المدارس الخاصة والمدارس العامة الحكومية – ما هي عوامل اختيارها؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعمد الآباء دائماً لاختيار المدرسة الأفضل لأولادهم ومستقبلهم، وعندما يتعلق الأمر بالتعليم، يكون الاختيار بين المدارس الخاصة والمدارس العامة، ويقع الاختيار بعد دراسة عدة عوامل، بالإضافة إلى إيجابيات وسلبيات كل من هذه المدارس.
ما هي المدارس العامة الحكومية؟
هي المدارس التي يتمُّ توفيرها من خلال التمويل الحكومي من قبل الدولة، والنسبة الأكبر اليوم من الطلاب يذهبون إلى المدارس العامة، فوفقاً لتقريرٍ خاصٍّ نشره المركز الوطني للإحصاءات، إن عدد المدارس العامة التي توفر التعليم للطلاب أكثر بكثيرٍ من نظيراتها الخاصة.
ما هي المدارس الخاصة؟
تشهد حركة المدارس الخاصة زحفاً كبيراً في العديد من الدول، فهي تقدم برامج متخصصةً بوسائل تعليميةٍ متطورة، وأساتذةٍ مختصين مؤهلين، وفصولاً بأعدادٍ قليلة، ويديرها عادةً مجلس إدارةٍ يتواصل بشكلٍ دوري مع أولياء الأمور، وينجذب العديد من أولياء الأمور إلى المناهج البديلة، والميزات الكثيرة التي تقدمها المدارس الخاصة، فالمدارس الخاصة تقدم مزيداً من الدورات الدراسية لمادة اللغة الإنكليزية، وعلوم الحاسوب، ومزيداً من الاختبارات الدورية المرحلية لكافة المواد الدراسية.
ما هي العوامل التي تلعب دوراً في اختيار المدارس العامة أو الخاصة؟
1- السمعة الأكاديمية والإعداد للكلية
تختلف المدارس بشكلٍ كبيرٍ في سمعتها الأكاديمية، فهناك مدارس رائعة، وهناك مدارس تقدم أداءً تحت المستوى، لذلك تلعب السمعة دوراً كبيراً عند التفكير في اختيار المدارس الخاصة أو العامة، وتختلف أنظمة المدارس الخاصة عن أنظمة المدارس العامة، وأغلب التلاميذ عادةً يلتحقون بالمدارس العامة القريبة من موقع سكنهم، وتتمتع المدارس الخاصة عموماً بسمعةٍ أكاديميةٍ أكثر صرامةً، وفيما يتعلق بالسمعة الأكاديمية، يجب أن تركز المدرسة على الإعداد للكلية، ففي نظام المدارس العامة تختلف النسبة المئوية للطلاب الذين يلتحقون بالجامعة، وهنا لابدّ من التركيز على المدرسة التي تقوم بالإعداد الصحيح للكلية.
2- حجم المدرسة وحجم الفصل
يمكن ربط حجم المدرسة وحجم الفصل بقدرة المدرسة على تنفيذ أهدافها الأكاديمية، لأن المدرسة الكبيرة جداً تصبح إدارتها مرهقة، وقد يقع الطلاب والبرامج في فوضى الزحام، وفي ذات الوقت المدرسة الصغيرة جداً قد لا يكون لديها ما يكفي من المال لدعم البرامج المتخصصة، كما يلعب حجم الفصل وعدد الطلاب، الذين سيكون المعلم مسؤولاً عنهم، عاملاً آخر يجب على الآباء أخذه بعين الاعتبار عند التفكير في المدارس الخاصة أو المدارس العامة. عادةً كل ما كان عدد الطلاب في الفصل أقل زاد الاهتمام الذي يتلقاه كل طالبٍ على حدة.
3- قواعد السلامة
تعدُّ السلامة في المدرسة والبيئة المدرسية العامة عاملاً آخر يعتمده الآباء لتقرير ما إذا كانوا يريدون إبقاء أطفالهم في المدرسة العامة أو نقلهم إلى مدرسة خاصة، وتتمتع العديد من المدارس العامة ببيئاتٍ آمنةٍ تماماً، ولكن في بعض المناطق التعليمية قد يكون الأطفال أكثر أماناً في المدارس الخاصة، لأن المدارس الخاصة عموماً تلتزم بقواعد السلامة والأمان أكثر، كما أن للمدارس الخاصة الحق في اختيار الطلاب الذين يرغبون في التسجيل فيها، للحفاظ على بيئة الفصل الدراسي الأكثر أماناً.
4- برامج خاصة
تؤثر البرامج الخاصة على الآباء عند التفكير في التعليم الخاص مقابل التعليم العام، وذلك نظراً لأن المدارس العامة تتحمل مسؤولية تعليم جميع الطلاب، فهناك مدارس عامة حكومية ببرامج خاصة، ومعلمين خاصين لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المتعددة سواءً كانت أكاديميةً، أو تنمويةً بطبيعتها.
المدارس الخاصة، من ناحيةٍ أخرى ليس لديها مثل هذا الالتزام، وعلى الرغم من أن بعض المدارس الخاصة قد يكون لديها برامج خاصة للموهوبين، إلا أنها نادراً ما يكون لديها برامج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا إذا كان هذا هو ما تتخصص به هذه المدرسة بشكلٍ خاص. كما أن هناك أيضاً أنواعٌ أخرى من البرامج الخاصة، مثل: البرامج المتخصصة في الفنون، أو العلوم، أو التكنولوجيا، أو المجال المهني والتقني، أو البرامج العسكرية والداخلية، وغيرها.
5- التكاليف
تعدُّ التكلفة عاملاً مهماً آخر يؤثر على قرار اختيار المدرسة، لأن المدارس الخاصة تفرض رسوماً دراسيةً، بينما يتمُّ تقديم التعليم في المدارس العامة الحكومية مجاناً، وبالنسبة للعديد من الآباء، هذا هو العامل الأصعب.
6- التربية الدينية والأخلاقية
يلعب التعليم الديني أو الأخلاقي في البيئة الأكاديمية للطفل دوراً كبيراً في اتخاذ الآباء القرار بشأن إرسال أطفالهم إلى المدارس العامة أو الخاصة، وبشكلٍ عام لا يلعب التعليم الديني والأخلاقي دوراً في التعليم العام، فالمدارس العامة ليست تابعةً دينياً، ولكن العديد من المدارس الخاصة تابعة دينياً.
7- الموقع
يعدُّ الموقع عاملاً مهماً أيضاً عند التفكير في تسجيل الأطفال في المدرسة، فالمدارس العامة متوفرة في كل المدن، وأغلب المناطق، ولكن هناك مناطق ليست ضمن منطقة تقسيم المدارس العامة، وهناك لابدّ من التفكير، إما بالانتقال للسكن في منطقةٍ قريبةٍ من المدرسة العامة المرغوبة، أو تسجيل الأولاد في المدارس الخاصة التي يقع معظمها في المدن المركزية الكبيرة، وبعضها في الأطراف الحضرية.
8- الأيديولوجيات أو النظريات المُعتمدة
تقدم المدارس العامة برنامجاً عاماً مصمّماً للجميع، حيث يتضمن عادةً الرياضيات، واللغة الإنكليزية، والقراءة، والكتابة، والعلوم، والتاريخ، والتربية البدنية، بالإضافة إلى ذلك، هناك برامج في الموسيقى، والفن، واللغات، والتكنولوجيا، والتعليم المهني أيضاً، أي ما يتعلمه الطلاب تقرره الدولة. كما يتمُّ قياس التعلم من خلال اختباراتٍ موحدة، ويتمُّ طرح المحتوى ومعايير الإنجاز الدنيا في كل دورةٍ مقدمةٍ في المدارس العامة من قبل الدولة، ويجب على كل طالبٍ تحقيق المعيار المحدد للنجاح قبل الحصول على وثيقة النجاح.
بينما تتمتع المدارس الخاصة بالمرونة اللازمة لإنشاء برامج متخصصة للطلاب، فقد تستخدم الفن، أو وسائل تعليمية إيضاحية متطورة في جميع الفصول الدراسية، أو تأخذ الطلاب في رحلاتٍ خارجيةٍ تعليميةٍ ميدانية، ويمكنهم إنشاء مناهجهم الدراسية، وأنظمة التقييم الخاصة بهم على الرغم من أن الأغلب يختارون استخدام الاختبارات الموحدة، لأنها تعطي نتائج تقييمٍ عادلة، وعادةً ما يكون أداء طلاب المدارس الخاصة أعلى من نظرائهم في المدارس العامة في اختبارات التحصيل الوزارية الموحدة للشهادتين الإعدادية والثانوية، كما تظهر نتائج التقييم الوطني. [1]
نظام الدعم المالي للمدارس
تعتمد المدارس العامة على الأموال الحكومية، بينما تعتمد المدارس الخاصة بشكلٍ أساسي على الرسوم الدراسية، والأموال القادمة من مصادر غير عامة، مثل: المنظمات الدينية، والأوقاف، والمنح، والتبرعات الخيرية.
حجم المدرسة وحجم الصف
يبلغ حجم المدارس العامة في المتوسط ضعف حجم المدارس الخاصة على الأقل، ويرتبط ذلك عادةً بالكثافة السكانية للمناطق المحلية، وبالطبع إن حجم المدرسة الأصغر قد يرتبط ببيئةٍ أكاديميةٍ أكثر تحكماً. معدل حجم الفصل في المدارس العامة أكبر منه في المدارس الخاصة، وحجم الفصل الفعلي هو نسبة عدد الطلاب إلى المعلمين، ويختلف هذا عن العدد الفعلي للفصول الدراسية، لأن المدرسة قد يكون لديها معلمون مساعدون يساعدون في إعداد البرامج، والمساعدة في الدورات الدراسية الخاصة، وتصحيح أوراق النشاط الشهري، وغير ذلك من المهام، فالطفل يتعلم بشكلٍ أفضل في بيئةٍ أصغر، والمدرسة الخاصة توفر ذلك، ولكنه يعمل بشكلٍ جيد في مجموعاتٍ أكبر، وهنا تكون المدرسة العامة هي الحلُّ الأمثل.
كفاءة المعلمين
المعلمون في المدارس العامة مُعتمدون من الدولة، أي أنهم خضعوا للتدريب الذي تطلبه الدولة بما في ذلك تدريس الطلاب، والدورات الدراسية، ويشترط عليهم أن يكونوا حاصلين على شهاداتٍ جامعية، وأن يكونوا مرخصين من قبل الدولة، ويتمُّ تعيين المدرسين الحاصلين على الأقل على درجة البكالوريوس في مجال الموضوع الذي يدرسون فيه، ويكونون معتمدين من الدولة، وإذا لم يكونوا حاصلين على درجةٍ علميةٍ في مجال موضوعهم، فيجب عليهم إثبات الكفاءة في مجال التدريس من خلال عدة أمور أخرى، كشهادات الخبرة، وغيرها.
بعد الانتهاء من فترة الاختبار، يتمُّ منح المعلمين تثبيتاً بموجب القانون، ولا يمكن للمدارس العامة إنهاء عقود معلميها فجأة، ولا يمكن فصلهم من العمل إلا بعد جلسة استماعٍ علنية يتمُّ فيها إثبات تهم عدم الكفاءة أو سوء السلوك. من ناحيةٍ أخرى، قد لا يُطلب من معلمي المدارس الخاصة الحصول على شهادات، ولكن غالباً ما يكون لديهم خبرة، ودرجة علمية في الموضوع الذي يقومون بتدريسه، والمدارس الخاصة لديها قوانينها الخاصة، ومتطلباتها الخاصة من الموظفين. كما يمكن للمدارس الخاصة إنهاء فترات عمل مدرسيها فجأةً، ودون أسباب، فهي حرةٌ في التعامل مع شؤون الموظفين.
الالتزامات
إن المدارس العامة الحكومية ملزمةٌ بموجب القانون بتعليم جميع الأطفال، وبذلك يتوجب عليها قبول أي طالبٍ مقيمٍ يتقدم إليها بغضّ النظر عن الجنس، أو العرق، أو الانتماء الديني، أو الوضع الاقتصادي، أو الاجتماعي. كما يمكن للمدارس العامة أن تطرد الأطفال إذا كان سلوكهم مزعجاً للغاية، ولكن نظام المدارس العامة عادةً ما يكون لديه مدارس بديلة يلتحق بها هؤلاء الطلاب، بينما المدارس الخاصة غير ملزمةٍ بأي قوانين تتعلق بالقبول، ولذلك فإن القبول في المدارس الخاصة تنافسي.
كما أن المدارس الخاصة غير مطالبةٍ بتقديم برامج تعليمية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها غير ملزمةٍ بإبقاء الطالب مسجلاً إذا كان سلوكه يخلّ ببيئة المدرسة أو كان تقدمه الأكاديمي غير مقبول، فعندها يمكن طرده، كما يتمّ تحديد شروط التخرج للمدارس الخاصة من قبل كل مدرسة، ولا تخضع لأي تعليماتٍ حكومية.
في المدارس الحكومية يتمُّ قبول جميع الطلاب المتقدمين بعد استيفاء شروط التقديم أصولاً، أما في المدارس الخاصة، فيجب على الطلاب التقديم، ومن ثم تتمّ دعوتهم للتسجيل في حال الموافقة عليهم بعد دراسة وضعهم.
التكلفة
تعدُّ التكلفة عاملاً مهماً آخر يساعد في تحديد نوع المدرسة التي يرغب الآباء في إرسال أطفالهم إليها، فالتعليم العام مجاني ومعفي من أية رسوم. من ناحيةٍ أخرى، لا تتلقى المدارس الخاصة عائداتٍ ضريبية، بل يتمّ تمويلها من خلال الرسوم الدراسية، والتبرعات، والمنح الخاصة، ولذلك فإن المدارس الخاصة تكلف أكثر من المدارس العامة، وفقاً للرابطة الوطنية للمدارس المستقلة.
مزايا الطلاب
يختلف الطلاب في القدرات، والكفاءة في اللغة الإنكليزية، والمدارس العامة أكثر احتمالاً من المدارس الخاصة على احتوائها طلابٍ من الأقليات، والأصول، والبيئات المختلفة.
الحكم
تخضع المدارس العامة للقوانين المحلية بما في ذلك التفاصيل حول التمويل، وتطوير البرامج، والمناهج الدراسية، بينما لا تخضع المدارس الخاصة للعديد من اللوائح الحكومية، مثل: المدارس العامة، كما لا تخضع لقيود ميزانيات التعليم الحكومية، وتتمتع بمزيدٍ من الحرية في تصميم المناهج والتدريس.
دور المعلم ومهامه
وتتضمن مهام تتعلق بطرائق التدريس، مثل: اختيار تقنيات التدريس، وتقييم الطلاب وتصنيفهم، وتأديب الطلاب، واختيار محتوى المقرر الدراسي، ومهارات التدريس، واختيار الكتب، والمواد الدراسية.
خاتمة
إن الاختيار بين المدرسة الحكومية أو المدرسة الخاصة يجب أن يتمّ بعد التفكير في العوامل الآنفة الذكر، والموازنة بين هذه العوامل، وتحديد ما هو مهمّ، وتقدير التكلفة الإجمالية لدراسة الإمكانيات المادية ثم اختيار المناسب. [1]
المراجع البحثية
1- , G. (2023, May 2). Public School vs. Private School. public school review. Retrieved January 24, 2024