Skip links
بقع حمراء اللون على ساق فتاة صفيرة مستلقية على الأرض وحولها بعوض

الملاريا – الوقاية، التشخيص، والعلاج المُتاح

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » الملاريا – الوقاية، التشخيص، والعلاج المُتاح

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعتبر الملاريا من الأمراض الخطيرة المهددة لحياة الإنسان، والتي تنتشر بصورةٍ رئيسية في المناطق الحارة ذات المناخ الاستوائي والأمطار الصيفية، وتصيب الملاريا حوالي 300 مليون شخص سنوياً، تؤدي إلى وفاة 400 ألف شخص منهم أغلبهم في إفريقيا.

تحدث العدوى بالملاريا عن طريق لدغ البعوض المعروف باسم (الأنفوليس) الذي ينقل طفيلي الملاريا المسمّى المتصورة (Plasmodium)، وتختلف شدة المرض، فقد يكون ذا أعراض خفيفة بسيطة، ولكن للأسف قد تكون مميتةً في حالاتٍ أخرى، وقد تحدث العدوى من مريضٍ إلى آخر بصورةٍ نادرة جداً، وأيضاً بواسطة نقل الدم، واستخدام أبر غير معقمة أو ملوثة بالطفيلي.

يكون الأشخاص المضعفين مناعياً، والحوامل، والأطفال الرضع أكثر عرضةً للإصابة من غيرهم، وكذلك المسافرين إلى المناطق الموبوءة، وبالرغم من شدة الإصابة إلا أنه من الممكن الوقاية من الإصابة، وذلك بتجنُّب لدغات البعوض، وتناول الأدوية الوقائية قبل السفر إلى الأماكن الموبوءة. [1]

ما هي أنماط الطفيليات المسبّبة للملاريا؟

كما أسلفنا سابقاً إن سبب الإصابة طفيلي أحادي الخلية (Plasmodium) ينتقل إلى الإنسان من خلال البعوض، وهناك خمسة أنماط من هذه الطفيليات التي تدعى المتصوّرات المسبّبة الملاريا، وتعتبر المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة النمطين الأكثر خطورة، حيث تشكل المتصورة المنجلية الشكل الأشدّ فتكاً، والأكثر انتشاراً في إفريقيا. أما المتصورة النشيطة، فتنتشر في المناطق الأخرى؛ بالإضافة للنمطين السابقين يوجد أيضاً المتصورة الوبالية، والمتصورة البيضوية، والمتصورة النولسية. [2] [3]

الآلية الإمراضية

قد يكون البعوض غير مصابٍ بالطفيلي، ولكن عند لدغه لشخص مصاب، فإن المتصورة تنتقل من دم المصاب إلى الغدد اللعابية في البعوضة، وبعدها تصل إلى مجرى دم الشخص السليم، وبعدها تنتقل إلى الكبد، وقد تبقى في الكبد لمدة عام لتصبح هذه الطفيليات ناضجة، وتُصيب خلايا الدم الحمراء.

وحينها تبدأ أعراض الملاريا في الظهور عند المريض؛ وتستمر هذه الحلقة بالتكرار إلا عند حدوث الوقاية والقضاء على البعوض، وقد تحدث الإصابة بالملاريا أيضاً من الأم إلى الجنين، وعن طريق نقل الدم الملوث، وكذلك الأدوات الطبية الملوثة. [4]

ما هي أعراض الملاريا؟

تتراوح الإصابة بين خفيفة وأحياناً غير عرضية إلى إصابةٍ شديدة مميتة، وتبدأ أعراض الملاريا خلال أسابيع بعد لدغ البعوضة المصابة، وقد تبقى الإصابة كامنةً لفترةٍ تصل إلى سنةٍ كاملة، وبالمجمل تتميز الإصابة بالملاريا بالشكل النوبي، حيث تكون على شكل هجماتٍ متناوبة تخفّ فيها الأعراض، وتشتدُّ، وأهمُّ هذه الأعراض: [5]

1- ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة، حيث تعتبر الحمى الشديدة التي تصل إلى 40 درجة أحد الأعراض الأساسية للملاريا، وتكون الحمّى إما نوبيةً أو مستمرة.

2- الصداع (ألم الرأس)، حيث يعاني المصابون بالملاريا من الصداع الحاد الشديد.

3- الإقياء الغثيان، وهو من الأعراض المزعجة الشديدة التي يعاني منها المصاب بالملاريا.

4- الإسهال.

5- التعب العام والأوجاع العضلية المفصلية.

6- أعراض عصبية مختلفة، كالاختلاجات، وقد تصل إلى تغييم الوعي.

7- ضخامة الأحشاء، كالكبد، والطحال.

8- السعال والزلة التنفسية.

9- في الحالات الشديدة فقر الدم الناجم عن انحلال الدم داخل الأوعية الدموية.

عوامل الخطورة

– السكن في المناطق المدارية الحارة الموبوءة.

– الإصابة عند الأطفال، وخاصةً الرضع.

– الإصابة عند الكهول.

– ضعيفو المناعة. [6]

تشخيص الملاريا

هناك عدة نقاط أساسية للوصول إلى تشخيص الملاريا: [7]

1- يعتمد ‏‏التشخيص ‏‏على القصة المرضية، والفحص السريري المفصل، وتكون الأعراض في بداية الإصابة عامةً تشبه العديد من الأمراض، كالأنفلونزا، لذلك يجب التحري الدقيق أثناء استجواب المريض، وخاصةً عند وجود قصة سفر إلى مناطق موبوءة أو قصة مخالطة لمرضى مصابين بالملاريا، لذلك يجب الاستناد إلى التحاليل المخبرية المختلفة البسيطة والنوعية ابتداءً من فحص التعداد، والصيغة، وخمائر الكبد، واختبارات التخثُّر.‏

2- الاختبارات النوعية الخاصة بالملاريا.

3- الكشف المجهري الدقيق، حيث يتمُّ الكشف عن ‏‏طفيليات الملاريا‏ عن طريق ما يسمّى “اللطاخة الدموية” حيث يتمُّ استخدام قطرة دم باستخدام ملونات معينة باستخدام المجهر.

4- الاختبارات المناعية للكشف عن المستضدات الخاصة بالملاريا، وتعتبر هذه الطريقة من الطرق السريعة في التشخيص، حيث لا تحتاج أكثر من 30 دقيقة.

5- تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)، حيث يتمُّ الكشف عن الأحماض النووية الطفيلية باستخدام البلمرة وهذه الطريقة تتميز بالحساسية إلا إنها بطيئة.

6- التشخيص بمعايرة الأضداد باستخدام إما التألق المناعي غير المباشر (IFA) أو مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA).

ما هي مضاعفات الإصابة بالملاريا؟

1- تغييم الوعي، وقد تصل إلى الغياب التام عن الوعي.

2- الاختلاجات.

3- تعب عام شديد خاصةً لدى الأطفال.

4- زلة تنفسية ونقص أكسجة مرافق.

5- الصدمة.

6- اضطرابات الكبد واليرقان.

7- البيلة الدموية.

8- النزوف العفوية.

9- القصور الكلوي. [8]

علاج الملاريا

تعتبر الإصابة بالملاريا حالة معقدة تتراوح بين الإصابة البسيطة إلى المهددة للحياة، وتحتاج إلى الاستشفاء بناءً على نوع الطفيلي الذي سبب الإصابة بالملاريا، وغالباً ما يحتاج العلاج إلى مشاركة دوائية أي استخدام أكثر من دواء بسبب مقاومة الطفيل للأدوية الموصوفة. يختلف نمط العلاج ومدته على نوع الطفيلي والعمر، الحمل ووجود المقاومة الدوائية، ويجب البدء بالعلاج مباشرةً فور تأكيد التشخيص، ويقسم العلاج إلى علاج الملاريا بالخاصة، وعلاج الأعراض العامة المرافقة، كالتجفاف، والأعراض العصبية. [9]

1- المعالجة العرضية

– الإماهة: يعتبر تعويض السوائل حجر الأساس في علاج التجفاف، ويختلف ذلك إما عن طريق الفم أو وريدياً حسب حالة المريض.

– ارتفاع الحرارة الشديد: باستخدام خافض الحرارة، متل: الباراسيتامول.

– فقر الدم الشديد بتعويض الكريات الحمراء المركزة والبلازما.

– نقص سكر الدم.

– الاختلاجات باستخدام مضادات الاختلاج.

– تدبير القصور الكلوي الحاد.

2- علاج الملاريا بالخاصة

الخيارات الدوائية الفموية المتاحة لعلاج الملاريا، وتتضمن:

● الكلوروكين (Chloroquine)، حيث يستخدم لمدة ثلاثة أيام متتالية بجرعاتٍ متناقصة، وننتقل بعده لاستخدام بريماكين الفموي لمدة 14يوماً، وذلك للوقاية من النكس، وخاصةً في حالة المتصورة البيضاوية والنشطة.

● أرتيميثير مع لوميفانترين، يعتبر الخيار المفضل في حال توافره.

● أتوفاكون مع بروجوانيل.

● كبريتات الكينين (Quinine) مع (دوكسيسيكلين أو تتراسيكلين).

● ميفلوكين.

في الحالات الحادة الشديدة يجب استخدام العلاج الوريدي.

كيفية الوقاية من الملاريا

تتمُّ الوقاية من الملاريا بالقضاء على البعوض، وكذلك باستخدام الأدوية الوقائية قبل السفر إلى الأماكن الموبوءة، بالإضافة إلى اللقاح، ومن الممكن تجنُّب البعوض عن طريق: [10]

● استخدام الناموسيات.

● استخدام طارداتٍ للبعوض.

● استخدام الوشائع.

● استخدام أغطية النوافذ، كالمناخل.

الوقاية الدوائية قبل السفر

يجب على المسافرين إلى المناطق الموبوءة بالملاريا البدء باستخدام العلاج الوقائي قبل المغادرة بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. منذ عام 2019 بدأ استخدام اللقاح بصورةٍ تجريبية، وقد أدى إلى تخفيف نسب الإصابة بحوالي 40 بالمئة بين أطفال جنوب إفريقيا، وما زالت الدراسات مفتوحة من أجل تطويره.

المراجع البحثية

1- World Health Organization: WHO. (2023, December 4). Malaria. Retrieved April 15, 2024

2- Types. (2019, January 15). Stanford Health Care. Retrieved April 15, 2024

3- CDC – DPDX – Malaria. (n.d.). Retrieved April 15, 2024

4- Phillips, M. A., Burrows, J. N., Manyando, C., Van Huijsduijnen, R. H., Van Voorhis, W. C., & Wells, T. N. (2017). Malaria. Nature Reviews. Disease Primers, 3(1). Retrieved April 15, 2024

5- Malaria – Symptoms & causes. (2023, February 9). Mayo Clinic. Retrieved April 15, 2024

6- Mosha, J. F. (2020). Risk factors for malaria infection prevalence and household vector density between mass distribution campaigns of long-lasting insecticidal nets in North-western Tanzania. Malaria Journal, 19(1). Retrieved April 15, 2024

7- Buck, E., & Finnigan, N. A. (2023, July 31). Malaria. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved April 15, 2024

8- Moawad, H., MD. (2022, July 25). Symptoms of malaria. Verywell Health. Retrieved April 15, 2024

9- Professional, C. C. M. (n.d.). Malaria. Cleveland Clinic. Retrieved April 15, 2024

10- Malaria prevention, treatment, and control strategies. (2011, March 8). NIAID: National Institute of Allergy and Infectious Diseases. Retrieved April 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.