجم عن نقص الرغبة الجنسية.
2- فحص الحوض للبحث عن سببٍ عضوي لنقص الرغبة الجنسية.
3- إجراء تحاليل دموية للبحث عن أمراض جهازية، حيث يتمُّ إجراء تحليل دم كامل، هرمون الغدة الدرقية، فيتامين D، الهرمونات الجنسية، مثل: الأستروجين والتستوستيرون.
كيف يتمُّ علاج حالات ضعف الرغبة الجنسية عند النساء؟
يشمل العلاج العديد من المحاور، حيث يتوجه حسب السبب المؤدي لضعف الرغبة، وأهمّ محاور العلاج: [2] [3]
1- التثقيف الجنسي، والتحدث إلى استشاري في الاضطرابات الجنسية، قد يساعد التحدث إلى شخصٍ خبيرٍ في تحسين التقارب، وتوجيه الزوجين إلى أساليب وطرق لحل المشكلة، وقد يكون التحدث إلى استشاري العلاقات الجنسية كافياً في تحسين الرغبة الجنسية عند السيدة، وحل مشاكل الثقة لديها.
2- استخدام أدوية هرمونية، مثل:
● الأستروجين على شكل كريمات أو حلقات مهبلية يحسن التروية الدموية إلى المهبل، ويخفف جفاف المهبل.
● الأندروجين، مثل: التستوستيرون، ورغم أنه يوجد بمستوياتٍ منخفضة عند النساء، إلا أنه يلعب دوراً في الحياة الجنسية لديها، لكن استخدامه لعلاج نقص الرغبة الجنسية ما زال غير معروف، حيث اختلفت الدراسات في نتائج استخدامه.
3- بعد سن اليأس يمكن استخدام العلاج الهرموني التعويضي.
4- في حال كان السبب هو أدوية خاصة تتناولها السيدة قد يقترح الطبيب تخفيف جرعة هذه الأدوية أو استبدالها بأصناف أخرى أقل آثار جانبية.
5- هناك نوعان من الأدوية تمّت الموافقة عليها من قبل الـFDA عند النساء قبل سن اليأس:
● فليبانسرين (Flibanserin) يعرف باسمه التجاري Addyi يتمّ إعطاؤه حبةً واحدةً يومياً قبل النوم، ويسبّب بعض الآثار الجانبية، مثل: هبوط التوتر الشرياني، والنعاس، والإرهاق، ويجب إيقاف الدواء إذا لم يلاحظ وجود تحسُّنٌ في الرغبة الجنسية خلال 8 أسابيع.
● بريميلانوتايد (Bremelanotide) يعرف باسمه التجاري Vyleesi يعطى حقناً تحت الجلد قبل ممارسة العلاقة الحميمة بحوالي 45 دقيقة، ولا يجب أخذ أكثر من حقنة خلال 24 ساعة، وليس أكثر من 8 حقن خلال الشهر، وأهمّ آثاره الجانبية الغثيان والإقياء، والحساسية مكان حقن الدواء.
تعديل نمط الحياة هل يساهم في تحسين الرغبة الجنسية لدى السيدة؟
نعم يجب على السيدة أن تحدث تغيراتٍ في نمط حياتها، مثل: [3]
1- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساعد في تقليل التوتر، وتحسين شكل الجسم، وتزيد الرغبة الجنسية.
2- إيقاف التدخين أو التقليل منه.
3- تجنب الإفراط في تناول الكحول.
4- محاولة التحدث مع الزوج، فالتكلم بشكلٍ صريحٍ بين الزوجين حول أمور العلاقة الجنسية يضمن اتصالاً عاطفياً أقوى بينهما.
5- قد يساهم تحديد مواعيد خاصة لممارسة العلاقة في إعادة الدافع الجنسي.
6- محاولة تجديد بعض الأمور في العلاقة الجنسية، مثل: تجربة أوضاع مختلفة أو أماكن جديدة.
7- استخدام المرطبات أو المزلقات يساهم في تقليل الألم خاصةً بعد سن اليأس.
المراجع البحثية
1- Healthdirect Australia. (2024). Loss of female libido. Retrieved August 8, 2024
2- Low sex drive (loss of libido). (n.d.). Nhs.uk. Retrieved August 8, 2024
3- Low sex drive in women. (2024, March 7). Mayoclinic.org. Retrieved August 8, 2024