Published in: تكنولوجيا

إنترنت الأشياء-تطبيقاته، ودوره في تحسين حياتنا

Author م. لين لفاح

Published on: 26 أبريل، 2024

م. لين لفاح

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

بشكلٍ عام، يوفر تطور إنترنت الأشياء فرصًا هائلةً لتحسين نوعية حياتنا، وتعزيز راحتنا وكفاءتنا. ومع ذلك، فإن النجاح في الاستفادة من هذه التكنولوجيا يعتمد على القدرة على تبنّيها بطرقٍ آمنةٍ ومسؤولة، ولأجل تحقيق ذلك يجب الالتزام بالمعايير، واللوائح التنظيمية التي تضمن حماية خصوصية المستخدمين، وبياناتهم الشخصية.

وتتضمن هذه الالتزامات تطبيق تدابير أمانٍ صارمة، مثل: استخدام تقنيات التشفير المتقدمة لضمان سرية البيانات، والتحقُّق من هوية المستخدمين لحماية الأجهزة المتصلة، وإجراء تحديثاتٍ أمنيةٍ دورية للتصدي للتهديدات المحتملة. إلى جانب ذلك أيضاً، يجب أن تتخذ الشركات خطواتٍ فعالة لتوعية المستخدمين بكيفية استخدام إنترنت الأشياء بأمانٍ ومسؤولية.

ويشمل ذلك تقديم إرشاداتٍ واضحة حول اختيار الأجهزة الموثوقة، والممارسات المثلى لتأمين بياناتهم الشخصية. ويمكن لهذه الجهود التعليمية أن تعزّز ثقة المستخدمين، وتحفّزهم على الاستفادة بشكلٍ كاملٍ وآمنٍ من التقنيات المتصلة.

ما هو إنترنت الأشياء؟

إنترنت الأشياء (IoT) هو مفهومٌ يشير إلى شبكةٍ مترابطةٍ من الأجهزة والأنظمة المتصلة بالإنترنت، والتي تمتلك القدرة على التواصل مع بعضها البعض، ومع الأنظمة السحابية، حيث يتيح هذا التواصل للأجهزة جمع البيانات، وتبادلها فيما بينها، مما يوفر الإمكانيات للتفاعل الذكي.

ويشمل إنترنت الأشياء مجموعةً متنوعةً من الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت، مثل: الهواتف الذكية، والأجهزة المنزلية الذكية، مثل: الثلاجات، وأجهزة تنظيم الحرارة، والأجهزة الصناعية المستخدمة في خطوط الإنتاج، والمركبات المجهزة بالتكنولوجيا الحديثة، والأجهزة القابلة للارتداء، مثل: الساعات الذكية، وأجهزة تتبُّع اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الأجهزة الطبية والزراعية.

وتحتوي الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء على مستشعراتٍ لقياس المعلومات من البيئة المحيطة أو الأجهزة الأخرى، كما تحتوي على برمجياتٍ لتحليل هذه البيانات، واتخاذ القرارات بناءً عليها، وأيضًا تحتوي على شبكة اتصالاتٍ لنقل البيانات بين الأجهزة أو إلى السحابة للتخزين والمعالجة، حيث تتيح هذه التقنيات إمكانية تفاعل الأجهزة مع بعضها البعض، وتقديم خدماتٍ مخصصة، وتحسين كفاءة العمليات. ^[1]

تاريخ إنترنت الأشياء

بدأ مفهوم إنترنت الأشياء يأخذ شكله الرسمي في عام 1999 عندما استخدم الباحث كيفن أشتون في التكنولوجيا المصطلح لأول مرة للإشارة إلى شبكةٍ مترابطةٍ من الأجهزة والأشياء، ومنذ ذلك الوقت، شهدت التكنولوجيا تطورًا كبيرًا وسريعًا. ^[2]

تطبيقات أنترنت الأشياء

1- المجال الصحي.

2- المجال الصناعي.

3- المجال الزراعي.

4- المدن الذكية.

5- النقل.

6- المنازل الذكية.

1- المجال الصحي

تُعدُّ الأجهزة القابلة للارتداء، وأجهزة الاستشعار الطبية جزءًا أساسيًا من تطبيقات إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية، حيث توفر هذه الأجهزة طريقةً مبتكرةً وفعالةً لمراقبة الحالة الصحية للأفراد بشكلٍ مستمر من حيث:

الاكتشاف المبكر للأمراض

تساهم المراقبة المستمرة في تحديد العلامات التحذيرية المبكرة للأمراض، مثل: مشاكل القلب أو التنفس، مما يمكّن من التدخل الفوري، وتلقي العلاج بشكلٍ أسرع.

المراقبة المستمرة

تتيح الأجهزة القابلة للارتداء، مثل: الساعات الذكية، والأساور الذكية، تتبُّع ومراقبة العلامات الحيوية للفرد على مدار الساعة، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات النشاط البدني، ويساهم ذلك في توفير نظرةٍ متكاملةٍ وشاملة لحالة الشخص الصحية بانتظام، مما يمكن الأطباء من متابعة صحة الفرد بشكلٍ مستمر.

الرعاية الشخصية

بفضل البيانات التفصيلية المتوفرة من الأجهزة القابلة للارتداء، مثل: الساعات الذكية يصبح بإمكان الأطباء تصميم خطط علاجٍ مخصصة تتناسب مع الاحتياجات الصحية الفريدة لكل مريض، وهذا يمكنهم من تقديم رعايةٍ طبيةٍ أكثر دقة، مما يعزّز جودة الرعاية الصحية بشكلٍ عام.

2- المجال الصناعي

يلعب إنترنت الأشياء دورًا جوهريًا في تعزيز الإنتاجية والكفاءة ضمن القطاع الصناعي، وذلك من خلال توفير تقنياتٍ متقدمةٍ لمراقبة المعدات والتحكم بها بشكلٍ آلي ودقيق، حيث يمكن للشركات الاستفادة من المستشعرات الحديثة لرصد أداء الماكينات بشكلٍ مستمر على مدار الساعة، مما يمكنها من مراقبة سلوك المعدات عن قرب، واكتشاف أي مشكلاتٍ محتملة في الأداء في مرحلةٍ مبكرة.

بفضل هذه المراقبة المستمرة، تتمكن الصناعات من تطبيق إجراءات الصيانة الاستباقية أو التنبؤية، حيث يتمُّ التخطيط لأعمال الصيانة قبل أن تتفاقم الأعطال، وتؤدي إلى توقف الماكينات. هذه الاستراتيجية تساهم في الحدّ من أوقات التعطل غير المخطط لها، مما يضمن استمرارية العمليات الصناعية بسلاسةٍ وفعالية. ^[3]

3- المدن الذكية

يؤدي إنترنت الأشياء دورًا مهمًا في تطوير المدن الذكية عبر مجموعةٍ واسعةٍ من التطبيقات المبتكرة التي تساهم في تحسين جودة حياة المواطنين، ومن هذه التطبيقات أنظمة إدارة حركة المرور الذكية التي تستفيد من البيانات اللحظية لتنظيم حركة المرور، وتخفيف الازدحام، مما يساعد على تعزيز انسيابية السير على الطرق، وتقليل حوادث المرور، بالإضافة إلى ذلك تُستخدم التكنولوجيا من أجل رفع كفاءة خدمات إدارة النفايات، وذلك من خلال مراقبة مستويات النفايات في الحاويات، مما يعزّز النظافة في المدن. ^[4]

4- النقل

بإمكان المركبات الذكية التفاعل مع بعضها البعض ومع البنية التحتية للطرق، مثل: إشارات المرور، والحواجز، وذلك عبر تقنيات الاتصال المتطورة، حيث يساعد في تحسين تنظيم حركة المرور، وتقليل حوادث السير، كما تساهم المركبات الذكية في تحسين مراقبة حركة المرور من خلال توفير بياناتٍ دقيقةٍ وفورية حول ظروف الطرق، ومستوى الازدحام المروري، مما يمكن السلطات من اتخاذ قراراتٍ أفضل بشأن تدفُّق حركة المرور.

5- المنازل الذكية

تتيح أجهزة إنترنت الأشياء إمكانية مراقبة استهلاك الطاقة المنزلية بشكلٍ دقيق، مما يسمح للسكان بفهم أنماط استخدامهم للطاقة، وتلقي تقارير مفصلة حول كيفية تحسين كفاءة استهلاكهم، ويمكن لهذه التقارير أن تساعد السكان على اتخاذ تدابير فعالة لتقليل استهلاكهم للطاقة.

وبالتالي توفير المال على فواتير الكهرباء، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام الكاميرات الذكية، وأجهزة الاستشعار لرصد النشاط غير المعتاد في المنزل، وتحديد أي سلوكٍ مشبوه. وفي حالة اكتشاف أي حركةٍ غير معتادة، ترسل هذه الأجهزة تنبيهاتٍ فورية إلى السكان عبر تطبيقات الهاتف المحمول، مما يمنحهم القدرة على الاستجابة بسرعة، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على سلامة منزلهم وأمانه.

إمكانية تحسين حياتنا من خلال إنترنت الأشياء

أصبح إنترنت الأشياء جزءًا أساسيًا من حياة الناس وعملهم، حيث يقدم العديد من الفوائد التي تعزّز الكفاءة، والراحة، والرفاهية، ويمكن للأجهزة المتصلة والآلات أن تتولى المهام الصعبة والمملة تلقائيًا، مما يمنح الأفراد فرصة التركيز على الأنشطة الأكثر أهمية، كما يمكن للأجهزة المتصلة أن تقوم بتغيير الروتين الصباحي للإنسان، فأصبح بإمكان المنبه تشغيل آلة إعداد القهوة تلقائيًا، ويقوم بفتح ستائر النوافذ أيضاً، وتقوم الثلاجة الذكية بتحديد المستلزمات المنتهية، وتقديم طلبٍ من أجل شرائها. ^[5]