Skip links
مجموعة من الأبقار البنية والبيضاء ترعى القشّ

النفّاخ عند المُجْترّات

الرئيسية » المقالات » الطب » الطب البيطري » النفّاخ عند المُجْترّات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

إنَّ أي اضطرابٍ في عملية الاجترار يُسبّب مشاكل هضميةً قد تؤدي لنفوق المُجْترّات خلال ساعاتٍ من الإصابة، مثل: التُّخمة، أو النفاخ، حيث تعدُّ كلاً من الإبل، والأبقار، والأغنام، والماعز من المُجْترّات.

لماذا سُمّيت بالمُجْترّات؟

سُمّيت بالمُجْترّات لأنها تجترُّ الغذاء ليخرج من تجويف الكرش نحو التجويف الفموي، وهذا ما يميزها عن باقي الحيوانات، حيث تقوم بتناول الأعلاف دون مضغٍ بشكلٍ كامل حتى يصل إلى الكرش ليبقى فترةً من الزمن، فيعمل على تخميره بواسطة الأحياء المجهرية بداخله، ومزج مكونات العلف مع بعضها بشكلٍ جيد.

ما هي آلية عمل الاجترار عند المُجْترّات؟

عند انتهاء عمل الكرش من التخمير يقوم الحيوان باجترار الغذاء نحو التجويف الفموي، للقيام بعملية مضغ الطعام بشكلٍ جيدٍ، وتسهيل عملية الهضم حتى تأخذ القوام العجيني ثم تعود للكرش، ليقوم بعملية هضمها بطريقةٍ مكروبيولوجية وبيوكيميائية بمساعدة مجموعةٍ من البكتريا المتواجدة في الكرش، والتي تعدُّ مسؤولةً عن القيام بعملية التخمُّر.

وتمثيل المواد الغذائية حيث يكون الوسط الحمضي المثالي للكرش (6،8-6،3)، وتتشكل ثلاثة أحماضٍ دهنية طيارة (حمض الخل، وحمض الزبدة، وحمض اللبن)، وهذه الأحماض تؤدي إلى ارتفاع نسبة الحموضة في الكرش لكن يتمّ المحافظة على قيمة Ph ثابتةً في الكرش بوساطة اللعاب الذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم، وامتصاص الأحماض بشكلٍ مستمر حيث يتمّ الإشراف على هذه العملية بوساطة الجهاز العصبي المركزي، ولهذه التخمُّرات الناتجة عن نشاط المكروبات من عملية الهضم نواتج أهمّها الغازات، وهي (غاز الميتان، غاز الأمونياك، غاز ثاني أوكسيد الكربون)،

ويتمُّ التخلص منها عبر عملية التجشّوء، أو عن طريق الأمعاء، وإن ارتفاع نسبة الغازات في الكرش تؤدي لظهور حالة النفّاخ، وهو من الحالات الخطيرة التي تستوجب العلاج بشكلٍ مباشر حيث أثبتت الدراسات أنه يعدُّ سبباً في نفوق 20 بالمئة في المراعي ضمن المساحات الرعوية، ومعدل النفوق سنوياً للأبقار الحلوب يقترب إلى 1 بالمئة، بالإضافة إلى ما يُسبّبه من خسارةٍ اقتصادية في إنتاج الحليب أما عند مواشي التسمين، فيعدُّ سبباً واضحاً لنفوقها.

ما هو تعريف النفّاخ؟

هو عبارةٌ عن تمدُّدٍ في جدران الكرش نتيجةً لارتفاع نسبة الغازات الناتجة عن عملية التخمُّر البكتيرية ضمن الكرش، حيث تكون هذه الغازات على شكل رغوة (غاز مع سائل) أو غازات فقط.

ما أنواع النفاخ؟

1- النفاخ الأولي (الرغوي)

تتشكل الغازات من نواتج التخمُّر التي تتمُّ بواسطة المكروبات، وتتشكل معها رغوة ينتج عنها فقاعاتٌ تمنع الغازات من الاتصال مع بعضها، وهذا الأمر يزيد من الضغط على جدران الكرش مُسبّباً تمددّه لعدم مقدرة الحيوان على القيام بعملية التجشُّوء، حيث يلعب نوع الغذاء دوراً رئيسياً في تشكل الرغوة، وخاصةً عند تناول الحيوان نباتاتٍ تحتوي على الصابونين والهيميسليلوز التي تزيد من الإرغاء.

2- النفاخ الثانوي (الغازي)

وهنا تحتبس الغازات في الكرش لسببٍ فيزيائي نتيجةً لتضيُّق أو انسداد المريء، مما يؤدي لاحتجاز الغازات ضمن الكرش، ويحدث الانسداد بسبب انسداد المريء بجسمٍ غريب، مثل: قطعة بطاطا، أو لفت كبيرة، أو تضيُّق المري بسبب إما تضخُّم الأعضاء المجاورة له، كتضخُّم العقد اللمفاوية المجاورة للمري، أو بسبب حدوث حالة عسر هضم، أو فتقٍ في الحجاب الحاجز، أو حدوث حالة كزاز. [1] [2]

ما أقسام الجهاز الهضمي لدى المُجْترّات؟

1- الفم

يعدُّ أول أجزاء السبيل الهضمي، ويحتوي على الأسنان دون قواطع في الفك العلوي فقط، حيث تتواجد وسادةٌ شحمية مع أضراسٍ في كلا الفكين، ولسان يعمل على دفع الطعام نحو البلعوم، كما يتواجد ضمن الفم مجموعةٌ من الغدد التي تعمل على فرز اللعاب.

2- البلعوم

يلي الفم، ويحتوي على عضلاتٍ تعمل على دفع الطعام من التجويف الفموي نحو المريء.

3- المريء

وهو عبارةٌ عن سبيلٍ مرنٍ يمتدُّ من البلعوم وصولاً إلى الكرش.

4- المعدة المركبة

 تتألف من أربع أقسام، وهي بالترتيب:

● الكرش: وهو التجويف الأكبر في السبيل الهضمي، والذي يعمل على تخزين الحصة الغذائية، وتعيش ضمنه الفلورا (وهي مجموعةٌ من المكروبات والبروتوزا غير الهوائية)، والتي تعمل على تخمير الغذاء، وإطلاق الغازات حيث تلعب دوراً رئيسياً في عملية الهضم.

● الشبكية: يمكن اعتبارها جزءاً من الكرش لاتصالها به، حيث تعمل على تخمير الغذاء، واحتجاز الأجسام الغريبة التي تدخل مع الغذاء، كالأسلاك أو المسامير.

● الورقية: وهي تتألف من عدة شرائح، مثل: الكتاب عن عندما يمرُّ عبرها الغذاء تعمل على امتصاص الماء منه، ومنع الأجزاء غير المهضومة بشكلٍ جيدٍ من المرور نحوها.

● الإنفحة: وهي المعدة الحقيقة التي تشبه المعدة عند باقي الحيوانات من ناحية إفراز الأحماض، والقيام بعملية هضم الطعام الذي لم يكتمل في الكرش والشبكية.

5- الأمعاء الدقيقة

وترتبط بالإنفحة، وهنا يتمُّ هضم وامتصاص المواد الغذائية الناتجة من عملية الهضم بواسطة مجموعةٍ من إنزيماتٍ تفرزها الصفراء والبنكرياس.

6- الأمعاء الغليظة

ترتبط بالأمعاء الدقيقة، وسمّيت بالغليظة لأن قطرها أكبر من قطر الأمعاء الدقيقة، وهي قسمين: الأول أعور، والثاني قولون، حيث تعمل على امتصاص الماء من الغذاء قبل إطراحه، واختزان الفضلات لحين إخراجها.

7- المستقيم والشرج

تتصل بالأمعاء الغليظة، وتعمل على طرح جميع النواتج الغذائية التي لم يتمّ هضمها مع بعض الأنزيمات، وما تبقى من عصاراتٍ هاضمة، وبعض الأغشية المخاطية التي تبطّن السبيل الهضمي. [3]

ما هي مراحل عملية الاجترار؟

تأخذ هذه العملية ما يقارب 8 ساعات، حيث تستعيد المُجْترّات الغذاء من الكرش على دفعاتٍ بسيطة لتقوم المُجْترّات بإعادة مضغها بشكلٍ جيد، وجعلها عجينية القوام ،مما يسهل عملية الهضم، حيث تتكون من أربع مراحل، وهي:

1- إعادة الغذاء من الكرش إلى تجويف الفم

تتمُّ بواسطة حركات الكرش والشبكية لدفع كمياتٍ بسيطةٍ من الغذاء المتناول نحو الفتحة الفؤادية الواقعة بين فتحة المري والكرش، بالتزامن مع الضغط السلبي الذي تقوم به الرئتين مؤدياً لغلق لسان المزمار، وانبساط عضلات المريء مع توسّعٍ في الفتحة الفؤاد ليندفع الغذاء بسهولة نحو الفم.

2- القيام بمضغ الغذاء

بعد قيام المُجْترّات ببلع الطعام المُقدّم لها بسرعة تعود لمضغه ومزجه مع اللعاب على أجزاء، حيث يأخذ وقتاً طويلاً، وتتراوح كمية اللعاب حسب نوع الغذاء من (100 -150) لتر يومياً، وذلك ليكون الوسط ملائماً لإكمال عملية التخمُّر المكروبي، ولمعادلة كمية الحموضة الناتجة من الغذاء.

3- إعادة عملية البلع

عندما يُمضغ الطعام بشكلٍ جيد، ويأخذ القوام العجيني، فإن كثافة الغذاء ترتفع، وتكون جاهزةً لنقلها إلى الكرش.

4- التجشُّوء

عملية هضم الطعام تحتاج إلى تخمُّر بواسطة المكروبات، والتي تعمل على إنتاج غازات أثناء عملها مُسببةً انطلاق ما يقارب 30 لتر غاز كل ساعة، ولابدَّ من إطلاق هذه الغازات من الفم أو عن طريق الأمعاء. [4]

المراجع البحثية

1- مسوتي, أ. (2019, October 7). النفاخ عند المجترات – SAVCO. SAVCO. Retrieved October 12, 2023

2-  بعض الاضطرابات الصحیة الناتجة عن سوء الرعایة   .  د . نزار سلیمان .(N.d.). Edu.Sy. Retrieved October 11, 2023

3- El-Haysha, M. (n.d.). الهضم والجهاز الهضمي في المجترات. ae.linkedin.com. Retrieved October 12, 2023

4- فتحي, أ ., & فتحي, أ. (2022, September 28). النفاخ عند المجترات.. أسبابه ومخاطر حدوثه وطرق تلافيها. قناة مصر الزراعية. Retrieved October 12, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.