Skip links
مركبة فضائية جانب القمر ويظهر من خلال نافذتها الدائرية سفينتين فضائيتين تسيران بسرعة

المحطة الفضائية القمرية، نقطة انطلاق نحو الكون

الرئيسية » الفضاء » المحطة الفضائية القمرية، نقطة انطلاق نحو الكون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

لم تستطع البشرية إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من تطوُّر القدرات التقنية من إنشاء محطةٍ فضائيةٍ بعيدةٍ بما فيه الكفاية لكي تشكل محطة تفقدٍ وإمدادٍ للرحلات البعيدة المُتجهة نحو المريخ أو القمر، إلا أن ذلك قد يتغير مع إطلاق المحطة الفضائية القمرية (Lunar space station).

ما هي المحطة الفضائية القمرية Lunar space station؟

هي محطة فضائية بشرية مشابهة للمحطة الفضائية الدولية (International space station) إلا أنها تتميز عن المحطة الدولية بكونها ستدور ضمن مدارٍ بيضويّ أبعد بكثير عن الأرض حول القمر، في أقرب نقطة ستصبح على بعد 1500 كم فقط من القمر، وتبعد عن القمر في أبعد نقاط مدارها حوالي 70000 كم،

وبسبب هذا المدار ستشكل المحطة نقطةً ممتازةً لدراسة علوم الفضاء حيث سيستطيع رواد الفضاء من خلالها استكشاف الكون أو دراسة الفيزياء الكونية إلا أن أهمّ ما سيتحقق بفضل المحطة الفضائية الكونية هو أنه بفضلها ستصبح الرحلات البشرية نحو القمر أو المريخ ممكنةً وسهلةً نسبياً. [1]

يستطيع الإنسان حالياً العيش على القمر لمدةٍ لا تتجاوز عدة أيام، وقصر هذه المدة يعود بشكلٍ رئيسي لقلة الموارد الممكن نقلها أثناء الرحلة، الأمر الذي يجعل فكرة الزيارة المدنية غير الرسمية للقمر أمراً مستحيلاً ومرتفع الكلفة لأنه سيستوجب بناء جسور إمدادٍ مستمرةٍ للقمر الأمر الذي سيجعل زيارة القمر أمراً صعباً،

لكن في حال نجاح إطلاق محطة الفضاء القمرية، فمن المفترض أنه سيتمكن البشر من العيش على القمر لمدةٍ غير محدودة، فحينها سيتوفر مركز إمدادٍ مستمرٍّ، وسيكون الوصول إليه أسهل بكثير من الوصول المستمر للقمر، كما أن المحطة ستُعتبر نقطة توقفٍ للمركبات الفضائية المُتّجهة لما هو أبعد من القمر للتزود بالوقود والموارد مما سيخفف من المواد المحمولة في المركبة قبل إقلاعها الأمر الذي سيؤدي بالنتيجة لجعل حلم البشرية بالحياة على المريخ أمراً ممكناً.

كيف سيتمُّ بناء المحطة الفضائية القمرية؟

بالمقارنة مع المحطة الفضائية الدولية سيشكل حجم المحطة الفضائية القمرية نسبة ما يقارب ⅙ فقط، عند إطلاقها ستحتوي على حجرة ركابٍ أسطوانيةٍ صغيرةٍ (بأبعاد 2×2 متر )، وهذه الحجرة الصغيرة صغيرةٌ لدرجة أنه من غير الممكن الوقوف داخلها، وهي الحجرة الوحيدة التي سيستطيع فيها رواد الفضاء التحرك، والتي سيشاركها جميع رواد الفضاء داخل المحطة. [2]

أحد العقبات التي ستواجه بناء هذه المحطة هي المدار المُبتعد للمحطة عن الأرض حيث سيكون من المستحيل إرسال المحطة بأكملها على متن أحد المركبات الفضائية من الأرض، بل يجب تجميع المحطة بأكملها في الفضاء، وذلك عبر تجميع الأجزاء الرئيسية ثم إضافة الأقسام الأخرى، وذلك في الفضاء بشكلٍ كاملٍ بالاعتماد على برنامج (Artemis)، والذي يتضمَّن إرسال سبع رحلات تحمل كل منها أحد أقسام المحطة ليتمّ تركيبها تباعاً، وذلك ابتداءً من عام 2024 حتى عام 2031 ليتمّ حينها إكمال بناء المحطة بجميع أقسامها. [3]

من الجدير بالذكر أن مشروع المحطة الفضائية القمرية لا يزال في مرحلة التخطيط، وقد خضع التصميم الحالي للعديد من التعديلات، والمواعيد الحالية (كما هي العادة) قد تخضع للتأخير أو التأجيل.

هل من الممكن إلغاء مشروع المحطة الفضائية القمرية؟

هذا السؤال قد تمَّ طرحه بالفعل لمراتٍ عديدةٍ لما تعرَّض له من المشروع من انتقادٍ من قبل العديد من الشخصيات والجهات البارزة في مجال الفضاء الأمر الذي جعل إلغاء مشروع المحطة الفضائية القمرية أمراً محتملاً في 2019. بغضّ النظر عن الاعتبارات السياسية حظي المشروع بدعمٍ قويّ من مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس)، وكثير من هذه الانتقادات تركزت على أن المحطة يجب أن تكون إما ضمن مدار أقرب من القمر أو يتمَّ بناء المحطة بشكل كامل على سطح القمر.

وذلك بالتعاون مع العديد من الشركات الخاصة، والتي كانت بالفعل تعمل على تطوير مركبات فضائية قد تساعد في تحقيق ذلك الهدف (مثل: شركة Spacex وBlue origin وغيرها)، وقد وصل حدُّ الانتقادات لوصف المشروع هندسياً بأنه (أحمق) من قبل المُشرف السابق في شركة ناسا Michael Griffin، والذي رأى أنه يجب بناء محطة فضاء على سطح القمر قبل التفكير بإنشاء محطة فضائية تدور حول القمر. [4]

ويُضاف إلى ذلك أنه وبسبب توضُّع المحطة الفضائية القمرية بعيداً عن الأرض فإن رواد الفضاء الذين سيعملون ضمن هذه المحطة سيكونون على تعرِّض مستمر وثابت للعديد من الإشعاعات الشمسية والكونية التي لا يتعرَّض لها رواد الفضاء عادةً ضمن محطة الفضاء الدولية (لأنها تقع ضمن المدار الأرضي الأدنى، والذي يمنع وصول معظم هذه الإشعاعات) الأمر الذي قد يشكل تهديداً صحياً على حياة رواد الفضاء داخل هذه المحطة.

هذه الانتقادات وغيرها من الانتقادات دفعت وكالة ناسا إلى نشر ورقة تحت عنوان “why gateway” واجهت فيها جميع هذه الانتقادات، وأكدت على أن المكاسب التي ستحققها هذه المحطة تفوق بشكلٍ كبير مخاطرها، وأن فكرة بناء محطة فضاءٍ على سطح القمر أو في المدار الأقرب من سطح القمر هو عمليةٌ مكلفةٌ للغاية مقارنةً بالتكلفة المُتوقَّعة للمحطة الفضائية القمرية، وأن مدار المحطة الفضائية القمرية هو المدار الأمثل لتحقيق الفائدة القصوى من هذه المحطة. [5] [4]

مازال الانتظار سيّد الموقف بخصوص هذه المحطة التي اقترب موعد إطلاق أولى أجزائها في 2024 بما تحمله من إمكانات تسمح للبشرية للمرة الأولى بغزو القمر وحتى المريخ.

المراجع البحثية

1- Dvorsky, G. (2023, April 5). What to Know About Lunar Gateway, NASA’s Future Moon-Orbiting Space Station. Gizmodo. Retrieved

2- Pultarova, T. (2023, January 8). NASA’s moon-orbiting space station will be claustrophobic, architect says. Space.com. May 19, 2023

3- Clark, S. (2022). NASA’s Lunar Gateway: The plans for a permanent space station that will orbit the Moon. May 19, 2023

4- Dvorsky, G. (2023, April 5). What to Know About Lunar Gateway, NASA’s Future Moon-Orbiting Space Station. Gizmodo. May 19, 2023

5- Berger, E. (2019, May 2). Facing 2024 deadline, NASA issues a report defending the Lunar Gateway. Ars Technica. May 19, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.