Skip links
رجل مبتسم يرتدي بدلة سوداء اللون ويتحدث بالهاتف

ثلاث نقاط لبناء عقلية النجاح في حياتك

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات » ثلاث نقاط لبناء عقلية النجاح في حياتك

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو النجاح؟

هو القدرة على تحقيق الأهداف في الحياة مهماً كانت تلك الأهداف، وفي بعض النواحي، قد تكون الكلمة الأفضل للنجاح هي الإنجاز أو التقدم إنها ليست بالضرورة وجهة، لكنها رحلة تساعد على تطوير المهارات والموارد التي نحتاجها لتحقيق النجاح.

هناك أساليب مختلفة لتحقيق النجاح في الحياة، ولكن الاستراتيجية الأفضل قد تعتمد على ما يعنيه النجاح بالنسبة للإنسان، فإذا كان النجاح هو الأداء الجيد في العمل للحصول على راتبٍ مرتفع، فإن الأهداف والإنجازات المهنية سيكون لها الأولوية.

ومع أن النجاح المهني مهمّ، إلا أنه يتجاهل العديد من الحالات المهمة الأخرى في الحياة، كالأسرة، والعلاقات الرومانسية، وبعض النشاطات، والألعاب، وهي مجالاتٌ يسعى الناس من خلالها لتحقيق النجاح الذي يؤدي إلى السعادة، والأمان، والصحة، والمحبة.

ونظراً لأن الأهداف يتمُّ إنشاؤها ذاتياً، فإن ما يعتبره الناس نجاحاً يمكن أن يختلف تبعاً لاحتياجاتهم، وأهدافهم، وحالاتهم، وقد لا يكون هناك تركيبة مثالية من المكونات التي تضمن النجاح، ولكن هناك بعض الخطوات الأساسية التي يمكن إتباعها، ويمكن أن تحسن فرص النجاح في الحياة، والحب، والعمل، وأي شيء.

السمات العقلية السيكولوجية

تشير الأبحاث التي أجرتها عالمة النفس كارول دويك إلى وجود عقليتين أساسيتين تؤثران على كيفية تفكير الناس في أنفسهم وقدراتهم: العقلية الثابتة، وعقلية التطور.

1- العقلية الثابتة

يعتقد الأشخاص الذين يمتلكون عقليةً ثابتة أن أشياء مثل الذكاء ثابتة وغير قابلة للتغيير، كما يعتقدون أن النجاح ليس نتيجةً للعمل الجاد، بل هو ببساطة نتيجة للمواهب الفطرية، ولأنهم يعتقدون أن مثل هذه المواهب فطرية يولد الناس بها أو بدونها، فإنهم يميلون إلى الاستسلام بسهولة، وعدم مواجهة التحديات. إنهم يستقيلون عندما لا تأتي الأمور بسهولة، لاعتقادهم أنهم يفتقرون إلى المهارات الفطرية اللازمة للتفوق.

2- عقلية التطور

من ناحيةٍ أخرى، يشعر أولئك الذين لديهم عقلية التطور أنهم قادرون على التغيير، والتطور، والتعلم من خلال الجهد، والأشخاص الذين يعتقدون أنهم قادرون على التطور هم الأكثر تحقيقاً للنجاح، فعندما تصبح الأمور صعبة، فإنهم يبحثون عن طرق لتحسين مهاراتهم، ومواصلة العمل نحو النجاح. يعتقد الأشخاص ذوي العقلية التطورية أنهم قادرون على السيطرة على حياتهم بينما يعتقد أصحاب العقلية الثابتة أن الأمور خارجة عن سيطرتهم.

ما هي نقاط بناء عقلية التطور؟

1- الإيمان بأهمية الجهود

بدلاً من التفكير في أن قدراتهم ثابتة، يعتقد الأشخاص الذين لديهم عقلية التطور أن الجهد والعمل الجاد يمكن أن يؤدي إلى نموٍّ ذي معنى.

2- تعلم مهاراتٍ جديدة

عندما يواجهون تحدياً ما، فإنهم يبحثون عن طرقٍ لتطوير المعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للتغلب عليه والانتصار.

3- النظر إلى الفشل على أنه تجارب للتعلم

الأشخاص ذوي العقليات التطورية لا يعتقدون أن الفشل هو انعكاس لقدراتهم بدلاً من ذلك، فإنهم ينظرون إليه كمصدرٍ قيّمٍ للخبرات التي يمكنهم من خلالها التعلم والتحسين، فعندما لا ينجح أمرٌ ما، فإنهم يحاولون تجربة شيءٍ مختلف.

تحسين الذكاء العاطفي الخاص

إن الذكاء العام هو أحد أهمّ العوامل التي تساهم في النجاح في مجالاتٍ مختلفةٍ من الحياة، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الذكاء العاطفي قد يكون في الواقع أكثر أهمية، ويتضمن الذكاء العاطفي القدرة على فهم العواطف، واستخدامها، والتفكير فيها. لا يستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفياً فهم عواطفهم فحسب، بل فهم مشاعر الآخرين أيضاً.

ما هي طرق تحسين الذكاء العاطفي؟

1- الانتباه للمشاعر الذاتية الخاصة، والتركيز على كل شعور وأسبابه.

2- الاستماع إلى الآخرين، ولا يقتصر هذا على سماع ما يقولونه فحسب، بل يشمل أيضاً الانتباه إلى الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد.

تطوير الصلابة العقلية

تشير الصلابة الذهنية إلى القدرة على الاستمرار في المحاولة حتى في ظل مواجهة العقبات، فالأشخاص الذين يمتلكون هذه القوة العقلية يرون التحديات على أنها فرص، ويشعرون أيضاً أن لديهم السيطرة على مصيرهم، فهم واثقون من قدراتهم على النجاح، وملتزمون بإنهاء ما قاموا بالبدء به.

ما هي نقاط تحسين الصلابة العقلية؟

1- الإيمان بالذات

لا بدّ من إيقاف الحديث السلبي عن النفس، والبحث عن نقاط القوة فيها، وتوظيفها بما يخدم النجاح، والبحث عن طرق البقاء إيجابياً لتشجيع الذات.

2- الاستمرار في المحاولة

حتى عندما تبدو الأمور مستحيلةً أو تعوقها النكسات، فلا بدّ من التركيز على الطرق التي يمكن من خلالها تطوير المهارات، ومواصلة التقدم للأمام، وإحدى العادات الأساسية للأشخاص الناجحين هي النظر دائماً إلى النكسات أو الإخفاقات على أنها فرصٌ للتعلم.

3- الاعتناء بالذات

البقاء قوياً يعني أيضاً أنك تعامل نفسك بلطف. الاهتمام بالذات مع التأكد من أنك تملك الأشياء التي تحتاجها لتزدهر.

4- البحث عن فرص التطور

 إن تعلم المزيد عن الذات، وتحدي النفس لتجربة أشياء جديدة يمكن أن توفر فرصاً لاكتشاف الذات.

5- تعزيز قوة الإرادة

في دراسةٍ طويلة الأمد تابع علماء النفس مجموعةً من الأطفال الذين وصفهم معلموهم بأنهم أذكياء للغاية، ومن خلال مقارنة أداء هؤلاء الأشخاص خلال مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، وجد الباحثون أن أولئك الذين كانوا أكثر نجاحاً في الحياة يتشاركون في بعض الخصائص الأساسية أهمّها المثابرة، وقوة الإرادة.

وتميل هذه الخصائص إلى أن تكون جزءاً من الشخصية العامة للفرد، ويمكن تحسينها، وإن تأخير الإشباع، وتعلم المثابرة في مواجهة التحديات، وانتظار مكافآت العمل الجاد يمكن أن يكون في كثيرٍ من الأحيان مفتاح النجاح في الحياة.

استراتيجيات تحسين قوة الإرادة

1- التشاغل

إن تشتيت الانتباه أثناء لحظات الضعف يمكن أن يكون وسيلةً فعالةً لتجنُّب الاستسلام للإغراءات والمتابعة.

2- الممارسة

قوة الإرادة شيءٌ يمكن بناؤه، لكنه يتطلب وقتاً وجهداً، لذلك يجب وضع أهداف صغيرة تتطلب قوة إرادة لتحقيقها، وأثناء بناء القدرة لتحقيق الأهداف الصغيرة يتمّ الانتقال للعمل على أهداف أكبر بكثير.

3- التركيز على الدوافع الجوهرية

إن المحفّزات الشخصية والجوهرية هي التي تجعل الإنسان يشعر بالإلهام، وكذلك المكافآت، مثل: المال، والجوائز، والثناء، فيمكن أن تكون مفيدةً أيضاً. والكثير من الناس يشعرون بالتحفيز عندما يقومون بأشياء من أجل الرضا الشخصي. إن الدوافع الجوهرية ترتبط بالقيام بالأشياء لأنها ذات معنى أو للاستمتاع برؤية آثار العمل.

حيث أظهرت الأبحاث أن الحوافز الخارجية ممكن أن تكون أفضل لبعض أنواع الأداء، ولكن المحفزات الداخلية تكون أفضل لجودة الأداء. كما أن المحفزات الخارجية تجعل الناس يبدؤون بينما المحفزات الداخلية تجعل الناس يستمرون للحفاظ على هذه السلوكيات الجديدة.

ما هي خطوات تعزيز الإحساس بالحافز الجوهري؟

1- تحدي الذات

فالسعي وراء هدفٍ ممكن التحقيق يزيد الدافع لتحقيق النجاح، والتحديات تُبقي الإنسان مهتماً بمهمةٍ ما، وتحسن احترامه لذاته.

2- الفضول

وهو البحث عن أشياء تجذب الانتباه، وتبعث في النفس الفضول لمعرفة المزيد عنها.

3- السيطرة

لا بدّ من البحث عن طرقٍ يمكن من خلالها القيام بدور النشط لضمان بقاء الحافز الجوهري في سبيل تحقيق الهدف.

4- المنافسة

 عدم مقارنة التقدم والإنجازات مع الآخرين إلا للتحفيز والإلهام، وعدم الاستسلام.

خطوات تحديد الأهداف

الناجح يحدد أهدافه، وليس بالضرورة أن يصل إليها، ولكن لابدّ من الصبر، والتغلب على العقبات والمضي قدماً، ويتمّ ذلك كما يلي:

1- تحديد الهدف قدر الإمكان، فإن هدف تحديد 20 دقيقة في اليوم لتعلم لغة ما أجدر بالتحقيق من وضع هدفٍ عام، كتعلم هذه اللغة مثلاً.

2- تقسيم الهدف إلى خطواتٍ أفضل للتركيز والمضي قدماً نحو الهدف دون الإصابة بالإرهاق.

3- مكافأة النفس عند كل تقدم.  

ما هي السمات الرئيسية لجودة الأداء في العمل وسبل تعزيزها؟

حدد الباحثان إيان ماكراي وأدريان فورنهام السمات الرئيسية لجودة الأداء في العمل وسبل تعزيزها، وهي:

1- الضمير الحي

 أصحاب الضمائر الحية ينظرون إلى آثار أفعالهم، ويفكرون في كيفية ردّ فعل الآخرين وشعورهم، ويمكن تعزيز هذه الصفة عن طريق:

● التفكير في عواقب الأفعال.

● النظر في وجهات نظر الآخرين.

2- قبول الغموض

الحياة مليئةٌ بالمواقف غير الواضحة، والأشخاص الذين لديهم قدر كبير من إمكانات النجاح هم أكثر قدرةً على قبول هذا الغموض، وبدلاً من أن يكونوا جامدين وغير مرنين، فإنهم على استعداد للتكيف عند حدوث المستجدات. ويمكن تقبل الغموض من خلال:

● تحدي وجهات النظر وآراء وأفكار الآخرين.

● عدم الخوف من المجهول.

● الاستعداد للتغيير.

● تقدير الاختلافات.

3- القدرة على التعديل

النجاح يعتمد في كثيرٍ من الأحيان على القدرة على التكيف بسرعة مع التغيير، ويمكن تعزيز هذه القدرة على التكيف من خلال:

● إعادة صياغة المواقف الصعبة، ورؤيتها كفرصٍ للتعلم والتطور، وليست مجرد عقبات، والوقوف عندها.

● الانفتاح على التغيير، فعندما تتغير الخطط أو المواقف لا بدّ من البحث عن طرقٍ للتعامل معها.

4- الشجاعة

يجسد أنجح الأشخاص في العالم مفهوم الشجاعة، فهم على استعداد لتحمل المخاطر في سبيل تحقيق أهدافهم، وهم على استعدادٍ لمواجهة الفشل بذات الوقت، كما أنهم يستخدمون المشاعر الإيجابية للتغلب على الخوف، ويمكن تعزيز هذه السمة عن طريق:

● قمع المشاعر السلبية، والتركيز على المزيد من المشاعر الإيجابية.

● الموازنة بين المخاطر والحس السليم، فإن توخي الحذر والواقعية بحسب كل موقف يمكن أن يؤتي ثماره.

5- الفضول

معظم الأشخاص الناجحين فضوليين بشأن العالم حولهم، فهم دائماً حريصون على تعلم المزيد بما في ذلك المعرفة والمهارات الجديدة، وهذه السمة يتمُّ تعزيزها عن طريق:

● ربط المهام بالاهتمام.

● تعلم أشياء جديدة.

6- القدرة التنافسية

الناجحون قادرون على استغلال المنافسة للتحفيز، ولكنهم يتجنبون الوقوع فريسةً للغيرة، ويمكن تعزيز الشعور الصحي بالمنافسة من خلال:

● التركيز على التحسينات الخاصة بالذات.

● السعادة لنجاح الآخرين.

7- تجنُّب الإرهاق

يحدث الإرهاق عندما يتعرض الإنسان لضغوطٍ مزمنة، ويمكن أن يؤدي هذا الإرهاق إلى انخفاض الأداء، وبالتالي يعوق النجاح، ويمكن لاستراتيجيات الرعاية الذاتية، كالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وإتباع نظام أكلٍ صحي، أن تخفف من التوتر. إن معالجة الإرهاق تتطلب الوصول إلى جوهر المشكلة، وفي بعض الأحيان يجب إعادة تقييم الأهداف إذا كانت تسبّب الكثير من التوتر، أو إعادة تغيير الخطط، أو تغيير الوظائف، أو الانتقال إلى مكانٍ آخر.

عامل الدعم الاجتماعي القوي لتحقيق النجاح

إن وجود نظام دعمٍ اجتماعي قوي بأنواعه مهمٌّ لتحقيق النجاح لأنه:

1- يوفر الدعم العاطفي، والراحة، والأمان، والتعاطف المطلوب عند مواجهة التحديات.

2- يمكن لدعم التقدير أن يعزّز الثقة بالنفس، ويشجع على الاستمرار.

3- يمكن أن يوفر الدعم المعلوماتي الإرشاد، والاستشارات، والموارد الضرورية الأخرى لتحقيق الأهداف.

4- يمكن أن يساعد الدعم الملموس بطرقٍ فعالة وعملية، حيث يمكن للموجهين، والأصدقاء، وزملاء العمل، وأفراد العائلة تقديم العون، والتشجيع والنصح، والمساعدة التي تساعد على تحسين الفرص.

 في النهاية لا يوجد مقياسٌ واحدٌ للنجاح، ولا توجد إجابةٌ واحدة لكيفية تحقيق النجاح في الحياة. ومع ذلك، يمكن الاستفادة من خبرات الناجحين، وتعلم أساليب واستراتيجيات جديدة لتنفيذها في الحياة اليومية، للوصول إلى الأهداف، وتحقيق النجاح المطلوب. وأحد أكبر أسباب الفشل في تحقيق الهدف عند بعض الأشخاص هو أن ما يقومون به لا يتوافق مع قيمهم واحتياجاتهم الشخصية. [1]

المراجع البحثية

1- MSEd, K. C. (2024b, February 22). How to Be Successful in Life: 9 Psychological Strategies. very well mind. Retrieved March 20, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.