النتح – العوامل المؤثرة، وما هي أهميته؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما المقصود بالنتح؟
ينتقل الماء من النبات إلى الغلاف الجوي على شكل بخارٍ وقُطيرات ماءٍ سائلة، تسمّى العملية التي بموجبها يخسر النبات الماء على شكل قطيراتٍ سائلة (الإدماع)، بينما تسمّى العملية التي ينتقل فيها الماء من النبات للجو على شكل بخار (النتح)، حيث يُفقد معظم الماء من النبات من خلال المسامات الورقية.
يحتلُّ النتح أهميةً هيدرولوجية، حيث يمثل ذلك الجزء من ماء الهطل الذي يعود ثانيةً إلى الغلاف الجوي على شكل بخار ماء بعد مروره خلال نظام التربة، النبات، الجو ضمن الدورة الهيدرولوجية، وتتعاظم هذه الأهمية في المناطق الرطبة وشبه الرطبة. [1]
ما هي العوامل المؤثرة في عملية النتح؟
1- المناخ
يؤثر المناخ بعناصره المختلفة في عملية النتح ولا سيّما الضوء، حيث يُعزى للضوء الدور الأساسي في عملية انفتاح وانغلاق المسامات النباتية، ويُلاحظ في أغلب الحالات أن المسامات النباتية تنفتح خلال النهار وتنغلق أثناء الليل، وبالتالي تستمرُّ عملية النتح نهاراً، وتتوقف ليلاً.
درجة الحرارة
تتلقى الأوراق النباتية الحرارة بوساطة النقل، والحمل، والإشعاع، ويُستهلك قسمٌ منها كحرارةٍ محسوسةٍ في رفع درجة حرارة سطح الأوراق، ويُشعُّ قسمٌ منها، والقسم المتبقّي يُستخدم كحرارةٍ كامنة لتبخير الماء من المسامات عن طريق زيادة القدرة الحركية لذرات الماء.
ورفع قيمة ضغط بخار الماء فيها بالموازنة مع الطبقة الهوائية الرقيقة التي تحيط بها، حيث تلعب التيارات الهوائية، وحركات المزج، والاختلاط دوراً في إنقاص ضغط بخار الماء فيها، وتبعاً لذلك يحدث تدرجٌ قويٌّ في ضغط بخار الماء بين المسامات والهواء المحيط، وتزداد بالتالي عملية النتح.
الرطوبة
تلعب الرطوبة النسبية دوراً أساسياً في التأثير في كمية النتح ومعدله، فعند ازديادها في الجو المحيط يقل تدرّج ضغط بخار المار، ويقلُّ النتح، وعند انخفاضها يزداد تدرُّج ضغط بخار الماء، ويزداد النتح.
الرياح
حيث يُسرّع هذه العملية هبوب الرياح التي تعمل على كنس ذرات الماء في الطبقة الهوائية المحيطة بالمسامات، وبالتالي ينخفض ضغط بخار الماء في هذه الطبقة بالموازنة مع ضغطه داخل المسامات، وتزداد عملية النتح تبعاً لذلك، بينما يلاحظ أن سكون الهواء يؤدي إلى زيادة محتوى الطبقة الهوائية من بخار الماء، وتناقص تدرُّج ضغط بخار الماء، وبالتالي تناقص عملية النتح.
الضغط الجوي
يؤثر الضغط الجوي في عملية النتح، حيث تبيّن أن ارتفاع قيمة الضغط الجوي يؤدي إلى تقليل معدل النتح نتيجة ازدياد كثافة الهواء الجوي ضمن الطبقة الهوائية المحيطة، مما يعرقل عملية انتشار البخار ضمنها.
2- التربة
تؤثر التربة في معدل النتح من خلال كمية الماء الموجودة فيها، ومن خلال درجة تركيز الأملاح في محلولها، ودرجة حرارتها، بالإضافة إلى درجة تهويتها.
3- النبات
يختلف معدل النتح من نباتٍ لآخر بنسبةٍ ضعيفةٍ جداً تبعاً للاختلافات بين كل نوع نباتٍ وآخر من حيث الخصائص، ومساحة السطح الكلي للقشرة، والأوراق وسماكتها، ودرجة معدل امتصاص النباتات للماء يعتمد على حجم المسامات، كما أن هناك بعض النباتات التي تفتح مساماتها ليلاً، وتنغلق نهاراً. [2]
ما هي طرق قياس النتح؟
هناك العديد من الطرق المستخدمة لقياس النتح أهمّها: الطريقة الوزنية، والطريقة الحجمية أو طريقة البوتومتر، حيث يرى بعضهم أن هذه الطريقة تُعدُّ من أكثر الطرائق شيوعاً وانتشاراً. يُستخدم في هذه الطريقة حوضٌ مغلقٌ مملوءٌ بالماء يحتوي على تربةٍ كافية لنمو النبات، حيث يعرض النبات فقط للظروف الجوية، ويُضاف الماء بشكلٍ دوري حتى يكتمل نمو النبات.
يوزن الحوض في بداية التجربة (W1)، وفي نهاية التجربة (W2)، كما يقاس الماء المضاف خلال فترة النمو (W) ثم يحسب الماء المنتوح، أو الماء المُستهلك في عملية النتح (W) كما يلي: W = (W, + W) – W2 تعكس هذه القيم شروط التجربة التي تتمُّ عادةً في المخبر، ويجب تعديلها بحيث تتفق مع الظروف الحقلية السائدة.
وتُعرف نسبة النتح على أنها النسبة بين وزن الماء الممتص (خلال النظام الجذري) والمفقود من النبات إلى وزن المادة الجافة المنتجة من النبات (باستثناء وزن الجذور)، وقد وُجد تجريبياً أن قيمة هذه النسبة تتراوح بين 300 إلى 800 في المئة بالنسبة لمعظم النباتات، بينما تتراوح بين 600 إلى 800 في المئة بالنسبة لنبات الأرز. [3]
ما هي الأهمية الهيدرولوجية للتبخر-النتح؟
يُعدُّ التبخر – النتح من أهمّ العناصر المناخية في الدورة الهيدرولوجية، حيث يُعتبر بخار الماء العنصر الرئيسي إلى جانب الرياح في غالبية العمليات الضرورية لتبادل الطاقة في الغلاف الجوي، وهذه العمليات تمثل المظاهر المناخية التي تربط الأطوار المختلفة للدورة الهيدرولوجية.
يُعتمد على قيم التبخر – النتح في تقدير كمية الفائض، أو العجز المائي، أو فعالية الأمطار في الأقاليم المختلفة، إن معرفة هذه المظاهر المائية، وزمن حدوثها، وتردُّدها يُعدُّ قرينةً قويةً لصلاحية المنطقة للاستثمار الزراعي ضمن حدود إمكاناتها المائية.
يُعوّل على التبخر – النتح في تعيين جدوى مشاريع الري الحالية والمستقبلية، وفي برمجة الري، وترشيد استخدام المياه بغية توفيرها، والمحافظة على التربة من التدهور والتصحر. [2]
المراجع البحثية
1- Petruzzello, M. (2024, August 10). Transpiration | Definition, Mechanism, & Facts. Encyclopedia Britannica. Retrieved September 2, 2024
2- د. جهاد علي الشاعر .علم المياه. (2006). Retrieved September 2, 2024
3- طرق قياس التبخر( النتح) الحقيقي والكامن. (n.d.). المرجع الالكتروني للمعلوماتية. Retrieved September 2, 2024