Published in: الطب

المسمار اللحمي

Author د. سوزين بلال

Published on: 15 مارس، 2024

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

المسمار اللحمي أو مسمار القدم (Corns) حالةٌ شائعةٌ جداً في اختصاص الجلدية، وتصيب مختلف الأعمار من كلا الجنسين، وتشيع لدى النساء أكثر من الرجال، وكبار العمر أكثر من الشباب، وذلك بسبب رقة الجلد لديهم، وهي حالةٌ سليمةٌ غالباً تكون لا عرضية، تسبّب ألماً خفيفاً أو متوسطاً عند المشي، وذلك بسبب انتشارها في أخمص القدمين، ولاسيما لدى الرياضيين والعدائين.

ما هو المسمار اللحمي؟

المسمار اللحمي عبارةٌ عن تثخُّنٍ في الجلد يظهر بلونٍ أصفر مائلٍ للبني، وله قوامٌ خشن، وهو ناتجٌ عن عوامل بيئية محرضة، مثل: الضغط الناتج عن الأحذية الضيقة والتجارية، والأحذية ذات الكعوب العالية، والوقوف المستمر، أو عدم ارتداء جوارب مع الأحذية، أو المشي مع حمل أشياء ثقيلة.

مما يزيد الضغط على القدمين من الأسفل، أو القيام بالرياضات العنيفة والاحتكاك المفرط، والتسحجات الناتجة عن الأدوات المخرشة، والرضوض على القدم، والمواد الكيميائية، مثل: المنظفات، ومواد المعامل، أو المشي بقدمين حافيتين على سطوح خشنة بشكلٍ غير مدروس بغرض العلاج، أو المتعة على الرمل، أو الحجارة.

يحدث نتيجة العوامل السابقة فرط تقرُّنٍ، وزيادةٌ في انقسام وتكاثر الخلايا في الجلد لحماية طبقاته الداخلية، ويمكن أن يتشكل مسمار اللحم بفعل عوامل داخلية، مثل: بعض التشوُّهات الحاصلة في أصابع القدم، مثل: إصبع المطرقة إذ تكون السلامية الدانية معقوفةً نحو الأسفل بشكلٍ يشبه المطرقة.

فيزيد الضغط الحاصل على الجلد تحته، ويدعى التشوُّه (Hammertoe)، أو يظهر مسمار القدم لدى الأشخاص السكريين الذين يعانون من اعتلال الأعصاب، أو المصابين بالتهاب المفاصل، وغيرها من الأمراض المفصلية والعظمية المزمنة.

يمكن أن يظهر مسمار اللحم في أماكن أخرى غير أخمص القدمين، مثل: الفراغات بين أصابع القدمين، أو جانب القدم على الناحية الأنسية، وغالباً الوحشية أو تحت سرير الظفر. ^[1]

ما هي الإجراءات المنزلية التي يتبعها المريض حين الإصابة بمسمار اللحم؟

يمكن معالجة المسمار اللحمي في المنزل باتباع بعض الخطوات منها ما يكون مفيداً لبعض المرضى، مثل: ^{[2] [3]}

1- نقع القدمين لمدة ربع ساعة في مياهٍ دافئة مع وضع الملح الإنكليزي فيها (Epsom Salts)، بعد النقع في المياه يجب تنشيف القدمين جيداً بمنشفةٍ نظيفةٍ، وترطيبها بالمنتجات الطبية، ويجب تكرار هذه العملية يومياً لملاحظة النتائج.

2- ينصح باستعمال حجر الخفان المعروف (Pumice stone) والموجود في أغلب الأسواق، وهو عبارةٌ عن صخرٍ بركاني زجاجي لونه أسود، ويحتوي عدة ثقوب، ويساعد في إزالة المسمار بلطفٍ دون ترك ندبات، أما في حال وجود المسمار اللحمي بين أصابع القدمين، فيستخدم مبرد الأظافر (Emery board) الذي يصنع من الورق المقوى، أو الحديد، أو الحديد المطلي بأوكسيد الألمنيوم، أو الياقوت الأزرق.

3- يلجأ بعض الأشخاص لاستخدام الزيوت، مثل: زيت الخروع (Castor Oil) أو الفازلين الذي يعمل على تنعيم المسمار الخشن، وبالتالي تخفيف الألم مع الحرص على ارتداء جوارب مريحة لتحقيق الفائدة المثلى مع تكرار العملية كل ليلة يومياً قبل النوم.

4- توصف بعض الخيارات الدوائية، مثل: تطبيق حمض الساليسليك أو حمض الصفصاف (Salicylic acid) الذي يعمل على جعل البشرة طرية، وتخفيف القساوة الموجودة في مكان المسمار اللحمي في حال عدم الاستفادة من الطرق العلاجية المنزلية السابقة.

5- بعد تطبيق الخيارات العلاجية السابقة ينصح بارتداء جوارب وأحذية مريحة طبية، وتوجد في الأسواق أحذيةٌ مخصصة للأشخاص المصابين بالمسمار اللحمي، وهي نوعان: إما أحذية لها مقدمة واسعة (A Wider Toe Box) تسمح لأصابع القدم بالتحرك بحرية، وتمنع انضغاط الأصابع على بعضها، والنوع الآخر للأحذية لها مقدمة عميقة (A Deeper toe box) تمنع الاحتكاك بين أصابع القدم، والسطح الداخلي للحذاء.

6- يمكن للمرضى استخدام الوسادات الناعمة المخصصة لوضعها بين أصابع القدمين، وذلك للذين يعانون من المسامير اللحمية بين أصابع القدمين التي تكون مزعجة، ولاسيما إذا كانت منتشرة، وتدعى الوسادات بمبعدات الأصابع (Toe separator).

7- ينصح أيضاً بتجنُّب الوقوف لساعاتٍ طويلة، وغسل القدمين دورياً، وتجفيفها بعد الغسل، واستخدام الكريمات المطرية واللوشن (Lotion) المرطب للقدمين، والاهتمام بنظافة القدمين خاصةً لدى الأشخاص الذين يقضون ساعاتٍ طويلةٍ خارجاً في العمل، ويلعبون الرياضة.

ما الفرق بين المسمار اللحمي والدشبذ؟

لا يوجد فرق كبير بين مصطلحي الدشبذ (Callus) والمسمار اللحمي (Corns) سوى أن الدشبذ يكون عبارةً عن تثخُّنٍ في الجلد المكون من خلايا ميتة متقرنة تتشكل نتيجة تعرض السطح الجلدي لاحتكاكٍ مستمر، لذا يكون الجلد الموجود في ناحية المرفق، والركبة، وكعب القدم من أكثر الأماكن عرضةً للدشبذ، ويكون أكثر اتساعاً من المسمار اللحمي الذي يغطي مساحةً صغيرةً من الجلد، كما يختلف الدشبذ عن المسمار اللحمي أنه أكثر شحوباً، ولونه مائلٌ للصفرة، أما حوافه، فهي غير محددة، وتسبّب الألم عند الضغط عليها، أما العلاجات وآلية الوقاية والأعراض، مثل: الاحمرار، والألم، وظهور الحويصلات مكان الإصابة، فهي متشابهةٌ بينهما. ^[4]

هل للمسمار اللحمي أنواع؟

توجد عدة أنواع للمسامير اللحمية حسب قوامها وأماكن ظهورها، حيث تقسم إلى:

● المسامير الناعمة (Soft corns)، فتختلف بشكلها عن المسامير اللحمية القاسية، وتتوضّع على وجه الخصوص بين أصابع القدمين، ويوجد نوعٌ خاصٌّ يدعى المسامير البذرية (Seeded Corns)، وهي مسامير لحمية مؤلمة يتراوح قطرها من ميلي متر واحد إلى خمس ميلي مترات، وشكلها يشبه حجر الألماس تتجه قمته نحو الخارج، وهو الجزء الرئيسي الذي يسبّب الألم في حال التعرُّض للضغط الخارجي.

● المسامير اللحمية القاسية (Hard corns)، والتي تتسم بالظهور على السطوح العظمية المتعرضة للضغط المستمر.

● والنوع الأخير هو (Lister’s corn) الذي يشيع ظهوره في وحشي الإصبع الصغير للقدم نتيجة ارتداء الأحذية الضيقة. ^[5]

ما هي مضاعفات الإصابة بالمسمار اللحمي؟

عند إهمال الإصابة بمسمار اللحم في القدم أو أي منطقةٍ أخرى من الجسم يحدث تآكلٌ لطبقات الجلد حتى ينتهي بفتحة تعدُّ منفذاً لدخول الجراثيم واستيطانها، ويشكل هذا خطراً على الأشخاص المصابين بضعف المناعة، مثل: مرضى السكري، والمثبطين مناعياً دوائياً أو مرضياً، وتنتج بذلك حالة إنتانٍ والتهابٍ في الجلد وصولاً للدم، ويجدر القول إن المسمار اللحمي لا يتحول إلى ورمٍ خبيثٍ في الجلد، ولا يسبّب السرطانات، ولا توجد مضاعفات كثيرة مهددة للحياة. ^[6]