Skip links
ليلة مظلمة في الخارج وتظهر مجرة درب التبانة بوضوح في السماء ويوجد حولها خيوط بيضاء رفيعة

النيازك والشُهُب

الرئيسية » المقالات » الفضاء » النيازك والشُهُب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي النيازك؟

النيازك هي عيّنات صخرية قادمة من الفضاء الخارجي، بعضها عبارة عن قطع من المادة الأصلية التي تكوَّنت منها الكواكب، والبعض الآخر عبارة عن شظايا من كويكبات. عندما تهبط هذه الصخور على الأرض، فإنها توفر فرصةً غير عادية للحصول على عيِّنات بِكرٍ من أصول النظام الشمسي. [1]

عندما تكون النيازك خارج الغلاف الجوي للأرض تُسمَّى الصخور الفضائية (Space rocks) أو (Meteoroids)، والتي يتراوح حجمها من حجم حبيبات صغيرة جداً من الغبار إلى حجم الكويكبات الصغيرة. معظم النيازك عبارة عن حُطامٍ من أجسام أخرى أكبر, يأتي بعض النيازك من المذنبات (Comets)، والبعض الآخر من الكويكبات (Asteroids)، وبعضها يأتي من القمر والكواكب الصخرية الأخرى. عندما تدخل النيازك الغلاف الجوي للأرض، أو أي كوكب آخر مثل المريخ بسرعة عالية وتحترق، فإنها تُسمَّى شُهُباً (Meteors).

عندما تظهر بعض النيازك أكثر إشراقاً من كوكب الزهرة نطلق عليها “الكرات النارية” (Fireballs)، والكميات الصخرية التي تضرب الأرض كبيرة نسبياً، ويُقدر العلماء أن حوالي 48.5 طن من المواد النيزكية تسقط على الأرض كل يوم. عندما تنجو الشهب من رحلتها عبر الغلاف الجوي وتُصدَم بالأرض، يُطلق عليها اسم الأحجار النيزكية (Meteorite).

ما هي زخات الشهب؟

يمكن عادةً رؤية عدد كبير من الشهب في الساعة في ليلةٍ معينة في كل سنة، فنحصل على ما يُسمَّى زخَّاتٍ شهابيةٍ (Meteor Showers) لكن كيف تحدث؟ تمرُّ الأرض على فتراتٍ منتظمةٍ عبر درب الحُطام الترابي الذي خلفه مذنب ما، فتدخل أعداد كبيرة من الصخور بأحجام شتّى على الغلاف الجوي دفعةً واحدةً تقريباً، وتحترق وتصدر أضواءً جميلةً عندها تحصل الزخَّات الشهابية. عادةً ما يتمُّ تسمية زخَّات الشهب على اسم نجم أو كوكبة قريبة من مكان ظهور الشهب في السماء.

لعل أشهرها هي البرشاويات (Perseids)، التي تبلغ ذروتها في حوالي 12 آب من كل عام، وهي شهبٌ نابعةٌ من بقايا مذنب سويفت تتل (Swift-Tuttle) حيث سُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى كوكبة برشاوس أو المسمَّاة حامل رأس الغول، والتي تظهر وكأنها مُنبعثةٌ منها. يقع معظم حطام المذنب هذا بين حجم حبة الرمل وحبة البازلاء، ويحترق في الغلاف الجوي قبل أن يصل إلى الأرض، وفي بعض الأحيان يتمُّ التقاط غبار النيزك بواسطة طائرات عالية الارتفاع. [2]

كم مرةً تَقصف النيازك الأرض؟

تدخل الصخور الصغيرة الغلاف الجوي للأرض كل يوم تقريباً لكنها تحترق دون أن يلاحظها أحد، ولا توجد تقارير مؤكدة عن وفاة بشرية بسبب صخور من الفضاء، ومع ذلك في عام 1911، اصطدمت صخرة يبلغ وزنها 40 كيلوغراماً من المريخ، وتسبّبت في مقتل كلب في مصر، وفي أوغندا، أصيب صبي، ولكن ليس بجروح خطيرة، من نيزك صغير في عام 1992. الغالبية العظمى من سطح الأرض غير مأهولة بالسكان لذلك احتمالات سقوط شيء ما على رأس إنسان هو احتمالٌ ضئيلٌ جداً.

هل تسبِّب النيازك كوارث على الأرض؟

يُعتقد أن النيازك الكبيرة تقصف الأرض مرة كل 2000 عام. الضربة النيزكية الأكثر ضرراً في الآونة الأخيرة هي كارثة تونغوسكا (Tunguska)، وهو انفجار أدى إلى تدمير مساحاتٍ شاسعة من غابة سيبيريا في عام 1908.[3] حدث على ارتفاع 5 الى 10 كيلومترات، مما أدى إلى تسطيح حوالي 2000 كيلومتر مربع، وتفحُّم أكثر من 100 كيلومتر مربع من غابات الصنوبر في وسط سيبيريا الروسية، وتُقدَّر طاقة الانفجار بما يعادل القوة التفجيرية التي تصل إلى 15 ميغا طن من مادة تي إن تي (TNT) أقوى ألف مرة من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما باليابان.

يؤكد علماء آخرون أن سبب هذا الحدث هو نيزك كوكبي كبير ربما يبلغ قطره 50 الى 100 متر، فالبقايا الوحيدة المُحتملة لهذا الشيء التي تمَّ العثور عليها هي بضع شظايا صغيرة، كل منها أقلُّ من ملليمتر واحد، وقد تحدث شهود العيان الذين شاهدوا الحدث من مسافة بعيدة عن كرةٍ ناريةٍ تضيء الأفق، تليها أرض مرتجفة ورياح حارة قوية بما يكفي لإلقاء الناس وهزِّ المباني كما في الزلزال.

في ذلك الوقت، سجلت أجهزة قياس الزلازل في أوروبا الغربية موجاتٍ زلزالية من الانفجار. كان الانفجار مرئياً في البداية من على بعد حوالي 800 كيلومتر، ولأن الجسم تبخَّر، تبعثرت الغازات في الغلاف الجوي، مما تسبّب في سماء ليليةٍ مشرقة بشكل غير طبيعي في سيبيريا وأوروبا لبعض الوقت بعد الحدث. [4]

ما هي أنواع النيازك؟

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من النيازك:

1- النيازك الحديدية (Iron meteorites)

يُعتقد أن معظم النيازك الحديدية هي لبُّ الكويكبات التي ذابت في وقت مبكر، وهي تتكون أساساً من معدن الحديد والنيكل، فأثناء اضمحلال العناصر المُشِّعة في التاريخ المبكر للنظام الشمسي ذابت العديد من الكويكبات، وغرق الحديد الذي تحتويه بالمركز، وذلك لكونه كثيفاً ليُشكّل قلباً معدنياً.

 2- النيازك الصخرية الحديدية (Stony-iron meteorites)

تتكون النيازك الصخرية الحديدية من أجزاءٍ متساويةٍ تقريباً من معدن الحديد، والنيكل، ومعادن السيليكات (Silicate) بما في ذلك الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، والتي تُعتبر من أجمل النيازك. هناك نوعان مختلفان من النيازك الصخرية والحديدية: البلاسيت (Pallasite)، والميزوسيديريت (Mesosiderite).

البلاسيتات

تحوي على بلورات كبيرة وجميلة ذات لون أخضر زيتوني، وهو شكل من سيليكات الحديد والمغنيسيوم يُسمَّى أيضاً الزبرجد الزيتوني، فهناك عدد قليل جداً من النيازك الغنية بالزبرجد الزيتوني في حزام الكويكبات.

الميزوسيديريت

وهي مجموعة متنوعة من الصخور تتكون من شظايا مكسورة من المعادن أو الصخور المتماسكة معاً، ويبلغ حجم الشظايا حوالي السنتيمتر مكعب، وتحتوي على مزيج من السليكات والكتل المعدنية، وتتشكل عندما يختلط الحطام الناتج عن تصادم بين كويكبين معاً.

3- النيازك الحجرية (Stony meteorites)

غالبية الاكتشافات النيزكية عبارة عن نيازك حجرية، وتتكون في الغالب من معادن السيليكات. هناك نوعان رئيسيان من النيزك الصخري: الكوندريت (Chondrites)، والأكوندريت (Achondrites).

كوندريت

تعدُّ الكوندريتات التي يبلغ عمرها أكثر من 4.5 مليار سنة من أكثر الصخور بدائيةً ونقاءً في النظام الشمسي، وللكوندريت مظهر مميز مصنوع من قطرات من معادن السيليكات الممزوجة بحبيبات صغيرة من الحديد والنيكل تعطي حبيباتها التي يبلغ حجمها مليمتراً مكعب اسم Chondrites، من كلمة “Chondres” اليونانية التي تعني حبيبات الرمل، ومعظمها تكون غنيةً بالماء، والكبريت، والمواد العضوية.

الأكوندريت

وهي في الأصل كتل نارية مما يعني أنها صُهرت في مرحلةٍ ما ثم بدأت تبرد وتتبلور، تشكلت الكواكب الصخرية عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ بهذه الطريقة مما أعطاها قشوراً كوكبيةً، وعباءاتٍ، ونوىً. يمكن أن يخبرنا الأكوندريت الكثير عن البنية الداخلية، وتشكيل الكواكب بما في ذلك كوكبنا. [5]

ما هي أشهر الصخور النيزكية؟

1- الصخرة النيزكية “أبولو 15”

القادمة من القمر، والتي تمَّ جلبها من قبل رواد الفضاء الأمريكيين خلال مهمة الهبوط على سطح القمر في عام 1971، وهي حالياً معروضة في المتحف الوطني للطيران والفضاء في واشنطن العاصمة. [6]

2- هوبا (Hoba)

يقع هذا النيزك في مزرعة هوبا في ناميبيا، ولم يتمّ نقله إلى أي مكان آخر بسبب كتلته الكبيرة حيث تبلغ حوالي 60 طناً، وهو أكبر نيزك عرفته البشرية. يُعتقد أنه هبط على الأرض منذ حوالي 80 ألف عام، وفي عام 1955 تمَّ إعلانه كنصبٍ تذكاري وطني، ومنذ ذلك الحين استقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

3- أورجيل (Orgueil)

سقط هذا النيزك في فرنسا عام 1864، ويتكون هذا النيزك من حجارة صغيرة غطت مساحة شاسعة يوجد على شكل قطع محفوظة في متاحف مختلفة في أوروبا والولايات المتحدة.

4- فوكانغ (Fukang)

 تمَّ العثور عليه في الجبال بالقرب من مدينة فوكانغ الصينية في عام 2000، وهو نوع من النيزك الصخري والحديد مع بلورات الزبرجد الزيتية الجميلة، وقد تمَّ نقله في عام 2005 إلى معرض توكسون للأحجار الكريمة والمعادن.

5- ويلاميت (Willamette)

نيزك من الحديد والنيكل تمَّ اكتشافه في الولايات المتحدة بالقرب من ولاية أوريغون، وهو من أكبر النيازك الموجودة في الولايات المتحدة كما أنها سادس أكبر النيازك في العالم حيث يزن حوالي 15.5 طناً. [7]

المراجع البحثية

1- Meteorites: Messengers from Outer Space. Smithsonian National Museum of Natural History. (n.d.). Retrieved May 1, 2023

2- In Depth | Meteors & Meteorites – NASA Solarsystem Exploration. (n.d.). NASA Solarsystem Exploration.

3- Meteorites. New Scientist. (n.d.). Retrieved May 1, 2023

4- Encyclopædia Britannica, inc. (2023, March 31). Tunguska event. Encyclopædia Britannica. Retrieved May 1, 2023

 5- Types of meteorites. Natural History Museum. (n.d.). Retrieved May 1, 2023

 6- Grossman, L. (2019, December 6). Welcome to Moon Rock Central. Science News Explores. Retrieved May 1, 2023

 7- Famous meteorites throughout history. ” Prehistoric online. Prehistoric Online ” Always Evolving! (n.d.). Retrieved May 1, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.