Skip links
ورقة شجر ذات لون بني محمّر

المتورقة الكبدية – ما هي الأعراض عند الإنسان والحيوان؟

الرئيسية » الطب » أمراض » المتورقة الكبدية – ما هي الأعراض عند الإنسان والحيوان؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الخضروات الورقية، كالجرجير، والنعناع، والبقدونس، وغيرها من الخضار التي يتناولها الإنسان بكثرة، وبشكلٍ يومي وهي نيئة، لكن عند عدم الالتزام بتعقيمها فهي تعدُّ بوابةً خطرةً لانتقال الأمراض المشتركة بين الإنسان والمُجْترات، ومنها مرض المتورقة الكبدية.

وتلعب العدوى دوراً ثنائياً، ويتمكن كل من الإنسان والمُجْترات المصابين في نشر بيوضها مع البراز محدثةً تلوثاً في المسطحات المائية، وعند سقاية الخضروات الورقية بالمياه الملوثة، يصل الطور المعدي لهذه الخضروات التي قد لا تتعرض للتنظيف والتعقيم بشكلٍ مناسب، فتؤدي إلى حدوث العدوى.

حيث أدرجتها منظمة الصحة العالمية من الأمراض المهملة التي يجب العمل على مكافحتها، وهي من الأمراض ذات الانتشار في جميع دول العالم، وضمن دراسةٍ وبائيةٍ استمرت حتى تسع سنوات من2010 وحتى 2019 أوضحت أن نسبة انتشارها في قارة أسيا تتراوح بين 0،66 إلى88،7 بالمئة.

وتوجد أنواعٌ أخرى من الديدان الكبدية تنتقل عبر (الخضار، القشريات، الأسماك النيئة)، وعند إصابة الإنسان عن طريق تناول الطور المعدي مع الطعام نلاحظ هجرة اليرقات من الأمعاء إلى الكبد والاستقرار ضمنه، حيث تعدُّ من الديدان المعمرة.

وسمّيت بالمتورقة لأنها تشبه ورقة الأشجار ذات لونٍ بني محمر، وتحتاج دورة حياتها إلى ثويين الأول هو الحلزون، والثاني إما المُجْترات أو الإنسان، وعند حدوث الإصابة عند المُجْترات بكثرة خاصةً في فصل الربيع، واعتدال المناخ مسبّباً ضعفاً وهزالاً قد ينتهي بانخفاضٍ مناعيٍّ شديد، وحدوث إجهاض أو ولادة مواليد هزيلة مسبّبةً خسائر اقتصادية جسيمة.

تعريف المتورقة الكبدية

تعدُّ من الأمراض المشتركة الطفيلية ذات المنشأ الحيواني، وتنتمي إلى جنس المتورقة منتشراً في جميع دول العالم عدا القطبين، وتتميز بدورة حياةٍ معقدة تحتاج بها إلى أكثر من ثوي، حيث تنقسم إلى عائلتين الأولى عائلة المتورقة، وتضمُّ المتورقة الكبدية، والمتورقة العملاقة، والتي تحتاج إلى ثويٍ متوسط الحلزون، وثويٍ نهائي من الثدييات إما إنسان أو مُجْترات.

والثانية هي عائلة متفرعة المعي المغصنة، وهي الأقل انتشاراً، حيث تحتاج إلى ثلاثة أثوياء، الحلزون، والنمل، ثم الثدييات إما الإنسان أو المُجْترات، حيث يصيب كلا العائلتين مجموعةً واسعةً من الحيوانات، منها الأبقار، والأغنام، والماعز، والخيول، والجاموس، والجمال، والغزلان، والحمير، والبغال، كما يلعب دوراً رئيسياً في انتشارها وجود حلزونٍ من نوع (Lymnaeid) الذي يعدُّ الثوي المتوسط لانتقال المرض. [1]

العامل المُسبّب

تعرّف المتورقات الكبدية بأنها على شكل ورقة الشجر ذات لونٍ بني محمر، وهي من الديدان الخنثى التي تمتلك خصىً متفرعة في الجزء الخلفي، والرحم يتوضع بين الخصى والمحجم البطني، حيث تفضل القنوات الصفراوية والمرارة بشكلٍ أساسي عند إصابتها الأثوياء النهائيين، مسبّبةً التهاب كبدٍ طفيلي.

وتحدث الإصابة عن طريق مياه الشرب أو عن طريق تناول الأعشاب الملوثين بالطور المعدي، أما عائلة المتورقة الكبدية، فهي نوعان (المتورقة الكبدية، المتورقة العملاقة)، وتعدُّ المتورقة الكبدية هي الأكثر انتشاراً في العالم أما المتورقة العملاقة تنتشر بشكلٍ أكبر في قارتي أسيا وأفريقيا.

الصفات الشكلية لعائلة المتورقة الكبدية

تتشابه المتورقة الكبدية مع المتورقة العملاقة إلا أن المتورقة العملاقة تتميز بأنها أطول وأضيق على شكل حرف U، والأكتاف أقل بروزاً، والمحجم البطني كبير، أما المتورقة الكبدية، فتمتلك الشكل البالغ جسماً يشبه ورقة الشجر على شكل الحرف V.

ويمتلك كلا الشكلين فماً من الأمام على شكل مخروط، وزوجاً من الأكتاف، كما تمتلك الديدان محجمين تمكنها من التعلق، وهما المحجم الفموي والمحجم البطني لتتمكن من الاستقرار في القنوات الصفراوية، كما تغطي الأشواك ضمن صفوفٍ منتظمة متجهةٍ للخلف حتى منتصف الظهر وثلثه بطنياً.

كما تمتلك جهازاً عصبياً يتألف من عقدتين بسيطة وزوجٍ من الجذوع الطويلة الناشئة عنها، أما الجهاز الهضمي، فهو يمتلك فماً، وبلعوماً، ومريئاً، وزوجاً من الأعين المعوية تحتوي بداخلها على عددٍ كبيرٍ من الخلايا الهدبية، ويتمكن من مرور المواد الغذائية عبر الأنبوب الهضمي منتهيهً بالإطراح، كما تمتلك مجموعةً من الغدد المُحّية متوزعةً على جانبي الجسم حتى نهايته. [2]

دورة حياة المتورقة الكبدية

تمتلك دورة حياةٍ معقدة، حيث تتطلب ثوياً متوسط الحلزون (Lymnaeid) وثوياً نهائياً من الثدييات، حيث نلاحظ في المناطق الاستوائية استمرار حدوث الإصابة طيلة السنة، لكنها تتناقص بشكلٍ ملحوظٍ في فصل الشتاء، حيث تبدأ دورة حياتها عندما تتواجد الديدان الناضجة في كبد الأثوياء النهائيين (إنسان، مُجْترات).

تطرح الديدان الناضجة المستقرة في القنوات الصفراوية البيوض عبر البراز، وعند تبرّز الحيوانات في المراعي، وتبقى عدة أشهر في الروث الرطب على قيد الحياة ليتطور داخلها (Micracidum) اليرقة المهدبة ثم يخرج عند توفر الظروف البيئية المناسبة عند درجة حرارة (22 -10) درجة مئوية خلال (19-12) يوماً، ويسعى هذا الطور للوصول إلى الثوي الأول الحلزون خلال 24 ساعة من خروجه من البيضة، ويخترقه عبر الأنزيمات الحالة، ويستقر ضمن كبده متحولاً إلى كيسية بوغية (Sporocystes).

وتفقد اليرقة أهدابها، ويتشكل داخلها الكرات الإنشائية المولدة للريديات (Rediea)، ويتطلب هذا الطور مدةً تتراوح 6 أسابيع ضمن الحلزون ثم يطرح الحلزون طور السركاريا (Cercaria) محولاً كل ريدية واحدة إلى 15-35 سركايا، لينتقل إلى الأعشاب الرطبة، ويلتصق بها.

ويتحول إلى طور ميتاسركاريا (Metacercaria)، وهو الطور المعدي بسبب قدرته على مقاومة الظروف الخارجية، وعند دخوله عبر الفم مع الماء أو الغذاء، فإنه يحدث إصابةً عند وصوله إلى الإثني عشر في الأمعاء يخترقها مع غشاء البريتوان وصولاً إلى محفظة الكبد لتخترقها خلال 5 أيام وصولاً إلى النسيج الكبدي، والتجول ضمنه خلال فترةٍ تتراوح (8- 6) أسابيع.

ويستقر ضمن قنواته الصفراوية وصولاً إلى الشكل الناضج بعد شهرين من حدوث الإصابة، حيث يتمكن الشكل الناضج من البقاء على قيد الحياة من 3 إلى 5 سنوات ضمن النسيج الكبدي، أما في القنوات الصفراوية تستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة حتى 10 سنوات، وتستمر بإطراح البيوض مع البراز طيلة فترة حياتها ضمن كبد الثوي. [3]

الأعراض عند الإنسان والمُجْترات

1- عند الإنسان

تعدُّ الإمراضية أكثر تعقيداً بسبب إصابتها أعضاء حساسة أخرى، مثل: البنكرياس، والرئة، مسببةً آلاماً في الجزء الأيمن العلوي في المنطقة البطنية، وقد تنتهي بوفاة المريض، كما يعاني المريض من فقر دم، غثيان، إقياء، فقدان الوزن، وارتفاع في تراكيز إنزيمات متأثرة بكل من الغدة الكظرية والدرقية.

2- عند المُجْترات

عند رعي المُجْترات للأعشاب الموبوءة بالطور المعدي بكميةٍ كبيرة خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، نلاحظ حدوث حالات نفوقٍ نتيجة تليف الكبد وحدوث نزيف. أما في الشكل المزمن، فعند تناولها كمياتٍ أقل من الأعشاب الحاوية على الطور المعدي خلال فترةٍ زمنيةٍ كبيرة تستمر من عدة أسابيع حتى عدة أشهر مسبّبةً انخفاضاً في الوزن مع حدوث وذماتٍ في الرأس وتحت الفك السفلي، انخفاضاً في المناعة، رداء الصوف، وتشريحياً نجد تكلساً وتضخماً في القنوات الصفرواية، وتشكل رواسب بداخلها مع تليُّفٍ في النسيج الكبدي.

ما هو علاج المتورقة الكبدية؟

عند الطفل المصاب الذي يتجاوز عمره 6 سنوات، يتمُّ استعمال عقار تركلابندازول (Triclabendazole) بجرعتين بتركيز 10ميليغرام/ كيلوغرام وزن حي بفاصل 12 ساعة بين كل جرعة أو عبر استعمال (Nitazoxanide) بتركيز 500 ميليغرام مرتين يومياً بفاصل 12 ساعة لمدة أسبوع.

أما عند المُجْترات، فيتمّ استعمال عدة أنواع تساهم في القضاء عليها، مثل: (Clorsulon) 2 بالمئة بتآزرٍ مع (Ivermectin ،Albendazole) 10 ميليغرام /كيلو غرام وزن حي، كما توجد أدوية أخرى، مثل: رافوكسانيد (Rafoxanide)، نيتوبيمين (Netobimin)، تريكلابندازول (Triclabendazole)، أو كسيكلوزانيد (Oxyclozanide)، نيتروكسينيل (Nitroxinil). [4] [5]

كيفية الوقاية والسيطرة على المتورقة الكبدية

العمل على توعية المجتمعات البشرية، وخصوصاً المطاعم بضرورة تعقيم الخضار التي يتمّ تناولها نيئةً برمنغنات البوتاسيوم، أو عصير الليمون، أو الخل، أو الملح.

1- إدارة المراعي بشكلٍ منظمٍ من خلال إعطاء طارداتٍ  للديدان الكبدية بشكلٍ دوري خصوصاً في فصل الربيع، ومعالجة الحالات المصابة حفاظاً على الصحة العامة للمُجْترات، كما تلعب دوراً مهماً في الحدّ من نشر البيوض مع البراز في المناطق الجغرافية، خصوصاً في القطعان الرعوية، والالتزام بعدم الرعي في المناطق الموبوءة.

2- تعقيم مياه الشرب الحاوية على الطور المعدي بالغلي أما في الزراعة، يتمُّ تعقيمها بإضافة سلفات النحاس.

3- عدم تسميد التربة الزراعية بروث الحيوانات المصابة لاحتوائها على بيوضٍ تساهم في انتشار العامل الممرض.

4- اتباع استراتيجية في القضاء على الثوي الوسيط (الحلزون) لما له دور في تطور العامل الممرض، وبذلك يتمّ كسر حلقة العدوى.

5- تجفيف المستنقعات حيث تعدُّ البيئة المفضلة لنمو الحلزونات، وعدم السماح للمُجْترات بالرعي حولها. [6]

المراجع البحثية

1- CDC-Centers for Disease Control, & Prevention. (2010). Fasciola. Retrieved March 15, 2024

2- Sharbatkhori, M., Nasibi, S., Mohammadi, M. A., Aryaeipour, M., Raeghi, S., & Fasihi Harandi, M. (2023). Morphological and molecular characterization of Fasciola isolates from livestock in Golestan province, northern Iran. Veterinary Medicine and Science, 9(4), 1824–1832. Retrieved March 15, 2024

3- Gayo, V., Cancela, M., & Acosta, D. (2020). Maintenance of Life Cycle Stages of Fasciola hepatica in the Laboratory. In Methods in Molecular Biology (pp. 1–14). Springer US. Retrieved March 15, 2024

4- Marie, C., & Petri, W. A., Jr. (n.d.). Fascioliasis. MSD Manual Professional Edition. Retrieved March 15, 2024

5- Fasciola hepatica in Ruminants. (n.d.). MSD Veterinary Manual. Retrieved March 15, 2024

6- Rizwan, H. M., Sajid, M. S., Abbas, H., Ghazanfer, S., & Arshad, M. (2022). An Insight into Different Strategies for Control and Prophylaxis of Fasciolosis: A Review. Journal of Advances in International Veterinary Research, 4(1), 5. Retrieved March 15, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.