Skip links
طفلين يجلسان على الأرض ويلعبان بالألعاب

اللعب عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اللعب عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

للعب دورٌ هامٌّ وحيويٌّ في حياة الأطفال، فهو ليس مجرد نشاطٍ ترفيهي، بل هو وسيلةٌ للتعلم، والتطور الشامل، ووسيلةٌ طبيعيةٌ لاستكشاف العالم من حولهم، وتعلُّم المهارات الحياتية الأساسية.

ما هي أنواع الألعاب التي يمكن أن يمارسها الطفل؟

تتباين أنواع الألعاب عند الأطفال حسب مراحل نموهم، واهتماماتهم الشخصية، فهناك العديد من الأنواع التي قد تشمل ما يلي: [1]

1- اللعب التخيُّلي

يتميز بالاعتماد على خيال الطفل، وقدرته على خلق عوالم، وقصص، وأدوار وهمية، فهو يستند على قدرته على التصور، وتجسيد الأفكار، والمواقف الوهمية دون الحاجة إلى وجود أدواتٍ أو مواد محددة، فعندما يشارك الطفل في اللعب التخيُّلي يتحول إلى دورٍ مختلف أو شخصية.

ويتفاعل مع البيئة الوهمية التي يخلقها، فيلعب دور الأم، أو الأب، أو الطبيب، أو الشرطي، أو أي شخصيةٍ يتخيّلها، ويستخدم أدواتٍ بسيطة، مثل: ألعاب الدمى، أو الأشياء المنزلية، لتعزيز خياله، ويعتمد في الغالب على الخيال والتصور.

2- اللعب الحرّ

يُعتبر اللعب الحرُّ من أكثر أنواع اللعب شيوعاً عند الأطفال، ويشمل ذلك اللعب بالألعاب المختلفة، مثل: الكرات، والدمى، وألعاب البناء، والتلوين، ويتيح هذا النوع الفرصة لاستكشاف وتجربة الأشياء بطرقٍ مختلفة.

3- اللعب الاجتماعي

يتضمن اللعب الاجتماعي التفاعل مع الآخرين، واللعب مع الأصدقاء، أو الأشقاء في ألعابٍ جماعية، مثل: الاستعراضات، والمسابقات، والألعاب الرياضية.

4- اللعب الذهني

يتميز بالأنشطة التي تشجع التفكير الإبداعي والتحليلي، مثل: ألعاب الألغاز، والألعاب العقلية، والتحديات المعرفية.

ما هي أهمية اللعب عند الطفل؟

1- التطور العقلي

يتعلم الأطفال الكثير من خلال اللعب، فمن خلاله يتمكنون من تطوير مهارات التفكير الإبداعي، والتخيُّل، والاستنتاج، وحل المشكلات، ويمكنهم أيضاً تعلم المفاهيم الأساسية، مثل: الألوان، والأشكال، والأعداد من خلال الألعاب المناسبة.

2- التطور الاجتماعي والعاطفي

يساهم اللعب في تعزيز مهارات التواصل، والتعاون والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، فيتعلمون قواعد اللعب الاجتماعي، وكيفية التعامل مع الآخرين، وحلّ الصراعات، والتفاوض.

3- التطور الحركي

يساعد اللعب الحرّ والنشاط الجسدي على تنمية القوة العضلية، والمهارات الحركية الكبرى والدقيقة لدى الأطفال، مثل: التوازن، والتنسيق، والمرونة، وتطوير مهارات الحركة الدقيقة، مثل: الكتابة، والرسم.

4- التخفيف من التوتر وتعزيز السعادة

يعمل اللعب كوسيلةٍ لتخفيف التوتر والضغط النفسي عند الأطفال، حيث يمكن للعب أن يكون مصدراً للمرح، والسعادة، والاسترخاء، ويساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم، وإطلاق العنان لمشاعرهم الإيجابية.

5- تطوير المهارات الحياتية

من خلال اللعب، يتعلم الأطفال مجموعةً متنوعةً من المهارات الحياتية، مثل: التنظيم، وإدارة الوقت، واتخاذ القرارات، والمسؤولية، ويمكنهم أيضاً تجربة الأدوار المختلفة، واستكشاف هواياتهم، واهتماماتهم المستقبلية.

بشكل عام، يُعزّز اللعب نموَّ الطفل الشامل من النواحي العقلية، والاجتماعية، والعاطفية، والجسدية، وهو وسيلةٌ فعّالةٌ للتعلم والتطور، ويساعده على بناء أسسٍ صحيةٍ لحياةٍ مستقبلية ناجحة وسعيدة. [1]

ما هي عدد ساعات اللعب الكافية للطفل خلال اليوم؟

عدد ساعات اللعب الكافية للطفل تعتمد على عمره، واحتياجاته الشخصية، وهناك توصياتٌ عامة لعدد ساعات اللعب التي يمكن أن يستفيد منها الأطفال يومياً، وفيما يلي بعض الإرشادات العامة: [2]

1- الرضّع (تحت سن السنتين)

يحتاج الرضّع إلى وقتٍ للعب، والتفاعل مع المحيط، لذلك يُنصح بتوفير ما بين 30 دقيقة إلى ساعةٍ واحدة من الوقت للعب الحرّ، والتفاعل مع الألعاب المناسبة لعمرهم.

2- الأطفال الصغار (من 2 إلى 5 سنوات)

يُنصح بتخصيص ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات من الوقت للعب، والاستكشاف، والتفاعل الاجتماعي يومياً، ويمكن تقسيم هذه الفترة على مدار اليوم لتشمل أنواعاً مختلفةً من الألعاب والأنشطة.

3- الأطفال الأكبر سناً (من 6 إلى 12 سنة)

يُنصح بتخصيص ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعاتٍ من الوقت للعب والأنشطة المناسبة لعمرهم، ويمكن توزيع هذه الفترة خلال اليوم لتشمل اللعب الخارجي، والألعاب الرياضية، والأنشطة الإبداعية، والترفيهية.

ومع ذلك، يجب أن يتمَّ توازن وقت اللعب مع الأنشطة الأخرى المهمّة، مثل: النوم الكافي، والوقت المخصص للتعلم، والواجبات المدرسية، ووقت العائلة، بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة احتياجات الطفل الفردية، ومستوى طاقته وتفضيلاته.

متى يمكن أن يكون اللعب ضاراً على الطفل؟

على الرغم من أن اللعب هو جزءٌ مهمٌّ من نمو وتطور الطفل، إلا أن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يكون فيها اللعب ضاراً على الطفل، وفيما يلي بعض الحالات التي يجب مراعاتها: [2]

1- الإفراط في اللعب

عندما يقضي الطفل ساعاتٍ طويلةً جداً في اللعب دون أخذ فترات راحةٍ مناسبة، فقد يؤثر ذلك على صحته العامة، ويتسبّب في الإجهاد الزائد، وقلة النوم.

2- الألعاب غير المناسبة للعمر

إذا ما قُدِّم للطفل ألعاب تتجاوز قدراته وفهمه العقلي، فقد يشعر بالإحباط، والتوتر، ويكون ذلك ضاراً على نموه العاطفي والتنموي.

3- الألعاب العنيفة أو ذات المحتوى غير المناسب

يجب تجنُّب تقديم الألعاب التي تحتوي على عنفٍ مفرطٍ أو محتوىً غير مناسبٍ لعمر الطفل، حيث يمكن أن تؤثر سلباً على سلوكه.

4- الإدمان على الألعاب الإلكترونية

عندما تكون اللعبة الإلكترونية أو الشاشة الرقمية المفضلة هي الأولوية الرئيسية للطفل، ويصبح صعباً عليه الانفصال عنها، فيؤدي ذلك إلى تأثر سلوكه وعلاقاته الاجتماعية، لذا يجب مراقبة وقت استخدام الشاشات للعب الإلكتروني، وتوفير التوازن بين اللعب والأنشطة الأخرى.

يُعتبر اللعب أحد الحقوق الأساسية للطفل، ويجب أن يتمكن كل طفل من الاستمتاع بوقت اللعب، والاستفادة من فوائده المتعددة، فهو وسيلةٌ فعالةٌ للتعلم، والتطور الشامل للأطفال، ويجب على الآباء والمربين تشجيع أطفالهم، وتوفير البيئة المناسبة للعب الإبداعي والمفيد.

المراجع البحثية

1- Elkind, D. (2007). Power of play, the: Learning what comes naturally. Da Capo Press. Retrieved November 18, 2023

2- Brown, S. (2010). Play: How it shapes the brain, opens the imagination, and invigorates the soul. Scribe Publications. Retrieved November 18, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.