Skip links
حبات صغيرة بيضاء اللون على التربة حول نبتة زراعية

الهطل – تعريفه وتصنيفه تبعاً لشكله ومنشئه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ الهطل (Precipitation) المصدر الأساسي لإجمالي كمية الماء المتحركة في القسم القاري من الدورة الهيدرولوجية، لذا تحتلُّ دراسته أهميةً كبيرةً بالنسبة للهيدرولوجيين، ولكن ليس بالقدر نفسه التي تحتلُّها بالنسبة لعلماء الأرصاد الجوية والمناخيين.

ما المقصود بالهطل؟

هو مصطلحٌ يضمُّ كل أشكال الرطوبة الجوية المُتوضّعة على سطح الأرض، ويشمل: المطر، الرذاذ، الثلج المُسترطب، الثلج، البَرَد، الندى، الجليد أو الظواهر المائية المُشابهة، مثل: قطرات الضباب المُتوضّعة على الأشجار والجليد الصقعي. ويمكن أن يعرف على أنه صورة من صور الظواهر الجوية المائية، وهو تجمُّعات من جسيماتٍ مائيةٍ في حالة السيولة أو الصلابة، متبلورة أو لا شكلية، تسقط على سطح الأرض من سحابةٍ أو مجموعةٍ من السحب، ويكون هذا التساقط بصورةٍ منتظمةٍ إلى حدٍّ ما متقطّعة أو متواصلة أو في صورة رخّات.

وهو يختلف عن الظواهر المائية الأخرى، كالظواهر التي تتألف من جسيماتٍ عالقةٍ في الغلاف الجوي (سحباً، ضباباً، شابورة)، والظواهر التي تتألف من جسيمات عصفتها الرياح من على سطح الأرض، وحصرتها في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي (ثلوجاً، ثلوجاً مُنساقة، ثلوجاً هابّة)، وكذلك يختلف عن الظواهر المائية التي تتألف من رواسب من الجسيمات، مثل: الندى (أصلياً، زحفاً) والجليد، والضريب. [1]

تصنيف الهطل تبعاً لشكله السائل أو الصلب

يُقصد بتصنيف الهطل تحديد الأشكال المختلفة التي يظهر بها سائلاً، صلباً أو تحديد الآلية التي بموجبها يتشكل، حيث يحتلُّ شكل الهطل أهميةً خاصةً من الناحية الهيدرولوجية، ويجب التمييز بين الهطل الذي يدخل فوراً في الدورة الهيدرولوجية وتوزّعه، والهطل الذي لا يدخل فوراً في هذه الدورة.

وبالتالي فإنه من الضروري معرفة بدء الوقت الذي سيشارك فيه، والكمية الناتجة عن الذوبان، وغزارة الذوبان، وحجم الماء الراشح إلى التربة، وحجم الجريان السطحي، ولهذه الأمور أهمية هيدرولوجية يجب دراستها بدقةٍ وعنايةٍ فائقتين. ويُصنّف الهطل وفقاً للشكل: [2]

1- الهطل السائل

يتحدّد الهطل السائل بالظواهر المائية التالية:

الرذاذ

عبارةٌ عن مطرٍ خفيف، قطراته ذات أقطار صغيرة نحو (0.5 ميلي متر)، وشدته أقل من 1 ميلي متر/ ساعة، يتشكل من سحبٍ غير مرتفعة كثيراً عن سطح الأرض، وكي يصل إلى سطح الأرض يجب أن تكون الرطوبة النسبية عند قاعدة السحابة 100 بالمئة.

المطر

أكثر أشكال الهطل شيوعاً، يتشكل من تكاثف بخار الماء في الجو، وتشكيل قطيرات السحب ثم التحام بعضها ببعض، وتشكيل قطرات المطر التي تسقط إلى سطح الأرض بقطر يتراوح بين (0.5 – 6) ميلي متر.

الندى

هو تكاثف بخار الماء على شكل قطراتٍ مائية، ويتشكل عند انخفاض درجة حرارة الأسطح إلى درجةٍ أقل من درجة حرارة الندى.

الضباب

هو عبارةٌ عن تجمُّع قطرات الماء التي تبخّرت عن سطح الأرض، وتكاثفت على مقربةٍ من سطح الأرض، فتشكّل هذه القطرات المتكاثفة ما يشبه السحابة، ويؤدي الضباب إلى تدنّي مدى الرؤية الأفقية، وبالتالي إعاقة الرؤية.

الشابورة

ضبابٌ رقيقٌ جداً، وهي نوعٌ من أنواع الضباب تختلف عنه بمدى الرؤية، حيث تزيد هنا على 100 متر وأكثر.

2- الهطل الصُّلب

الثلج

هطولٌ من بلوراتٍ جليديةٍ نتيجة تجمُّد بخار الماء في طبقات الجو العليا عند درجة حرارة تصل ما دون درجة التجمُّد، حيث يختلف حجم هذه البلورات وشكلها تبعاً لدرجة الحرارة التي تتشكل عندها، وتبعاً للظروف التي عايشت نموُّها، وأحياناً يتشكل الثلج بشكل غير مباشر عند تجمُّد الرذاذ، تأخذ بلورات الثلج أشكالاً هندسيةً متعددةً يغلب عليها الشكل السداسي.

الثلج المُسترطب

خليطٌ من الثلج والمطر، أو ثلج يذوب، وهو في طريقه إلى سطح الأرض، ويدخل هذا النوع مباشرةً في الدورة الهيدرولوجية نتيجة ذوبانه السريع.

الجليد

تجمُّد ذريرات أو قطيرات المطر عند اصطدامها بأشياء متجمّدة.

البَرَد

هطولٌ مكوّنٌ من جسيماتٍ دائرية، أو حبّاتٍ دائريةٍ من الجليد، شفافة أو مُعْتمة كلياً أو جزئياً، تسقط من السحب فرادى أو متكتلة تُعرف بأحجار البرد. يتراوح قطرها بين 5و50 ميلي متر، حيث تسقط على شكل رخّات، وتتكون حبة البرد من نواةٍ جليديةٍ قاسيةٍ تحيط بها عدة طبقاتٍ ثلجية متوضّعة بعضها فوق بعض، حيث يتمّ ذلك بفعل التجمُّد، والذوبان المتبادل عندما ترتفع للأعلى أو تهبط للأسفل ضمن التيارات الهوائية الصاعدة العلوية، وغالباً ما تذوب حبات البرد فور سقوطها على سطح الأرض.

الصقيع

توضّعات خفيفة من الجليد تشكلت على سطح الأرض أو على سطوح الأجسام الباردة جداً، حيث يتعرّض بخار الماء للتجمُّد مباشرةً دون المرور بالحالة السائلة نتيجة انخفاض درجة الحرارة المفاجئ دون درجة حرارة نقطة الندى. [2]

تصنيف الهطل تبعاً لمنشئه أو أصل تشكُّله

يحتاج تشكل الهطل إلى عمليات رفع للكتل الهوائية الحاوية على بخار الماء بغية تبريد الهواء للوصول إلى مرحلة التكاثف، ونموّ قطيرات السحب، وهناك ثلاث طرق يرتفع بموجبها الهواء للأعلى، وغالباً ما تُستخدم هذه الطرق لتصنيف الهطل إلى هطلٍ حملاني، وتضريسي، وسيكلوني، ويبدو أن النموذج الأخير للهطل مترافقٌ مع الأنظمة الجبهوية والمنخفضات الجوية.

 
1- الهطل الحملاني

ويعرف أحياناً بهطل تيارات الحملان الحراري، حيث يحدث هذا النموذج من الهطل بفعل درجة حرارة الهواء الرطب القريب من سطح الأرض، وبفعل عملية التسخين تقل كثافة الهطل، ويرتفع نحو الأعلى ضمن طبقات الجو العليا، وبالتالي تنخفض درجة حرارته ذاتياً حتى يصل إلى مستوى درجة حرارة تساوي درجة حرارة نقطة الندى.

حيث يتكاثف بخار الماء مُشكّلاً سحباً من النوع الركامي، وعند ازدياد درجة التبريد تتكون قطراتٍ مائيةٍ كبيرة، وغالباً ما تكون مصحوبةً بعواصف رعدية تسمّى بالتورنادو عندما تصاحب برياح قويةٍ مدمرةٍ في العروض المدارية. تعدُّ الأمطار الحملانية صفةً مميزةً لأمطار العروض الاستوائية نتيجة التسخين الشديد لسطح الأرض.

حيث تتميز الأمطار بصفة الانتظام والديمومة طوال أيام العام بينما تسقط الأمطار الحملانية في العروض المعتدلة خلال الفصل الدافئ من العام عند توافر الرطوبة العالية، وتحدث في الفترات التي تلي فترة التسخين الشمسي الأعظمي، وغالباً ما تكون مصحوبةً بعواصف رعدية، كما يشتمل الهطل أحياناً على البرد.

2- الهطل التضريسي

يتشكل هذا الهطل نتيجة اصطدام كتلٍ هوائية دافئة رطبة بحواجز جبلية عالية، حيث يضطر الهواء للتسلُّق والارتفاع نحو القمة، وتبعاً لذلك تنخفض درجة حرارته ذاتياً إلى أن تصل لدرجة حرارة نقطة الندى، فيتكاثف بخار الماء فيه، ويسقط المطر على السفوح المواجهة لاتجاه الرياح.

تختلف كمية المطر الهاطلة تبعاً لعمق الكتلة الهوائية المرتفعة، ودرجة رطوبتها، وحرارتها، ومقدار ارتفاع السلاسل الجبلية، وعندما يصل الهواء المُتسلّق إلى القمة ينساب على السفوح المدابرة بعد أن يفقد معظم رطوبته ويجف، ولدى هبوطه ترتفع درجة حرارته، لذا فإن فرص الهطل تكون قليلةً جداً، وهذا ما يجعل السفوح الواقعة في ظل المطر تتلقى كمياتٍ ضئيلةً جداً مقارنةً بالسفوح المواجهة.

3- الهطل السيكلوني

تعرف هذه الأمطار بأمطار المنخفضات في العروض المعتدلة. أما الأعاصير المدارية، تعرف بأمطار العروض المدارية، وتحدث بسبب رفع الكتلة الهوائية الرطبة نتيجة حركة الإعصار إلى مركز الضغط الجوي المنخفض، ويتمُّ هذا نتيجة عدم تجانس تسخين سطح الأرض، مما يخلق تدرجاً في الضغط.

حيث تهب الرياح بشكلٍ لولبي نحو مركز الضغط الجوي المنخفض، وتدور مع حركة عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وعكس حركة عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي، والسيكلونات نوعان:

– السيكلونات المدارية: يُطلق عليها الأعاصير المدارية أو الهوريكان نتيجةً لشدّتها، وسرعة الرياح فيها، وأمطارها الغزيرة المدمرة التي تسبّب الفيضانات، وتلحق الأضرار، والخسائر بالناس، والممتلكات، إلا أن قطر هذه الأعاصير صغير يتراوح بين (300-1500) كيلومتر.

– أما النوع الثاني من السيكلونات، يطلق عليه منخفضات العروض المعتدلة، وتنتشر هذه المنخفضات فوق مساحةٍ واسعةٍ جداً يصل قطرها إلى 3000 كيلومتر. وغالباً ما تصاحب بأمطار جبهوية معتدلة الشدة (2.5 ميلي متر / ساعة). تشمل مساحاتٍ واسعة، وتمتدُّ لفترةٍ زمنيةٍ تتراوح بين ( 6-12-48) ساعة.

4- الهطل الجوي

يحدث عند تلاقي كتلتين هوائيتين، إحداهما حارة والأخرى باردة، حرارتهما وكثافتهما مختلفتان، ويحدث التكاثف والتهاطل على طول سطح التلاقي. [3]

المراجع البحثية

1- The Editors of Encyclopaedia Britannica. (1998, July 20). Precipitation | Rain, snow, sleet & hail. Encyclopedia Britannica. Retrieved November 15, 2024

2- Shrivastav. (2024, January 11). What is precipitation, definition, process, types, classification and impact. PHYSICS WALLAH. Retrieved November 15, 2024

3- علم المياه الهيدرولوجيا .جهاد علي الشاعر .2006 . Retrieved November 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.